صفحة 16 من 97 الأولىالأولى ... 6 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 26 66 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 181 إلى 192 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #181 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    محمد بن إبراهيم اللواتي
    ابن بطوطة


    دار بيروت للطباعة والنشر - دار النفائس
    تاريخ النشر: 01/01/1997
    مؤرخ الرحلات التي يحتوي هذا الكتاب نصها هو عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي، نسبة إلى لواته إحدى قبائل البربر، والمعروف بابن بطوطة، والملقب بشمس الدين.
    ولد في طنجة، فقيل له الطنجي، ومكث فيها إلى أن بلغ الثانية والعشرين، فاندفع بدافع التقوى، وكان على قسط عظيم منها، إلى الحج، وانساق بحبّه الأسفار إلى التجوال في بلدان العالم المعروف في أيامه، فطاف في مصر وسوريا وجزيرة العرب، وأفريقية الشرقية، وآسية الصغرى، وروسيا الجنوبية والهند والصين، والأندلس والسودان.
    ورحلاته التي يؤرخ لها هذا الكتاب ثلاثة استغرقت كلّها زهاء تسع وعشرين سنة، أطولها السفرة الأولى التي لم يترك فيها ناحية من نواحي المغرب والمشرق إلا زارها.
    وأكثر ما كانت إقامته في الهند حيث تولى القضاء سنتين ثم في الصين حيث تولى القضاء سنة ونصفاً فوصف كلّ من شاهده وعرفه فيها من سلاطين وخواتين، وأناسي رجالاً ونساءً، ووصف ملابسهم وعاداتهم وأخلاقهم وضيافاتهم وترتيب مآكلهم مشاربهم، وما حدث في أثناء إقامته من حروب وغزوات تدفعه إلى زيارة المساجد والزوايا فلم يترك زاوية إلا زارها ونزل ضيفاً عليها حتى أنها زار من جبل "سرنديب" المكان الذي يقال إن فيه أثر قدم آدم أبي البشر.
    وهو أول من أخبر عن جماعة الهنود المعروفين بالحوكية السحرة، وتكلّم على عاداتهم وتصرفاتهم ومكاشفاتهم؛ وتكلم كذلك على الأخيّة الفتيان وضيافاتهم، وعلى الإسماعيلية المعروفين بالفداوية وحصونهم وفتكهم، وكذلك كان أول رماته تغلغل في أفريقية وأعطى عنها معلومات قيّمة.
    وقد نزل بعد رحلاته في فاس وأقام في حاشية السلطان أبي عنان من أمراء "بني مرين"، يحدّث الناس بما رآه وما سمعه، فأمره السلطان بأن يكتب هذه الأخبار، ولما كان الهنود قد سلبوه في بعض جولاته في الهند كل ما قد دوّنه في مذكراته، أملى، عن ظهر قلبه، ما تذكره، وهذا ما يفسر لنا ما يرى في سياق رحلته من بعض هفوات جغرافية، ومبالغات، وقد سمّى مجموعة أخباره "تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ولكنها تُعرف اليوم برحلة ابن بطوطة، لم يكن رحّالتنا "ابن بطوطة" عالماً ولا مفكراً ولا منشأ بليغاً، وإنما كان جوّاب آفاق، دقيق الملاحظة، يرغب في الاطلاع على كل شيء غريب، وكأن عاطفته الدينية القوية أبت عليه إلا أن يصدق دون تمحيص، كل ما قُصّ عليه من كرامات. فدوّنها كما أُخبر بها.
    أما أسلوبه في سرد أخبار فكان فكه ظريف، توخّى فيه الأمانة، حتى ولو كان الأمر متعلقاً بنفسه، وهذا ما جعل المستشرق ذوزي يلقبه بـ"الرحالة الأمين".
    ومهما كان من أمر فإن قصة رحلاته من أطراف القصص وأجزلها نفعاً لما فيها من وصف للعادات والأخلاق، ولما فيها من فوائد تاريخية وجغرافية، من ضبط لأسماء الرجال والنساء والمدن والأماكن.


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #182 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
    تاريخ النشر: 01/09/2003
    686 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
    ابن بطوطة: هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، رحالة مؤرخ. ولد في طنجة سنة 703هـ 1304م بالمغرب الأقصى، وخرج منها سنة 725هـ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط إفريقية واتصل بكثير من الملوك والمراء، فمدحهم- وكان ينظم الشعر - واستهام بهباتهم على أسفاره.
    وعاد إلى المغرب الأقصى فانقطع إلى السلطان أبي يعنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده، وأملى أخبار رحلته على "محمد بن جزي" الكلبي بمدينة فاس سنة 756هـ وسمّاها "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"ويمكن اعتبار رحلة ابن بطوطة هذه سجلاً حافلاً غنياً لرحلاته ومغامراته العجيبة التي شملت العالم القديم، أو ما يسمى بعالم العصور الوسطى. ويمكن اعتبار ابن بطوطة نفسه راوٍ من الدرجة الأولى، وذلك يظهر من خلال وصفه الدقيق لأحداث رحلته وللأماكن التي زارها، ولعادات أهل البلاد ولتقليدهم ودياناتهم.
    كما ويتجلى أسلوبه الطريف والممهر بالقصص المسلية في وصفه للألبسة وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، وهو لم ينس الأطعمة وأنواعها وطريقة مناعتها، وهذا ما يثير لعاب القراء لتذوق تلك المأكولات.
    وهو يصف المدن في أواخر القرون الوسطى بعين مصور بارع صادق الريشة والكلمة، أينما يتوجه وحيثما حلّ بأسلوب سلس وافق بالألوان والأشكال والزخارف.
    ولا ينس أن يرفدنا بمعلومات قيمة عن الديانات وأماكن العبادة فيها، ويبدو لنا اهتمامه الشديد بالتصوف والمتصوفة، فتلك الظاهرة كانت تعيش عصرها الذهبي في القرن الثامن الهجري من النامية العملية، ولا ريب أن ذلك كان يتوافق مع طبيعته الإيمانية وأخيراً فتحفة النظار في غرائب الأمصار وكبائر الأسفار سفر قيم لا يستغني عنه أديب أو عالم في مجال اختصاصه في مكتبة لأهمية العلمية والتاريخية والجغرافية والانتروبولوجية.
    يضم هذا الكتاب أخبار رحلات ابن بطوطة المسمّاة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وهذه الرحلات التي تبين أن ابن بطوطة برحلاته هذه إنما يمثل المواطن الإسلامي الذي طاف أرجاء العالم الإسلامي في القرن الثامن الهجري بدافع المغامرة والتجارة أو حب الرحلة المجرد، سيبقى دليلاً على وحدة الشعر الإسلامي أيامها في أمصار الإسلام المتعددة، حيث قدم من خلال رحلته هذه كثيراً من المعلومات التاريخية عن مناطق معروفة، ومناطق أخرى في الشرق الأقصى وفي بعض مجاهل أفريقيا، لم تكن معرفتها واسعة الانتشار إن لم تكن معدومة أحياناً.
    قصة الكتاب
    أشهر كتب الرحلات على الإطلاق، وبسبب شهرتها العالية في أوروبا أطلقت عليه جمعية كبمردج لقب أمير الرحالة المسلمين. طبعت كاملة لأول مرة في باريس1853م في أربعة مجلدات مع ترجمة فرنسية بعناية ديفر يمري وسانجنتي.
    بدأ ابن بطوطة رحلته من طنجة، فخرج منها سنة 725هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وعاد لأداء الحج مرة ثانية أثناء حج الناصر ابن قلاوون، وعاد إلى مصر، ومنها إلى الشام، فبلاد الأناضول وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط أفريقة.
    واستغرقت رحلته 27 سنة، ألقى عصا التسيار منها في مدينة فاس، عند صاحبها أبي عنان المريني، الذي أعجب بما كان ابن بطوطة يقصه عليه من أخبار رحلته، فأمر كاتبه محمد بن جزي الكلبي أن يدون ما يمليه عليه ابن بطوطة، فتولى ابن جزي ترتيبها وتهذيبها، وإضافة ما يناسب أبوابها من الأخبار والأشعار، معولاً في كثير من تحقيقاته على رحلة ابن جبير، وبعدما فرغ ابن جزي من عمله في الرحلة سماها: (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وقال في خاتمتها: (انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ أبي عبد الله محمد ابن بطوطة، أكرمه الله، ولا يخفى أن هذا الشيخ هو رحال العصر، ومن قال: رحال هذه الملة لم يبعد). ومن نوادره فيها ما حكاه عن جوازات السفر في دمياط وقطيا، ووصية برهان الدين ابن الأعرج: الذي أوصاه بزيارة أصحابه في الصين، ووصفه مواكب الناصر ابن قلاوون في مصر، ومواكب السلطان أبي سعيد ببغداد، وجامع دمشق وأوقافها، وما استوقفه في مكة من عناية نسائها بالطيب، وجمال نساء زبيد في اليمن، وبلاط صاحب صنعاء، ودار الطلبة في مقديشو، ومرابطي منبسى، وصيد اللؤلؤ في البحرين، والعملة الورقية في الصين وصناعة التصوير فيها، ونظام الفتوة في الأناضول. وأسواق الرقيق في ثغر (كافا)، وتراجم العلماء على قبورهم في بخارى، والعربات التي تجرها الكلاب على الجليد في البلغار، ولقاؤه بيهودي أندلسي في مدينة الماجر بالقوقاز، ويهودي شامي كان ترجمان قيصر القسطنطينية، وكانت بنت القيصر زوجة السلطان محمد أوزبك خان ملك الترك.
    وقد صحبها ابن بطوطة لزيارة أبيها. ولا تتسع هذه الصفحة لذكر تفاصيل رحلته، ووصف جهود الباحثين في خدمتها، وتأتي في مقدمتها نشرة عبد الهادي التازي، الرباط 1997م في خمسة مجلدات، قدم لها ب(146) صفحة.
    لمعرفة المزيد من كتب أدب الرحلة على الرابط التالي:
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  3. #183 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    الرحالة ابن جبير
    ابن جبير، هو أبو الحسن محمد بن أحمد الكناني، الأندلسي، الشاطبي، البلنسي، ولد في بلنسه سنة 539هـ، والشاطبة مدينة كبيرة قديمة في شرقي الأندلس وشرقي قرطبة، خرج منها خلق من الفضلاء، ويعمل الكاغد الجيد فيها، أما بلنسبة، فهي مدينة مشهورة بالأندلس، ذات أشجار وانهار، وأهلها يسمون عرب الأندلس. تنسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن(الحموي، معجم البلدان).
    ويبدو أن ابن جبير تأثر بهذه الأجواء فشغف بعلوم الدين، فسمعها من أبيه في(شاطبه)، واخذ القرآن عن أبي الحسن بن أبي العيش. برع في الأدب، ونظم الشعر الرقيق وحذق الإقراء، واولع بالترحال والتنقل، فزار المشرق ثلاث مرات احدها بين 578-581هـ وهي التي ألف فيها كتابه (رحلة ابن جبير)، ومات في الإسكندرية في رحلته الثالثة عام 614هـ ويقال: انه لم يصنف كتاب(رحلته)، وإنما قيد معني ما تضمنه فتولى ترتيبها بعض الآخذين عنه (الزركلي - الأعلام - جـ ه).
    قامت شهرة ابن جبير على كتابه الذي عرف باسمه وهو (رحلة ابن جبير)، إذ انه جاء ثمرة لرحلات ثلاث قام بها ، وجاء الكتاب حافلا بالمشاهد والتجارب التي اكتسبها أثناء تجواله في عجائب البلدان والمدن، ورؤيته لغرائب المشاهد، وإطلاعه على الشؤون والأحوال السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي كانت سائدة في تلك المرحلة.

    وقد استرعى اهتمام المستشرقين لما له من قيمة نفيسة فترجموا القسم المختص بصقليه إلى الفرنسية وطبع في عـــام 1846م .
    لم يكن ابن جبير هو الرحالة الوحيد الذي خاض مغامرة السفر والتجوال وعبور البحار والصحارى، بل سبقه بذلك رحالون آخرون، قدموا جميعا مادة ثقافية غنية عرفت باسم (أدب الرحلات) لما تتضمنه من قصص وحكايات وروايات واقعية، في أكثر مفاصلها، وتجنح إلى الخيال أحيانا أخرى، وأصبحت هذه المادة مرجعا مهما لوضع سياسي واجتماعي واقتصادي في العديد من حقب التاريخ، لذا فالباحث لا يمكنه تجاوز هذا المصدر وهو يسعى نحو الحقيقة .
    ولاشك في إن هؤلاء (الرحالة)، ومنهم موضوع البحث (ابن جبير) كانوا مأخذوين بالدهشة والاندفاع نحو المجهول ومعرفة أسراره.
    وهم كذلك منطوون على رغبات وأحلام، ومتمردون على واقع ونماذج.. لم يجدوا بدا من اعلان حالة التمرد في السفر بعيدا، والتضحية بكل شيء من اجل الحقائق، أو من اجل ضرورات طبيعية فرضها العصر لم يكتشفها آخرون.
    إن التجربة المثيرة لـ(ابن جبير)، ذات مسحة ثقافية حاول تنشيطها بالمفاجأة التي تكون عنصرا مهما من عناصر الرحلة. ومما يفسر هذا العمل أكثر، هو السياق المتدفق من المعلومات والمشاهد التي يتعامل معها ابن جبير.
    بدأ ابن جبير رحلته للعراق في محرم عام580هـ منطلقا من المدينة المنورة، نحو الكوفة، سالكا الطريق المعروف بـ (درب زبيدة)، زوج هارون الرشيد، الذي أقامت عليه الآبار والمناهل، ولولاه لما سلك ابن جبير هذا الطريق، كما يذكر في كتابه.
    وحين يطأ ابن جبير أرض الكوفة، يتطلع اليها أول وهلة فيراها مدينة كبيرة عتيقة البناء استولى الخراب على أكثرها، فالغامر منها أكثر من العامر، ويشير هنا ابن جبير إلى قبيلة خفاجة المجاورة لها، كونها تقف وراء أسباب الخراب، وهو ما لم يشجعه على البقاء في الكوفة أكثر من ليلة واحدة، تمكن من خلالها من رصد بعض المشاهد العمرانية.
    تمثلت بالجامع العتيق، ومصلى إبراهيم الخليل عليه السلام، ومسجد صغير فيه محراب الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام،
    يتصل به بيته الذي غسل فيه، وفي غرب المدينة يرى من بعيد مشهد بناء حفيل، يقول عنه: انه قبر علي عليه السلام لم يشاهده بسبب ضيق المقام في الكوفة.
    ثم يشد الرحال نحو (الحلة)، التي يصفها بانها مدينة كبيرة، عتيقة الوضع، مستطيلة، لم يبق من سورها الا حلق من جدار ترابي مستدير بها، وهي على شط الفرات، يتصل بها من جانبها الشرقي ويمتد بطولها.
    ولهذه المدينة أسواق حفيلة جامعة للمرافق المدنية والصناعات الضرورية، وهي قوية العمارة، كثيرة الخلق، متصلة حدائق النخيل، داخلا وخارجا، والقينا بها جسرا عظيما معقودا على مراكب كبار متصلة، أما مياه الفرات، فيقول: أنها أعذب المياه وأخفها، وهو نهر كبير زخار، تصعد فيه السفن وتنحدر.

    في هذا المشهد يبدو ابن جبير ممتلكا لإحساس عالٍ بالمكان، ووعي متقدم بدلالاته حيث تغتني جملة الوصف لديه بإبعاد تتجسد فيها قدرات الفهم والتمييز، والعلاقة بين العمارة.. والماء .. والشجر، انها معاينة متصلة ومتداخلة بين الجسر المعقود على النهر ومياه الفرات العذبة.
    وحركة السفن الضاجة فيه، هنا يبدو ابن جبير وكأنه يحاول إعادة بناء هذه المفردات، بعبارة أدبية أنيقة تبتعد عن التقليد والاسفاف كما هو القول(.. قوية العمارة.. كثيرة الخلق، متصلة حدائق النخيل).
    ومن الحلة إلى بغداد يكون الطريق، من أجمل الطرق، وأحسنها، في بسائط من الأرض، تتصل بها القرى يمينا وشمالا على صفة من الحسن والاتساع، فيشير ابن جبير إلى (القنطرة) إحدى هذه القرى، بأنها كثيرة الخصب كبيرة الساحة، متدفقة جداول الماء، وارفة الظلال بشجرات الفواكه، من أحسن القرى وأجملها.
    إن (ابن جبير) في تجربته، يبدأ وكأنه يريد أن يرسم لوحة بدرجة من التخطيط، والاستعداد الذهني الحر، لينقل المتلقي إلى فضاء واسع من التأمل، وكشف المعاني التي تكلف بها هذه اللوحة.
    وبغداد (مدينة السلام) حينذاك، لم تزل حضرة الخلافة العباسية، ذهب أكثر رسمها، ولم يبق منها إلا شهير اسمها، كما يصفها ابن جبير، فهي كالطلل الدراس، والأثر الطامس، فلاحسن فيها يستوقف البصر إلا(دجلتها) التي هي بين شرقيها وغربيها منها، كالمرآة المجلوة بين صفحتين.
    هذه الصورة المعتمة لبغداد، لأنها كانت تعيش عصرا، اتسم بحالات التردي والتداعي في كل الأصعدة، فمن الناحية السياسية كانت الدولة العباسية كيانا خاويا لا معنى له سوى الاسم، فبموت السلطان مسعود سنة 547هـ، أفل نجم البيت السلجوقي في العراق، وتقاسم ملك السلاجقة دول كثيرة تعرف بدول الاتابكة (ويعبر عنها باتا بك العسكر)، وانقسام الدولة السلجوقية إلى دويلات متعادية متنافرة مهد السبيل لاسترداد بعض الخلفاء العباسيين ما كان لهم من سلطان، واتاح الفرصة لنشوب حرب عرفت (بالحرب الصليبية)، ومهدت السبيل في ما بعد لاجتياح العراق من قبل المغول.
    وكانت الدولة العباسية لا تزال قائمة في بغداد، إلا أن سلطة الخليفة اقتصرت على المظهر الديني، وفي بغداد اشتد الصراع بين الأمراء وتفاقمت الأزمات الأزمات الاقتصادية، وساءت أحوال الري والزراعة حتى إن نصف أراضي العراق أصبح خرابا.
    وفي المدة بين 575- لغاية 622هـ، وهي المدة التي زار فيها ابن جبير، العراق، كان الخليفة الناصر لدين الله، قد أقام فيها سبعة وأربعين عاما وكما يذكر ابن الأثير في (الكامل)، فان الناصر كان سيىء السيرة، خرب في أيامه العراق، مما أحدثه من الرسوم واخذ أموالهم وأملاكهم، وكان يفعل الشيء وضده، لاريب أن يتمخض عن هذا الواقع نتائج خطيرة على مختلف المستويات، إذ يصف ابن جبير أهل بغداد حينذاك بالرياء والنفاق وسوء معاشرة أبنائها الذي يغلب على طبع هوائها ومائها، باستثناء فقهائهم المحدثين ووعاظهم المذكرين الذين لهم الفضل في مداومة التنبيه والتبصير، والمثابرة على الإنذار والتحذير، إن ابن جبير وهو يسجل مساوئ الواقع الاجتماعي والسياسي آنذاك يجد نفسه أمام مهمة كبيرة ومسؤولية تاريخية، تفرضان عليه تدوين الحقائق كما هي، فلم يعد هنا منشغلا دائما بما هو عذب وجميل في المشهد المكاني، وبساطة النهر وعذوبة مياهه، بل هو يحاول تتبع المكان وراء خطوات البشر الذين يتحركون عليه بعفوية وبساطة، غير أبهين بما يجري من حولهم .. بل أن الأحداث ساقتهم إلى التخلي عن قيمهم المعرفية والإنسانية.
    ومع استغراق ابن جبير في وصف الواقع الثقافي والاجتماعي لمدينة بغداد إلا انه يعود مرة أخرى ليصفها بالقول: إن لها جانبين: شرقي وغربي، ودجلة بينهما، فاما الجانب الغربي فقد عمه الخراب واستولى عليه، وكان المعمور أولا، وعمارة الجانب الشرقي محدثه لكنه مع استيلاء الخراب عليه يحتوي على سبع عشرة محلة.
    والزوارق في دجلة لا تحصى كثرة، فالناس ليلا ونهارا من تمادي العبور فيها في نزهة متصلة رجالا ونساء.
    وفي هذا المقطع من الوصف، تبدو بغداد مدينة عامرة بالحركة والعنفوان، يعيش أهلها بحالة من التمازج والانسجام الاجتماعي دون حواجز تفصل بين وسطين متناقضين من النساء أو الرجال،
    وأسماء سائر المحلات يطول ذكرها، كما يقول ابن جبير، وهي بين دجلة ونهر يتفرع من نهر الفرات، وينصب في دجلة، يجيء فيه جميع المرافق التي في الجهات التي يسقيها الفرات.
    ومن أسماء المحلات(العتابية) وبها تصنع الثياب(العتابية) وهي حرير وقطن مختلف الألوان، وبإحدى هذه المحلات قبر معروف الكرخي، وبأعلى الشرقية خارج البلد محلة كبيرة بإزاء محلة الرصافة، باب الطاق المشهور على الشط، وفي تلك المحلة مشهد حفيل البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء، فيه قبر الإمام أبي حنيفة (رضي). وبه تعرف المحلة.
    وللشرقية (من بغداد) أربعة أبواب، فأولها، وهو في أعلى الشط، باب السلطان، ثم باب الظفرية، ثم يليه باب الحلبة، ثم باب البصلية، هذه الأبواب التي هي في السور المحيط بها من أعلى الشط إلى أسفله، هو ينعطف عليها كنصف دائرة مستطيلة.
    أن أول ما يواجهنا في تلك النصوص، هو كثرة النماذج التي تكتظ بها المدينة، مما يوحي بان جبير أراد أن يجعل لكل نموذج موضوعا، هذا الانتقال من النهر، الجسر، الحارة، إلى أسماء المحلات، ومقامات الصالحين فيها، إلى أبواب بغداد فتتنامى العبارة، وتكتنز بالنضج والجمال على مستوى الإبداع، وهو يشير إلى الأبواب الممتدة مع النهر بانحنائه كنصف دائرة (مستطيلة)، فيعيد تجميع الواقع بعيدا عن الوصف النمطي الممل، بل بإيجاد علاقات يحركها خيال واسع .. تستطيع أن تلمسها في الدائرة (المستطيلة)، ابن جبير يتحدث برؤية وذكاء، إذ تجتاحه رغبة في الوصف أكثر من رغبة الترحال والسفر.
    يواصل ابن جبير المسير نحو الوصول. ويترك بغداد، متجها نحو الشمال قليلا فيكون مبيته بإحدى قراها، يقول: نزلناها وقد مضى هدء من الليل، وبمقربة منها دجيل، وهو نهر يتفرع من دجلة يسقي تلك القرى كلها.
    وغدونا من ذلك الموضع، والقرى متصلة في طريقنا، ثم رحلنا قبيل نصف الليل، وتمادى سيرنا إلى أن ارتفع النهار ونزلنا مع الصباح بمقربة، من قرية تعرف بالحربة، من أخصب القرى وأفسحها،
    يتطلع إلى قصر (المعشوق)، وقبالته في الجانب الشرقي (سر من رأى)، وهي اليوم عبرة من رأى، أين معتصمها، وواثقها، ومتوكلها، مدينة كبيرة قد استولى الخراب إلا في بعض جهات منها، هي اليوم معمورة.
    هنا يبدو ابن جبير في محاولة لإعادة التاريخ، لا بالتنظير، والتحليل أو التفسير، إنما بعبارة واحدة ومكثفة.. يلخص فيها معنى انهيار الأنظمة، وزوال السلاطين والحكام ، إن الشواهد الباقية ، الماثلة أمامه حجة لا تدحض، أنها محاولة للامساك بصواب وعيه التاريخي و فهم أسرار حركة التاريخ .
    انه يريد إن يقول باختصار: أن الطبيعة تغيرت، والجغرافيا اختلفت، والحضارة تبددت، والشمس غربت عن هذه البلاد، التي حكمها أولئك الخلفاء بالعنف أو القوة، بالمؤامرة.. أو غيرها..
    يغادر ابن جبير أرض سامراء نحو تكريت التي يراها مدينة كبيرة واسعة الأرجاء، فسيحة الساحة حفيلة الأسواق ، كثيرة المساجد، غاصة بالخلق، ولها قلعة حصينة على الشط هي قصبتها المنحنية، وطيف بالبلد سور قد آثر الوهن فيه، وهي من المدن العتيقة..
    ثم ينزل بقرية على شط دجلة تعرف بـ(الجديدة)، وبمقربة منها قرية كبيرة اجتزنا عليها تعرف بالعقر وعلى رأسها ربوة مرتفعة كانت حصنا لها، وأسفلها خان جديد بأبراج وشرف حفيل البنيان وثيقة، والقرى والعمائر من هذا الموضع إلى الموصل متصلة.
    ثم يواصل الوصف: فرحلنا منها قريب العصر، وتمادى سيرنا إلى المغرب، ونزلنا اخذين غفوة سنة خلال ماتتعشى الابل..
    وفوق هذا السياق من الحكي، والقص، لايمكن تخيل ابن جبير رحالة.. يهوى السفر، والمشاهدة، فحسب، انه قاص وراوية من الطراز الأول.. مزود بأدوات السرد، والوصف، في مسار تجربته. وهذه كلها قادته إلى انفتاح على أفق جديد في كتابة الرحلة، وهو خط متمثل بالوصف والإفادة من التجارب السردية الكامنة في جوهر النثر العربي، وهو عارف بأسرار العملية القصصية.. فلنتأمل .. (حفيل البنيان وثيقه).. سور قد آثر الوهن فيه، المدن العتيقة، تمادى سيرنا إلى المغرب نزلنا آخذين غفوة...
    أن ابن جبير كاتب يستلهم الوصف الجمالي بكل تحولاته التعبيرية..
    فدعونا نتوقف عند هذا المقطع: مررنا بموضوع يعرف بالقيارة من دجلة، وبالجانب الشرقي منها، وعن يمين الطريق إلى الموصل، فيه وهدة من الأرض سوداء كأنها سحابة قد أنبط الله فيها عيونا كبارا وصغارا تنبع بالقار، وربما يقذف بحباب منه كأنها الغليان، ولشدة انبهاره وإعجابه.. يعود ليقول: الله يخلق ما يشاء، سبحانه تعالى... في اللحظة التي يصل فيها ابن جبير إلى الموصل.
    يقول عنها : طالت صحبتها للزمن، فأخذت أهبة استعدادها لحوادث الفتن، قد كادت أبراجها تلتقي انتظاما لقرب مسافة بعضها من بعض، وباطن الداخل منها بيوت، بعضها على بعض، مستديرة بجدارة المطيف بالبلد كله.
    وفي أعلى البلد قلعة عظيمة قد رص بناؤها رصا، ينتظمها سور عتيق البنية مشيد البروج... ودجلة شرقي البلد، وهي متصلة السور، وأبراجه في مائها.
    ويتابع ابن جبير في الوصف ((وخص الله هذه البلدة بتربة مقدسة فيها مشهد جرجيس... وإذا عبرت دجلة على نحو الميل تل التوبة، وهو التل الذي وقف به يونس عليه السلام، وفي هذا التل بناء عظيم، ووسط البناء بيت ينسدل عليه ستر وينغلق دونه باب كريم مرصع كله، وقف فيه النبي يونس عليه السلام.
    وفي الطريق إلى نصيبين إذ يغادر ابن جبير الموصل يتوقف عند قرية تعرف بعين الرصد، تحت جسر معقود على وادٍ يتحدر فيه الماء، وكان مقيلا مباركا.
    الصورة هنا بالغة التأثير، في الإشارات التي تحملها الجمل، أو في التسجيل الفوتوغرافي الدقيق للمشهد.. انه عالم من التوثيق والإثارة معا.. صور ليست باهتة، بل مفعمة بالحياة والحركة، والقدرة على إثارة الإحساس بإنسانية المكان، لا بجموده ووحشيته، بل هو مكان يتدفق منه الماء.. ومبارك.. مهبط الأنبياء..
    هذه الصورة المفعمة بالتأمل.. تبدو قريبة إلى لغة العصر وروحه، على الرغم من انتمائها إلى ميراث، أدبي عريق..
    في هذا الوعي المكاني الذي امتلكه ابن جبير يبدو لنا الرحالة مصورا مجيدا وحاذقا بارعا في الوصف.. مع افتتان بسحر المكان والطبيعة، إن هذا الإحساس نابع من جمال الطبيعة، مع عمق وأدراك وقدرة في تصويرها.
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  4. #184 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الذكرى المئوية السابعة لميلاد الرحالة المغاربي الكبير
    ابن بطوطة
    أحيا المجتمع العلمي والأكاديمي المغاربي والعربي والدولي يومه الثلاثاء 24 فيفري سنة 2004م الذكرى المئوية السابعة لميلاد الرحالة المغاربي الكبير ابن بطوطة وليد مدينة طنجة في مثل هذا اليوم من سنة 1304 ميلادي.
    وبهذه المناسبة نظمت الأكاديمية المغاربية للعلوم بطرابلس وعلى مدى يومي 24 و25 فيفري 2004م حلقة دراسية بعنوان ابن بطوطة: إسهام مغاربي في الحضارة والتواصل الثقافي، بحضور ثلة من المفكرين والمؤرخين المغاربيين والعرب، وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي وفي نطاق برنامج علمي مشترك للتعريف بالأمجاد المغاربيين.
    وقد ألقي الدكتور عبد الهادي التازي، عضو أكاديمية المملكة المغربية والمختص في تاريخ وآثار ابن بطوطة وموفد الأمانة العامة للاتحاد، مداخلة علمية بهذه المناسبة كشف فيها النقاب، ولأول مرة، عن جانب تاريخي جديد من رحلة ابن بطوطة.
    وقد دارت ندوة طرابلس حول محاور عدة من حياة الرحالة الشهير من ذلك عالمية رحلة ابن بطوطة ومنهجيته في الوصف والنقل وإسهامه في التواصل الثقافي والحضاري بالإضافة إلى البعد العلمي لرحلاته لا سيما في مجالات التاريخ والجغرافية وسوسيولوجيا المجتمعات الإنسانية التي زارها.
    ويذكر أن رحلات ابن بطوطة، والتي غطت مسافة أكبر من رحلة ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي، استغرقت تسعا وعشرين سنة وشملت ما يقارب 44 دولة حاليا من شمال وشرق أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط والأقصى مرورا بآسيا الصغرى وبلاد فارس والهند ووصولا إلى جزيرة سومطرة والصين ، قبل أن يعود إلى طنجة لزيارة الأندلس واستكشاف الصحراء الكبرى وأفريقيا الغربية. وترجح وفاة ابن بطوطة إلى حوالي سنة 1369 ميلادية.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #185 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    رحلة ابن فضلان
    سهر العامري
    الحوار المتمدن - العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20
    صدر في السويد، وعن دار نشر فيشون ميديا
    (Visionmedia) كتاب: رحلة ابن فضلان، دراسة وتعليق وترجمة، للكاتب سهر العامري، وقد بذل الكاتب جهودا جمة في إعداد الكتاب، وإخراجه، هذا بالإضافة الى تقديم دراسة عن بعض المواضيع التي تحدث عنها ابن فضلان، وقد جاء في مقدمة الكتاب، ومثلما كتب الكاتب نفسه الآتي: كشغفي بصنوف الأدب الأخرى شغفت بأدب الرحلات الذي أخذ شطرا من وقت القراءة عندي، وكان أول كتاب قرأته في هذا اللون من الأدب، وشدني إليه بقوة، هو كتاب الرحالة العربي الشهير، ابن بطوطة، المعروف بــ (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) واختصارا بـ (رحلة ابن بطوطة).
    لقد قرأت هذه الرحلة ست مرات، وفي أكثر من بلد نزلت به، وقد قادني شغفي ذاك، وقراءتي لهذه الرحلة، الى كتب رحالة آخرين سبقوا ابن بطوطه الى هذا الميدان، أو جاءوا إليه من بعده، فقرأت (صورة الأرض) لابن حوقل، (السفرنامة)، لناصر خسرو، (رسالة اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك) المعروفة بـ (رحلة ابن جبير)، لمحمد بن جبير الأندلسي، و(أعجب الرحلات في التاريخ)، لأنيس منصور، وأخيرا (رسالة أو رحلة ابن فضلان) لأحمد بن فضلان، هذه الرحلة التي يضمها كتابي هذا بين صفحاته، والتي كان صاحبها من أوائل الرحالة العرب والمسلمين، أولئك الذين رحلوا بسفارة لملك، أو خليفة مثل ابن فضلان نفسه، أو الذين رحلوا من أجل التجارة، والسياحة مثل ابن حوقل، وابن بطوطة، ورغم اختلاف مقاصد الرحلات تلك ظلت مواضيعها واحدة، تجسدت في كنز من المعلومات عن أماكن، وأزمان، وبشر حل هؤلاء الراحلون بهم، وبها، فكتبوا عنهم، وعنها بصدق، وموضوعية، وبإثارة أحيانا، وذلك لما احتوته تلك الكتابات من وصف لأحداث، وغرائب، ومغامرات منقطعة النظير.
    لقد استهوتني مضامين تلك الرحلات كثيرا، وصرت لا أكتفي بقراءة واحدة للرحلة الواحدة منها، ولكنني، ومنذ أن وقعت بيدي رسالة ابن فضلان قبل سنوات، رحت أبحث عن كل حرف كتب عنها، وقد تيقنت، فيما بعد، أن العرب لم يكتبوا إلا شيئا نزرا، مقارنة بما كتبه الأوربيون عنها، وبلغاتهم العديدة، ولهذا وجدت من المناسب أن أنقل بعضا مما كتبه هؤلاء عن مواضيع تهمهم هم، مرّ عليها ابن فضلان في رسالته، ولم نطلع عليها نحن معشر العرب، ولما كنت أنا أحسن اللغة السويدية، ولما كان ابن فضلان قد كتب عن أهلها، لهذا تركز نقلي ذاك، ودراستي هذه ـ في أغلبهما ـ عن أولئك السويديين (القراصنة) الذين التقاهم ابن فضلان قريبا من ضفاف نهر الفولغا، ولهذا السبب تعرضت أنا للمدن التي أشادها هؤلاء القراصنة على ضفتي بحر البلطيق، أو تلك المدن التي ازدهرت نتيجة لنشاطهم التجاري مع بلدان الشرق، وما خلفوه وراءهم من أثار تمثلت في مساكن وسفن، أو في نقود وسلاح، ولباس.

    وحاولت تعزيز ذلك بملحق من صور نقلتها من مصادر متعددة، أشرت الى كل واحد منها في ذيل التعليق الذي تركته تحت كل صورة منها، وقد حرصت أن أضيف الى كل ذلك نص رسالة ابن فضلان، موضحا معاني بعض المفردات التي قد تكون غريبة على القاريء، ومثل ذلك أضفت كذلك فصلا تاما كتبه ابن فضلان في رسالته عن القراصنة السويديين الذين عرفهم هو باسم: (الروسية)، وكان هذا الفصل مترجما الى اللغة السويدية، وقام بترجمته إليها مع فصول الرسالة الأخرى Stig Wiknader في كتابه: ( 1978 Araber, Vikingar, Väringar, Lund)
    ولكنني تصرفت قليلا في هذه الترجمة، اعتقادا مني بأن المترجم لم يقم بترجمة رحلة ابن فضلان من اللغة العربية مباشرة، وإنما قام بترجمتها من اللغة الإنجليزية على أكثر تقدير، وذلك لأنه قد نهج في ترجمته نهج الترجمات الإنجليزية لها.
    ولا يفوتني أن اذكر أخيرا من أنني قد عدت الى مصادر كثيرة كتبت عن صاحب الرحلة، وما تناولته هي من موضوعات، وفي لغات ثلاث: هي العربية، والسويدية، والإنجليزية، وقد قمت بذكر بعض منها في نهاية الكتاب.

    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  6. #186 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة
    *ترجمة وتحقيق: شاكر لعيبي
    *الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، دار السويدي للنشر والتوزيع والإعلان *تاريخ النشر: 01/01/2003
    151 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
    إذا ما استحقت رحلة ابن فضلان التي قام بها سنة 921م عناية استثنائية من طرق الباحثين والمحققين، فلأنها من أوائل الرحلات العربية التي وصلت إلينا. ومقارنة برحلة أبي دلف سنة 942، ورحلة المقدسي سنة 985-990، فإن رحلة ابن فضلان تظل مشغولة بهم توثيقي صرف أكثر من اهتمامها بالشأن الجغرافي. إنها وصف أنتروبولوجي يتمحور حول موضوع واحد محدد لا يحيد عنه رغم قصر النسخة الواصلة إلينا.
    لقد انطلق ابن فضلان يوم الخميس 11 صفر سنة 309هـ، الموافق 21 حزيران سنة 921، برحلة شائقة بتكليف من الخليفة المقتدر العباسي الذي طلب الصقالبة العون منه، واستغرقت الرحلة أحد عشر شهراً في الذهاب وكانت مليئة بالمغامرات والمشاق والمصاعب السياسية والانفتاحات على الآخر المختلف ثقافياً، والصقالبة هم سكان شمال القارة الأوروبية، وكانوا يسكنون على أطراف نهر الغولفا، وتقع عاصمتهم بالقرب من "قازان" اليوم في خط يوازي مدينة موسكو، وكان وفد الخليفة المقتدر إلى ملك الصقالبة يتكون من أربعة رجال أساسيين وبضعة مرافقين من الفقهاء والمعلمين والغلمان.
    رحلة ابن فضلان هي أقدم نص لرحلة قام بها عربي ربى الأصدقاء البعيدة في العالم، فبلغ بلاد الترك، والروس، والصقالبة "السلاف" سنة 921م.
    أهمية هذه الرحلة أنها تزوّدنا تاريخ العالم بشذرات نادرة من أنماط معيشة شعوب قلما سجلت، فتسد ثغرة تاريخية في هذا المجال. ويعتبر ابن فضلان رائداً في الإشارة إلى تاريخ الشعوب السلافية، والروس منهم على الخصوص.
    تكشف هذه الرحلة عن هذه هوّة فادحة بين المستوى الحضاري الذي خرج منه هذا السفير، وبين الأقوام والشعوب التي حل في ظهرانيها، وكانت ما تزال في طور التوحش، قيل الكثير في هذه الرحلة، وترجمت أكثر من مرة إلى معظم اللغات الأساسية في العالم.
    أما هذه الطبعة فهي الأولى من نوعها في العربية لما جمعته من أصداء عن الرحلة شغلت حيزاً ملحوظاً في كتب التراث الجغرافي العربي، فضمتها إلى دفتي الكتاب، من ذلك الاستشهادات المطولة لياقوت الحموي، وكذلك القزويني الذي لم يكن معروفاً لدى الباحثين أنه استخدم في مراجعه ابن فضلان.
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  7. #187 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة أبي بكر بن العربي إلى الحجاز
    الدكتور
    خالد بن عبد الكريم البكر
    «أدب الرحلات» لونٌ من النشاط الإنساني، امتازت به أطراف العالم الإسلامي، وقد أينع ثمره واستقام عوده في الأندلس منذ أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، وهذا بخلاف ما ذهب إليه بعض الباحثين، ومنهم (محمد المنوني)(1) من أن أدب الرحلات لم يُعرف في الأندلس إلا في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، بمجيء ابن جبير الكناني (ت: 614هـ 1217م)، الذي رحل ثلاثاً من الأندلس إلى المشرق الإسلامي، مبتدئا أولى رحلاته في عام 578هـ 1182، وقد حج في كل واحدة منها، ثم دون رحلاته في كتابه: «تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار»(2) وبالتالي فإن رحلة ابن جبير هي أول رحلة حجازية أندلسية، لقد أثبت البحث العلمي عدم دقة هذا الرأي ومجافاته للصواب، إذ تبين أن ابن جبير كان مسبوقاً في تدوين الرحلة الحجازية، ولعل القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي المعافري (ت 543ه 1148م) هو أول من وضع أسس الرحلات، ليس في الأندلس وحسب، بل في الغرب الإسلامي(3)، فهو أول مغربي وصف رحلته إلى المشرق وصفاً دقيقاً، ودونها في كتابه: «ترتيب الرحلة للترغيب في الملة».

    ومن أسف أن هذا الكتاب يُعد من مؤلفات ابن العربي المفقودة ، لكن مؤلفه لخصه في مقدمة كتابه: «قانون التأويل»، الذي حققه الدكتور محمد السليماني، ونشره عام (1406ه 1986م) كما جرد ابن العربي جانباً من كتاب «ترتيب الرحلة» وأعطاه عنوان: «شواهد الجلة والأعيان في مشاهد الإسلام والبلدان»، ونُشر الكتاب بتحقيق محمد يعلى سنة (1996م).
    لم يكن فقدان كتاب «ترتيب الرحلة» لابن العربي، هو الذي أعطى بعض الباحثين انطباعاً بعدم أسبقية رحلة ابن العربي إلى الحجاز، وإنما رسخ هذا الشعور العام وتحول إلى ما يشبه القطع بأن ابن العربي لم يدخل الحجاز أثناء رحلته المشرقية، ولم يحظ أصلاً بأداء فريضة الحج، وذلك نتيجة لسوء فهم نص أورده ابن العربي في أحد مؤلفاته، حيث قال: «وكم من حاضر بعرفة من غير معرفة، ونازل بمنى وما نال مُنى»(4). فهذا النص أوقع باحثاً كبيراً كحسين مؤنس جزاه الله عن العلم خيراً وغفر له في استنتاج خاطىء، حين اعتقد أن منطوق النص ومفهومه يشي بتعريض ابن العربي بمن حجوا ولم يستفيدوا من حجهم(5)، لئلا يتطاول أحدهم عليه بهذه المنقبة التي فاتته، وليس ذلك بصحيح، فابن العربي دخل الحجاز فعلاً وحج وأعطى شواهد على رحلته الحجازية، كقوله: «.. وأما أنا فجئت مراهقاً من ذات عرق إلى الموقف ليلة عرفة نصف الليل، فأصبحت بها، ووقفت من الزوال يوم الجمعة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، ثم دفعت بعد غروب الشمس إلى المزدلفة فبت بها..»(6)، وقوله في موضع آخر: «... ولقد كنت بمكة مقيما في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وكنت أشرب من ماء زمزم كثيراً، وكلما شربته نويت به العلم والإيمان حتى فتح الله لي بركته في المقدار الذي يسره لي من العلم، ونسيت أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله عليَّ فيهما..»(7).
    ويستفاد من النصين السابقين أن ابن العربي رحل إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وتحديداً في عام (487ه 1094م)، لكنه جاء إلى الحجاز قادماً من العراق، بدليل إحرامه من ذات عرق، وهو ميقات الحجيج القادمين من العراق ونواحيها. فالرجل لم يبدأ رحلته المشرقية بمصر، فالحجاز، كما فعل غيره من المرتحلين الأندلسيين، وإنما دخل مصر ومنها انطلق إلى فلسطين، حيث اعتنى بطلب العلم في بيت المقدس، ولم يتعجل قضاء فريضة الحج، فلما أظله الموسم وهو لا يزال في طلب العلم، أخبر والده بعزمه على البقاء في بيت المقدس لاستيفاء تحصيله العلمي من شيوخها ورغب إلى والده أن يمضي لنيته في الحج، ولعل صاحبنا غادر بيت المقدس لاحقاً، فتوجه إلى العراق ومنها إلى الحجاز.
    كما يستفاد أيضاً من النصين السابقين، أن ابن العربي حج مرتين، الأولى في عام (487ه 1094م)، الثانية في عام (489ه/ 1096م)، إذ يبدو أنه ترك مكة بعد انقضاء موسم حج (487هـ)، قافلاً مرة أخرى إلى العراق بغرض الاستزادة من التحصيل العلمي، فمكث فيها عاماً أو عامين ثم عاد ثانية إلى مكة في موسم حج (489هـ)، ويُعضد ذلك ما أثبته ابن العربي من أنه شاهد قافلة من الحجيج الشيعة القادمين من العراق، سنة (489هـ) وقد تركوا الإحرام من ميقات ذات عرق(ثامنا).
    وعلى أية حال، فقد أبدى ابن العربي سعادته البالغة بإدراك الحج في سنة (489هـ)، إذ جاءت وقفة عرفة في ذلك العام في يوم الجمعة، فاجتمع للحجيج فضل اليومين، فضل يوم عرفة وفضل يوم الجمعة(9).
    ولقد سجل ابن العربي أثناء إقامته بمكة مشاهد متنوعة عن موسم الحج، لعل من أهمها إشارته إلى مبيت الحاج بعرفة ليلة عرفة، حيث قال: «... مررت من ذات عرق، فألفيت الحاج كله بائتاً بعرفة ليلة عرفة..»(10)، وهذا بخلاف السنة النبوية، إذ ينبغي أن يكون مبيت الحاج في تلك الليلة بمنى لا عرفة، لكن الحجيج في ذلك الوقت كانوا غير آمنين على أنفسهم أثناء تأديتهم لمناسك الحج، فاضطروا إلى ترك سنة المبيت بمنى في اليوم الثامن من ذي الحجة، فكانوا يصعدون إلى منى في ذلك اليوم، ثم يتوجهون منها مباشرة إلى عرفة، خوفاً من غارات محتملة قد يشنها بنو شعبة على الحجاج أثناء صعودهم لعرفات (11) وربما كان هذا التخوف من غارات الاعراب على الحجيج قد جعل أمير مكة وقتئذ يحتاط لنفسه هو الآخر فقد شاهده ابن العربي وهو يرمي جمرة العقبة راكبا من بطن الوادي إلى أعلاه(12).
    كما أشار ابن العربي إلى بعض المهن اليدوية التي يتكسب أصحابها أثناء الموسم، كمهنة «المزيّنين»، وورد ذلك في قوله: «... وقد نزلت بي هذه النازلة سنة تسع وثمانين، كان معي ما استيسر من الهدي، فلما رميت جمرة العقبة، وانصرفت إلى النحر جاء المزيّن وحضر الهدي، فقال أصحابي ننحر ونحلق، فحلقت ولم أشعر قبل النحو، وما تذكرت إلا وجل شعري قد ذهب بالموسى..»(13).
    ولقد حرص ابن العربي على الوقوف بنفسه على معالم الحرم المكي، واستقصاء أخبارها بشكل علمي دقيق، وتلك سُنة علمية ضرب فيها المرتحلون الأندلسيون بسهم وافر، أمثال أبي العباس العذري وابن جبير الكناني. فقد وقف أي ابن العربي متأملاً أمام مقام ابراهيم الخليل عليه السلام، فوصف محتواه وحدّد مكانه بقوله: «... وقد رأيت بمكة صندوقاً فيه حجر، عليه أثر قدم قد انمحى وأخلولق، فقالوا كلهم: هذا أثر قدم ابراهيم عليه السلام، وهو موضوع بإزاء الكعبة...»(14).
    فإذا فرغ ابن العربي من ذلك، انتقل إلى قياس أبعاد الحجر الأسود وأطوال الجزء الخارجي من الكعبة المشرفة(15).
    ولم يكتف الرجل بتدوين مشاهداته بمكة عن موسم الحج، أو عن معالم مكة التاريخية والأثرية فحسب، وإنما أعطى إشارات مهمة عن نظم التعليم السائدة بمكة خلال القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، فأشاد بالوسائل التي اتبعها المعلمون في تدريب الصغار على التمييز بين المفهوم والمسموع، أو بين المعلومات التي تتطلب مراناً في ملكة الحفظ، وتلك التي تستوجب دربة في الفهم والاستيعاب.
    كما أثنى على الطريقة المتبعة في التعليم، والتي تقوم على أساس التدرج في اكتساب العلوم، مبيّناً أهم المواد الدراسية الشائعة وقتذاك في مكاتب الصبيان، وهي الخط والحساب والعربية (القواعد أو النحو) فالقرآن الكريم، بحيث يحفظ الصبي ربع حزب أو نصفه أو حزباً كل يوم، ثم الفقه والحديث. وجماع ذلك كله في هذا النص الذي دوّنه ابن العربي، وفيه يقول: «... كنت أحضر عند الحاسب بتلك الديار المكرمة حتى إذا انتهى إلقاؤه، وقال: ما معكم؟ رمى كل واحد بما في فمه وقال ما معه، ليعوّدهم خزل اللسان عن تحصيل المفهوم عن المسموع. وللقوم في التعلم سيرة بديعة، وهي ان الصغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب، فإذا عبر المكتب أخذه بتعليم الخط والحساب والعربية، فإذا حذقه أو حذق منه ما قُدّر له، خرج إلى المقرىء فلقنه كتاب الله، فحفظ منه كل يوم ربع حزب أو نصفه أو حزباً، حتى إذا حفظ القرآن خرج إلى ما شاء الله من تعليم العلم أو تركه..»(16).
    وللجانب السياسي نصيبٌ من مشاهدات ابن العربي في الحجاز، فقد رصد انعكاسات الصراع العباسي الفاطمي على المدينة النبوية في النصف الأخير من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وهو صراع يتمحور حول الاستئثار بالخطابة في المسجد النبوي لمن يوالي أحد الفريقين(17).
    وبعد. فإن الباحث الجاد قادر على تكوين صورة لا بأس بها عن ملامح رحلة ابن العربي إلى الحجاز، وذلك من خلال تجميع ما تتأثر في بطون الكتب التي صنفها ابن العربي، وجاء فيها اشارات مهمة عن رحلته الحجازية، لكن ذلك بالتأكيد لا يعوض فقدان كتابه «ترتيب الرحلة»، الذي ربما كان وثيقة مهمة عن تاريخ وحضارة الحجاز في أواخر القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي.
    * الهوامش:
    1 محمد المنوني، الجزيرة العربية في الجغرافيا والرحلات المغربية وما إليها، الندوة الأولى لمصادر تاريخ الجزيرة العربية، جامعة الرياض. ج2، ص299.
    2 طبع هذا اكتاب في ليدن سنة (1852م)، تحت عنوان «رحلة ابن جبير» أو «الرحلة إلى المشرق» ثم طبع ثانية سنة (1907م)، انظر: يوسف سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، (القاهرة: مطبعة سركيس، (1346ه/ 1928م)، ص 62.
    3 أغناطيوس كراتشكوفسكي، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة صلاح الدين هاشم، (القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1963م)، ص 298.
    4 ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله، شواهد الجلة والأعيان في مشاهد الإسلام والبلدان، تحقيق محمد يعلى، (مدريد: الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي 1996م) ص4.
    5 حسين مؤنس، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، ط2، (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1406ه/ 1986م) ص 405، هامش 3.
    6 ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله، عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، ط1، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1415ه 1995م) ج4، ص153.
    7 ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله، أحكام القرآن تحقيق علي محمد البجاوي، (بيروت: دار الجيل، د.ت)، ج3، ص1124.
    8 ابن العربي، عارضة الأحوذي، ج4، ص49 50.
    9 المصدر نفسه. ج4، ص49.
    10 ابن العربي، عارضة الأحوذي، ج4، ص110.
    11 انظر عن بني شعبة: محمد أحمد العقيلي، «قبيلة بني شعبة»، مجلة العرب، الرياض، دار اليمامة، ج11 12، 1394ه 1974م، ص 897 898.
    12 ابن العربي، عارضة الأحوذي، ج4، ص126.
    13 ابن العربي، أحكام القرآن، ج3، ص1306.
    14 المصدر نفسه، ج1، ص39.
    15 ابن رشيد الفهري، أبو عبد الله محمد بن عمر السبتي. ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة، تحقيق محمد الحبيب بن خوجة، ط1، (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1408هـ 1988م)، ج5، ص115.
    16 ابن العربي، أحكام القرآن، ج4 ص 1894 1895.
    17 الونشريسي، أحمد بن يحيى، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس والمغرب، (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1401هـ/ 1981م)، ج2، ص450.
    مكة قديماً


    *قسم التاريخ كلية الآداب جامعة الملك سعود
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  8. #188 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة الناعوري إلي إيطاليا
    رشاد أبو شاور
    بعد أن رسّخت سلسلة (ارتياد الآفاق) أقدامها، وبات لها حضور محترم، أنشأت دارا (السويدي) و(المؤسسة العربية) سلسلة (الرحلة العربية الحديثة)، والتي تعني برحلات كتّاب وصحافيين عرب زاروا بلاد العالم ودوّنوا انطباعاتهم، ومشاهداتهم عن تلك البلاد بناسها، وعاداتهم.
    تهدف سلسلة الرحلات الحديثة إلي تشجيع الأدباء والكتّاب العرب علي العودة لكتابة هذا اللون من الأدب بعد أن تمّ إهماله علي الرغم من أهميته.
    في كتاب (رحلة إلي إيطاليا) الذي حرّره وقدّم له الشاعر الشاب تيسير النجّار، نقرأ مذكرات الأديب، الشاعر، المترجم الأردني عيسي الناعوري ـ نسبة إلي بلدة ناعور القريبة من العاصمة الأردنيّة عمّان ـ والذي دعي لزيارة إيطاليا والإقامة فيها لستة أشهر عام 1960 بدعوة من منظمة (اليونسكو)، وكان أن بدأت رحلته بتاريخ 11 أيلول (سبتمبر) عام 60.
    كان الناعوري يجيد اللغة الإيطالية، وقد دفعه شغفه بالأدب الإيطالي الي أن يستثمر الأشهر الستة في التعرّف إلي الأدباء الإيطاليين: شعراء، روائيين، وإلي المستشرقين، وأن يقتحم حياتهم بلهفة، وينشئ معهم صلات تطوّرت، وأثمرت صداقات وكتابات عن نتاجهم، وترجمات لبعض إبداعاتهم.

    لقد عرفت الناعوري من خلال ترجمته لروائع من الأدب الإيطالي، في مقدمتها رواية (الفهد) التي تعتبر العلامة الأبرز في الأدب الروائي الإيطالي، والتي نقلت إلي السينما في فيلم من إبداع المخرج (فيسكونتي) تمثيل كلوديا كاردينالي، وبرت لانكستر.
    ومن ترجمات الناعوري رواية (فونتمارا) للروائي إنياتسيو سيلونه الذي نفاه (موسوليني) إلي سويسرا، والذي كان من أوائل من انشقوا علي الحزب الشيوعي الإيطالي الذي ترأسه في الثلاثينات.
    بعد زيارته للاتحاد السوفييتي ولقائه بـ(ستالين) واختلافه معه حول عبادة الفرد ورفضه التوقيع علي بيان ضد (تروتسكي) كما طلب منه ستالين، انتقل (سيلونه) إلي الحزب الاشتراكي، ولكنه طلّق العمل السياسي الحزبي وأعلن فيما بعد أنه أصبح اشتراكياً دون حزب، ومسيحياً دون كنيسة.
    تعرّف الناعوري إلي الروائي الشهير البرتو مورافيا وزوجته، وزارهما في بيتيهما ـ فكل واحد منهما يعيش مستقلاً عن الآخر، ذلك أن إلسا مورانتي الزوجة أرادت بذلك أن تدحض اتهامات بأن زوجها يساعدها في كتابة أعمالها الروائية ـ ونقل جوانب من حواراته مع مورافيا، الذي ردّ علي الناعوري حين أخبره بأن الجنس المكشوف في رواياته يصعّب عملية ترجمتها إلي العربية، فكان أن ردّ عليه مورافيا: ولكنكم أصحاب ألف ليلة وليلة، وأنا تلميذ في مدرستها، ومهما كتبت فلا يقارن بما فيها من جنس مكشوف.
    يتنقّل الناعوري بنا في جهات إيطاليا الأربع، من روما إلي البندقيّة إلي صقلية.. ولا تثنيه عن هدفه بالتعرف إلي الكتّاب والشعراء الطليان قسوة الطقس، أو صعوبة التنقّل، وهو يلتقي بمشاهير إيطاليا في بيوتهم، وفي دور النشر التي يعملون بها، ويزودنا بمعلومات عن طباعة الكتب وتوزيعها، ومردود المبدعين، وعن الجوائز الأدبية التي تمنح رسمياً وشعبياً للشعراء والروائيين، وعن حياة أبرز الشعراء مثل (سلفاتوره كوازيمودو) الفائز بجائزة نوبل عام 59، والذي ترجم له ستاً وعشرين قصيدة نشرت في مجلة (شعر) بناءً علي طلب أدونيس. كما تعرّف علي زميله (إيوجينو مونتالي) الذي منحت له نوبل من بعد عام 75، وقد ترجم الناعوري بعضاً من روائع شعره ونشره في مجلة (شعر) اللبنانية في الستينات.
    يصف الناعوري فيزيائياً بعض من يلتقيهم من الروائيين والشعراء، مثل الروائي إيليو فيتوريني الذي يلتقيه في دار النشر الشهيرة التي يعمل بها: قامة عالية كشجرة الحور، وجسم متميّز لمحارب أو سياّف من سيّافي العصور الغابرة، ووجه جاد ولكنه مبتسم، ورأس شامخ بشبه كبرياء يغطيه شعر أبيض قصير ومنتصب كالشوك. حسبته بطلاً من أبطال الرياضة جاء يزور دار (موندادي) ولكنني دهشت حين قال لي (كروفي) إنه إيليو فيتوريني.

    يسأله فيتوريني بدهشة:
    ـ كاتب عربي تقول؟
    ثمّ أضاف متابعاً:
    ـ وهل لديكم كتّاب عرب كثيرون، وهل لكم لغة عصرية؟ ماذا تكتبون في بلادكم العربية؟ هل لديكم شعراء، روائيون، قصّاصون مثلنا؟ وهل لديكم نقّاد أدب؟
    عيسي الناعوري أجاب علي أسئلة إيليو فيتوريني الروائي الكبير، وقد ترجم روايته الرائعة (الرجال والرفض) عن المقاومة ضد النازية والفاشية لتكون ملهمة للمقاومين بعد هزيمة حزيران (يونيو) 67.
    يتكرر الأمر مع الناعوري عند لقائه بالروائي (دينو بوتساتي) الذي يبدي دهشته للقائه بعربي يتحدّث الإيطالية ويبدي اهتماماً بالأدب الإيطالي. دينو بوتساتي قرأنا له في العربية رائعتة (صحراء التتر)، والكثير من قصصه القصيرة الطريفة التي صدرت في مصر ولبنان، ونشر بعضها في مجلات أدبية عربية. يضيء الناعوري جوانب من شخصية ذلك الكاتب الكبير، فهو صحافي كبير، وفنّان تشكيلي مشهور في إيطاليا.
    كان الناعوري معنيّاً بالتعريف بجوانب الصراع العربي ـ الصهيوني، وشرح جوانب المأساة الفلسطينية، وقد كسب أصدقاء كثيرين لقضايانا العربية بجهده الشخصي الدؤوب.
    ولأنه لا بدّ من الالتقاء بمتعصب ما يكره العرب والمسلمين، ويغمطهم حقهم في الاعتراف بدور حضاري، فقد التقي الناعوري ـ الأردني العربي المسيحي ـ برجل دين في السفينة التي حملته إلي صقلية، وقد أطنب رجل الدين في الحديث عن تاريخ صقلية قافزاً علي مئات السنين من الحضور العربي هناك، فكان أن سأله الناعوري:

    ـ وماذا عن العرب، ألم يتركوا آثاراً حضارية؟
    ـ العرب كانوا قوماً من الصحراء..
    رجل الدين المتعصب يسأل الناعوري من أي المدن الإيطالية هو، فيجيبه بأنه ليس إيطالياً، ولكنه من بلاد البدو الصحراويين، عندئذ يندفع رجل الدين في الحديث عما تركه العرب من تراث في الجزيرة، وكأنه ليس هو من كان يهجوهم قبل قليل، وينكر عليهم دورهم الحضاري.
    تخطر فلسطين ببال الناعوري كثيراُ وهو يتأمّل بيّارات البرتقال علي شاطئ جزيرة (صقلية): الشاطئ الصقلي كلّه عامر بحدائق البرتقال والليمون، هديّة العرب إبّان تاريخهم الناصع إلي الغرب، عن طريق صقلية وإسبانيا. وكانت تلك الحدائق العامرة الجميلة المترابطة في صف متواصل علي طول السواحل التي مررت بها تذكّرني بالسواحل التي فقدناها يوماً في فلسطين.
    كتاب الناعوري عن رحلته التي تكررت إلي إيطاليا يقدّم لنا معلومات غنيّة عن الحركة الأدبية الإيطالية، وعن دور المستشرقين الطليان، ويعمّق احترامنا لكاتب، وشاعر، وروائي، ومترجم عربي أردني يستحق العناية بما ترك من إبداع.



    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  9. #189 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    عـــــرض
    أحمـــد محـمّد محمود*
    وضع محمود تيمور كتاباً في رحلة قام بها لأمريكا بعنوان أبو الهول يطير، والتي علم بموعدها قبل أربعة أيام فقط من موعد إقلاع الطائرة في أبريل عام 1946م، وأمامه للإعداد للسفر إلي نيويورك كوم من المعاملات الخاصة بأعماله لابد من إنجازها، وترتيبات للسفر لابد منها،مثل تبديل العملة والجواز وتأشيرة الدخول وانكببت على الاستمارات أستوفي تحريرها، وجعلت أذرع الطريق بين لجنة المصارف ولجنة العملة مثنى وثلاث ورباع، والمصرف لا يحول مليماً إلا بعد استيفاء التوقيعات، وأعضاء لجنة العملة الموقرون مشغولون بشؤونهم عن ضيق الوقت ودقة الموعد وتعجل الناس، وتعلمت بين عشية وضحاها كيف أكون هجاماً لجوجاً ملحاحاً، واستبان لي أن هذه الصفات المباركة لها من الفوائد الكثير والتي طالما أنكرتها وأنحيت باللائمة على ذويه.
    وبعد الوصول إلى مطار بين فيلد الذي شيده الأمريكيون في الصحراء، والمرور بالجمرك خرجنا في طابور إلى ساحة المطار فإذ أبو الهـول رابض أمامنا باسط جناحيه على أهبة الطيران ودخلنا الطائرة ودارت محركاتها هــــادرة ورفع أبو الهول هامته فإذا نحن بعد لحظات نشق الأجواء صعداً إلى السماء تحيينا بسمات السحر.
    وعبرت الطائرة بحر الروم المتوسط في ثلاث ساعات فإذا نحن في أثينا في أوروبا يا سبحان الله: هذا البحر تعبره البواخر في أربعة أيام وكانت بواخر الأقدمين تعبره في أربعة أسابيع، فها هو الأسبوع ينطوي في يوم وإذا اليوم ينطوي في ساعة.
    ذكريات من الماضي
    وأحسن ما ظفرت به من أثينا بعد توقف فيها لأكثر من نصف ساعة: الذكريات التي طافت برأسي، فارتقت بي وقتاً إلى سماوات الأولمب أشهد روائع من أساطير الأولين، ثم حلقت بنا الطائرة فوق إيطاليا فهبطنا في روما، وبعد توقف ساعة عادت الطائرة لمواصلة رحلتها تطير على ارتفاع 3000 متر، ثم لاحت معالم سويسرا فاجتزناها إلى سماء فرنسا، وشمل الطائرة جو من إيناس وملاطفة، كنا أفراداً متباينين مختلفين أشد الاختلاف ورغم الفروق لم نشعر إلا أننا لآدم ننتسب، وهبطنا باريس فاتنة الحواضر ومحط الرحال من كل صوب وحدب وتقرر مبيتنا بها، فتوجهنا إلى المطار والجمارك لننال قسطنا من العذاب والإعنات ووصلنا إلى الفندق، ولما استوفينا حظنا من الراحة توجهنا إلى الكافيه دلابيه لنتناول قدحاً من القهوة الممزوجة باللبن، مفخرة هذا المشرب البعيد الصيت نستعيد ذكريات الماضي المحبب، وفي الطريق إليها: بدت المسلة المصرية شامخة متطلعة في ترفع وإباء كالنبيل المصفد بالأغلال، وما إن أخذنا مقاعدنا في المقهى حتى طلبنا قهوة ممزوجة باللبن وفطيرة الولش وفوجئــــنا بأن القهـــوة لا وجـود لها ولا الفطير الشهير الذي توقف تقديمه منذ سنوات بسبب الحرب،وبعد جولة في شوارع باريس الكئيبة عدنا للفندق ومنه صباحاً إلى المطار لمواصلة الرحلة.
    وتعالى أبو الهول في أعالي الجو وأخذت باريس تحت أنظاره تتضاءل وتتزايل، ثم بدأنا نطرق أبواب بريطانيا ببحرها الغضوب وصخرها المتجهم النفور، وبعد ثلاث ساعات حللنا في شانون بأيرلندا، فنزلنا بمطاره للغداء ثم واصلنا رحلتنا بعد أن تزود بما يحتاح لرحلة تستغرق 11 ساعة، وبين سدول الليل المتراخية هبطنا مطار جندار في الأرض الجديدة، إنها القارة الثانية التي أهبطها في رحلتي هذه، قارة الدنيا الجديدة، وبعد الإفطار نودي على الرحيل إلى نيويورك، وفي الثانية صباحاً كان أبو الهول يدوي بصوته الغليظ مودعاً تلك البقعة بما يغشاها من ظلمة وعزلة وصمت، وهذا الليل إنه يتطاول ولا يزال يتطاول ولكأنه يغتصب لنا وقتاً نضـــيفه إلى يومنا الذي نعيـــــــش فيه، ثم بدأت الطائرة تصوب: نحن الآن في مطار لاجوارديا بعد ثمـــان وأربعــين ساعة من مغادرتنا القاهرة.
    في نيويورك
    وبعد طول انتظار في ساحة المطار، نودي علينا لنمثل أمام الطبيب وتمت إجراءات الجمرك على أيسر وجه، حتى إني راجعت نفسي في أمر مؤسسة الجمارك وبدا لي أنها مؤسسة عظيمة الفائدة، وخرجنا من المطار فاستقلينا سيارة أجرة في اتجاه مدينة نيويورك: وأحسست مشاعري تهتز وتهتاج اهتياج مشاعر الطفل أمام جديد مستور بدأ يتكشف له، إن المرء ليحس نفسه قد تصاغر وتكمش أمام تلك المدينة الماردة العاتية، هذه نواطح السحاب تركز لك فيها حقيقة أمريكا، تختزل لك في مظهرها مدنية مصر الغابرة، هذه نواطح السحاب تستعلي ولا تني، تستعلي تفصح لك عن مركب النقص في النفــس الأمريكية، تكمن فيها نزعة تــــلك الأمة الفتية الناهضة التــي أصابت ثــــروة واقتداراً ومكانة لا تزاحمها فيـــــها أمة أخرى على بساط المعمورة.
    ووصلنا إلى الفندق وفي بهوه راعنا حركة المصاعد التي لا تهدأ، واخترنا رائداً لنا في المدينة نسير وراءه، فتناولنا طعامنا في إحدى (الكافتيريات) فاخترنا من الطعام ما نشتهي ثم توجهنا نطلب الطبيب الذي ضربنا موعداً لزيارته طلباً للعلاج، ودلفنا بالسيارة إلى بارك أفنيو، إن العظمة والروعة لتتجليان في هذا الشارع العجيب (شارع الأرستقراطيين) إن السماء في هذا الشارع الواسع تجد فرجة رحيبة تطل علينا منها وتبادلنا التحية في غير ضيق، ومنه عرجنا لشوارع كنا نقطعها خطفاً حتى وصلنا لدار الطبيب، ودخلنا عليه : قامة ضئيلة ووجه ضامر بعينين تائهتين تشرد نظراته هنا وهناك دون مبالاة، وظل ابتسامة ترف على شفتيه، أكبر الظن أنها كل ما في جعبته من تحية واحتفاء: أذلك حقاً هو بيت القصيد في رحلتنا للعالم الجديد، أهذا الذي من أجله طوينا بساط الريح على جناح العقاب، لا نبالي صعاب الرحلة ووحشة الاغتراب، وبدأ الطبيب عمله يحيط به سرب من فتيات متشابهات كل منهن منوط بها عمل خاص لا تعدوه، وانقضت الزيارة في هذا الجو الساكن حيث لا كلمة تقال إلا بمقدار ولا حركة تؤدى إلا بميزان، وأحيل أمرنا إلى كبيرة (السكرتيرات)، وفي بضع لحظات عرفنا كل شيء: العلاج ومدته وموعده ونفقاته وسائر ما يتعلق به، و تبين لنا أن الطبيب لا يسوي بين مرضاه في النفقات، وعلمنا أن هذه سنة جديدة يتبعها كثير من أعلام الطب الأمريكيين، فالطبيب يقدر النفقة وفقاً لاعتبارات خاصة بالمريض فيما يقول، إنها نظرية طريفة تبدو عادلة، لكنها في حقيقتها مرتع خصب للمداورة والتلاعب، إن توحيد الثمن في العمل الواحد ركن من أركان الاقتصاد القانوني ودقة المعاملة في حضارتنا الحديثة ولطالما عيب علينا نحن الشرقيين أسلوب المساومة والتفاوت في ثمن السلعة الواحدة وما يحيط بذلك من الألاعيب وضروب الاستغلال، حتى لقد كانت السوق الشرقية مضرب المثل عند الغربيين في فوضى الأثمان والتغابن في البيع والشراء.
    إني لأخشى على كبرى المدائن المتحضرة أن تنقلب بعد حين سوقاً شرقية تسودها فوضى المعاملات تحت ستار بهرج من النظريات الاجتماعية الطريفة، ظاهرها العدل والرحمة وباطنها من قبله الجور والاعتساف، في الشارع الخامس من مدينة نيويورك تبدو على الناس سيماء اليسر والرخاء، النساء في معـــــاطف الفـــــرو الثمان، لا وحدة للزي ولا مراعاة لمألوف من التقـــــاليد والعادات، وإن بعض النساء لا يبالين أن يظهرن بملابس الرجال، ودخلت متجــراً لشراء حذاء، فضاق ذرعي من انتظــــار دوري بين المشترين، فخرجت منه بخفي حنين، ثم عضنا الجوع فدخــــلنا مطعماً، فإذا نحن ثانية ننتظــــم في (طــــابور) ليحــين دورنا في طلب الطعام، نحــــن في بلد القــوالب والطوابير يروضـنا على فضيلة الصبر والانتظار، وبعد الطعام إلى أين؟ توجهنا إلى برودواي: مواكب من الناس تسبح في فيض زاخر من الأضواء، لا أثر هنا لما ندعوه القهوات، يوم الأحد في نيويورك: المدينة صامتة كأنها وادي الأموات، اختفت من الشوارع أفواج السابلة واستراحت الأرض من غزوات السيارات، هدوء شامل، مدينة غير التي كنا بها بالأمس، وامتطينا سيارة في الشارع الخامس مخصصة للتنزه، انتهت بنا عند ميدان واشنجتون فترجلنا منها إلى الميدان الرحب الفسيح، وعدنا لركوب السيارة ونزلنا عند سنترال بارك وفيه تجولنا: المركبة نهبط بها وهاداً ونعلو نجاداً، نعبر بها جسوراً ونساير جداول وبحيرات، ونقتحم غابات تتشابك فيها بواسق الشجر، كل ذلك والروضة تتجدد وتتمدد، إنه مزاج عجيب من صبغة الطبيعة وصنعة الإنسان، فحضارة اليوم تقوم على هذا المذهب: تطويع الطبيعة لخدمة البشر واستغلال منافعها وتكميل عناصرها، وتجلية مفاتنه، وخلال وجوده في نيويورك نظم وقته بين التجوال وكتابة الرسائل التي أصابه ملل من نمطيتها التقليدية إن الرسالة هي هي: صحيفة تطوى وغلاف يصون، ما أشوقني إلى اختراع آخر يحل محل هذه الرسالة العتيقة، لم لا تكون للإنسان مسرة لاسلكية أو نحوها - لعله استشرف اختراع الإنتر نت - ليقوم التخاطب مكان التكاتب فتغني الأصوات عن الأسطر ويغني اللسان عن القلم ويغني الأثير عن قلم المداد ما أشوقني إلى عهد يسوده هذا الاختراع لينجينا من تلك الجلسات المملة الطوال نعتصر فيها الفكر ونستنزف المداد، على حين أن كلمة واحدة أو كلمتين من فم إلى فم قد يكون فيها غناء عن سطور كثار.
    من أجل أوروبا
    وزار القنصلية المصرية ومقر الأمم المتحدة وساحة الأعلام فيها وصادف وجوده يوم الأم، ثم عاد الي الشارع الخامس ليرى إعلاناً في واجهات أحد المتاجر: من أجل أوروبا الجائعة.. من أجل أوروبا العارية، إنها صناديق فيها الأغذية يشتريها المحسنون لترسل للمحتاجين إليها في أوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، ويقرأ إعلاناً آخر: من أجل أوروبا اليتيمة، فهذه أوروبا منار الحضارة وموئل المدنية وقد نخر فيها سوس الهزال وبدت في أسمال بالية تستصرخ أهل الأرض ليجودوا عليها بكسوة وطعام، أوربا تمد إليك كف الضراعة ويد السؤال ولسان حالها: أكرموا عزيز قوم ذل.
    وبعد ثلاثة أسابيع من العلاج وما خالطه من هواجس وأفكار متشائمة، وبعد أن عادت إلي رحلته الطمأنينة والبشر، أراد الاحتفال بهذه المناسبة في مطعم معتبر، فاستشار صديقاً فأخبره أن في المدينة 15000 مطعم معتبر أوتزيد وفيها تستطيع تذوق أفخر الأطعمة مما اشتهر في كل أمة من الإسباجتي الإيطالي إلى الشاتو بريان الفرنسي، والرز الصيني والبودنج الإنجليزي، والبورج الروسي والشوكرت الألماني، أما ما تمتاز به المطاعم الأمريكية فالساندوتش وهي كذلك عند الأمريكي لا لشيء سوى سهولة إعدادها: فهي لا تفتقر إلى نار موقدة وأسلحة مشرعة ولا تقتضيك جلسة خاصة في مكان خاص، فأنت تأكلها واقفاً أو قاعداً، ماشياً أو غير ماش، مقبلاً على عملك أو مخلداً لراحتك، استرعاني وأنا أتجول في المدينة، الصبغة الأمريكية التي تصطبغ بها الأمة، فهذه المدينة ذات الســــبعة ملايــين نسمة تتحدث بلسان الملايين المائة والأربعـــــين وهم سكان أمريكا، يكاد كل ركن في نيويورك يمثـــل ولاية من الولايات الأمـــــريكية، انصهرت في بوتقة تمثــــلها هذه المدينة: فــــأنت تشهد فيها الألماني الغارق في أوتقراطيته والفرنسي الهائم في رومانسيته، والإنجليزي الملتف في تقليديته، والإيطــالي المتلهب بخفته ونزقــــه، قد انصـــهروا جميــعاً وخـرجوا قوالب أمريكية آلية تســـتظل براية الدولار.
    عوالم سياحية
    للسائح في كل بلد مقام ملحوظ، فالتبجيل يحيطه وتيسير سبيله حق له، وفي ذات الوقت هو رمز أكبر للتغفل، ولا يفوت السائح أنه مضحوك منه مكذوب عليه في أغلب الأمر، وأن ما لايبديه الأدلاء له من التبجيل ليس إلا شباكاً منصوبة تتصيد مغانمه ورغم ذلك يلقي قياده لهم لغير شيء إلا أن يبدو في أعين الجماهير سائحاً سيداً من السراة الأعلام دفع به الترف إلى أن يقدم الديار إبهاجاً لنفسه وتنعيماً لناظره، زار الرحالة (فندق ولدرو) في أستراليا الذي يتسع لعشرين ألف نزيل كما قيل له، ومنه إلى حي أوروبا القديمة الذي يحمل اسم هولندا التي كان مواطنوها أول من وصلوا إلى هذه المدينة، ومنها إلى تمثال الحرية، ومنها إلى جولة في منهاتن وهي قلب نيويورك الخفاق، وعن شمالها ويمينها جزائر وخلجان : بروكلن، كوينز، برونكس، وأمامنا جزيرة المجانين، ومنها إلى جزيرة جرينتش : مثابة الفنانين، وهي بمنازلها المتواضعة ونواديها المنـــــزوية لا يقيم أهلها شأناً للأعراف والتقاليد، وانثنينا إلى الجيتو، وطرقنا (البوري) مباءة الإجرام ومثوى الصعلكة والتشريد ووكر الفن المبتذل الرخيص، فهناك يلقاك الصعاليك الشحاذون يأخذون حقهم منك باللين أولاً وإلا بالظفر والناب، المستجدي الشرقي والأمريكي كلاهما يمثل أمته: فالسائل في القاهرة إذا زجرته استعان عليك بالله وانصرف، أما المستجدي الأمريكي فإنه يتقاضاك ما يعده حقاً له بالقوة، ومنها إلى مدينة الصين النائمة في وداعة وهدوء، وفي نيويورك أحياء لشتى الأجناس من أيرلنديين وإسبان وروس، وزنوج حي هارلم، ومن المفارقات أن تجد جنســــاً لا يعرف له وطناً غير أمريكا ومع ذلك يتأبى الاندماج فيه أو لعله لا يجد إلى ذلك سبيل.
    وبعد زيارة دار الكتب، قمنا بسياحة غير معهودة، خيل إلينا أننا طوينا مئتين من السنين دون أن نبلغ من الكبر عتياً، أو نفقد من عمرنا إلا بضع ساعات، امتطينا مركبة الزمن التي وصفها لنا ويلز في إحدى رواياته على الجواد السحري الطيار، نهمزه فيرجع بنا القهقرى في أغوار الزمن عابراً بنا صحائف التاريخ، فنجتاز عصور المدنيات إلى عصور غيابات الكهوف، فإذا همزته قفز بك إلى المستقبل: عالم الأحلام لترى حياة اللاحقين في ركب القرون التالية، وقد رأينا أن نزور واشنجتون، فدخلنا محطة بنسلفانيا فكأنما تلقتنا متاهة تترامى أرجاؤها أو كأنما تلقفنا برج بابل يختلط فيه الحابل بالنابل، لزاماً عليك أن تكون عيناً يقظى وأذناً واعية، وبعد لأي من حث الخطى تجد نفسك أمام سلالم متحركة صاعدة بالمسافرين وهابطة، فإذا وصلت القطار في مثواه تحت الأرض وجدته قطاراً ديمقراطياً لا فصل فيه لدرجة عن أخرى، فالناس فيه سواء، لا سيد ولا مسود، انطلق بنا القطار متغلغلاً مسارب الأرض وقتاً، فإذا به يجري على ظهرها متنفساً الصعداء في عالم الضوء والهواء، فيمر بالمروج النواضر والغابات الشواسع والصفحات المتألقة بالماء، وبعد أربع ساعات وصلنا إلى عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية: واشجنتون، وفي الطريق من محطة القطار إلى الفندق حيثما تتلفت يقع بصرك على أشجار حالية بشتى الرياحين، إن العاصمة بستان يتجدد أمام ناظريك مختلفاً ألوانه، وتلك المغاني المنثورة هنا وهنالك ترعاها شمس يوليه الســـاطعة، ويروحها نسيم الوادع الرفيق سكانها يعدون بمئات الألــوف ومســـاكنها تعـد بالآحاد لا بالعشرات، ولكنها تباهي بما هو أجل وأروع، تلك الخضرة الناضرة فهي خليقة أن تلقب بالعاصمة الخضراء، بها مبنى الكابتول (البرلمان) بقبته المنتفخة وأعمدته الشاهقة، ودرجه الذي تكاثر وتعالى حتى لكأنه صراط أعد لمن يلج أبواب الدار امتحاناً لقدرته على الكـــفاح، زرنا بيت الرئيس الأول (واشجنتون) وفيه تتنسم من كل شيء، يحيط بك عصر الاستقلال وبدء تكوين الجمهورية، بيت ريفي ناصع البياض ظاهر السذاجة، ذو طبقتين، يشرف على النهر في شكل أخاذ يأخذ بمجامع القلوب، وفي العاصمة لقينا إخوة مصريين، وفي العاصمة اشتدت أزمة الخدم، فاضطلعت المرأة المصرية في بيتها بمرافق المنزل، وخلعت عن كتفيها مطارف التدلل والرخاوة واقتحمت ميدان العمل في معركة وقودها الأعصاب، ولما حان موعد العودة: مضينا نتلمس وسيلة الانتقال إلى أوروبا وعلمنا أن الأماكن في الطائرات والبواخر مجوزة لثلاثة شهور، وهالنا المأزق فخرجنا نطلب ملتويات الطرق، فدخلنا سوق الشفاعات والوساطات فخرجنا بصفقة الرابح، وتلقينا نبأ من الشفيع بأننا سنسافر خلال ثلاثة أيام، وفي صباح يوم السفر أطللت من النافذة أتطلع إلى منظر ألفته حتى مللته، فإذا به في هذه اللحظة ينزع تفاهته وابتذاله، مفــــــاتن جديدة تتوضح لي لم أعهــــدها من قبل، يا لقلب الإنسان: إنه يظـــــل غافلاً عن قيمة الأشـــــياء لا يفطن إليها إلا حين يتـــركها أو تتركه.
    سويسرا بلد السلام
    ركبنا السيارة متوجهين لمطار لاجوارديا، وبعد انتظار نودي علينا نحن الذاهبون إلى باريس، فتجمع شمل الركاب وانتظم الصف وخرجنا إلى ذلك الممشى المظلل كأنه عريش بستان، فدخلنا الطائرة (شمروخ .. صنو أبو الهول) وأقفل الباب، ذلك الفاصل بين الأرض والسماء، وأقلعت الطائرة: وأنا مستغرق في تأملي تطوّح بي الخواطر في شتى الآفاق، وقد أطلق النظرة بعد النظرة من النافذة أشهد قطع السحاب تسبح في السماء هبطت بنا الطائرة في مطار جندار توجهنا بعد ذلك للقرية لتناول الطعام والمبيت وأبلغنا أن علينا الاستعداد للمغادرة في أية لحظة لمواصلة السفر، فمن أُسس الرحلة الجوية أن ننتظر، وأن نروض أنفسنا دائماً على الانتظار، أقلعت الطائرة واستقبلت المحيط، وإذا بنا نلمح تحتنا بساطاً ناصع البياض، كأنه غوارب موج أو بطاح مترامية من جليد لا يدرك نهايتها الطرف، وعلى حواشي السماء يزهو وشي أرجواني من صبغة الشمس في لبوس المغيب، حتى وصلنا شانون في أيرلندا، وهناك أصلحنا ساعاتنا فقدمناها ثلاث ساعات، أنت في رحلات الجو كما تدين تدان، هذه ساعات من حياتنا نخسرها اليوم وما هي إلا تلك الساعات التي استزدناها يوم ذهبنا للعالم الجديد، وبعد ثلاث ساعات من الطيران وصلنا إلى باريس: ها نحن نثوب إليك بعد غيبة أربعة أشهر فما حالك الآن؟ لن تكوني إلا محطة استبدال مطية بمطية، فنصيبك منا نظرات المتعجلين ومرور الكرام، أمضينا فيها عشرة أيام ثقال: جو لا قرار له على حال، مرة قيظ متلهب وحيناً هو أهوية وأمطار، وكذلك في مكاتب العملة وشركات الأسفار، أعصاب متوترة ونفس ثائرة وحيرة في موعد الرحلة ووسيلة الانتقال: بالقطار أم الطائرة أم السيارة أو مشياً على الأقدام . كان لزاماً علينا أن نصطنع الحذر الشديد والتحيل الدائب، فأوضاع الحياة هـــنا لا تعين على حق وصدق وتصريح، وتبدو القيم الآن غريبة الوجه لا تلائم ملابسات العيش وسوق الحياة، وربما كان أوضح معالم باريس سـوقها السوداء، وهي تتغلغل في كل شــــيء وتنشب أظفارها في كل مكان، وفي المجــــالس الرسمية - حيث كان يعقد مؤتمر باريس للسلام - سوق بيضاء بضاعتها قليلة والعملة نادرة، وخلفها سوق سوداء رائجة البضاعة متوافرة العملة تعقد فيها الصـــــفقات الكبيـــرة، ومن باريس أقلعت بنا الطـــــائرة إلى جنـــيف فبلغــــناها في ســـاعة ونصف، وأنا اليوم فيها لا لكشف أو ارتياد، بل لألتمس الدعة وأتطلب التراخي وأظفر بسكينة النفس وطمــأنينة الأعصاب، كنا في أمريكا مشدودين إلى طاحون ندور حــولها، فجئنـا هنا لنقف، لنجلس، لنهدأ، لننام.
    إذا قلت سويسرا فقل من فورك: بحيرات ورواسي وأدغال ومسايل ماء، ما أحفل هذا البلد بمثاوي الاستجمام، بلد عجيب يجمع بين روعة القديم وفتنة الجديد، تلك - لوزان - أقوى رمزلذلك الجمع بين المظهرين،نزلنا بسويسرا، فكأننا حللنا جنة زهراء تحف بها ألسنة من لهب، حولها خرائب أشتات في الأبنية والأسواق وفي الأوضاع والنفوس، وحدها تجنبت في أوروبا ويلات الحرب والخراب فتفيأت وحدها ظلال السلام.
    إن سويسرا بلد ظريف حقاً: في مصـــــايفه ومشاتيه، في ضآلته مساحته وعدد سكانه، في نظمه السياسية، في فلسفته وفهمه للسعادة بمعناها الحق.
    هذه سويسرا مناطق ثلاثة أصيلة: ألمانية، فرنسية، إيطالية.. لكل منها كيانها الداخلي وخصائصها القومية ولكنها تتجمع أمة واحدة ووطناً فرداً وراء الحدود السويسرية، شيئان يتماثلان عظمة وقوة: (الجبال والساعات)، فهي منذ الزمن البعيد موطـــن الساعات، ونحن فيها اليوم تدق لنا فيــها ساعة الوداع ويتعـــــين بها وقت رحيل.
    غادرناها إلى أثينا ومنها إلى بحر الروم المتوسط، ومنه صوب وادي النيل وبعد 12 ساعة عدنا للقاهرة، وهاأنذا أرجع الساعة إلى داري، ولم نكد نبارح الطائرة ونخطو بواكير خطانا على ثرى الوطن حتى طالعتنا وجوه عزيزة خفت للقـــائنا، وكانت فرحة تجاوبت بها القلوب كما تجاوبت الألسن بعبارات التحية والترحاب.
    ----------------------
    *كاتب سعودي
    المرجــــع: أبو الهول يطير، المؤلف: محمود تيمور - الطبعة الثانية عام 1949م الناشر: مكتبة الآداب - القاهرة.

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  10. #190 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة الإمام أبو حاتم الرازي في طلب العلم.
    الإستماع للمحاضرة الصوتية وحفظها على الرابط التالي:

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  11. #191 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    مكة المكرمة من خلال رحلتي ابن جبير وابن بطوطة
    المؤلف:

    عدد الاجزاء: 1

    سنة النشر: 1996
    الطبعة رقم: 1
    الناشر: دار النهضة العربية
    صفحة: 186
    القياس: 17cm x 24cm
    "مكة المكرمة من خلال رحلتي ابن جبير وابن بطوطة" كتاب جديد للدكتور حسان حلاق الذي اهتم منذ سنوات بتاريخ المدن العربية والاسلامية باحثا عن الاجتماعي والاقتصادي، مهتما بجوانب عديدة من التراث الشعبي في عاداته وتقاليده.
    في دراسة مقارنة من خلال عهدين هما: العهد الأيوبي والعهد المملوكي، مع وصف معالم وملامح لمكة المكرمة من منظار معاصرين من الحجاج شهدا أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية والعمرانية، واستطاع حلاق استخلاص الكثير من النتائج عبر دراسة متأنية ودقيقة ومقارنة.

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  12. #192 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    رحلتي إلى اليمن
    المؤلف:
    أحمد وصفي زكريا
    عدد الأجزاء: 1
    سنة النشر: 1986
    الطبعة رقم: 1
    الناشر: دار الفكر المعاصر للطباعة والنشر والتوزيع
    الصفحات: 248


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •