بيان من اتحاد كتَّاب مصر


أصدر اتحاد كتَّاب مصر بيانا أدان فيه الأحداث المؤسفة ، التى أعقبت مباراتى كرة القدم بين منتخبىِّ مصر والجزائر ، فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم ( جنوب أفريقيا 2010 ) .. وقد قال الإتحاد فى بيانه الذى وُزِّعَ على الأعضاء مع نشرته الشهرية :


بيان من اتحاد كتَّاب مصر
حول ما حدث فى مباراتى مصر والجزائر


( يأسف اتحاد كتَّاب مصر لما وقع من أحداث ومشاحنات فى مباراتى الجزائر ومصر ، ويرى أن ما حدث لا يعبر من قريب أو بعيد عن تاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين ، ويدين الشحن الإعلامى الزائد للجمهور ، وتقديم معلومات خاطئة لإثارة الرأى العام ، وتحويل حدث رياضى عابر إلى مناسبة لزرع الفتنة وإثارة الفرقة وتبادل الإتهامات .

إن اتحاد كتَّاب مصر يناشد كل الأطراف ألا يخلطوا فى العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات ، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربى المعتمد على التاريخ الواحد والعمل المشترك ، إن أدباء وكتاب مصر أعضاء الإتحاد وهم يستشعرون الخطر المتربص بالأمة العربية إنما يحذرون من الإنسياق إلى اتخاذ مواقف انفعالية يمكن أن توسع الفجوة بين الشعبين ، لأن الصراع والشقاق بين مصر والجزائر لا يخدم سوى أعداء هذه الأمة .

إن ما يحدث فى فلسطين المحتلة ، والعراق ، ودار فور ، والصومال ، وتهديد لبنان ، واستمرار الجولان فى أيدى اسرائيل منذ عام 1967 م حتى الآن ، والصراع الدائر على أرض اليمن ، كل هذا يؤكد أننا لانحتمل بؤرة جديدة للصراع يخلقها العرب فيما بينهم وبأيديهم .

إن هناك من القوى الخارجية التى تدفع بالأمة العربية دفعا إلى الصراع العربى / العربى ، وعلينا أن ننتبه لهذا ولا ننساق لتنفيذ مخططات العدو تحت ضغط الإنفعال ، وأن نهتدى دائما فى علاقاتنا الثنائية بتضامن مصر مع الجزائر فى حرب التحرير ، وتضامن الجزائر مع مصر فى حرب أكتوبر ، متذكرين الحديث النبوى الشريف الذى يقول : { المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا } .

إننا نناشد المصريين والجزائريين شعبا وحكومة وأجهزة إعلام ؛ أن يتمسكوا بالحكمة وأن يُعملوا العقل ، وأن يكون الأدباء والمثقفين طليعة لغيرهم بدلا من الإنسياق وراء الإنفعالات واتخاذ القرارات العصبية ، ونطالب باتخاذ الخطوات الجادة لمنع تكرار تلك الأحداث المؤسفة ، وأن تقوم كل حكومة بمحاسبة المخطئين بالقانون ، وذلك حرصا على المصير المشترك وعلى الوحدة العربية التى ستظل دائما هى طريقنا للغد ) .