بداية

غريبة هي دقات الساعة تارة كئيبة مملة تارة أخرى صاخبة سريعة.. الروح السقيمة تهدهدها الدقات..تتناغم مع دقات قلبها الشيء الوحيد الذي ينبئها بأنها على قيد الحياة ..فعلا قيد الحياة..متى بدأت تحس أن الحياة قيد حقيقيا يربطها بعالم لا تنتمي إليه بأي حال من الأحوال..يوم أخر يمر ولا شيء يتغير الكرة الأرضية تدور حول نفسها فتنسخ اليوم من الأمس والغد من اليوم..حزن عجيب يتسلل إلى روحها..لا تعرف من أين أتى وكيف ينمو بداخلها يتغذى على سعادتها التي تذبل يوما بعد يوم..اعتادت أن تنسى أحزانها بالاندماج وسط الآخرين..واليوم ذهب الجميع هي فقط هنا ظل جماد مهمل على الحائط...حتى الهاتف حرمها دفء رنينه...قلبت في أوراقها القديمة... قصاصات الورق التي احتفظت بها..كلمات كتبتها ثم نسيتها..سقطت في يدها ورقة.. مخلفات من روحها الثورية القديمة تقول فيها لابد أن تنبع سعادة الإنسان من داخله..تعيسا هو من يترك سعادته في أيدي الآخرين..هزتها عبارتها نفضت عنها غبار أيام عاصفة..توكأت عليها لتنهض وتبدأ حياة جديدة.