صفحة 48 من 97 الأولىالأولى ... 38 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 58 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 565 إلى 576 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #565 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    هذه الصورة لليوبولد فايس، وهو يهودي نمساوي الأصل، وقد سمي محمد أسد بعد إسلامه.

    المؤلف: محمد أسد
    ترجمة: عفيف البعلبكي
    الناشر: مكتبة العبيكان
    عدد الصفحات: 313 صفحة
    الفهرس
    1- مقدمة
    2- حكاية قصة
    3- ظمأ
    4- بداية الطريق
    5- رياح
    6- أصوات
    7- روح وجسد
    8- أحلام
    9- منتصف الطريق
    10- جن
    11- دجال
    12- جهاد
    13- نهاية الطريق
    الكتاب رائع بمعنى الكلمة، فهو يصف قصة اهتدائه إلى الإسلام، في خلال تنقله عبر الصحراء العربيبة للحج - بعد اسلامه - مع رفيقه زيد والذي هو عربي من قبيلة شمر، وذلك من طفولته في النمسا ونشأته لوالدين يهوديين ودراسته للكتب اليهودية، مرورا براسته العليا وامتهانه مهنة الصحافة، والتي جعلها سببا لرحلته الى المنطقة العربية، الرحلة التي لمس خلالها اختلاف الروح العربية عن الروح الأوروبية اختلافا جذريا في الكرم والمعاملة وأسلوب الحياة كاملا، الأمر الذي جعله يفكر مليا في دين العرب.
    الجميل في الكتاب، أنه يحكي فترة من الزمن بين 1919، 1935: والأكيد أنه في تلك الفترة لم تكن جزيرة العرب شيئا سوى مملكة حديثة، فهو يتحدث في رحلته عبر الصحراء مع زيد - والتي كانت على الجمال طبعا - عن التقائه بالبدو في الصحراء وكرمهم معه، وكذلك كيف أنه تاه في الصحراء لمدة أربعة أيام وشارف على الهلاك، لولا أن زيد بفطرته البدوية استطاع أن يجده في وسط تلك الكثبان الرملية، كذلك يتحدث في الكتاب عن مروره بمدن حايل، والرياض، المدينة، جدة ومكة، ومدن أخرى في العالم الاسلامي كالقدس ودمشق والقاهرة ومدن إيران وأفغانستان فتشعر من خلال حديثه وكأنك في قصص من ألف ليلة وليلة.
    من مزايا الكتاب أيضا، أن محمد أسد قد التقى بالعديد من الشخصيات المهمة في عصره، مثل الملك عبد العزيز والملك فيصل (الذي لم يزل أميرا في ذلك الحين)، عمر المختار، وشخصيات أخرى عديدة.
    أعتقد أنه بعد هذا كله ربما تشدكم الحماسة لاقتناء الكتاب وقراءته، بل والتهامه، فهو أشبه بقصص ألف ليلة وليلة لولا أنه قصة حقيقية.
    الجدير بالذكر أنه ترجم إلى لغات عديدة منها العربية (النسخة العربية منه اسمها الطريق إلى الإسلام)، والألمانية، واليونانية
    ملاحظة: الكتاب له أكثر من اسم "الطريق إلى مكة" و"الطريق إلى الإسلام"

    المصدر
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #566 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    سليمان القريشي والرحلة العياشية
    التاريخ: الثلاثاء 2006/01/24
    المحاور: أحمد الحيدري




    الرحلة العياشية، نص مطول جدا واحتاج إلى بحث ودقة وصبر، هذه الرحلة التي كانت تنظر إلى النور وهي قابعة في مكانها الظلالي، وسليمان القريشي قام بتحقيق هذه الرحلة مع صديق له.
    يتحدث الدكتور القريشي عن مسير هذه الرحلة وعن رحلته مع الرحلة التي فازت بجائزة ابن بطوطة.


    أحمد حيدري: في هذه الحلقة ومن عاصمة الأمارات، ابو ظبي التقينا مع كاتب، وهو فائز أيضاً بجائزة اهتمت بأدب راقي وجميل جداً ارتبط به العرب والمسلمون منذ القدم، معنا في هذه الحلقة الدكتور سليمان القريشي من المغرب، اهلا بك.
    سليمان القريشي: أهلاً وسهلاً.
    احمد حيدري: أبدأ معك استاذ سليمان، خاصة انني ذكرت ادب الرحلة، وذكرت ان المسلمين والعرب ارتبطوا مع هذا النوع من الكتابة الأبداعية، حققت وقدمت للمكتبة، رحلة، وهي التي جاءت بعنوان "الرحلة العياشية"، جاءت أيضاً في سلسلة (موسوعة رحلات الحج)، سوف اخصص له عدة اسألة، واهمية هذه الرحلات، التي تتعلق بالحج خاصة، ابدأ معك عن الرحلة العياشية، اذ أردنا أن نعطي شيئا مختصرا عن هذه الرحلة، وإن كانت هذه الرحلة ذات حجم كبير، ابدأ معك دكتور، الرحلة العياشية التي فازت جائزة ابن بطوطة.
    سليمان القريشي: اولاً اشكر لك هذه الأستضافة الكريمة واتمنى ان اكون في مستوى الأنتظار، واشكر لك كذلك هذا اللقاءالذي اتمنى ان يساهم اكثر بالتعريف بالكتاب والباحثين المغاربة.
    أحمد حيدري: إن شاء الله.
    سليمان القريشي: وبنشر الثقافة المغربية وبتعريفك ذلك بهذا الفن الراقي كما سميته، الا وهو فن الرحلات، من هذه الرحلات نذكر الرحلة العياشية، التي تتمايز بعدة خاصيات، ابرزها، المساحة الجغرافية الهامة، التي قطعتها، هذه المساحة التي امتدت من المغرب للمدينة المنورة، ومكة المشرفة، ثم الى القدس الشريف والخليل – مدينة لوط، ثم العودة الى مصر والأقامة بها وصولاً الى المغرب عن طريق كل من ليبيا، وتونس والجزائر، بالأضافة الى هذه الأهمية فأن رحلة العياشية، تقتبس قيمتها من نسبتها الى ابي سالم محمد بان عبد الله العياشي، الذي يعتبر من كبار فقهاء المغاربة واحد المع وجوه الثقافة والفقه في المغرب في القرن الحادي عشر، اذ ان صاحبنا هذا لم يكن مجرد رحالة عادي، تستهويه الأسفار وتشده المسالك والطر ق، او مجرد مؤمن ورع يبتغي اداء الركن الخامس من اركان الأسلام، ولكن صاحبنا هذا كان بالأضافة الى كل ذلك فقيه- عالم- اديب - معلم - مشارك - كاتب اذ انه الف - واجاز- واستجاز- وراسل – وشارك في كتابة مقدمات بعض الكتب، ولعل هذا غريب في بابه، ثم انه قد حرص خلال هذه الرحلة على لقاء كبار الفقهاء ومحادثة اعلام العلماء خاصه في الحرمين الشر يفين.
    أحمد حيدري: اذاً الرحلة مع ذلك ليست وصفاً للأمكنة وللجرافيا، بل ان هناك ايضا احاديث، كما رأيت، وايضاً ابيات شعرية ذكرت من اناس كثيرين، بل حتى الأحاديث التي جرت بين العلماء والمراسلات ذكرها في هذه الرحلات العياشية.
    سليمان القريشي: نعم هذه الرحلة كانت كما وصفها صاحبها، او كما اراد لها ان تكون، ديوان علم وأدب، لأنها قد حوت في ثناياها بالأضافة الى المسالك والطرق والجغرافياومعطياتها، العلم والأدب، العلم الذي يبرز في فقهياته بخاصة، وفي الأيجازات والمناظرات العقائدية والفكرية وسواها، اما الأدب فيتجلى اساساً في الشعر، حيث تميز صاحبنا بملكته الشعرية، وحرص على مكاتبة كثير من معارفه واصدقائه، ورفقاء طريق شعره، وبالتالي فقد حفظت لنا هذه الرحلة ديوانا شعرياً ضخماً، سواءً من ذلك الذي انتسب للعياشي، وسواءً من ذلك الذي انتسب لمعاصريه، ومجيليه، وبالتالي فقد تمكنت هذه الرحلة من ان تحقق هذه الخاصية لأنها ديوان علم وادب.
    أحمد حيدري: هذا شئ ممتاز احببت ايضاً ان اطلع الآخرين ان هذه الرحلة جاءت ضمن مشروع موسوعة رحلات الحج، اردت ان اعرف اهمية هذه الرحلات، اي رحلات الحج، وخاصة ان هذه النصوص التي ارتبطت بالحج الى الكعبة المشرفة، لجهة ان هناك الكثير من المسلمين ، في ايران او في تركية، هناك نصوص ترتبط برحلة الى الحج، اهمية مثل هذه النصوص التي ترتبط برحلات الحج اذا اردنا من محققي هذه الرحلة، العياشي التي ارتبطت بأدب الرحلة ان صح التعبيرالى الأماكن المقدسة.
    سليمان القريشي: هي اهمية لا تختلف كثيرا من الأهمية التي تكتسبها كل الرحلات، بحيث ان هذه الرحلات تسلط الضوء بصفة خاصة على المسار المؤدي نحو الحرمين الشريفين، وهي كذلك تأتي في سياق خاص قد نقول انه سياق مقدس وقد نقول كذلك انه سياق فرضي، عكس الرحلات ربما السفارية اوغيرها التي تأتي بتكليف او امر من جهة معينة، اقصد ان هذه الرحلات الحجية، كانت في غالبها بدافع شخصي اي ان الرحالة، هو الذي قرر وصمم وخطط وبادر الى القيام برحلته هذه، ثم ان اهمية هذه الرحلات الحجية، هي انها تعطينا صورة عن الواقع العربي الأسلامي خلال المرحلة التي انجزت فيها، اذ ان مكة والمدينة، شكلت على امتداد العصور، منذ بزوغ الدعوة الأسلامية، محجا لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فتجاورت العادات والطباع، والأعراف والأخلاق والعلوم، والآداب وغيرها، وبالتالي فأن نكهة الرحلة لا تقف عند مصدر صاحبها، اي ان هذه الرحلة، بأتجاه الحرمين الشريفين، لا تقف عند معطيات ايران، اذا انطرحت من ايران او تركيا او اذا انطلقت من المغرب، ولكنها تتجاوز ذلك خاصة عندما تصل الى مقصدها، اقصد الحرمين الشريفين، لتنفتح على امم اخرى وشعوب وقبائل واشخاص وافراد وذلك يبقى حسب طبيعة الرحالة الذاتي وطبيعة شخصيته وتكوينه وثقافته، بالأضافة الى هذا فأن الرحلات الحجية كثير ماسجلت لنا بعض العادات الأجتماعية والممارسات والطقوس المرتبطة بالحج، كشعيرة دينية، نعلم جميعاً ان هذه المواكب صحبت احياناً الأحتفالات والعادات ولباس معين، مأكولات، يعني هذه الرحلات الحجية يمكن ان تشكل لنا نظرة بانورامية عن الحج كتقليد ليس ديني، ولكنه كتقليد اجتماعي، نعرف مثلاً في المغرب عندما كان يخرج موكب الحج، يخرج مشيعاً بأهالي المدن ومصاحباً بأحتفالات وبألعاب ومهرجانات، لأنه كان حدثاً اجتماعياً، حقيقياً يشارك فيه الجميع، من هنا اقول ان هذه خصوصية كبيرة وخاصة، للرحلات الحجية.
    أحمد حيدري: مع تعريف الدكتور القريشي حول اهمية هذه الرحلات الى الحج، ننتقل الى نص الر حلة العياشية، دكتور نريد قبل قراءة هذه الرحلة، التعرف على وصف الرحالة القدماء للبيت العتيق، ومكة المشرفة، والشكل الذي لفت انتباهك في هذه الرحلة عندما توصف تلك الأماكن؟
    سليمان القريشي: في مراحلها اريد ان انبه ، الى ان الرحالة قد حرص على ان يكون عيناً لقارئيه، انه حرص على نقل كل مارآه بدقة متناهية، وبلغة بالغة في الدقة بوصف الأماكن والجزئيات والدقائق من مختلف الزوايا، وفي هذا الأطار، كان حرص الرحالة اشد على وصف البيت العتيق، بأعتباره مقصد هذه الرحلات وغايتها الكبرى، وفي هذا الأطار لقد جاء وصف، العياشي للبيت العتيق كما سماه، يقول في الصفحة(322) من الجزء الأول من هذه الرحلة، والأشارة فقد طلعت في جزئين فقط، في نحو الف صفحة وزيادة، يقول صفة بيت العتيق زاده الله شرفاً من داخله بيت مربع ونقص من الركن الذي عن يمين، داخل مقدار السلم نحو ثلاثة اذرع يصعد منه الى السطح، وارضه مفروشة بالمرمرالملون المجزأ، مقسوم الحيطان والسقف، بكسوة على هيئة الكسوة الخارجة في الصنعة والكتابة، مخالفة لها في اللون، فأما الخارج فسوداء كلها والداخل بياض في حمرة، وفيه مصابيح كبيرة معلقة، بعضها من الذهب وبعضها من البضار الأبيض الصافي. المكتوب بلون آزردي، وله ثلاثة اعمدة من خشب مصطفة في وسطه مابين اليمين والشمال، وكل عمود منها قد سمرت عليه الواح من عود من اسفله مقدار وقفه، وهذه صورته، وهنا يعمد العياشي الى رسم صورة للبيت العتيق بأبعادها، وزواياها.
    أحمد حيدري: هل جاءت هذه الرسوم في النص الذي كتب في تلك الفترة؟
    سليمان القريشي: نعم انا اعتمدت في هذا التحقيق على النسخة الخطية وللأشارة فأن هذه الرحلة قد قامت بين1661و 1663 للميلاد اي حوالي سنة 1071و 1073 للهجرة، والعياشي قد خط بيده هذه الرسومات ويبدو انها كانت متداولة ومتناقلة بين الرحلات وكتب الجغرافيا وسواها، اما ماشد انتباهي في هذا الوصف هو قدرة الباحثين اليوم على تتبع مختلف اطراف تطور العمارة والمجال في الحرمين الشريفين، حيث رصد كل رحالة التغييرات التي حصلت في عصره والتطورات التي كانت سواء في العمران، في البناء، في اللباس، وفي سواها، بحيث اننا نستطيع اليوم ان نرسم، او نميز، صورة شبه سنوية للتغييرات الحاصلة.
    احمد حيدري: حقيقة السيد القريشي احببت ان اكمل معك في مواضيع شتى اخرى، خاصة ان لك مؤلفات اخرى، ولكن بما ان الحديث اختص بالرحلة العياشية، اتمنى ان تكون لنا حلقة اخرى كي اناقش ماكتبته وما قدمته للمكتبة، وللقراء من كتابات، فلنعود الى شخص آخر رحل عنا وهو صديق لك وشاركك ايضاً في تحقيق هذه الرحلة وهو المرحوم الدكتور سعيد الفاضلي، الذي شاركك في هذا المجهود الكبير وفي تقديم مثل هذا العمل، الذي حقيقتاً استطيع ان اصفه بالجميل جداً، والذي اتمنى ان يستمتع به القراء لمعرفة وصف المكان والعادات والتقاليد والأدب في تلك الفترة، احببت ان نتحدث ايضاً بعملية مشاركة الدكتور سعيدالفاضلي في هذا العمل، اذ قام اثنان بأنجاز هذا العمل من تحقيق ومتابعة وكتابة الى آخره؟
    سليمان القريشي: في الحقيقة مشاركتي للدكتور المرحوم سعيد الفاضلي كانت بناءاً على رغبته، بأعتبار ان النصوص الرحلية الضخمة قد تتجاوز قدرة الفرد الواحد على انجازها واخراجها في حلة تليق بمكانتها العلمية، وللأمانة فأن اخراج هذه الرحلة وتحقيقها كان من اقتراحة، حيث بادر الى مفاتحتي بالموضوع وقمنا فعلاً بعد الحصول على النسخة بمباشرة العمل الذي اسميته بعد رحيله عنا متمنياً في ذاك السياق ان اكون قد وفيت بألتزاماتي تجاهه ووفقت في اخراج الرحلة، كما خططنا لها سابقاً وكما صممنا لها بدايتاً.
    احمد حيدري: سؤالي الأخير هو حول الأعمال المستقبليه، اذ بالتأكيد هناك اعمال مستقبلية، ان كانت في هذا الحقل اوفي حقول اخرى؟
    سليمان القريشي: نعم، بالنسبة لأعمالي المستقبلية في مجال الرحلات فقد حققت رحلة الطيب بن كيران، وهي الآن تخضع للطبع والنشر، واشرع في ذاتي الآن في تحقيق رحلة الهشتوكي، وهذا رحالة مغربي عاش في القرن الثاني عشر للهجرة، معتمداً في ذلك على نسخة خطية بيده.
    احمد حيدري: نعم، هل هناك اعمال اخرى وتريد ان تقوم بأعمال مستقبلية اخرى ترتبط بهذا النوع من الأعمال؟
    سليمان القريشي: في الحقيقة ان في زيارتي لبلدان عربية، وخاصةً اقوم ضمن ما اقوم به، بالبحث عن مخطوطات وبالمشاورة والمذاكرة مع الباحثين بهذا المجال، وقد قمت اكثر من مرة واكثر من منبر، وانا صادق في قولي هذا ومؤمن به، انني ادعو كل من يرغب من الباحثين التعاون في مجال الرحلات، بأنني مستعد لأتعاون في هذا الأطار، قصد اخراج متميز من الأعمال، والجديد منها والصعب والكبير والموسوعي، الذي يتجاوز قدرة الأفراد، مهما كان استعدادهم، ومهما كان المجال الزمني المتاح لهم، وفي هذا الأطار ايضاً فأني ارغب في تجاوز المجال العربي- الأسلامي، لأنني في هذا الأطار ايضاً اعمل على تحقيق رحلة البلوي- اللي سجل مفرق عادي، والتي حققت سابقاً في اواخر الستينيات على ماأذكر، لأبحث عن رحلات اخرى سواء في افريقيا، او آسيا او في غيرها، وفي هذا الأطار فربما رغبتي هذه تتجاوز امكاناتي الذاتية، لأن هذه المخطوطات غير متوافرة عندنا في المغرب او لم استطيع الوصول الى اماكنها المختبئة فيها.
    أحمد حيدري: نتقدم في ختام الحلقة الى الضيف الكريم بالشكر الجزيل.
    سليمان القريشي: شكراً لكم.

    المصدر
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #567 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    الحج في أدب الرحلات
    عبد الله بن حمد الحقيل
    يعد أدب الرحلات فناً متميزاً عني به أعلام بارزون عبر مراحل التاريخ وإن الحج أمل ومطمح الكثير من العلماء والأدباء وملتقى روحي تتطلع نفوسهم لبلوغه لأداء فريضة الحج ليؤدوا ركناً من أركان الإسلام، وفيما يأتي تلخيص لرحلات إلى الحج قام بها عدد من الأدباء والعلماء والرحالة والمؤرخين الذين ألفوا كتباً في وصف طريق الحج ومشاعره المقدسة وآثاره ووصف المدينتين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولقد قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مشكورة بإصدار كتاب بعنوان: المؤلفات النادرة عن المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وصدر في عام 1416هـ واشتمل قسم منه على التدوين التاريخي، والنوع الثاني عن الكتب التي تتعرض للحرمين الشريفين وكل ما يتعلق بهما وتاريخهما وعن الحج ومناسكه ومعظمها جاء على شكل كتب رحلات الحج، واستعرض في هذه العجالة شيئاً مما كتب في هذا الشأن مما يتسع له المجال وبخاصة أهم رحلات الحج.(1)

    وفي ذلك يقول الدكتور عبدالله العسكر: ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إنه لا يوجد مكان في العالم يؤمه عشرات الآلاف من الأشخاص كل سنة مثل مكة والمدينة، ولعل هذا الوضع هو الذي قاد إلى ما يسمى برحلات الحج، وهي رحلات تختلف عما هو معهود من رحلات كتلك التي استعرضنا بعضها.
    هذه الرحلات مخصصة لنسك إسلامي هو الحج والعمرة لا تتعداه ولم يعرف أصحاب تلك الرحلات أمكنة خارج نطاق الحج ومكانه، ولم يسيحوا في الأرض ابتغاء مآرب أو بتكليف مسبق وهم لا يرحلون إلا لهذين النسكين، ومع هذين النسكين طفِق عدد كبير من الحجاج الرحالة أو الحجاج العلماء أو الحجاج طلاب العلم من اهتبال الفرصة، فأخذوا يكتبون ويؤلفون، ويدرسون وينشرون علماً نافعاً يتمحور في مجمله حول الحرمين الشريفين، وحول المدينتين المقدستين، وحول المناسك والشرائع، وحول الحج والعمرة والزيارة، وحول ما يتعلق بهذا وذاك، من مثل ملاحظة أحوال سكان المدينتين ومعاشهم وعاداتهم، أو من مثل التأليف في شعيرة لها مساس بوجود المسلم في مكة، والطرق والمسافات في مكة والمدينة، بل كان البعض يجمع بين الحج والعناية بالأثر والدراية بالرواية على يد مشايخ البلدين الشريفين، وبعض من المقيمين أو المجاورين من الرحالة يسجلون لأساتذتهم تراجم ومعلومات لا تتوافر إلا في مثل هذه الكتب. ومن هنا توافر لنا اليوم عدد وفير من المؤلفات التي تندرج تحت مسمى كتب الحرمين الشريفين.
    ويظهر أن الرحالة الحجاج من المغرب العربي والأندلس يأتون في المقدمة مقارنة بإخوانهم من بقية البلاد الإسلامية في هذا الشأن. فقد رصد الشيخ حمد الجاسر حوالي سبعين اسماً وأثراً من القرن الثالث الهجري حتى القرن الرابع عشر الهجري وكلهم من الأندلس والمغرب قدموا إلى الحجاز لأجل الحج والزيارة وخلفوا تآليف، بعضها مطبوع وبعضها مخطوط، ويحسن أن نستعرض أهمها:
    ففي القرن الثالث الهجري برز عدد من رواد الرحالة منهم الحاج زكريا بن خطاب التطيلي وصل مكة سنة 295هـ، وسمع في مكة كتاب النسب للزبير بن بكار، وفي القرن الرابع يأتي العلامة محمد بن عبدالله بن يحيى (ت 339هـ) اشتغل في الأندلس بالقضاء والتدريس والتأليف.
    وقد زار مكة وأقام بها مدة تلقى العلم فيها على يد ابن المنذر والعقيلي. وفي القرن الخامس نجد عبدالوهاب بن محمد القرطبي (ت461هـ) أقام بمكة مدة سمع فيها الحديث والسيرة.
    وفي القرن السادس نصادف محمد بن عبدالله العربي (ت 543هـ) وهو من أئمة المالكية المشهورين، وله تصانيف كثيرة. وقد دون رحلته إلى الحجاز، ومنها قطعة نشرها الدكتور إحسان عباس في مجلة الأبحاث. وفي هذا القرن يأتي ابن جبير الرحالة المشهور الذي سبق أن مر معنا، ورحلته مشهورة ومطبوعة، وله أحاديث شيقة عن مكة والمدينة، وبخاصة الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
    وفي القرن السابع الهجري برز محمد بن عمر بن محمد المعروف بابن رشيد (ت 721هـ) وهو من أشهر علماء الأندلس. وتعد رحلته عن الحجاز التي سماها (ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة) التي جاءت في خمسة أجزاء من أوسع وأمتع الرحلات. وركز في رحلته على الناحية العلمية في الحجاز وعلى العلماء.
    ومن رحالة هذا القرن أيضاً محمد بن محمد علي العبدري الذي وصل إلى مكة سنة 689هـ ويظهر أنه استفاد كثيراً من رحلة ابن جبير، ولكنه أضاف أشياء لم يذكرها. وقد طبعت رحلته في الرباط بتحقيق الشيخ محمد الفاسي سنة 1388هـ، ومن الرحالة في هذا القرن الصفدي، واسمه خليل بن ايبك (ت 764هـ)، وقد سماها (حقيقة المجاز إلى الحجاز) وما زالت مخطوطة وفيها معلومات كثيرة.
    وفي القرن التاسع الهجري فإن الرحلة التي قام بها أبو الحسن علي القلصادي الأندلسي (ت 891هـ) تأتي في مقدمة رحلات هذا القرن، وقد وصل القلصادي جدة في سنة 851هـ واستغرقت رحلته سنة كاملة، وقد نشرت هذه الرحلة بعناية الأستاذ محمد أبو الأجفان في تونس سنة 1399هـ.
    وفي القرن العاشر الهجري تأتي الرحلة الموسومة بالدرر الفرائد المنظمة للشيخ محمد عبد القادر الجزيري المصري الحنبلي المتوفى سنة 975هـ، وفي هذه الرحلة وصف صاحبها رحلته من القاهرة إلى الحجاز بطريق الساحل، وقد نشرها العلامة حمد الجاسر في ثلاثة أجزاء.
    ويشهد القرن الحادي عشر الهجري عدداً من الرحالة الحجاج نأخذ منهم ثلاثة كل منهم دوّن رحلته، منهم أبو سالم عبدالله بن محمد العياشي الفاسي (ت 1090هـ) صاحب الرحلة العياشية التي دعاها باسم (ماء الموائد) وتعد من أوفى الرحلات، وفيها وصف شامل للحجاز في القرن الحادي عشر الهجري من جميع النواحي الاجتماعية والعلمية والدينية والاقتصادية والسياسية، وفيها قصص وأخبار وطرائف تنسب للحجازيين. وقد اهتم العياشي بالمزارات والقبور، ونهل من هذه الرحلة عدد كبير من رحالة المغرب والأندلس الذين جاؤوا بعد العياشي، وهي مطبوعة ونشرت سنة 1397هـ، ثم تأتي رحلة الناصرية لصاحبها الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت 1192هـ)، والرحلة ممتعة جداً وقد اعتمد فيها صاحبها على رحلة العياشي، وفيها أشياء طريفة، وطبعت الرحلة في فاس سنة 1320هـ.
    والرحلة الثالثة للشيخ عبدالغني بن إسماعيل النابلسي الدمشقي (ت 1143هـ)، وهذا الرحالة العلامة له تصانيف كثيرة في علوم متعددة، وله تصانيف في الرحلات تبلغ ثلاثة مؤلفات. منها رحلته إلى الحجاز التي أسماها (الحقيقة والمجاز في رحلة الشام ومصر والحجاز) والطريف في هذه الرحلة أنه ألفها على طريقة كتابة المذكرات اليومية، فجاءت على شكل أيام. وكان نصيب الحجاز مئتين وخمسة أيام من مجموع أيام الرحلة التي بلغت ثلاثة مئة وثمانية وثمانين، والرحلة ممتعة وفيها معلومات وآراء وهي لم تطبع بعد.
    وهكذا قام عدد كبير من علماء العرب والمسلمين بزيارات لهذه الأمكنة المقدسة وتدوين رحلاتهم مما أوجد كماً هائلاً من المعلومات الثرية في شتى المجالات حافلة بالتحليل العميق ومفعمة بالرؤية والانطباعات والملاحظات المتعددة والزيارات الميدانية والمشاهدات الشخصية، وفي الحلقات القادمة نستعرض عدداً من تلك الرحلات، هذا وبالله التوفيق.

    (1) المؤلفات النادرة عن المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، (من منشورات مكتبة الملك عبد العزيز العامة 1421هـ).


    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #568 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    رحلات الحج
    ببليوغرافيا انتقائية شارحة
    الدكتور
    أمين سليمان سيدو
    على الرابط التالي:
    رحلات الحج
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #569 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    السودان وأفريقيا في المدونة الرحلية
    الدكتور
    شعيب حليفي
    السنة الخامسة والثلاثون
    آيار 2006
    الــعــــدد
    421
    للقراءة على الرابط التالي:
    الرحلة
    *
    نسخة من عدد المجلة

    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  6. #570 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    تاريخ الأدب الجغرافي العربي
    للحفظ على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 26/05/2008 الساعة 04:26 PM

    رد مع اقتباس  
     

  7. #571 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    رحلة الرحلات
    مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة

    كتاب من تأليف الدكتور عبد الهادي التازي، صدر عن مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي عام 1426هـ ـ 2005م، ويأتي الكتاب في سياق الاصدارات التتويجية لمكة المكرمة بوصفها عاصمة الثقافة الاسلامية للعام المذكور. وقد طالعنا الجزء الأول من الكتاب وقد حوى من التراجم لمائة رحالة مغربي زاروا مكة المكرمة ودوّنوا مشاهداتهم.
    وتعود مرويات التاريخ المغربي الى أول وفادة توجّهت منذ الايام الأولى لظهور نبي الإسلام إلى مكة المكرمة للاجتماع به صلى الله عليه وسلم والاستماع اليه قبل أن يهاجر الى المدينة المنورة، ويتعلق الأمر بجماعة تتألف من سبعة رجال من قبيلة رجراجة، أشراف قبائل مصمودة كان شاكر بن يعلي بن واصل على رأسها.. وعن طريق هذه الوفادة سمعت بلاد المغرب بالاسلام أول الأمر على ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد المرغيتي السوسي المتوفي سنة 1089هـ/1678م.
    ومما يستأنس به في هذا الصدد ما يوجد في صحيح الامام مسلم عن نافع بن عقبة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، قالت لي نفسي: إئتهم فقم بينهم لا يغتالونه، قال: قلت لعله نجيّ معهم، فقمت بينهم وبينه.. الحديث.
    وقد ظلت تجربة الوفادة هذه عالقة بأذهان المغاربة الى اليوم، أمراء وعلماء، وهو ما يفسر انشغال السلطان المولى إسماعيل بن الشريف 1082 ـ 1139هـ/1671 ـ 1727م الذي جمع علماء المغرب لمدارسة الموضوع وإبداء رأيهم فيه.
    ومن المعروف أن المغاربة ـ منذ كانوا ـ مولعون بالرحلة الى المشرق.. يبحثون بذلك عن ذاتهم، عن منابعهم وأصولهم.. وقد سجلت تلك الاتصالات من خلال مدونات التاريخ، وكتب الفهارس، وتراجم العلماء ورجال الفضل.. من خلال كل هذه المصادر المهتمة بالغرب الاسلامي نكشف الكثير عن حياتها الاقتصادية والاجتماعية كذلك، صيفاً وشتاءً، ربيعاً وخريفاً، لماذا؟ لأن موسم الحج ـ وهو تابع للسنة القمرية ـ كان يختلف من حر الى قر، الى اعتدال..
    كل مصادر تاريخ الغرب الاسلامي ـ وما أكثرها ـ كانت تهتم بلقب (الحاج)، وهي عادة معروفة من قديم لدى المغاربة، وخاصة منهم غير المنتسبين إلى آل البيت، فإن هؤلاء لا يحملون عادة لقب (الحاج) بالمغرب، لأنهم لا يحتاجون الى هذا اللقب الذي هو الحاج. كان المغاربة ـ وما يزالون ـ يحرصون على أن يضيفوا الى نعوتهم الشخصية نعت (الحاج) .. لأن المسافة الفاصلة بينهم وبين مكة المكرمة لم تكن مسافة قصيرة ولا سهلة ولا حتى آمنة.. فالذين كانوا يستطيعون أن يجتازوا إقليم برقة في ليبيا كأنهم كانوا روّاد فضاء بإصطلاح اليوم!! برقة التي ضربت بها الأمثال في الصعوبة والامتناع، هذا الى سبب آخر له ـ أحياناً ـ علاقة بالطموح الى الزعامة السياسية!! فإن هذا اللقب قد يصبح مرجعية للذين يتوقون الى منصب قيادي..!
    وقد مرّت مجموعة كبيرة من رجالات الغرب الاسلامي ممن كانوا يرون أن شخصياتهم لم تكتمل عندما يذكرون أن لهم رحلة الى المشرق، وأنهم قصدوا مكة المكرمة بالذات، وحرصوا على أن (يأخذوا) عن شيوخها، وهنا تسنح الفرصة لذكر بعض الشيوخ ممن كانوا يتصدون للتدريس هناك في البيت المعمور.. وقد كانت كتب التراجم والفهارس حافلة بذكر طائفة من الرواد الذين طبعوا حياة الغرب الاسلامي بما نقلوه وبثوه في صدور الرجال. وفي صدر هؤلاء رجال عاشوا منذ القرن الثاني الهجري والثالث، وطوال القرن الرابع والخامس والسادس فيما بعد، ممن كانوا زينة المجالس وقرة العيون، فيشعر المرء وكأنه يعيش في عالم إسلامي واحد لا فرق بين مشرقه ومغربه، وهكذا فإننا نقف على أعلام شخصية قد تكون من الهند أو السند أو الصين، ينقلها أحد المغاربة الى قلب المدن الأندلسية او الحواضر المغربية او حتى تخوم بلاد السودان..
    ويُذكر في هذا الصدد وفي مقدمة هؤلاء الاعلام يحيى بن يحيى الليثي المتوفي سنة 234هـ/847 ـ 848م.. هذا الذي يذكر أن أصله من برابر مصمودة، وهو راوي كتاب الموطأ للإمام مالك، وقد ارتحل الى المشرق وهو ابن ثمان وعشرين سنة.. والمهم أنه سمع بمكة المكرمة عن سفيان بن عيينة.. ويُذكر أيضاً أبو عبد الرحمن العالم الشهير الذكر الذي أثار انتباه ابن تيمية فقال: إن تفسيره للقرآن أفضل من تفسير القرطبي!! هذا هو بقيّ بن مَخلد بن يزيد المتوفي سنة 276هـ/ 886م الذي ينعته المقرّي بالأحق بالسبق والتقديم، أندلسي قرطبي .. ارتحل الى المشرق ولقي كبار القوم، وسمع عدداً عظيماً من الشيوخ بمكة المكرمة والمدينة المنورة ومصر ودمشق وبغداد. ويذكر أيضاً أبا عبد الله محمد بن عبد السلام القرطبي المتوفي سنة 286هـ/899م رحل قبل الاربعين ومئتين، فحج وسمع بمكة المكرمة من محمد بن يحيى العدني وغيره. ومن هؤلاء أيضاً أبو يحيى زكريا بن خطاب الكلبي التّطليلي الذي رحل عام 293هـ، فسمع بمكة المكرمة كتاب (النسب) للزبير بن بكار وغيرهم. ومنهم أيضاً أبو زكريا يحيى بن عبد العزيز القرطبي المعروف بإبن الخزار المتوفي سنة 295هـ، وقد قام بالرحلة الى المشرق وسمع بمكة المكرمة من علي بن عبد العزيز، وكانت رحلته ورحلة سعيد بن عثمان الأعناقي، وسعيد بن حميد، وإبن أبي تمام واحدة، يضاف اليهم أعلام آخرون مثل أبو محمد قاسم بن ثابت العوفي السرقسطي المتوفي سنة 302هـ الذي كان أول من أدخل كتاب (العين) الى الأندلس، ومنهم ابو عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن حيّون من أهل وادي الحجارة، وفيه قيل: لو كان الصدق إنساناً لكان إبن حيُّون، ومنهم القاضي أبو عبد الله محمد بن أبي عيسى المتوفي سنة 314هـ، عَلَمُ الأندلس وعالمها الندس. ومنهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي قاضي الجماعة بقرطبة، وكان تحفة زمانة علماً وحصافة رأي، وصلابة موقف وأريحية سلوك ومنهم علامة فاس الشهير الأثير درّاس إبن اسماعيل، والشيخ المعروف أبو جيدة بن أحمد الفاسي اليازغي، ومنهم القاضي ابو بكر محمد ابن اسحاق، الشهير بإبن سليم، ومنهم ابو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي، إليه ينسب درب (بو حاج) بفاس (الطالعة الكبرى، ومنهم أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف بن خلف الانصاري، من أهل مالقة ويعرف بابن صاحب الصلاة وبإبن الحاج، وقد تحدث عنه ابن الأبّار في التكملة وابن عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة.
    وكان مصحف رائق الصنعة كتبه ونمقه أحمد بن الحسن البلياني التلمساني الكاتب المحسن قد أوقف بالحرم المكي، وهناك رسالة صادرة من العاهل المغربي يوسف بن يعقوب مؤرخة في الحادي عشر من صفر سنة 703هـ الى أمغار (كبير الأشراف) يطلب اليه أن يعين ثلاثة رجال من بين الأشراف المغاربة ليتوجهوا الى مكة المكرمة مع من يتوجه برسم حمل الربعة القرآنية، ومما يجدر ذكره، أن شريف مكة المكرمة على ذلك العهد أبا نُميّ بعث بوفادة الى العاهل المغربي جاءت مع الركب الذي كان قد حمل المصحف الى مكة المكرمة، وكانت الوفادة برئاسة إبنه لبيدة، حيث نجد أن الوفادة تلقى ضروب التكريم خلال زيارتها لمختلف أقاليم المغرب.
    إن كتاب الدكتور التازي حول الرحلات المغربية حوى معلومات ثرية وقيمة حول التاريخ العلمي لمكة المكرمة كما دوّنه الرحالة المغاربة وما تركوه من لوائح لعدد من العلماء والمشائخ الذين كانوا يعقدون لهم مجالس طوال اليوم حتى الليل على ضوء الشموع والمصابيح، بل زادوا على ذلك بأن سجّل الرحالة معلومات حول الفئات الحاكمة والمتنفذة في المنطقة ممن عرفوا في التاريخ بأشراف الحجاز، إضافة الى انواع الانتاج الزراعي للمنطقة، وهكذا معلومات جغرافية وتراثية عن مكة المكرمة.
    واذا عرفنا أن إبن جبير ومعه زميله ابن بطوطة كان مرجعاً للحجاج المغاربة في الفترة السابقة من التاريخ فإن علينا أن نعرف أن أبا سالم العياشي غدا بالنسبة للمغاربة مرجعاً قوياً في الفترات اللاحقة. ويلزم الالتفات الى أن الكثير ممن دونوا حلاتهم ينتمون الى طبقات مختلفة فمنهم العلماء والمؤرخون والأدباء والشعراء والأمراء والزعماء، وكانت الرحلات قد رُتبت من لدن الباحثين السابقين على نحو لا يخلو من تهافت .. أحياناً حسب تاريخ الرحلة، وأحياناً حسب مؤلفيها أو حسب عناوينها .. وقد أحال المؤلف على مصادر الرحلة ومراجعها بوصفها تراثاً إسلامياً وحضارياً، وسجّلها شعوراً منه بأن أدب الرحلات في طريقه الى الاختفاء، وتحريكاً لهممم الذين يرغبون في أن يعرفوا عن أطارف الأمس البعيد والقريب ..
    وقد اخترنا من رحلات المغاربة ما دوّنه العياشي في رحلته الى مكة المكرمة كونها حوت معلومات قيّمة عن تاريخ مكة المكرمة واحوالها الاجتماعية والسياسية والثقافية.


    رحلة العياشي
    (1091هــ/1679م)
    وهو أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المتوفي سنة 1090هـ/1679م، من أعيان علماء المغرب وقد حج ثلاث مرات أعوام 1059هـ ـ 1064هـ ـ 1072هـ. وعن الحجة الثالثة ألّف رحلته، وقصد أن تكون ـ الى جانبها الموضوعي ـ ديوان علم، وبذلك طالت حتى استوعبت سفرين.. وتعرف بالرحلة الكبرى، وتحمل عنواناً هو (ماء الموائد)، وله رحلة تعرف بالرحلة الصغرى، وربما حملت عنوان (التعريف والايجاز ببعض ما تدعو الظروف إليه في طريق الحجاز)..

    وهذه الرحلة المغربية كتبها لتلميذه أحمد بن سعيد المجيلدي وهو في بدء طريقه للحج سنة 1068هـ/1658م حيث زوَّده بإرشاد عن الأمتعة التي يصحبها معه، وعن طريق الحج ومنازله وعرَّفه بمراكز المياه الصالحة، وبالمشتريات النافعة مع الأعلام الذين ياخذ عنهم والمزارات التي يقصدها.. وقد ترجمها الى اللغة الفرنسية الاستاذ محمد الأخضر.
    وتعد رحلة العياشي (ماء الموائد) من أهم الرحلات المغربية وأكثرها إنتشاراً، لأنها أكثر مادة وتنوعاً، وقد طفق الرحالون من اللاحقين ينقلون عنها من دون أن يرجعوا الى مصادر أخرى أحياناً.
    وفي رحلة العياشي التي قام بها الى مكة في ذي الحجة من سنة 1072هـ (1662م)، حيث وصل مكة آتياً من ينبع عشية يوم السبت خامس يوم من الشهر المذكور. ويسجّل العياشي أن الركب المصري دخل مكة قبله في اليوم الرابع، والركب الشامي في اليوم السادس.. ملاحظاً أن أهل الركب عانوا من قطَّاع الطرق (الحرامية) شدة، حتى أشرفوا على الهلاك! ودفعوا للأعراب مالاً كثيراً نحو مئة ألف بعد ما انتهب من ركبهم كثير وقتل أناس.. وقد وصل بعد هذا الركب العراقي في اليوم الثامن..
    لقد إضطر اصحاب العياشي الى النزول وسط المقبرة بالحجون.. لم يجدوا مكاناً غير ذلك والأركب قد ملأت خيامهم السهل والوعر.. قبل أن يكتروا منزلاً بقرب باب إبراهيم من صاحبه الشيخ محمد الغدامسي بإثني عشر ريالاً تاركين الخباء والربل وبالحجون.
    وأتى الى المسجد وقد حان الغروب، وكادت تطير من الفرح القلوب، فدخلنا فرحين مستبشرين من باب السلام، وشاهدنا البيت العتيق الذي تزيح أنواره كل ظلام، وقد تدلَّت أستاره وأشرقت أنواره، وقد شمّر البرقع عن أسافله، حتى لا يكاد الطائف يناله بأنامله، يفعلو ذلك في أول ما تقدم الوفود، ولا يطلقون الأستار حتى تعود.. الى أن يقبِّل العياشي الحجر الأسود، ولم يبال بما ناله من الازدحام (والمورد العذب كثير الزحام)، ويطوف ويقف بالملتزم ويشرب من ماء زمزم.. وخرج لقضاء شعيرة السعي من باب الصفا.. ثم أتى المروة في زحام كثير في السعي، لأن المسعى من أسواق البلد العظيمة فيتضرر الساعي بذلك كثيراً..! وهكذا يرفع العياشي عقيرته بالشكوى من وجود هذا السوق في المسعى قائلاً: (ولو قيّض الله الأمراء لمنع الناس من التسوق فيه أيام الموسم لكان في ذلك نفع كثير).
    وقد لقي العياش في مكة المكرمة شيخه العلامة عيسى بن محمد الثعالبي الجعفري المغربي المجاور الذي خصص له من رحلته حيزاً كبيراً، ولم ينفك ذاكراً له ومشيداً به.
    وفي اليوم الثامن رحلوا الى منى حيث نزلوا على مقربة من مسجد الخيف في سفح جبل ثبير، وهنا قضوا ليلهم على ما هو، ويتحرك العياشي من هذا الموضع الى ذاك من عرفات رجاء بركة الواقفين، واستمر على ذلك حتى غابت الشمس ونفر في أخريات الناس.. ومرة أخرى يحكي أنه لما غاب القمر، وهو بالمزدلفه، أخذ السرَّاق يرمونه بالأحجار من الجبل القريب منهم.. ثم الى مكة حيث يقوم بالمناسك الى أن يهيىء الله لهم من يحلق لهم بطريقة شرعية.
    وقد تمكَّنوا من دخول البيت الحرام قبل أن يغلق، إنهم يفتحونه هذا اليوم لتعليق الكسوة الجديدة، ولا ينصب سلّم للدخول، وانما يدخل من تكلف للصعود بمعين أو بخفه أعضاء، على نحو ما سيقوله الآخرون بعد العياشي، وكانت له فرصة له ليصف داخل البيت الحرام بما اعتدنا أن نقرأه في المؤلفات الجارية.. وقد أورد رسماً للبيت في الرحلة مما يؤكد الحس العلمي عند العياشي.
    ويقول العياشي: إن إمعان النظر في داخل البيت الحرام يعتبر من قلة الأدب، وهو ما قاله بعض من قبله ويردده بعض من بعده.
    وبعد العودة إلى منى والمبيت بها .. يخبرنا بأنه من الغد عمرت الأسواق، وكثرت الأنفاق، وتزاحم الناس على الشراء رجاء بركة ذلك المكان. وبعد الفراغ من الرمي زار منزل أبناء شيخه تاج الدين، فصادف عندهم شيخه أبا مهدي عيسى الثعالبي السالف الذكر، حيث مكث عندهم برهة من الزمان حتى حضر الطعام.
    ولم يفت العياشي أن يتحدث بدوره وهو في منى عن تنافس أهل الشام ومصر في إيقاد المصابيح واتخاذ الخيام .. والاكثار من الرمي بالمدافع والبنادق والمحارق المرتفعة في الجو .. وكان السلطان زيد يشاركهم على نحو ما يفعلون.
    وقد اجتمع العياشي بالشيخ جمال الدين الهندي، بالمدرسة الداودية، جمعه به شيخه وصاحبه الشيخ علي باحاج اليمني بعد ما كان سأله العياشي عمّن هو اليوم في الحرمين أفضل من الطائفة النقشبندية.. دلّني عليه وعلى رجل آخر من أصحاب الشيخ تاج الدين، الا أن الشيخ جمال الدين أكثر منه عبادة وزهداً (لا مال ولا أهل)، ويخبرنا العياشي أنه أخذ عن الشيخ جمال الدين طريق السادة النقشبنديين، وذكر أنه تلقى الذكر على طريقة السادة النقشبندية وألبس الخرق الثمانية .. لقد كان العياشي يستعد للإعتكاف والمجاورة، وقد اعتذر العياشي عن عدم استيعاب الاماكن الفاضلة في زيارته لمكة لشدة الحر، واعداً أنه سيذكرها عند قيامه بالمجاورة.
    لقد أخذ الحجاج المغاربة في الرحيل من مكة المكرمة في العشرين من ذي الحجة، ويسجل العياشي أن اخاه عبد الرحمن تعب في الطريق من شدّة الحر (خامس أغسطس)، وكان أخوه هذا هو السبب في قرار العياشي بأن يبقى هناك للمجاورة.. ويعود أبو سالم العياشي بعد المجاورة في المدينة الى المكة في شهر الصيام، وهكذا خرج من المدينة ضحى يوم الثلاثاء، وهنا أخذ مرة أخرى ينوه بمكة وما تشتمل عليه من مشاهدة البيت والطواف به وأداء المناسك من حج وعمرة وغير ذلك..
    ويلاحظ العياشي أن ما يكون معتاداً أيام الموسم من السرقة والنهب والحرابة يختفي في غير الموسم الذي يجتمع فيه الناس والأوباش من كل مكان!!
    ومما سجّله العياشي في رحلته ما جرى في شعبان سنة 1037هـ (مارس عام 1663م)، وسنختار أهم المقتطفات في حادثة السيل التي وقعت في مكة في تلك السنة، يقول العياشي:
    (لقد خرَّب السيل غالب أسواق مكة وهدّ دوراً كثيرة، وأتلف أموالاً عظيمة، ومات فيه أناس، وهدم دور بعض أرباب الدولة على ما قالوا، ودخل المسجد الحرام، وكان أكثر دخوله من باب الصفا والأبواب الموالية له التي تلي دار الإمارة، وذلك أن السيل المنحدر من أعلى مكة لما قابل دار الامارة لقيه سيل آخر مثله في العظمة نازل من الوادي الذي وراء جبل الحزورة، وخرج قريباً من دار الامارة، فالتقى السيلان هنالك، وتصادفا وحصر كل منهما الآخر! فانكفأ الماء راجعاً، وقد غفل الناس عن إغلاق الأبواب فدخل المسجد حتى امتلأ المسجد كله، وارتفع الماء فيه الى أن ذهب بقناديل المطاف كلها! وما في المسجد من دواريق وبُسُط، وارتفع على قبة المقام، وعلى سطح زمزم الأدنى، وارتفع في البيت سبعة عشر شبراً على ما قال لي من شبّر ذلك، وبلغ حلق الباب وملأ كل البيت وخزانة في المسجد، وكان ذلك كله ما على ما زعموا ساعة زمنية أو أقل!
    وأضاف.. وانهمر المطر كأفواه القرب، فما جاء وقت العصر حتى امتلأ المسجد ماءً ولا قلع المطر، ولم يقدر أحد على الوصول الى البيت بقية ذلك اليوم والليل كله وفي الغد الى الضحى، ولم يهتد أحد من الناس لموضع البلاليع التي في المسجد المعدة لخروج الماء، حتى جاء السلطان زيد بنفسه ودلّهم على أماكنها. فغاص الناس الى مجالها حتى فتحوها وخار الماء ونقص..
    ويضيف العياشي وقد أخبرني من شاهد السيل الذي وقع سنة تسع وثلاثين وألف أنه لم يبلغ ما بلغ هذا السيل، ولكن الله سلّم فيه البيت لوثاقة البنيان وكونه قريب العهد، الا أنه زلزل الرخام الذي فرش به البيت من الداخل، وحركه حركة باينت بعضه من بعض... وأمر السلطات بإغلاق الحوانيت، واجتمع اهل مكة كلهم واجتهدوا في إخراج ما أمكن من التراب والأحجار والطين، وعمل فيه الناس كافة حتى السلطان بنفسه وأولاده وأقاربه.

    المصدر
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  8. #572 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  9. #573 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    التاريخ والجغرافيا والرحلات
    الجغرافيا والرحلات
    على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  10. #574 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    الرحلات والرحالة المسلمون
    اصطلاحا: هي الرحلات البرية والبحرية التى قام بها الرحَّالة المسلمون، وقد تنوعت بتنوع أغراضها، ومن تلك الأغراض: التجارة أو طلب العلم أو الحج، ومن أهم دواعيها الكشف وحب استطلاع المجهول.
    وبعد نمو الدولة الإسلامية على متسعات من آسيا وأفريقيا وأوربا، ومن يسكنها من شعوب وحضارات وعقائد ولغات مختلفة، ظهرت الحاجة إلى معرفة العالم الإسلامى والعوالم المجاورة له، كما أن بعض الرحالة كانت تحدوهم أغراض سياسية كمقدمة للتوسع، أو تغليب مذهب على آخر كما حدث عندما صارت هناك دول إسلامية سنية وأخرى شيعية.
    وقد ترتب على الرحلة الإسلامية نمو أسس معرفية لعلوم عديدة أخصها الجغرافيا والنقل والأنثروبولوجيا والاجتماع والسياسة، وبدايات علم الخرائط التفصيلية للأقاليم بدلا من الاعتماد على خريطة العالم التى رسمها بطليموس الجغرافى السكندرى فى القرن الثانى الميلادى، والشىء نفسه تكرر فى العصر الحديث الذى بنى فيه الأوربيون علومهم على معارف المسلمين، وهذه هى سُنَّة البناء العلمى فقد بنى المسلمون علومهم على معارف سابقيهم من روم ويونان وفرس وهنود إلخ..
    وقد ترتب على الرحلات التى قام بها الجغرافيون ظهور أنواع متتالية من التأليف، وأول الجغرافيين العرب كان الخوارزمي (ت 850م) الذي كان متأثرا بجغرافية بطليموس.
    وفي القرنين التاسع والعاشر الميلاديين ظهرت كتب كثيرة تحت مسمى "المسالك والممالك" مثل اليعقوبي (ت 897م) الذي اهتم بما نسميه الآن الجغرافيا البشرية، وابن خرداذبة (ت: 912م) اهتم بالطرق والمسافات في كتابه "المسالك"، والبلخي (ت: 934موابن فضلان (بدأ رحلته إلى نهر الفولجا عام (921م)، والاصطخرى كَتَبَ المسالك والممالك (933م) والمسعودى (ت: 957م) صاحب "مروج الذهب" الذى تضمن وصفا لاستدارة الأرض ومظاهرها الطبيعية وحضارات الماضى وشعوبه وبلاد الإسلام، والمقدسى الذى أعطى للظاهرات المختلفة ألوانا خاصة على الخرائط وكتب "أحسن التقاسيم فى معرفة الأقاليم" بترتيب وتدقيق.
    وكان ابن حوقل أكثر الجغرافيين الذين ارتحلوا فى تلك الفترة، وبلغ زمن رحلته نحو 32 سنة غطى فيها مشارق العالم الإسلامى ومغاربه، فهو بدون منازع شيخ الرحالة، وكتب "صورة الأرض" (977م).
    وفي القرنين 11 و 12م، برز من بين الرحَّالة الشريف الإدريسى (ت: 1166) صاحب خريطة العالم على قرص كبير من الفضة التى حلت محل خريطة بطليموس كأساس محدث يستند إليه إلى أن جاءت الكشوف الجغرافية ابتداء من القرن 160م. كما كتب "نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق".
    أما ناصر خسرو (ت: 1061م) وكتابه "سفر نامه" فيتضمن معلومات دقيقة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد بين فارس ومصر قبيل الغزوات الصليبية، وابن جبير الأندلسي (ت. 1217م) قدم لمصر والحجاز والشام فى ثلاث رحلات طوال أوسطها بعد فتح صلاح الدين للقدس مباشرة، ولم يصلنا من كتاباته إلا القليل من الرحلة الأولى، ثم ياقوت الحموي (ت: 1229م) صاحب "معجم البلدان"، وهو اتجاه بحثى هام وغير مسبوق، حفظ لنا الكثير من أسماء وأبحاث الجغرافيين السابقين الذين فقدت أعمالهم، أما العلامة البيروني (ت: 1048م) فلم يكن جغرافيا، لكنه أجاد فى الجوانب الفلكية والجغرافيا الرياضية.
    وأنجب القرن 14م أمير الرحالة المسلمين ابن بطوطة (ت: 1377م) الذى قضى نحو 25 سنة فى رحلته الأولى من المغرب إلى الصين، كما ظهر فى الفترة ذاتها عالم الاجتماع وفلسفة التاريخ ابن خلدون (ت: 1406م) في كتابه الشهير "ديوان المبتدأ والخبر فى تاريخ العرب والعجم والبربر"، وتجلت عبقريته فى مقدمة الكتاب التي تعد فلسفة فى العلوم الاجتماعية والعمرانية والسياسية.
    أ. د/ محمد رياض
    المراجع
    1- "جغرافية العرب فى العصور الوسطى" عبد الفتاح وهيبة - الجمعية الجغرافية المصرية 1960م.
    2- "الجغرافية والرحلات عن العرب" - نقولا زيادة دار الكتاب اللبناني - بيروت 1962م.
    3- " الجغرافيون العرب" مصطفى الشهابى دار المعارف، سلسلة اقرأ عدد 230 القاهرة 1962م.
    4- "تاريخ الأدب الجغرافي العربي" إغناطيوس كراتشوكوفسكي نقله إلى العربية صلاح الدين عثمان هاشم الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1963م.
    5- "جهود الجغرافيين المسلمين فى رسم الخرائط عبد العال الشامى الجمعية الجغرافية الكويتية 1981م.
    6- "إسهامات بعض الرحالة العرب فى الدراسات الأنثروبولوجية المبكرة مجلة "دراسات" أحمد الربايعة مجلد 10، عدد1، عمان 1983م.
    7- " الجغرافيون والرحالة المسلمون، مينورسكى، م. ف.
    ترجمة د. عبد الرحمن حميدة، الجمعية الجغرافية الكويتية، عدد73، الكويت 1985م.
    المصدر
    حياكم الله



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #575 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  12. #576 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •