صفحة 14 من 97 الأولىالأولى ... 4 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 24 64 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 157 إلى 168 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #157 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    قافلة الحبر
    الرحالة الغريبون إلى الجزيرة
    *تأليف: سمير عطا الله
    *الطبعة الأولى - دار الساقي، بيروت - لبنان: 1994- 348 صفحة.


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #158 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الطريق إلى مكة
    *تأليف: محمد أسد
    *ترجمة: رفعت علي
    الطبعة الأولى - مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الرياض - السعودية: 2004- 504 صفحة.


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #159 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين
    *تأليف: ألبرخت زيمه
    *ترجمة: غازي شنيك
    *الطبعة الأولى- مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الرياض - السعودية: 1999- ج 1.


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #160 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    سلطانة في نيويورك
    أولى رحلات الأسطول العماني
    *تأليف: هرمان إيلتس
    *الطبعة الرابعة - وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط - سلطنة عمان: 1994- 113 صفحة (تراثنا - العدد 5).


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #161 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    *رحلة ابن بطوطة
    شرح: طلال حرب
    الطبعة الأولى - دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان:1994، 815 صفحة.
    *رحلة ابن بطوطة
    الطبعة الأولى - دار النفائس للطباعة، بيروت - لبنان: 1997- 749 صفحة.

    *رحلة ابن بطوطة، أو تحفة النظار في غرائب ...
    *تأليف: ابن بطوطة
    *اعتناء: درويش الجويدي
    *الطبعة الأولى - المكتبة العصرية، صيدا - لبنان: 2003- 2 مج في1.

    *رحلة ابن بطوطة الجديدة
    *تأليف: عبد الرحمن مودن
    *الطبعة الأولى- دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب :1998. - 103 صفحة.

    *رحلة ابن جبير
    *الطبعة الأولى - دار ومكتبة الهلال، بيروت - لبنان: 1981 - 287 صفحة (أدب الرحلات).

    *الرحلة الحجازية
    *تأليف: أوليا حلبي
    *ترجمة: الصفصافي المرسي
    *الطبعة الأولى - دار الآفاق العربية، القاهرة، مصر: 1999. - 301 صفحة.
    *رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى أوربا.
    *تأليف: سعيد المغيري
    *الطبعة الأولى - وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط - سلطنة عمان: 1985. - 119 صفحة.
    *رحلة السندباد
    *تأليف: تيم سفرن
    *ترجمة: سامي عزيز
    *الطبعة الأولى - وزارة التراث القومي و الثقافة، عمان - سلطنة عمان: 1985- 316 صفحة.

    *رحلة الشيخ الطنطاوي إلى البلاد الروسية، أو تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا.
    *تحرير: محمد عيسى صالحية
    *الطبعة الأولى - مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان: 1992- 264 صفحة.

    *رحلة العبدري
    *تأليف: العبدري
    *الطبعة الأولى- دار سعد الدين، دمشق، سوريا: 1999 - 728 صفحة.

    *رحلة إلى العربية السعيدة عبر المحيط الشرقي...
    *تأليف: دي لاروك
    *ترجمة: صالح علي
    *الطبعة الأولى- المجمع الثقافي، أبو ظبي - الإمارات: 1999. - 218 صفحة.

    *الرحلة اليابانية
    *تأليف: علي الجرجاوي
    *تعليق: سمير ابراهيم. - *الطبعة الأولى- مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان: 1996- 194 صفحة.

    *رحلة طبيب في الجزيرة العربية
    *تأليف: هاريسون
    *الطبعة الأولى- وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط - سلطنة عمان: 1986- 114 صفحة.

    * رحلة فتح الله الصايغ الحلبي إلى بادية الشام وصحارى العراق والجزيرة
    *تحقيق: يوسف شلحد
    *الطبعة الأولى- دار طلاس للدراسات والترجمة دمشق، سوريا: 1994. - 348 صفحة.

    *رحلة إلى الهند
    *تأليف: ماراثنا سيوس نوري
    *تحرير: نوري الجراح
    *الطبعة الأولى- المؤسسة العربية للدراسات، بيروت - لبنان: 2003- 160 صفحة - (ارتياد الآفاق).

    د. أبو شامة المغربي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 09/01/2007 الساعة 07:14 AM

    رد مع اقتباس  
     

  6. #162 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    السودان وإفريقيا في مدونات الرحالة
    تأليف: مجموعة من المؤلفين
    *الكتاب:
    السودان وإفريقيا في مدونات رحالة من الشرق والغرب. *الناشر:
    دار السويدي للنشر أبوظبي 2006
    *الصفحات:
    722 صفحة من القطع الكبير.
    بعد أن ظل أدب الرحلة العربي بعيدا عن اهتمام الباحثين والقراء العرب زمنا طويلا جاء البحث فيه أكثر منهجية بسبب توفر الكثير من مناهج القراءة الحديثة ما أعاد الاعتبار إلى هذا الأدب من خلال التعريف به والكشف عن قيمته الأدبية والتاريخية والجغرافية والفكرية وما قدمه من فهم للآخر، وللذات وقدمه من معلومات هامة تتعلق بالبلاد التي زارها الرحالة، وتعرفوا إليها.
    وفي إطار هذا المشروع صدر كتاب ضخم حديثاً يتضمن الأبحاث والدراسات التي قدمت في ندوة الرحالة العرب والمسلمين التي أقيمت في الخرطوم مؤخرا وشارك فيها أكثر من خمسين باحثا عربيا من السودان والمغرب والجزائر وسوريا وحمل الكتاب عنوان السودان وإفريقيا في مدونات رحالة الشرق.
    وقد توزعت أبحاث الكتاب على سبعة محاور ومقدمة وبيبلوغرافيا مختارة للرحلة من السودان وإليه وتأتي هذه الأبحاث استكمالاً لما بدأه المركز من محاولة لرسم الطريق الذي سلكه الرحالة العرب ابتداء من المغرب والجزائر ونزولا حتى مصر والسودان ومن ثم باتجاه أرض السواد وبلاد الشام وتركيا وإيران وآسيا الوسطى والهند والصين.
    حمل المحور الأول للكتاب عنوان السودان في مدونات الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين وقد تضمن هذا المحور خمسة أبحاث تناولت أخبار إقليم النوبة والبجة في مصنفات الجغرافيين العرب كاليعقوبي وابن الفقيه والمسعودي وابن حوقل خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين وفي مصنفات الرحالة المسلمين الذين عملوا على التعريف بالأمصار من خلال نموذج السودان، إضافة إلى قراءة في مدلولات العهد الذي قدمه عبد الله بن السرح أحد الصحابة الذين هاجروا مع الرسول لعظيم إقليم النوبة، ودراسة سرديات رحلة العبور التاريخية وأسلمة سلطنة الفونج في القرن السادس عشر الميلادي وتناول المحور الثاني طرق الحجاج والعلماء والمتصوفة وأخطارها من خلال دراسة بنية النص ومنطق القص في رحلة الجنكي ودراسة سرديات رحلات العبور التاريخية في القرن السادس عشر للكشف عن أثر بعض تنويعات الرحالة والتجار على التاريخ الإسلامي والتاريخ الشعبي، إضافة إلى بحث يتناول موضوع الماء بين الحقيقة والرمز في رحلات الحج المغربية وصولا إلى المراحل المتأخرة من تلك الرحلات التي قام بها الرحالة المغاربة في مرحلة الحماية الفرنسية للمغرب.
    أما المحور الثالث من الكتاب فحمل عنوان السودان وإفريقيا في مدونات رحالة شمال إفريقيا وقد ركزت الأبحاث المشاركة فيه على محطات التواصل الثقافي بين المغرب والسودان من خلال علامات ونصوص الرحلات إلى حواضر السودان لاستطلاع القسم الشرقي منه انطلاقا من ميناء عيذاب على البحر الأحمر، كما تناول الباحثون تجليات رباط التثاقف والوصال بين المشرق وإفريقيا كما ظهر ذلك في الرحلات الشناقطية إضافة إلى دراسة أثر الصوفية وحركتها في تأسيس النص الرحلي عبر السودان لاسيما بينه وبين الشمال الإفريقي والمدن السودانية في كتابات الرحالة المسلمين والعرب خلال الفترة الممتدة من نهاية القرن الهجري الثالث وحتى القرن التاسع حيث اعتمدت الدراسة على التوثيق وإثبات النصوص من مصادرها ومن ثم تقديم الملاحظات التحليلية للنص أو التحليل المقارن مع غيره من النصوص وبيان مدى صلة النص بالواقع ودلالة ذلك في هذا السياق.
    وضم المحور الرابع الذي حمل عنوان نهر النيل بحثين تناول الأول منهما حضور النيل الواسع في كتابات الرحالة العرب والمسلمين سواء في الكتابات القديمة أو الحديثة حيث يرد أول ذكر لنهر النيل في كتابات المؤرخ هيرودوت ، ثم جاءت كتابات اليعقوبي وابن الفقيه والمسعودي وابن حوقل والمقريزي وابن خلدون وغيرهم فقدمت وصفا لنهر النيل من منبعه وحتى مصبه وتحدث البحث الثاني عن أقدم محاولة علمية شرقية لاستكشاف منابع النيل من قبل البعثة التي أرسلها محمد علي باشا إلى أعالي النيل الأبيض.
    المحور الخامس حمل عنوان السودان لدى الآخر الشرقي والآخر الغربي وتضمن خمس دراسات اتخذت الدراسة الأولى من رحلة حنون في القرن الخامس قبل الميلاد باعتبارها كانت بمثابة صلة الوصل بين قرطاجة واللوبيين هدفا للبحث عن حقيقة الرحلة عبر البحث في المصادر الإغريقية والمعطيات التاريخية التي قدمتها مع تسجيل النص الحرفي لهذه الرحلة، وتناولت الدراسة الثانية الأرمادا الصينية في سواحل إفريقيا والعلاقات الصينية الإفريقية، كما تكشف عنها الرحلات الصينية الكثيرة إلى سواحل تلك البلاد في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد واهتمت الدراسات الأخرى بالبحث في دور الرحالة العرب والمسلمين في الكشوفات الأثرية في السودان وصورة بلاد النوبة والسودان كما وردت في سفر نامه عند الكاتب الفارسي ناصر خسرو الذي ذهب في رحلة الحج إلى الديار المقدسة ومنها إلى السودان.
    ومصر حيث سجل في رحلة الحج هذه مشاهداته في تلك البلاد، والدراسة الأخيرة في هذا المحور تناولت علاقة الرحالة الألمان بالسودان كما تجلت في رحلة ألفريد إدموند بريمالدي عبر مصر باتجاه إقليم كردفان في السودان وعاد منها إلى الخرطوم عبر نهر النيل.
    المحور السادس تركزت بحوثه السبعة على دراسة مجالات واسعة مما قدمته الرحلات إلى إقليم السودان في مجال دراسة الملامح الإثنوغرافية والثقافية القديمة والحديثة فتناولت الدراسة الأولى النص وخطاب الهوية من خلال ثلاثة منظورات يناقش المنظور الأول منها طبيعة التجنيس وانتماء النص الرحلي إلى حقول تعبيرية مختلفة، ويتناول المنظور الثاني تجلي الذات والآخر في هذا النص، أما المنظور الأخير فيركز على دراسة خطاب الهوية في رسالة بنى فضلان وتبحث الدراسة الثانية في بناء نص الرحلة عند ابن بطوطة الذي كان مفتونا بالحكي عن الغريب والعجيب والمدهش وشعرنة الخطاب وأسطرة الفضاء عبر توسيع دائرة الخيال مما جعل الإتحاف والإغراب أهم عناصر بناء الرحلة وتتناول الدراسة الثالثة ملامح السيرة الذاتية في رحلة "نُفاضة الجراب" للسان الدين بن الخطيب، حيث يسعى الباحث إلى دراسة أدبية النص ومدلولاته في حين تتناول الدراسة التالية كتاب "التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا".
    والكشف عن المرامي من وراء هذا الكتاب عبر دراسة دلالات العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية والمحكيات الرحلية العارية من العنونة حيث يستخدم الباحث المناهج النقدية الحديثة في دراسة موقع السارد في نص الرحلة وعلاقة المكون الخطابي للرحلة بالافتتاحية، وتحاول الدراسة الخامسة البحث في المعلومات والمشاهدات التي تضمنتها رحلة المؤرخ والسفير المغربي محمد بن عثمان المكناسي إلى إسطنبول في عهد الدولة العثمانية والتي انتقل فيها بين دمشق والحجاز مما ساعده في تقديم صورة واسعة عن أحوال الولايات العربية في تلك المرحلة.
    وفي دراسة أخرى تتناول أقدم مشروع نهضوي عربي للأمير فخر الدين المعني الثاني الذي قام برحلة إلى إيطاليا وتعد أقدم نص قدم وصفا لجوانب مهمة من مدنية الغرب في مطلع القرن السابع عشر حاول الباحث في هذه الدراسة البحث في علاقة المؤلف بالنص والمسار الذي اتخذته الرحلة إلى ايطاليا ومنها إلى صقلية، أما البحث الأخير الذي قدمه حفيد الكواكبي فيتناول علاقة جده الإنسانية والاجتماعية بالطفلة السودانية حجاب النور التي كانت تعمل عند صاحب أسرة كان يضطهدها ما دفع بعبد الرحمن الكوكبي إلى تحريرها من سلطة الرجل واستقدامها إلى بيته لكي تعيش معهم. وفي محور جديد حمل عنوان علامات: نصوص وقراءات يبرز الاهتمام بأدبية النص من حيث الحوافز التي دعت الرحالة محمد بن عمر التونسي إلى كتابة رحلته التي قام بها إلى إقليم دارفور في السودان في القرن التاسع عشر، وسماها "تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان".
    كما تتناول الدراسة الأولى تنوع مستويات السرد وأشكال الكتابة في هذه الرحلة والمصادر التي اعتمد عليها صاحب الرحلة في تدوينها إضافة إلى دراسة منهج الكتاب الذي يتحدث عنه المؤلف في بداية الكتاب وكذلك دور العنونة في الكشف عن رؤيته إلى العالم الذي زاره وتجليات حركة زمن السرد ومدلولات المكان والوظائف التي يقوم بها أدب الرحلة، وتبحث الدراسة التالية في نصوص اكتشاف السودان من قبل الرحالة المصريين في بداية القرن الماضي أمثال محمد حسنين هيكل ومحمد حسين مخلوف ومحمد شاهين وقبلهم رفاعة الطهطاوي الذي اختلفت رحلته إلى السودان عن رحلته إلى باريس إذ لم يكن مهتما بالسودان قدر اهتمامه بالقدر الذي أوصله إلى أرض السودان والظلم الذي لحق به جراء المؤامرة التي حيكت ضده ويرى الباحث في هذا الصدد أن السودان كانت هي الفضاء الذي يمكن للكاتب المصري فيه أن يحدد هويته ونفسه طبقا للفضاء الفرعوني، وقد حاول محمد حسنين هيكل في كتاب رحلته أن يكشف عن الكثير من الصور النمطية الشائعة عن السودان في مصر فحاول أن يكشف عن زيفها وقد عمل الباحث على تتبع الاختلافات في سير الرحلات التي قام بها المثقفون المصريون.
    وتتناول دراسة أخرى البعد الأنثروبولوجي في رحلة الشيخ محمد بن علي بن زين العابدين إلى السودان ومحاولة التفريق بين النص الذي تقدمه ونص رحلة "تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد الغرب والسودان".
    ثم تحاول دراسة منهج التأليف في هذا الكتاب وما قدمه من وصف كامل لكل ما شاهده في هذه الرحلة لا سيما المتعلق بوصف عمليات الخصاء والعري الموجود في إقليم دارفور ونظام العبودية القائم هناك وكذلك عادات النساء وطقوس الزواج وهذا ما جعل الالتباس في حقيقة المؤلف قائما لأن محمد بن عمر التونسي في رحلة تشحيذ الأذهان يعتمد نفس الطريقة في وصف إقليم الفور الذي يتحدث عنه هذا الكتاب أيضا، لا سيما ما يتعلق بوصف طقوس السحر وأكلة لحوم البشر، لكنه يتجاوز الكتاب السابق من حيث الحديث عن بدايات احتكاك السودان مع طلائع المستكشفين الأوروبيين وما أدخلوه من تقنية حديثة إلى تلك البلاد.
    وتتناول دراسة أخرى المكان وكائناته كما يشكلهم وعي الرحالة من خلال ما كتابين كتبهما رحالتين مصريين في مطلع القرن العشرين هما محمد بك حسنين هيكل الذي زار السودان كصحافي ضمن الوفد الذي حضر افتتاح خزان سنار ومحمد حسين مخلوف الذي قام بمرافقة علي ماهر باشا في زيارته إلى السودان ففي هاتين الرحلتين يظهر التباين والاختلاف كما ظهر في الرؤية التي يقدمها كل منهما إلى المكان في علاقته بالبشر، ولعل العنوان الذي وضعه كل منهما إلى رحلته يكشف عن هذا الاختلاف إذ كان العنوان وفصول الكتاب الأخير مهتمة بالتركيز على شخصية علي ماهر رئيس وزراء مصر آنذاك أكثر من الاهتمام بوصف المكان وما يولده من مشاعر وتداعيات ولذلك يقوم الباحث بعرض موضوعات كل من الرحلتين والمقارنة فيما بينهما.
    القسم الأخير من الكتاب تضمن بيبلوغرافيا مختارة لأدب الرحلة في السودان تتضمن إشارات لكل ما كتب عن السودان ونشر على شكل كتب أو كتيب أو مقالات نشرت في بعض الدوريات إضافة إلى المؤلفات التراثية العربية التي تحدثت عن السودان تاريخيا أو جغرافيا وهي تشكل مرجعا مهما للبحث في جغرافية وتاريخ السودان كما تضمن الكتاب ببليوغرافيا باللغة الانجليزية يمنها أن تمد الباحث الأجنبي والعربي بالمراجع الغربية حول أدب الرحلة الذي كتب عن السودان.
    أحلام سليمان


    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  7. #163 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    (...لا بد من الإشارة الى أن أدب الرحلات في الأدب العراقي يكاد يكون مفقوداً وربما لنا من الأسباب ما كان معروفاً، فالذائقة الأدبية العراقية لم تعتد هذا النوع الأدبي القديم/ الجديد، ولم تمارس كتابته إما تعالياً عليه أو جهلاً بأهميته وقد يحضرني الآن كتاب (ألف ميل بين الغابات) للراحل محمد شمسي فهو الوحيد الذي سجل رحلته الى أفريقيا في كتاب لم يلقَ الصدى النقدي الكافي في وقته، بسبب غرابة هذا (النوع) الأدبي الذي لم تستسغه الذائقة الأدبية عقوداً طويلة، وحتى كتاب (رماد الدرويش) لحسب الشيخ جعفر لم يقف على فكرة تدوين المشاهدات الميدانية، ورصد الجغرافية ومعاينة السكان، ورصد آثارهم وطقوسهم وعمرانهم والإشتغال على تاريخية المكان ... وهنا ألفت عناية أدبائنا إلى ضرورة الاهتمام بهذا النوع الأدبي الذي يشتغل عليه كتّاب، وأكاديميون، وسفراء كثيرون في العالم، وتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسة نشطة لتبني هذا النوع من الكتابات وهي : "مشروع ارتياد الآفاق" التي أصدرت أكثر من سلسلة لا سيما سلسلة الرحلة العربية الحديثة التي ينفذها أدباء عرب وتهدف إلى احتضان النصوص الحديثة في أدب الرحلة العربي وتشجيع المؤلفين على مقاربة هذا اللون من الأدب القائم على الخبرات الشخصية في العلاقة مع المكان والحركة عبره والإطلال على الطبيعة والمجتمعات والعمران والتاريخ، وقد فاز في دورة العام الماضي لمشروع ارتياد الآفاق الروائي علي بدر عن رحلاته إلى إسطنبول وإيران وأثينا كما فاز الشاعر شاكر لعيبي أيضاً بتحقيقه لأحد النصوص في أدب الرحلات العربية القديمة...).
    وارد بدر السالم
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  8. #164 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    في رحاب المعهد العربي في

    باريس
    استأثر أدب الرحلات باهتمام كثير من طبقات مثقفي العالم قديماً وحديثاً وعني به أعلام بارزون عبر مراحل التاريخ والرحلات من أوسع أبواب المعرفة والثقافة الإنسانية لكشف المجهول والوصول إلى الغاية ومعرفة الحقيقة والاطلاع على المعالم والآثار والاستمتاع بمشاهد التاريخ ومعالم الحضارات ومظاهر الحياة وما تزخر به من جبال ووهاد وبحار وأنهار وأنساب ونبات ولقد تيسر السفر والانتقال في هذا العصر واستطاعت وسائل الإعلام بتقنياتها الهائلة أن تجعل من العالم قرية كونية صغيرة وكتاباً مفتوحاً لأغلب شعوب الأرض ومازالت الرحلات إلى يومنا هذا مصدراً للتعرف على أحوال الأمم وثقافات الشعوب، والرحلات مصدراً للمؤرخ والجغرافي وعالم الاجتماع، ولقد عني أسلافنا بهذا الجانب وكانوا رواده وأربابه، وفي صيف هذا العام قمت برحلة إلى فرنسا وهي بلاد حافلة بالمعالم الشهيرة والمتاحف والمكتبات ومؤسسات الثقافة ودور الفنون والجامعات والمباني التاريخية وبها نهر السين ذي الثلاثين جسراً، وينفرد كل منها بجماله وأناقته الأخاذة، وقصر اللوفر الذي يحتوي على مجموعة من أثمن كنوز العالم على الإطلاق بالرغم من القرون الثمانية التي عاشها فقد حافظ على تناسق رائع كقلعة حصينة بناها فيليب أوغست عام 1190م وكذا قصر فرساي الساحر والمفعم بالأبهة والجمال والبناء المزين بالرخام والذهب والكريستال ويتسع المجال لواردات الاسترسال في الحديث عن ذلك ولكن سأكتفي بالحديث عما حرصت على زيارته والاهتمام به مثل مكتبة باريس الوطنية ومعهد العالم العربي في باريس.
    لقد اتصلت بالصديق عبد الرحمن الشبيلي في باريس، وطلبت منه أن يمهد لي زيارة هذه المؤسسة الثقافية فقام مشكوراً بترتيب ذلك وذهبنا سوية إلى مقر المعهد الواقع في أفخم أحياء باريس وقد نقشت هذه العبارة على مدخله «قيمة كل امرئ ما يحسنه» للإمام علي بن أبــــــــي طالب، رضي الله عنه، وكان في استقبالنا سعادة مدير المعهد الدكتور مختار بن دياب من الجزائر الذي رحب بهذه الزيارة ووجدنا منه كل حفاوة وتقدير ثم استدعى كلا من مدير المكتبة الأستاذ عدنان الشافعي، ومديرة المتحف وهي سيدة فرنسية للقيام معهما بجولة على أرجاء المعهد.
    لقد تم بناء معهد العالم العربي في قلب باريس على أيدي عدد من المهندسين المعماريين وشارك أحد المهندسين السعوديين في ذلك. ولقد استوحي في تصميمه أسلوب العمارة العربية الإسلامية أن كلاً من الصحن في قلب المبنى وقاعة الأعمدة تذكر بالمسجد الجامع بقرطبة وبرج الكتب في صدر المكتبة الذي يستوحي المأذنة الشهيرة في سامراء بالعراق والواقع أن جملة مبانيه عبارة عن عناصر تذكر بالعمارة العربية الإسلامية كما أن الصعود بين طوابقه من خلال مصاعد شفافة كما أن الثقافة الغربية شديدة الحضور في أكثر معانيها من خلال الأشكال والفضاءات واختيار المواد التي يهمين فيها الزجاج والفولاذ والأنوار والظلال والمعهد محاذ لضفة نهر السين ويواجه جزيرة "سان لويس" التي يطل سطحها على منظر شديد الجمال كما أن الواجهة الجنوبية تؤلف شاشة تعكس باريس الحديثة.
    ويعد المعهد مكان حوار بين الثقافتين العربية والغربية فهو مؤسسة ثقافية لتطوير وتعميق دراسة ومعرفة وفهم العالم العربي ولغته وحضارته وجهده في التنمية وتشجيع المبادلات الثقافية والتواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي ولاسيما في مجال العلوم والتقنية والإسهام في تطوير العلاقات بين العالم العربي وأوربا.
    وخلال زيارتنا للمتحف شاهدنا مجموعة من التحف التاريخية يمكنها أن تسهم في فهم تاريخ العالم العربي في جوانبه المختلفة وهناك قطع أثرية من بعض الأقطار العربية وقد شاهدت عدداً من الزوار يتأملونها ويستفسرون عن تاريخها.
    كان معنا في زيارة المكتبة مديرها الأستاذ عدنان الشافعي وقد شرح لنا عن المكتبة ونشاطها حيث تحتل ثلاث قاعات على ثلاثة طوابق تستقبل يومياً أكثر من 600 قارئ وتشتمل على 150 مكاناً للجلوس وعلى فضاء مخصص لقراءة الصحف وعلى 15 جهازاً للاستعلام والإنترنت وثمانية لبنوك معلومات المكتبة.
    وتضم كذلك 85000 ألف مجلد نصفها باللغة العربية ونصفها باللغات الغربية وخاصة الفرنسية وسألته عما تتناوله هذه الكتب فقال عن الدين والأدب والتاريخ والفلسفة وعلوم اللغة والعلوم الاجتماعية في العالم العربي.
    كما تضم 1500 دورية مع 3200 مقالة مفهرسة وكذلك 40 صحيفة يومية أو مجلة أسبوعية وسألته عما تنشره المكتبة فأفاد ببليوغرافيا وملفات وثائقية وعدة كتب آخرها «الحصان العربي من الأمس إلى اليوم» وخمسون عملاً من روائع الأدب العربي، الأمير عبد القادر الجزائري، الأدب الفلسطيني المعاصر وغيرها.
    كما يقام معرض الكتاب العربي الأوروبي على باحة مبنى المعهد كل عامين وتجتمع 250 دار نشر عربية وفرنسية وأوروبية لتقديم آخر منشوراتها في مجال الثقافة والحضارة العربية.
    وهناك في المعهد منوعات من النشاطات والمعارض والمسيات والندوات الأدبية والمؤتمرات ومجلة ثقافية فصلية باسم «قنطرة» تهدف إلى بناء جسر بين العالمين العربي والأوروبي.
    ويستقبل كرسي المعهد كل ثلاثاء شخصيات عربية أو فرنسية أو أوروبية من مستوى رفيع بإلقاء سلسلة من المحاضرات تهدف إلى تقديم دراسة في مجال تاريخ ومجتمع وثقافة العالم العربي ويتم نشر هذه المحاضرات ضمن سلسلة «كرسي معهد العالم العربي».
    وهناك المقهى الأدبي الذي يوجد كل يوم أربعاء وخميس في المعهد حيث تعقد ندوات حول مختلف الموضوعات بحضور مؤلف يدعى بمناسبة صدور كتاب أخير له وبعد أن أمضينا عدة ساعات في رحاب هذا الصرح العربي الشامخ أحسسنا أننا في حاجة إلى الراحة حيث توجهنا نحو قاعة الطعام في المعهد وتناولنا طعام الغذاء ثم شكرنا المسؤولين في المعهد الذين غمرونا بلطفهم وأضفوا علينا من بشاشتهم وكرم أخلاقهم حيث سررنا برؤية هذا المعهد في قلب عاصمة الثقافة والفنون.
    هذه لمحات بما علق في الذاكرة من معلومات.



    د. أبو شامة المغربي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 09/01/2007 الساعة 07:09 AM

    رد مع اقتباس  
     

  9. #165 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    توزيع جوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي
    محمد أحمد السويدي
    أسس الجائزة باسم "ارتياد الآفاق"
    (الجزيرة)
    يوزع المركز العربي للأدب الجغرافي "ارتياد الآفاق" ومقره أبو ظبي ولندن جوائز الدورة الرابعة لمسابقة ابن بطوطة للأدب الجغرافي الشهر القادم في أبو ظبي، والتي أعلنت في يونيو/حزيران 2006.
    وفاز بها في تحقيق المخطوطات الكلاسيكية أربعة محققين هم: الأميركية سوزان ميلار، والمغربي خالد بن الصغير عن تحقيقهما "رحلة الصفار إلى باريس 1845-1846" لمحمد الصفار الأندلسي التطواني، والمغربي محمد الصالحي عن تحقيقه "النفحة المسكية في السفارة التركية 1589" لعلي بن محمد التمكروتي، والسوري قاسم وهب عن تحقيقه "رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى إيطاليا 1613- 1618".
    وفاز بجائزة الرحلة المعاصرة السوري خليل النعيمي عن كتاب "قراءة العالم.. رحلات في كوبا وريو دي جانيرو وماليو ولشبونة والهند الأوسط"، وفاز بجائزة الدراسات في أدب الرحلة الكويتي نواف الجحمة عن دراسته عن "صورة المشرق العربي في كتابات رحالة الغرب الإسلامي في القرنين السادس والثامن الهجريين".
    أما جائزة الرحلة الصحفية ففاز بها الشاعر المصري إبراهيم المصري عن كتابه "رصيف القتلى.. مشاهدات صحافي عربي في العراق"، بينما فاز بجائزة أدب اليوميات العراقي فاروق يوسف عن كتابه "لا شيء لا أحد.. يوميات في الشمال الأوروبي".
    وقال المشرف العام على المركز وجائزته، الشاعر نوري الجراح إن حفل تكريم الفائزين سيقام يوم 18 فبراير/شباط المقبل ويتضمن تسليم الجوائز ولقاء مفتوحا يتحدث فيه الفائزون عن تجاربهم مع العمل الفائز بالجائزة.
    وتأسست الجائزة عام 2003 تحت رعاية الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي بهدف تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات وتقيم دار السويدي ندوة سنوية عن أدب الرحلة في إحدى العواصم العربية أو الأجنبية.
    وأضاف أن الدورة الخامسة للمسابقة ستضاف إليها جائزة ابن بطوطة التقديرية التي ستمنح سنويا ابتداء من العام القادم لشخصية أجنبية أو عربية أثرت حقل المغامرة الأدبية والبحث في أدب الرحلة وأنصفت بأعمالها الثقافتين العربية والإنسانية وساهمت في مد جسور التفاهم والعلاقات بين الشعوب.

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  10. #166 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    من أدب الرحلة العراقي الحديث رحلة
    محمد شمسي
    إلى
    ((أرض ساخنة))
    يوصف أدب الرحلة بأنه ((ملتقى لتعدد الخطابات))، وفي هذا تقع إشكاليته النوعية من حيث تحقق أدبيته من مجموعة خطابات بعضها أدبي وبعضها خارج إطار الأدب، بحكم ارتباطه بالواقع، ومن ثم فللتاريخ وللجغرافية وللسيرة وللمغامرات كلها لها دخل في تشكيل نسيجه، إلى جانب الشعر والقصة والأمثال والمقتبسات النصية المختلفة، فإن ذهبنا إلى الأخذ بسمة النقاء الممكن لجنس من الأجناس فبالتأكيد لا يعدّ أدب الرحلة من الأجناس النقية.
    هذه مسألة مهمة تحكم نصوص أدب الرحلة على تفاوت الائتلاف في تعددية الخطابات ومداه. والمسألة الثانية التي يقع عليها الاهتمام في أخذنا لنص أدب رحلة عراقي هو (أرض ساخنة) لمحمد شمسي وقوع النص مع تعددية خطاباته تحت مهيمنة موضوعية موجَّهة من المؤلف، خضع لها نصه كاملاً منذ مقدمته التي استهلّها بإشاعة فضاء أسطوري تسنده مفردات الطبيعة وتدلّ عليه لتعزيز وجود الكائن البدائي الذي يريده لنفسه، والذي ينسجم بوجوده في أفريقيا مع مكوناتها البدائية، وحرارة جوّها، وطبيعة مهيمنته الموضوعية، التي تمثلت بالهدف الحسّي، إعلاء شأن الرغبة بحيث ارتبطت الرحلة إلى أفريقيا عامةً بها. هذا الجوع البدائي الأسطوري هو الذي أوجد نص رحلة شمسي، ومن الموجّهات إليه العنوان، الذي دلّ على نحو الحقيقة على أفريقيا وعلى نحو المجاز على المرأة (وبعد سنين لا تعدّ، كثيرة بعدد طيور السماء وسمك البحار وذرات الرمل ظلت الحياة في أفريقيا كما كانت قبل ملايين السنين حارة، طائشة، متدفقة، مليئة، وظلت الصيغ الإنسانية الأولى تطفح على الأرض رامية حذرها القديم كلما وجدت قشرة لينة، رقيقة)(الرحلة ص13).
    تنويرية وتربوية
    إلا أن المجاز لم يكن إلا في العنوان، وقد جاءت التوظيفات النصية والاستثمارات عامةً صريحة في مدلولها، أو إنها تعزز سياق الرحلة الكلي. فإلى جانب ذلك هناك خصوصية للمكان، إلا إنها مسخّرة للمعنى المهيمن، فالمكان وسيلة في تفصيلات كثيرة، لا غاية، من أجل تحقّق الحدث ولتجميل مسعى السارد البطل.
    إذا كان من أدب الرحلة العربي ما كتب بدوافع تنويرية وتربوية فجعل اللغة وسيلة لا غاية بسبب من الجمع والتأليف والترجمة لنقل العلوم والمعارف المتنوعة، فرحلة محمد شمسي كتبت من أجل المتعة وهي تفترق عمّا سواها من كتابات الرحلة التي تسعى إلى التعرّف، فالمعرفة متحققة في (أرض ساخنة) والغاية في ما وراء ذلك، أي ماذا بعد المعرفة ؟ أو بم تستثمر هذه المعرفة ؟ كذلك خرجت رحلة شمسي عن أن تسخّر في إطار المقارنة بين عالمين (شرق وغرب)، ومشاكل الوقوع تحت وعي الآخر، أو النظر إلى انعكاسات موشوره، أو إقامة حوار حضارات أو بيئات متنازعة فبالرغم من كل الإشارات الملتقطة من حكايات المؤلف عن الإنسان المحروم أو المستغَل إلا أن الرحلة خالية من الدافع المسيّس ومتحررة من سلطة المستعمِر والمستعمَر. وللتوضيح يلزمنا القول أن (أرض ساخنة) المكتوبة عام 1973 كما في الإشارة المضمّنة بالكتاب، والصادرة عام 1978، هي تتمة للرحلة المبتدأة في (ألف ميل بين الغابات) للمؤلف نفسه والصادرة في طبعتين عامي 1973 و1976.
    وتكشف بنية الرحلة عن إيقاعين أساسيين يحكمان السياق حيث تمثل (ألف ميل بين الغابات) بداية الرحلة وانفتاحها على البيئة الجديدة في أفريقيا، وتمثل (أرض ساخنة) رحلة العودة التي هي رحلة انفلات وإدبار عن تفصيلات المكان فكأن المؤلف يسعى بقوة إلى الانصراف عما انفتح إليه في رحلة البداية، رحلة الإقبال إلى الخارج (أفريقيا).
    والادبار في (أرض ساخنة) يكتمل مع انتهاء الرحلة في الوصول إلى الوطن. ولنلاحظ أن أفريقيا بوصفها المكان المناسب ليلوَّن برمزية الرغبة البدائية الأولى كانت قد تشبّعت بهذا المعنى الرمزي عند بداية ابتعاد الرحالة عنها لا مع إقباله عليها. وهذا يعني أن ذروة الرحلة التي أرادها شمسي كانت مع بداية انتهائها، وأن الرحالة غير المحايد بالفعل أعطى صورة مكان ذاتية أكثر مما هي صورة موضوعية، وبذلك انتأى عن أن يكون جغرافياً مشغولاً بالمظهر الخارجي للمكان إلى أقصى حد ممكن (إذ بعد ذلك ينفلت منه المعيار النوعي لأدب الرحلة)، ((فالرحالة يظل مختلفاً عن الجغرافي دون إحداث قطيعة نهائية في كونه يكتب بالمكان في حين يكتب الجغرافي عن المكان (…) إنها جغرافية جديدة يزاوج فيها الرحالة بين تاريخ المكان أو تموقعه الجغرافي في العالم وبين تاريخه الشخصي)).
    مع اقتران أدب الرحلة بالسيرة وأنماط التقرير والاستطلاع والمراسلة الصحفية واشتمالها على خطابات الشعر والنثر من قصص ويوميات وتاريخ وجغرافية ومغامرات، يكون توصيف (أرض ساخنة) رصداً لخصائص هذه الأنماط الداخلة في نسيجها. ويتقدم هذا رصد ثنائية السارد (الرحّالة) فهو بطل من جهة قيامه بالفعل في المساحات المستكشفة، وهو راوٍ سارد للأحداث، غير محايد بالضرورة، إذ يخطط للمغامرة من جهة الفعل بالرصد والاكتشاف والتخطيط والسعي، وفي الوقت نفسه يصف ويسرد وينتقي ما يريده محفزاً المتلقي للتوقع والانتظار. تجتمع إذن خاصيتا العرض المتضمن المراقبة، والموقف الشخصي المتبنّى تجاه المحكي، مع الوظائف الثانوية المنبثقة من هاتين الوظيفتين الرئيستين، في شخص محمد شمسي المؤلف (الكاتب) والسارد، فإذا كان الكاتب معطىً تاريخياً فإن السارد معطى نصّي، واجتمعا في (أرض ساخنة) حيث الوظيفة مزدوجة في الواقع وفي صياغته، وإلى جانب ضمير المتكلم الذي يصدر به السارد سرده يتردد اسمه (محمد) خلال نص الرحلة (ص104 مثلاً).
    وتتخلل نص السارد نصوص قليلة لشخصيات في الرحلة تصاغ بطريقته نفسها، إلى جانب التضمينات التي لوّنتْ سياق الأحداث لدعم الموضوعات الأساسية والثانوية ومن ذلك يطالعنا تلخيص للحكايات، واستذكار ومونولوج داخلي، وأسطرة للمكان وللشخصية، وسرود استطلاعية وكشوف، وتضمينات أخرى أقل استعمالاً.. وكل هذه الاستعمالات محسوبة للسارد، حتى الحوار يقع ضمن إدارته، وفي هذا ما يرسم صورة الرحالة كلية في الرحلة، حتى تكاد تحتويها.
    الاستذكار، والمونولوج الداخلي.
    تكثر العودة في نص الرحلة إلى مواطن الطفولة لخلق جسور تصل الحاضر الموصوف ببدائيته زمن براءة الإنسان، بالطفولة زمن براءة الشخصية. وهكذا جعلت لشحنات الاستذكار طاقة حثّ للنص للإيغال في عمق مدلوله. وقد اتخذ الاستذكار أشكالاً متعددة منها ما يتعدّى مجال طفولة البطل نفسه إلى حنين لما في التراث العربي، من ذلك تمثّله بحرب البسوس على مستوى شخصي وبتداعٍ داخلي: (إن حرب البسوس أحرقت صحراء العرب أربعين عاماً، الرجال يطاردون الموت مثل قطاع الطرق لقد علّمهم قيافة الأثر وأنا ابنهم أعرف أقصر الطرق إلى الموت، أقصر الطرق إلى الإخفاق. وأنا بعد كل هذه الهموم المريرة وكل هذه الشقوق والخدوش في جسدي، سفينة عاطبة عجوز تريد أن تستريح أن تنعم بلذة الانهيار على شاطئ)(الرحلة ص22) هذا التماهي مع التراث زوّد الشخصية بطاقة دلالية كبيرة، وفي التأمل بالشاهد نجد هذه الصلة العميقة للبطل بالموت، بمعنى قيافة أثر الموت بالجسد وبإفنائه في اللذة وفي البحث عنها. لنقرأ في مكان آخر وصفه للوجوه الأربعة للشخوص وهو منهم في السيارة، ووصفه لوجهه (إن وجهي عشبة صغيرة متهورة، سريعة الجري نحو الموت وإن الأرض على امتدادها ذراعان ناعمتان تتلقى أجسادنا المتعبة)(الرحلة ص47) وإذ لا تخفى دلالة تشبيه ذراعي الأرض وتلقيها الأجساد، يستمر التداعي بصورة حية عن حيوان تنهشه النسور (كان هذا الحيوان يعيش شوق الحياة وحرارتها فيأكل ويتناسل ويخاف ويهرب ويتفيأ ظل الأشجار، ثم فجأة ختم كل ذلك بهذا المشهد المرير الدامي)(الرحلة ص47) وبهذا الإيقاع النفسي يندسّ في أحاديث الآخرين بعد أن ترك المونولوج الداخلي المتدفق آثاره على وجه الرحلة واسقاطاته على مشاهداته فيها.
    من ملامح الاستذكار نلمس نوعاً من الحنين إلى الطفولة في عادات الصغار المتشابهة في كل مكان (تنظر الرحلة ص72)، وفي السرد بصورة اعترافية (تنظر ص90)، واطراد الذكريات مخترقة حواجز الزمان والمكان فتأتي على لسان عاشق من العصر الأموي (تنظر ص91). إن لهذه الاستذكارات قيمة تأكيد على الإنسان الخارق بفراسته وبصدق مجسّاته إزاء الوجود، إنها دليل إنسان مفقود تقوم رحلة شمسي في البحث عنه وعن حلم وجوده.
    سرود استطلاعية وكشوف
    تحتل هذه السرود أهمية في إرساء الخصيصة النوعية للرحلة فلولاها لامتنع علينا إطلاق أدب رحلة على (أرض ساخنة)، وتتوزع هذه السرود على قلّتها في مساحة النص، وتتشابك مع غيرها من استعمالات. وإذا شئنا حصرها في كتاب الرحلة المستغرق (135 صفحة) لوجدنا أنها لا تزيد عن عشرين صفحة، وبالتأكيد هذا قدر قليل مما يدخل في الموضوع المباشر الذي يميز الرحلة عن غيرها من الأجناس، على أن سياق السرد كله لا يخرج عن مناخ أفريقيا، والشخوص موجودون هنا لأجلها، مع الوصف المتناثر لبعض التفصيلات والأمور الجانبية للحياة هناك. ولقد جنّد المؤلف قدراته في ملء الفراغ الحاصل بالتنويعات السردية التي تفنّن في زجّها مع لغته الواصفة بشعرية وبتأمل ممتلئ.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #167 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    دراسة في رحلة رضوى عاشور
    الدكتورة سهام جبار هاشم
    كلية الاداب - جامعة بغداد

    عندما تكون الرحالة أنثى

    عندما أصرت سيمون دي بوفوار على أن (تعريف المرأة مرتبط بالرجل، فهي آخر سلبي موضوعاً، ومادة بينما يكون الرجل ذاتاً سمتها الهيمنة والرفعة والأهمية)، نجد أن رضوى عاشور في كتابها (الرحلة .. أيام طالبة مصرية في أميركا)
    تجسد هذا التعريف في صياغة رحلة تخلو من الاستكشاف لأنها مخلصة لفكرة العودة إلى البيت كما ذهبت سليمة من أي تغيير، وهي تدون ركضها في أميركا، وتوقفها الطويل في مصر بما يجعل القارئ لا يحس أبداً أنه غادر مكانه إلى أمكنة أخرى يمكن أن تقوده إليها مغامرة فن الرحلة عادة.
    كما أن حضوراً للرجل يهيمن على مساحة تحرك رضوى في وجود متعين محسوس أو مختبئ تحت لسان البطلة في ما تسرد، مع محاولتها إخفائه عن عين المتلقي.
    إذا كانت الثقافة الغربية قد نبهت على نتاج الطرف المهمش الذي أنتج نصه الابداعي والنقدي للنيل من مركزية الثقافة الغربية، فإن الثقافة العربية لم تسمح للعنصر المسخر في مدونة المتن لان يكون طرفاً في صراع أصلاً، ذلك بحكم قدسية المدونة المهيمنة وبسبب من الالتباسات العديدة التي تشغل عن حسم الصراعات في سياق واحد بحيث أدى الالتفاف على محاور الفكر العربي إلى تعليق الحلول وارجائها كألية من آليات الهرب من المشكلة، كذلك استعارة المظاهر التي يمكن ان تعوض عن وجود فعل التغيير فظل الصراع ملتفاً في دوران القشور بعضها على بعض دون الوصول إلى اللب.
    وهكذا قضية المرأة مستعارة للتدليل على جدة وحرية لم تمسا التفكير العربي في الحقيقة، لذلك يستفز قارئ رحلة رضوى عاشور الذي ينتظر ان يطرح عليه موضوع المرأة المصرية (التي كانت) في اميركا انه يجد الكاتبة البطلة تطرح موضوع المرأة المصرية(التي يجب ان تكون) في أميركا، بالسعي الى مثالية النموذج الذي لن يتغير بتغير الامكنة، وفي هذا من الثبوتية ما فيه.
    وفي محاولة للدخول في مغامرة أدب الرحلة من دون مغامرة يصاغ تضليل للقارئ عما ينتظر قراءته، فترتسم مساحة تجوال مجاورة لثقافة الآخر بحيث لا تمسه ولا يمسها، ويكون الرفض المعلن ممارسة تجميلية للرومانسية الثورية التي تجعل من وجود أميركا، المكان المحمل بالنيات الايديولوجية الكامنة أكثر منه وجوداً حقيقياً ملموساً.
    وفي هذه المراهقة الثورية ترفع إعلانات مبهرجة ومانشيتات عريضة لا تخرج عن المثالية المجسدة بصور جمال عبد الناصر، والأناشيد الحماسية، وأحلام السبعينيات التي تؤرخها رحلة رضوى.

    مقتطفات

    (صورة ثالثة، عائلية أيضاً، يتصدر أبي حاضراً وعنيداً موزعاً بين رغبته في أن يطلقني في الأرض امتداداً لفورة حياة من صلبه ومخاوف مسلم ريفي الجذور يريد للبنت الستر، وأمي في الخلفية، وإخوتي مقبلين..) (الرحلة ص5).
    للأب وجه ناطق، يفكر بل يطلق الأفكار، أما الام فليس لها.. سوى أنها في الخلفية.
    (...أركض لكي لا أفقد نديتي للرجال، أركض لكي أتعلم، أركض لكي أستقل،(...)، وأركض لكي لا يزج المجتمع بي في خانة الدونية المعدة سلفاً للنساء)(الرحلة ص35).
    الام في الخلفية من دون مشاعر أو افكار، كتمثال من حجر، والذي يقلق هو الأب أما الأم فليس لها الحق حتى في القلق والخوف، أهذا ما تركض منه رضوى عاشور، الركض من خانة الدونية لكي لا يصيبها التحجر في نصوص ظاهرة إلى النور فلا يستشعر لها وجود؟ لكن النص يفضحح عملية التجميد هذه لجنس المرأة في إبقائه في الخلفية، والالتحاق بركب الرجال في معنى الوجود الأبوي الظاهر.
    ينطق النص بما لا تنطق به الراوية،(وهكذا منذ وصلت إلى أميركا وجدت نفسي أركض درءاً للغربة ووفاء بالتزامات دراسية متعددة سعياً لتحصيل سريع يعيدني لمصر.
    فأحضر الدروس المقررة واقرأ وأكتب واناقش واشرح واقضي وقتاً طيباً، دائماً ركضاً) (الرحلة ص35).
    هل تقدم رضوى دليل الانضباط للأهل في الصورة عندما قدمت أدب(واجبات مدرسية) وصولاً الى نهايات الكتاب بقدوم الزوج، حيث تصبح السياحة الهدف الرسمي للرحلة، هذا الهدف الذي لايترجم حقيقة جنس الرحلة في مواصفاته المعروفة؟

    ان سلطة الرقيب (الزوج) سمحت بتقديم مظاهر تنقل وسياحة، لم تقم بهما البطلة وحدها على أية حال، كما أنها لا تكفي للدلالة على الرحلة نوعاً أدبياً.
    ***
    (كرفاعة كنت في طريقي الى بلاد بعيدة عنا غاية الابتعاد لتحصيل المعارف،ولكني لم اكن مثله ذاهبة بحياد من لا يعرف شيئاً مما هو مقبل عليه)(الرحلة ص6).
    يرحل رفاعة الطهطاوي الى فرنسا(كعضو بعثة طلباً للعلوم الحديثة وبحثاً عن اسباب الحضارة والقوة) ويضع مؤلفه لا (من اجل التعريف ببلاد الفرنسيس فحسب وانما ايضا لحث ديار الاسلام على الاخذ باسباب الرقي و الحضارة)، يعرف رفاعة المكان الذي هو ذاهب اليهً، وهو يعثر على ما يبحث عنه فيه، أي أنه يعرف أن في فرنسا ما يفيد ديار الاسلام وما يؤدي الى الرقي والحضارة فضلاً عن التعريف بالمكان.
    الأمر مع رضوى معكوس فهي ذاهبة إلى مكان ترفضه، ومن ثم فهي محملة بنيات الرفض لما يتبقى من عملها كمغامرة رحلة،(أول القصيدة كفر..أصطبح بإسرائيلي وأتمسى بهذا الشاب اللامع الذي قضى عدة سنوات خدمة في الهند الصينية(...) ما الذي أتى بي إلى هنا؟) (الرحلة ص9)،(لم أكن قد أتيت إلى الولايات المتحدة رغبة في الدراسة فيها عموماً، ولكن لاهتمامي بموضوع بعينه هو الأدب الأميركي الأسود)(الصفحة نفسها).

    يسد المحمول الإيديولوجي منافذ التفاعل مع الآخر أو في الأقل محاورته قبل الحكم النهائي برفضه في رحلة رضوى، بما يمنع قيام الرحلة فاعلية أو منجزاً في ضوء الحاجز النفسي المترتب على المحمول الإيديولوجي.
    (ما الذي أتى بي إلى هنا؟ هل هو افتقاد الغريبة للأمان أم هي مخاوف مبهمة ترسخت في النفس عن الإثنين اللذين ثالثهما الشيطان؟)(ص14).
    (يسيرون أحياناً حفاة في المكان يتبادلون قبلات العشق علناً، ورغم طرافة المشهد الذي لم يكن يسيء لأي معتقد لي، فقد كان يؤكد أنني بعيدة بل بعيدة جداً عن كل ما عرفت وألفت، وأنني وحدي)(ص16).
    حملت رضوى المرجع معها إلى أميركا في صورة الحنين الذي مرر سلطة الرقيب في شحنات رومانسية تملأ الفراغ المتسبب من عدم التفاعل مع المكان التي هي فيه، وفي النص تستفز الكاتبة سلطة الرقيب، المرجع في ادعاء أن لا معتقد لها، وهذا وهم، إذ صنعت شاءت أم أبت، معتقداً جامعاً بين الاثنين: معتقد الشرق، ورفضه، أي رفض معتقد الشرق، وهذه الثنائية أعطت الإيهام بقدرة الرحالة على التفاعل الا انها ترفضه، في حين أن الرفض سابق على القدرة بما يبطلها، ويجعلها في النهاية مذكرات شابة في مرحلة تاريخية، ومن ثم ايديولوجية محددة.
    إن معتقد الشرق أكثر هيمنة بدليل السيرة المنضوية في الرحم (مصر)، وعدم انتشار الذات في الموضوع، فجاء كل منهما منفصلاً عن الآخر.

    (..وبلا نية مسبقة رحت أحدث مايكل عن شخص عبد الناصر، وحرب الأيام الستة، ومقاطعة أهلي لي لزواجي على غير إرادتهم، واعتصامات الطلاب، وذلك الغزل الفريد الذي يغنيه الشيخ إمام للإسكندرية(...) من المؤكد أنني تحدثت طويلاً، وإلا فكيف استطعت أن اقول كل الذي قلت عن أوجاع الجيل الذي اندفع من الأناشيد الحماسية إلى أتون الأيام الستة والمذابح والرماد)(الرحلة ص15).
    تتردد الأسماء الواردة في هذا المقتطف، مع أسماء صلاح جاهين، ونجيب سرور، والأناشيد الحماسية، وخطابات عبد الناصر وجو الإنجاز الوطني العام، وجميلة بوحيرد، وهوشيمنه، وجيفارا، والسادات، ونشيد مصر الوطني (والله زمان يا سلاحي) و(بلادي بلادي) في مقاطع أخرى لتزود الرحلة بفضاء مكاني وايديولوجي ولغوي بينّ يقف على أعتاب العالم الآخر ليرفع أمامه الشعارات البراقة وليتحصن بالإيديولوجية ورموزها خوف انخراطه في حوار مع الآخر المختلف كما فعل الرحالة السابقون في الاقل.
    (تعكس الرحلة تفاعلاً خصباً بين السيرة الذاتية - سيرة الرحالة - والسيرة الغيرية سواء تعلقت بالإنسان أو المكان)، ويتحقق في الرحلة، عادة، (انتقال المكان من المستوى المعرفي والتاريخي (التأثيث) إلى المستوى الأليف الذي يحقق الربط الوجداني بين المكان وهواجس الرحالة)، ما يحدث في رحلة رضوى قصور عن بلوغ هذا الربط الوجداني بين المكان وهواجس الرحالة، إذ تسود الهواجس إلى الحد الذي يمنع التعرف على المكان ليشعر القاريء بالألفة التي شعرت بها رضوى.
    لقد خصصت وصفاً لأماكن ليست ذات ملامح، أماكن مغلقة(أماكن الدراسة، المكتبة، النادي..إلخ)، هذا الأمر جعل سيرة الرحالة تطغى على السيرة الغيرية التي تتعلق بمكان الغير أولاً، ثم مظاهر حياته وثقافته، فجاءت المذكرات التي تعبر، أدبياً، في الرحلة عادة عن اللحظة الثقافية(لحظة الانسان مع العالم الخارجي،وسيطرته الواضحة على العالم، وقدرته اللامحدودة على وصف العالم وفهمه، ورهانه الدائم على امكانية تحويل المجهول الى معلوم ومفهوم، جاءت مذكرات رضوى لتقف على حافة المكان في وصفه الأحادي الأول، لأنها لم تدع نفسها تعيش اللحظة، ولم تشأ دخول أميركا مكان الرحلة وظلت في مصر رغم وجودها على أرض أميركية أيام الدراسة.

    لسد الثغرة التي هي مانع حقيقي من عد هذا النص متمتعاً بخصائص نوعية مميزة لأدب الرحلة، لجأت الكاتبة إلى الاقتباس، والتضمين، والنقل، واستذكار المكان الأول والأحداث المسربة كأنها ملاك حارس من الانخراط في المكان الاخر، فجعلت تفصيلات الحياة الدراسية، وزميلات السكن، وأخبار التلفزيون القارئ محصوراً في امكنة مغلقة كالحرم الجامعي، وسكن الطالبات، وقاعات الدرس..الخ فلا يتم انتاج معرفة أو تأويلها بين الـهنا والـ هناك حيث الرحلة المضمنة والرحلة المضمنة.
    إن(في الانتقال ضمن الفضاء الجغرافي والزمن التاريخي(..) ضمن نظام اجتماعي) تحديداً رئيساً لمفهوم الرحلة، هذا الأمر لم يتحقق إلا على مستوى سطحي خارجي لم يتح استكشافاً في نطاق الحياة المختلفة كما يفترض.
    في حوار بين الساردة واحد زملائها، يقول لها:
    (ما هي انطباعاتك عن الحياة المدنية بعيداً عن الصحراء؟)(الرحلة ص37)، لم تجبه البطلة ولم تجبنا نحن أيضاً على مدى سياق نصها الممتد في (175 صفحة)، وتأتي الخاتمة لتؤكد هيمنة عنصر المذكرات التي ابتدأت في أرض مصر وانتهت فيها، منحازة بالكامل لشخص الرحالة، وهو تمثيل لثقافة بلده ومكانه الأول وتاريخه،في مانع حقيقي من قيام فن الرحلة بمواصفاته النوعية وامتداده في اتجاه الاخر،وربما يستساغ السؤال عن معنى ان الرحالة هنا أنثى، ورحلتها من جنس أدب الرحلة النسوي،لا أدب الرحلة مطلقاً.
    -------------
    *(الرحلة .. أيام طالبة مصرية في أميركا)، رضوى عاشور، ترجمة: الدكتور ميجان الرويلي، الدكتور سعد البازعي، المركز الثقافي العرب، الطبعة 2، 2000م، ص 223.



    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  12. #168 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36





    شعيب وثقافة الرحالة
    عرفت البشرية الرحلة باعتبارها فعلا إنسانيا في كل المراحل وبأشكال مختلفة حاملة لتجارب وخبرات اختلط فيها اليومي بالمتخيل بتلوينات وإشارات دالة.
    وقد صدر كتاب "الرحلة في الأدب العربي" للدكتور شعيب حليفي عن دار رؤية متطرقا إلى قضايا تخص الرحلة منها كيفية تجنيس الرحلة عبر مراحلها المتشابكة من جهة وآليات الكتابة بما تتضمنه من مكونات من جهة أخري.
    وقد عرض الدكتور شعيب حليفي في هذا الكتاب للرحلة العربية بمفهومها المطلق للرحلات الإنسانية مع توضيح التنوع في الاشكال الرحلية كما كشف عن الهوية الثقافية والاجتماعية للرحالة سواء كان أديبا، أو مؤرخا، أو جغرافيا، أو مصنفا، أو غيرها من الصفات التي تطبع هويته.
    الكتاب يتطرق أيضا لنصوص ممتدة خلال ثمانية قرون '10 18هـ' لكل من الرحالة ابن دلف، ابن فضلان، الغرناض، ابن جبير، ابن منقذ، ابن بطوطة.

    المصدر
    «الرحلة في الأدب العربي»
    لشعيب حليفي
    عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر، صدرت للكاتب المغربي دكتور شعيب حليفي الطبعة الثانية من كتابه «الرحلة في الأدب العربي».
    يقول المؤلف في التقديم: «إن الرحلة العربية في وجودها وهموها عنصرا ثم شكلا خالصا ضمن دائرة منفتحة على أنواع صغرى وكبرى، هي بناء يتناسل ويتشكل باستمرار، وتكتسب بعض المميزات التي تلتقي مع بعض خصوصيات الرحلات الإنسانية، لذلك فان الر حلة العربية يمكن النظر اليها بما تتوفر عليه من معطيات مكثفة بالمقارنة مع باقي الأشكال التعبيرية في التراث السردي العربي:
    ـ التخييل الذاتي حيث استفاد النص الرحلي من اشكال ادبية وتاريخية (الرسائل ـ التراجم ـ الأخبار...)، وطعم هذا بكل ما يجعل منه كتابة تتخذ من ضمير المتكلم وسيلة لابراز الذات والهوية مقابل الآخر والغيرية، فضلا عما لمكون السفر والانتقال من توليدات في الرؤية وزرع لعلامات دالة باستمرار.
    ـ التنوع في الأشكال الرحلية وبالتالي في الأسئلة التي تجعل منها موجها إدراكيا ومنتجا لخطابات وميتاخطابات كما هي منتجة للمعارف.
    ـ التنوع في الهوية الثقافية والاجتماعية للرحالة المؤلف ما بين أديب ومؤرخ وجغرافي ومصنف وسفير، وغيرها من الصفات التي تطبع هويته وبالتالي النص الرحلي، لذلك فإن تعالقات الذات بالشكل، بالمرجع ثم بالمستوى الادراكي في الرحلة تظل حاضرة ومتنوعة، فعند أبي دلف ينبني النص باعتباره محكيا وتقريرا عن سفارة تؤسس لفعل الحكاية جوار الخطاب، وكذا الحقيقة جوار الكذب المتخيل، حيث كثير من النقاد يبحثون في المحكيات الرحلية عن الحقائق لتقييمها من منظور الكذب والصدق، دون احترام للشكل التعبيري خلال مروره عبر قنوات ما قبل الرحلة، وما يتضمنه من تخيلات وصور وتقييمات، ثم الفعل الرحلي الذي يجيء عكس ما تم تصوره، وأخيرا الاختمار ثم الكتابة التي تصهر كل المراحل.



    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 09/01/2007 الساعة 09:53 AM

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •