صفحة 9 من 97 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 19 59 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 97 إلى 108 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #97 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    شاعر سوري كبير ورحالة شهير يزور لبنان
    (التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية)

    تأليف: عبد الغنى بن اسماعيل النابلسي

    تحقيق: هريبرت بوسه

    تقديم: ابن الريف

    هذه الرحلة كنت قدمتها ضمن كتب الرحلات المعروضة من طرفي على هامش الندوة الدولية لابن بطوطة، التى نظمتها مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة أيام 27 ـ28 ـ29 ـ1993...
    (هذه رحلة لطيفة للشيخ الصوفي الأديب الشاعر المبدع عبد الغني إسماعيل النابلسي إلى مدن لبنان: صيدا، وبيروت، وطرابلس، وبعلبك انطلاقا من مدينة دمشق الفيحاء السورية مسقط رأسه وهي في 134 صفحة من تحقيق المستشرق هريبرت بوسه، وتقديم السيد يوسف مقداد مدرس اللغة العربية في معهد الدراسات الشرقية بها سبورغ، عرف فيه بنسب المؤلف وعائلته ومؤلفاته الخاصة بالرحلات، ووصف المخطوطة وطريق التحقيق وطا بع الكتا ب العام، وكذا طريق الرحلة مع ملحق في آخر الكتاب يحتوي على فهرسة أسماء الاشخاص، والأما كن، والبلدان، والاشعار، والكتب، ومصا در التصدير والتحقيق.
    مؤلف الرحلـــــــــة
    هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي العالم الصوفي الشاعر الرحالة المشهور المزداد بدمشق بسوريا عام 1050هـ، الموافق 1641م، كان من أبرز رجال التصوف والرحلات في عصره، كثير التجوال والترحال في البلدان بحثا عن العلماء، والأولياء، والمآثرالتاريخية والمقدسا ت الاسلامية، توفي رحمه الله فى شعبان 1143 ـ مارس 1731م في دمشق، ودفن في الصالحية بجانب ضريح الفيلسوف الشهير ابن عربي، صا حب الفتوحا ت المكية، وبسبب شعبيته الواسعة ففد قيل: إن المدينة اهتزت لموته إلى درجة أن أبوابها أغلقت حزنا على وفاته.
    رحـــلاتـــــــــــه:
    قام بعدة رحلات هامة نذكر منها:
    1 ـ (حلة الذهب الإبريز في رحلة بعلبك والبقاع العزيز): وهي رحلة دامت اسبوعين إلى بعلبك في شهر شتنبر
    2 ـ (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية): وهي رحلة دامت مدة شهر ونصف، ابتداء من مارس/ أبريل 1690 إلى أن أتمها في 9 ذي الحجة 1101 ـ13 شتنبر 1690، وقد تحدث عنها المؤرخ المصري الجبرتي في كتابه (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) في الجزء 1 الصفحة 154 طبعة القاهرة، سنة 1320 ـ1902م
    3 ـ (الحقائق والمجاز في رحلة بلاد مصر والحجاز): وهي رحلته الكبرى التي قام بها في المحرم 1105 ـ شتنبر 1694م إلى سوريا، ولبنا ن، ومصر، والمدن المقـدسة بالحجاز، استمرت 388 يوما، طبعت في مصر سنة1299 ـ1881م، وفي دمشق عام 1324هـ، وفي القاهرة مرة أخرى سنة1906م
    4 ـ (المنازل الطرابلسية) ـ وهي الرحلة المقدمة، التي بدأها يوم 6 شتنبر 1700، وهناك رحلتان سابقتان مشابهتان لهذه الرحلة هما (المنازل الأنسية في الرحلة الطرابلسية) للحسن البوريني الدمشقي المتوفى سنة 1022 ـ1615 والرحلة إلى طرابلس الشام ـ لرمضان بن موسى العظيمي المتوفى سنة 1090.
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  2. #98 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة فيلبي إلى أرض مدين
    مكتبة العبيكان تطبع الإصدار الإثني عشر من سلسلة كتب
    عبد الله فيلبي
    د. إبراهيم بن عبد الله السماري*

    شهدت الحضارة الإنسانية تطورات تاريخية بحسب الحقب الزمنية المختلفة التي شهدت مولد كل عصر حضاري، كما أن كثيراً من الحضارات ارتبطت بالأرض التي شهدت ازدهارها وعلو شأنها حتى عرفت بها مما جعل المتأخرين يجدّون للبحث في هذه الأرض بقصد التعرف على تلك الحضارة التي سادت ثم بادت، بل إن بعض المناطق شهدت مولد عدد من الحضارات مما جعلها أكثر استهدافاً بالبحث والتحري ومن ذلك أرض مدين التي يرجع أوج مجدها إلى عهود إبراهيم وموسى وسليمان، بالإضافة إلى نبوخذنصر البابلي الذي كانت تيماء عاصمته الصيفية وملوك اللحيانيين والمعينيين والأنباط الذين حكموا عرب عاد وثمود وسيطروا على طريق التجارة الذي سارت في دروبه التوابل والعطور من اليمن السعيد إلى مراكز الحضارة العظمى في الأيام الخوالي.
    وقد اشتهر باحثون ورحالة بحب المغامرة لاستكشاف الحضارات السابقة وأرض مدين بالذات ومن أهم هؤلاء ممن قدموا معلومات جغرافية متقدمة عن تلك الأرض مثل تشارلز داوتي وغوارماني وأوغسطس فالن وألويس موسل وتشارلز هوبر وهاري سانت فيلبي (عبد الله فيلبي) في كتابه (أرض مدين).
    وقد قامت مكتبة العبيكان بطباعته ضمن اثني عشر إصداراً من سلسلة كتب فيلبي ونشرته هذا العام بتعريب الدكتور يوسف مختار الأمين وبمراجعة وتدقيق عبد الله بن محمد المنيف .
    يمكن وصف منهج فيلبي في كتابه بأنه يرتكز على أسلوب السهل الممتنع في وصف أحداث رحلته إلى أرض مدين ـ التي تمت بين نوفمبر 1950 ومارس 1953 ـ مع صَبْغِهِ بصبغة قصصية سلسة تطرد السأم عن القارئ ولاسيما عند تطرقه للتفصيلات الدقيقة والمواقف الطريفة التي حصلت له أو لمرافقيه كما يسهل أن يلحظ القاري اجتهاد فيلبي في التعليل والتحليل لمايمر به من أسماء وحوادث ومن ذلك ماذكره عن تسمية الجبل الأبيض وقبر الشيخ كما ظهرت الخلفية التاريخية للمؤلف ولاسيما عند حديثه عن التاريخ القديم لتيماء وتبوك وقلعة الحاج وغير ذلك، وحرصه على الوصف الدقيق للشواهد الأثرية والمعالم من أودية وجبال وسهول وعيون وفوهات بركانية وأخاديد ونباتات وطيور وقصور وطرق وغيرها والتحدث بإسهاب عن إحداثياتها الجغرافية، بل إنه تعدى ذلك إلى وصف الواقع الاجتماعي والحضاري للمناطق التي زارها بدقة متناهية مع التصريح بما يراه من تصورات لتطويرها كما استعان في كتابه بعدد من الصور التي التقطها بعدسته الفوتغرافية لكثير من المواقع والآثار التي اطلع عليها مع خريطة جغرافية لطريق الرحلة ومعالمه الهامة مما جعل المعلومات التي قدمها فيلبي في كتابه (أرض مدين) أدق وأشمل من كتابات الرحالة الآخرين ولاسيما تحريه الدقة في وصف النقوش القديمة والنصوص الثمودية والنبطية والمعينية وحرصه على الوقوف عليها بنفسه.
    ومما زاد أهمية وصف فيلبي لهذه النقوش والنصوص لجوؤه إلى المقارنة الدقيقة بين ما رآه بنفسه في رحلته وبين وصف من سبقه من الرحالة في كتبهم لما رآه مع الإشارة إلى ما طرأ عليها من تغيرات بسبب العوامل الجغرافية أو نتيجة الاعتداءات البشرية نتيجة للطمع المادي مما جعل وصفه لهذه النقوش والنصوص مصدر ثراء حقيقي للبحوث والدراسات العلمية المخصصة لهذه المنطقة.
    وملحوظة أخرى تسجل لفيلبي في كتابه (أرض مدين) أنه برغم إتمامه رحلته بدعم من الملك عبد العزيز وبتسهيل من المسؤولين في المناطق والبلدان التي مرّ بها بناء على ذلك الدعم، فإنه لم يجامل في تقاريره التي ضمنها كتابه الحكومة المركزية فقد انتقدها لتأخرها في تطوير وتحديث بعض المناطق والطرق التي زارها وإن أرجع ذلك أحياناً كثيرة إلى سلبية بعض المسؤولين تجاه عرض احتياجات بلدانهم والمطالبة بتطويرها، ولذا حظي منه عبد الله الشنيفي أمير تيماء بالثناء لجهوده في تحديث بلده ووصفه بأنه من الأفراد الساعين للتطور.
    كما لم ينسَ فيلبي أملاً كرره في أكثر من كتاب ـ ومنها كتابه هذا ـ وهو المطالبة بإحياء سكة حديد الحجاز إلى الشام لمايراه فيها من إنعاش لاقتصاديات البلدان التي تمر بها ولما ستوفره من تسهيل للوصول إلى التراث الحضاري الذي حرم من مشاهدته كثير من الناس وبعضهم من المختصين لصعوبة الوصول إليه بسبب الطبيعة الجغرافية والظروف الاجتماعية.
    عند تصفح كتاب (أرض مدين) سنجد أنه قسم المؤلف كتابه بعد المقدمة إلى أحد عشر فصلاً كان الفصل الأول منها عن رحلته من المدينة إلى خيبر وخصص الثاني لخيبر ومحيطها والثالث لطريقه من خيبر إلى تيماء والرابع لتيماء وماجاورها والخامس من تيماء إلى تبوك والسادس عن واحة تبوك والسابع عن روافة والحرّة والثامن عن شَرَوْرَى وقريّة والتاسع عن هضبة حسمى والعاشر عن وادي مدين والحادي عشر عن ساحل مدين.
    ثم خصص ملحقاً عن قبور الأنباط في مغاير شعيب مدين وقارن مجموعاته بالمجموعات التي ذكرها موسل مركزاً على حالتها الراهنة عند زيارته وفي هذا الملحق نبه فيلبي إلى ما انفرد به عن موسل وفي نهاية الكتاب كشاف ثري بالأعلام والأسماء والقبائل والأماكن والمواضع والبلدان والجبال ونحوها أثرى مادة الكتاب وسهّل للباحث والقارئ الاستفادة من المعلومات الغنية التي تضمنها.
    ومن الجدير بالتنويه إليه استدراك مراجع الكتاب عبد الله المنيف على فيلبي بعض العبارات التي لا يصح إيرادها مثل تشكيك فيلبي في صعود موسى جبل حُراب، وتصحيح بعض المعلومات التاريخية كنسبة فيلبي قلعة الأزلم إلى السلطان سليم وتصحيح المراجع لهذه المعلومة بنسبتها إلى السلطان محمد بن قلاوون وتسجيل القراءة الصحيحة للنص المنقوش على القلعة الذي يثبت صحة هذه النسبة من واقع المصادر الموثوقة التي نشرته.
    وفي الجملة يظل كتاب فيلبي من أكثر المصادر المكتوبة عن شمال المملكة العربية السعودية شمولاً ودقة نظراً لإقامة المؤلف الطويلة في المملكة وقربه المستمر من الملك عبد العزيز مما أتاح له فرصاً ووقتاً أفضل من غيره للبحث والاطلاع وتسجيل نتيجة ذلك كله في كتبه الكثيرة يضاف إلى ذلك مايملكه فيلبي نفسه من خلفية جغرافية كبيرة عن القياسات وخلفية علمية عن كيفية وصف وقراءة ونقل النقوش والنصوص الأثرية.
    *كاتب سعودي

    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  3. #99 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    الذهب والعاصفة
    رحلة إلياس الموصلي إلى أميركا
    قراءة ونقد الدكتور
    سعدي المالح

    بداية لا بد من الإشادة بهذه السلسلة من كتب الرحلات العربية إلى العالم التي بدأت دار السويدي للنشر والتوزيع في أبوظبي بالإشتراك مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت بإصدارها مؤخرا تحت عنوان "ارتياد الآفاق"، والتي "من شأنها أن تؤسس، وللمرة الأولى، لمكتبة عربية مستقلة مؤلفة من نصوص ثرية تكشف عن همّة العربي في ارتياد الآفاق " و في الوقت نفسه " بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية من خلال تقديم كلاسيكيات أدب الرحلة، إلى جانب الكشف عن نصوص مجهولة لكتاب ورحالة عرب ومسلمين" كما جاء في كلمة الأستاذ محمد أحمد خليفة السويدي الاستهلالية التي تتصدر كل كتاب من هذه السلسلة الهامة بالفعل.
    على أن الاختيار الموفق لـ "رحلة الياس الموصلي إلى أميركا" في النصف الثاني من القرن السابع عشر(1668-1683م)، والتي تعتبر أول رحلة شرقية قام بها كلداني/ آشوري عراقي إلى العالم الجديد، كفاتحة لهذه السلسلة، جاء ليعيد الاعتبار لكاتبها على رغم ركاكة أسلوبه وضعف ملكته الفنية، ويبعث الحياة لجهده المتميز بطرافته وقيمته الجغرافية والتاريخية والدينية باعتباره وثيقة فريدة من نوعها.
    حرر الكتاب وقدم له الأستاذ نوري الجراح، فقسمه إلى أربعة أقسام: الرحلة الأوربية، والرحلة الأمريكية، والرحلة المكسيكية، والعودة إلى أوروبا.
    وأضاف اليه ملحقين الأول نص لأغناطيوس كراتشكوفسكي عن الموصلي من كتابه "تاريخ الأدب الجغرافي العربي". والثاني مقدمة الأب أنطون رباط اليسوعي للرحلة عند نشرها للمرة الأولى في مجلة المشرق عام 1905م.
    سبع سنوات في أوروبا
    تبدأ رحلته في ربيع عام 1668م من بغداد باتجاه الشام، ليواجه مع رفاقه اللصوص في منتصف الطريق وينجو منهم ويصل دمشق، ومن هناك قصد الموصلي القدس وحج إلى الأماكن المقدسة .

    في طريق عودته من الأراضي المقدسة زار مدينة حلب، وبعد أيام انحدر إلى ميناء اسكندرونة، ومن ثم استقل مركبا انجليزيا قاصدا أوروبا. في الطريق إلى البندقية الذي استمر سبعين يوما من الابحار مر بقبرص وكريت.
    وفي البندقية، بعد الحجر الصحي أربعين يوما، تمتع بعشرين يوما من التنزه وزيارة الكنائس، ثم غادر إلى روما وسكنها ستة أشهر قابل فيها البابا وزار الأماكن المسيحية المقدسة، ثم غادرها عبر فلورنسا وليغورنا وجنوا إلى فرنسا.
    ويبدأ رحلته الفرنسية من مرسيليا إلى أوينيون فليون التي التقى فيها القنصل الفرنسي السابق في حلب وبغداد، بعد أيام دخل باريس وزار فيها الملك لويس وأخاه أمير أوليانس وأميرا آخر "سانت إينيان" وحظي منهم بالعز والإكرام كما يقول. وبطلب من السفير العثماني يبقى في باريس ثمانية أشهر.
    بعد ذلك قصد اسبانيا مارا بمدن وقرى لا تحصى على حد قوله، إلى أن وصل مدريد وقدم رسائل من البابا اكليمندوس التاسع إلى ملكة اسبانيا فيليبه الرابع، ثم زار أخ الملك المتوفي، وساح في مدن سيراكوزا وبرشلونة وميناء كاتاكيس وسيسيليا وباليرمو (من حيث أرسل ابن اخيه يونان الذي أنهى دراسته في ايطاليا إلى حلب).

    وبعد أن أخفق في الحصول على أموال من بعض هذه المدن عاد إلى مدريد ومنها توجه إلى البرتغال وزار في لشبونة الأمير حاكم البلاد.
    عاد مرة أخرى إلى أسبانيا، وهناك حدث أن توفرت أمامه فرصة أن يطلب شيئا تهبه له ملكة أسبانيا بعد أن قدس لها قداسه السرياني الشرقي. استشار رسول البابا في مدريد الكاردينال ماريكوتي فنصحه بطلب رخصة تخوله الذهاب إلى "بلاد هند الغرب" كما كانت تسمى القارة الأميريكية في ذلك الوقت. فحصل على تلك الرخصة التي كانت مقتصرة على الأسبان من الإداريين والمبشرين الكاثوليك.
    وثماني سنوات في العالم الجديد
    من هنا تبدأ الرحلة إلى أمريكا الجنوبية والوسطى. في عام 1675م غادر قادش "رفقة مراكب تسافر كل ثلاث سنوات مرة واحدة إلى بلاد الهند الغربية( أميركا الجنوبية) التي تسمى البيروه والتي تبعد إلف وخمسمائة فرسخ داخل بلاد ينكي دنيا( المكسيك) لكي يحضروا من هناك خزنة الملك" فتمر المراكب بجزر الكناري لتصل في آخر المطاف إلى أول مدينة في العالم الجديد: كراكاس (عاصمة فنزويلا) ومنها بعد حوالي شهرين الى كرتاخينا (في كولومبيا) وبعد زيارة لبنما عبر بورتوبلو يعود إلى كولومبيا من جديد ليتجه جنوبا على الساحل الغربي من أمريكا الجنوبية باتجاه الأكوادور حيث زار غواكويا وأقام لعدة أشهر في كيتو بعد ذلك ليستقر أكثر من سنة ونصف في ليما عاصمة البيرو، ثم يقوم بزيارات قصيرة إلى كل من بوليفيا والأرجنتين وشيلي ومن هناك يعود إلى ليما ليبحر إلى بنما مرة أخرى لكن بقصد زيارة ينكي دنيا( المكسيك).

    وفي طريقه إلى المكسيك يمر بكوستاريكا ونيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا، وفي المكسيك أيضا يرتبط بشبكة من الأصدقاء والمعارف ويقضي في العاصمة مكسيكو ستة أشهر، وفيها يفكر في العودة إلى وطنه (العراق) عبر الفيليبين بعد أن يسمع الكثير من القصص عنها، لكن عارضا صده عن ذلك، وهو أن الرجل الذي قرر أن يأخذه معه في المركب كان ذاهبا ليحكم في الفيليبين، فطلب منه أن يدينه عشرة آلاف غرش، ولما شاورصاحبنا وزيرا مكسيكيا بشأنه تبين انه مدين للآخرين بمئتي ألف غرش فامتنع عن مرافقته، وأبحر من المكسيك إلى هافانا( كوبا)، ومنها استقل سفينة إلى اسبانيا، فروما، حاملا معه هدايا ثمينة للبابا اينوسنيوس الحادي عشر.
    ومع أن الموصلي يركز معظم اهتمامه على رجال الدين الكاثوليكيين، ورؤساء محاكم التفتيش الأسبان، وحكام المدن والبلدان الذين عادة كان يحمل إليهم توصيات من أصدقائه، وكذلك على الخدمات الدينية كإقامة القداديس والتبشير وذكر عجائب القديسين التي سمعها، إلا أنه لا ينسى أن يصف في رحلته المدن التي زارها والطرق والقصور والجبال والأنهار والبحار والمناجم والمزارع والأحداث التي صادفته والناس الذين التقاهم وطرق معيشتهم وطبائعهم وأمراضهم وغرائب أخبارهم سواء كانوا من البيض أو من السكان الأصليين، ويهتم في رحلته بوصف بعض الحيوانات والطيور والنباتات التي شاهدها وبعض الهدايا التي حملها معه.
    بيد أن نوري الجراح ، وفي سياق الحديث عن مضمون الكتاب يتساءل " كيف أن الموصلي لم يعقد خلال رحلته أي مقارنات بين الخبرات والظواهر التي عاشها ورآها في أميركا وبين نظيرها في مسقط رأسه في الموصل، حتى وكأن شرقيته لم تشكل له، إلا في ما ندر، مرجعا يعتد به"؟ وهو تساول وجيه، وباعتقادي، أن الهمّ الرئيسي للموصلي كان الهم الديني الكاثوليكي المحض، في حين أن ماضيه كله كان ينتمي إلى النسطورية (نسبة إلى نسطوريوس الذي أعتبر مريم العذراء أم المسيح الإنسان وليس المسيح الإله) التي تخلى عنها حديثا.

    والكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت كانت تعتبر النساطرة كفرة وهراطقة، فلم يكن له من هذه الناحية بالفعل مرجعا يعتد به، وكان هدفه أن يبين"توسع الكنيسة وامتدادها إلى أربعة أطراف المسكونة وبين طوائف مختلفة ولغات متفرقة" كما يقول في مقدمة كتابه ثم ينتقد بشدة "بعض طوائف الناس الذين أنكروا الطاعة للكنيسة الرومانية ومدبرها الذي هو الحبر الأعظم"، ويضيف:" فسبيلنا أن نبرهن ونبين رجوع هذه الطوائف إلى الإيمان الحقيقي واحتضانهم للكنيسة المقدسة" ص28 والتي يقصد بها طائفته النسطورية التي كان ينتمي إليها.
    مصدر تاريخي جغرافي قيّم
    يشيد المستشرق الروسي المعروف أغناطيوس كراتشكوفسكي بهذه الرحلة التي تحتل برأيه مكانة هامة في الأدب العربي ويقول:"وهي لا تقل أهمية وطرافة من حيث مضمونها . ويجب الأعتراف بأن قراءتها قد لا تخلو أحيانا من تأثير مؤلم على نفس القاريء فهي أثر من الآثار التي تصور عهد الاستعمار الذي أناخ بكلكله على أهل البلاد الأصليين واستغلهم استغلالا مشينا "ويضيف" والمؤلف يعرض لنا وقائعه بالكثير من الهدوء دون أن يعكس أية انفعالات عاطفية إزاء ما يسرده، وبهذا بالذات تكمن أهميته كمصدر تاريخي جغرافي ذي قيمة بالنسبة لذلك العصر بأجمعه"، وفي معرض تقييمه لمؤلف الرحلة يقول كراتشكوفسكي:" إنه ولا شك يتمتع باطلاع واسع لكنه يجمع إلى ذلك سذاجة مذهلة" وعلى العكس منه يقول نوري الجراح في مقدمته: إنه "لم يكن أبدا شخصية تنطوي على شيء من السذاجة ، بل على العكس من ذلك كان شخصية ذكية مقتدرة ومتأكدة من قدراتها" .

    ويعتبر كتابه هذا" وثيقة فريدة من نوعها على أوضاع القارة الأميركية في النصف الثاني من القرن السابع عشر فضلا عن قيمته كأثر أدبي لا يخلو من طرافة".
    إلا أن نوري الجراح في تحريره للكتاب قد فاته تحرير أو تصويب بعض من الأسماء والكلمات سواء في متن الكتاب أو في الحواشي التي وضعها أنطون رباط. مثلا، يقول رباط في حاشيته عن موسيو بيكيت ص37 "سُمّي أسقفا على بابل"، فلا بد أن نضع إلى جانبها بين قوسين (بغداد) لأن المقصود ببابل هنا هو بغداد فالغربيون كانوا في ذلك الوقت يسمون بغداد باسم بابل خطأ لعدم معرفتهم موقع الأخيرة بالضبط، وبابل في القرن السابع عشر كانت قرية مهجورة، أو المقصود بها أسقفية أو بطريركية الكلدان التي ما تزال تسمى باسم بابل.

    وفي ص 66 "وقلت له ابرك على ركبتيك" تقول الحاشية: أي اجلس ، وهي كلمة حلبية، والصحيح أن"ابرك" كلمة سريانية تعني "اركع"، والكاتب يقصد بها الركوع، فيحدد له "على ركبتيك" إذ أن المؤمن يركع في الكنيسة.
    وأصل الفعل "برك" و"بُركا" هي الركبة بالسريانية. والسريان من أهل الحسكة والقامشلي والجزيرة وليس الحلبية يستعملون في لهجتهم العربية "ابرك" بمعنى اجلس، علما أن الفعل" برك" بالعربية يأتي بمعنى الإقامة بالمكان، واستناخة البعير. وفي صفحة 66 وردت كلمة "برنج" و"البرانج" وتقول الحاشية: إنها كلمة فارسية معناها النحاس، ونظنها بمعنى الخابية والبرنية. وأعتقد إن الكلمة نقلت من الأصل بخطأ طباعي في طبعة أنطون رباط. وحسب المعنى يجب أن تكون "بربخ" وجمعها "برابخ" وهو مجرى من الخزف للماء وما شاكله، وأصل الكلمة سريانية أيضا ولا تزال تستعمل في القرى الكلدانية/الآشورية العراقية. وقد استعملتها شخصيا في أحد فصول كتابي " الينابيع الأولى" المنشور في جريدة " الزمان" عام 1999 نقلا عن والدتي. وورد في ص131 من مقال كراتشكوفسكي "هذا كله لم يمنعه من القيام بالخدمات الدينية ....ولكن بلغته السورية!" كذلك يذكر المحرر أن صاحب الرحلة " قام بأعمال القداس باللغة السورية السريانية!" والمعروف أنه ليس ثمة من لغة تسمى اللغة السورية، لكن يترجم البعض Syrian Language أو Syrian Church اللغة السورية أو الكنيسة السورية، وهذا خطأ، وأعتقد أن مترجم كراتشكوفسكي وقع بالخطأ نفسه عند ترجمته الكتاب عن الروسية فترجم" سيرييسكي يازيك" اللغة السورية، والصحيح هو اللغة السريانية والكنيسة السريانية نسبة إلى السريان وليس إلى سوريا، وأصل كلمة Syrian التي تعني السريان، وفقا لمعظم المؤرخين والباحثين في اللغات القديمة مصحفة من Assyrian وتعني الأشوريين، وقد وصلتنا بشكلها المصحف عبر التراجم من اليونانية، فقلبت الشين سينا وسقطت الألف، حسب اللفظ اليوناني لها. ولكي لا يقع الباحثون في مثل هذا الخطأ بدأوا يسمون اللغة السريانية Syriac Language بالأنكليزية، و Langue Syriague بالفرنسية.
    ولا أدري ماذا يقصد الأستاذ نوري الجراح باللغة السورية السريانية، فإذا كان يقصد السريانية هي السورية فهو غير محق، أما إذا كان يقصد اللهجة السريانية السورية باعتبار أن للسريانية المعاصرة لهجتين سورية (غربية) وعراقية (شرقية)، فهو أيضا لا يصيب الحقيقة لأن صاحب الرحلة إبراهيم الموصلي هو كلداني عراقي يتحدث اللهجة السريانية العراقية ويحددها في كتابه غير مرة فيذكر إنه كان يقدس بالسريانية الشرقية وهي اللهجة التي يؤدي بها أبناء الكنيستين الكلدانية والآشورية في العراق( الكنيسة النسطورية سابقا) طقوسهم الدينية حتى اليوم.
    جهد كبير لكنه ناقص
    وقد كتب نوري الجراح مقدمة مطولة للكتاب ( نحو 15 صفحة) مستعينا بمقدمة الأب رباط ومقال كراتشكوفسكي ونص الرحلة. ويبدو من هذه المقدمة انه بذل جهدا كبيرا في جمع المعلومات والبحث عن أصل الرحلة على رغم صعوبة الحصول على المصادر المطلوبة، لكنه يعترف "أن جهده هذا ناقص بالضرورة، وكان يمكن أن يكون أكثر استجابة إلى شروط البحث العلمي"، و"تعجل في اخراجه إلى النور لكي يتمكن من تحقيقه في طبعة لاحقة"، وهذا ما شجعني فعلا في الخوض في كثير من التفصيلات التي تساهم في القاء الضوء على هذا الأثر القيم وشخصية كاتبه وملابسات العصر الذي عاش فيه، وليس انقاصا من أهمية الجهد الذي بذله الجراح في إخراج الكتاب إلى النور.
    في الحقيقة ليست هذه أول طبعة عربية للكتاب بعد نشره في مجلة "المشرق"،
    فقد نشر الأب أنطون رباط هذه الرحلة مع كراس آخر عن تاريخ البيرو للمؤلف نفسه في كتاب مستقل عام 1906 في بيروت، وصدر عن المطبعة الكاثوليكية (انظر "المشرق" السنة12 عام 1909 ص798)، ومنذ ذلك الحين كتِبتْ العديد من المقالات عن الرحلة وصاحبها في عدد من المجلات في العراق" لغة العرب" ولبنان" المشرق" ومصر"المقتطف" تلقي المزيد من الضوء على التاريخ الحقيقي لهذا العمل والنسخ المتوفرة منه في ذلك الوقت، وتكشف أكثر فأكثر شخصية صاحبه، كان يمكن الوصول إلى بعضها علىالأقل، سيما وأن كراتشكوفسكي يذكر بعض هذه المصادر بكل وضوح، وبالذات ما يخص وجود نسخ أخرى من مخطوطة الرحلة التي لم ينتبه اليها الجراح، وقال في حاشية مقدمته "إن المستشرق الروسي لم يذكر أيا من المكتبتين اللتين تحويان على النسخ المذكورة" بينما ذيل المستشرق الروسي تلك المصادر في هوامش ذلك الفصل من كتاب" تاريخ الأدب الجغرافي العربي"(ص743-744) وحذفها الجراح من ملحقه المنشور في آخر الكتاب. وهذه النسخ المخطوطة من الرحلة والمكتشفة بعد عام 1905هي:
    1- في عام 1909 أراد سلامة موسى أن يستعرض في المقتطف( العدد35 ص860) نسخة من هذه الرحلة موجودة في " خزانة ديوان الهند في لندن" (فهرست 2 ص207عدد719) وطلب من مشتركيه في بغداد أن يعلموه بما يعرفونه عن صاحب الرحلة، إلا أنه تخلى عن الفكرة بعدما عرف أن "المشرق" قد نشرتها متسلسلة.

    والنسخة هذه كما ورد في خاتمتها نقلها مقدسي الشماس حنا مقابل عشرين بغدادية(البغدادية درهم مضروب في العراق) لصالح الشماس كوركيس ابن الشماس عيسى غنيمة من نسخة كتبت أصلا في سانتا ماريا مقابل ميناء قادش بخط يد اندراوس ابن مقدسي عبد الله الكلداني في الأول من آذار(مارس) عام1699م. 2- وظهرت نسخة ثالثة من رحلة الموصلي لدى الدكتور داود الجلبي ( وكان أديبا ولغويا معروفا) تحدث عنها في كتابه " مخطوطات الموصل" ص269 الصادر في العشرينات من القرن العشرين، وهي منقولة على الأغلب من نسخة سانتا ماريا الأصلية في 26 تموز(يوليو) سنة 1748.
    3- هذا ونشر يعقوب نعوم سركيس مقالا عن صاحب الرحلة في مجلة "لغة العرب" للأب أنستاس ماري الكرملي(الجزء السادس السنة التاسعة) يقول فيه إن بحوزته نسخة أخرى من الرحلة أهداها له نرسيس صائغيان كان عمرها يتجاوز في ذلك الوقت( العشرينات من القرن العشرين) قرنا ونصف قرن على الأرجح.
    4- والنسخة الخامسة من الرحلة يذكرها القس بطرس نصري في الجزء الثاني من كتابه" ذخيرة الأذهان"( الموصل 1913 ص359) فيقول إنها شوهدت عند نعمان الحلبي ، لكن يبدو أن هذه النسخة ضاعت من مكتبة الحلبي، كما يؤكد يوسف ابن نعمان الحلبي ليعقوب نعوم سركيس.

    أصل صاحب الرحلة
    لا يتوصل نوري الجراح إلى أية معلومات جديدة عن صاحب الرحلة لعدم توفرها في مصادره، لكنه يستعين بما كتبه كراتشوفسكي عن الموصلي من "أنه من بيت عمون وإنه ينتسب إلى عائلة قدمت للحياة الروحية عددا من البطاركة النساطرة ، وأن هذا البيت ارتبط، بصورة وثيقة منذ عام 1553 مع الفاتيكان ، وكان لهؤلاء البطاركة انطلاقا من روما صلاتهم القوية مع مختلف الطوائف المسيحية شرقا وغربا"، ويميل الجراح إلى "الأخذ بهذا الاعتقاد لإعتبارين، أولهما: الدقة التي عهدت عن كراتشكوفسكي، والتي كشفت عنها رصانة أبحاثه.

    وثانيهما المكانة التي سيتبين لقاريء الرحلة أن الموصلي تمتع بها على أعلى المستويات السياسية والدينية في العواصم الأوربية الأربع: روما، باريس، مدريد، لشبونة".
    وقبل الدخول في مناقشة الرأي غير الدقيق لكراتشكوفسكي حول ارتباط عائلة المؤلف بالفاتيكان أود أن أشير إلى أن صاحب الرحلة الخوري الياس ابن القسيس حنا الكلداني الموصلي وينتمي إلى قرية " ألقوش " التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال من الموصل، من نسل البطاركة النساطرة والعشيرة الأبوية "بيت أبونا" كما يقول الأب بطرس نصري في كتابه ذخيرة الأذهان" (الجزء الثاني الموصل1913 ص 359) ويقدم لنا الأب جوزيه دي سانتا ماريا الذي زار بغداد وسافر مع صاحب الرحلة إلى روما في رحلته الأولى معلومات جديدة عنه في كتابه الرحلة الثانية إلى الهند الشرقية(روما 1672 ص22-32 نقلا عن يعقوب نعوم سركيس)، ونعرف إضافة إلى والده القسيس حنا، كان أخوه الأكبر عبد المسيح قسيسا لكنيسة بغداد، وأخوه الأصغر عبد الله قسيسا في الموصل، وعمه إيليا الثامن بطريركا على النساطرة في ذلك الوقت (من عام 1627 وحتى وفاته في 1660م)، وأبن عمه يوحنا مروكي الذي سمي إيليا التاسع مروكي بطريركا على النساطرة أيضا خلفا لإيليا الثامن(من عام 1660 وحتى وفاته في عام 1700م)، حسب قانون الوراثة في الرئاسة الكنسية من أخ لأخيه أو لابن أخيه، والذي سنه البطريرك شمعون الرابع الباصيدي(1437-1476) وساد حتى منتصف القرن العشرين.

    وكان جميع بطاركة كنيسة المشرق النسطورية منذ بداية القرن الرابع عشر عرضا من هذه العشيرة "بيت أبونا" أيضا. لكن واعتمادا على الأب جوزيه دي سانتا ماريا أن إلياس الموصلي جحد مذهبه النسطوري وانتمى إلى الكثلكة، وهذا ما دعاه لأن يقصد روما تبركا في رحلته الأولى برفقة الأبوين الدومنكيين سانتا ماريا وفنشنسو دي سانتا كاترينا في عام 1659م.
    أما ما يذكره كراتشكوفسكي من أن بيت عمون (بيت أبونا) ارتبط بصلات وثيقة مع الفاتيكان عقب الاتحاد في عام 1553، ويأخذ الجراح برأيه ، فلنا عليه مآخذ كثيرة، وهو بعيد عن الدقة تماما، لأن هذا البيت لم يرتبط بروما ارتباطا وثيقا أبدا لا قبل الاتحاد في عام 1553 ولا بعده. وبقيت هذه العائلة مناوئة للفاتيكان، ملتزمة بعقيدتها النسطورية، رافضة الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية، وإن كان بعض بطاركتها تأرجحوا في أوقات معينة بين التقارب مع الكرسي البابوي والإختلاف معه، ومع ذلك حتى أن البطريرك يوحنا هرمز(1760-1838) آخر بطريرك وراثي من هذه العائلة والذي اندفع بشدة نحو الإتحاد مع روما كان على خلافات شديدة مع الفاتيكان ومرسليها من المبشرين والقناصل. وأما الاتحاد مع روما الذي يشير اليه كراتشكوفسكي فلم يكن مع هذه العائلة أبدا، بل قام بالضد من التقاليد الوراثية لهذه العائلة وقاده رئيس دير الربان هرمز الراهب هرمز سولاقا(1513-1555) الذي كان ينتمي لعائلة بلو من مدينة عقرة، وقد قتل انتقاما لإنشقاقه برشوة من شمعون السادس برماما سليل العائلة الأبوية الذي كان على السدة البطريركية آنذاك.
    لذلك أرى أن سفره إلى روما للمرة الثانية في عام 1668م كان في سبيل جمع المال للكنيسة الكلدانية المنشقة عن النسطورية، تلك الكنيسة الضعيفة والناشئة في ذلك الوقت، لذا تراه يمتدح بشكل واضح وصريح كل من أكرمه وأنفق عليه ويذم من امتنع عن ذلك، وربما أيضا تخلصا من مضايقات ابن عمه البطريك ايليا التاسع مروكي الذي كان يسعى لإملاء شروطه على روما للتقارب معها. وعندما لم يوفق ناصب العداء لروما ولجميع أبناء جلدته الذين اعتنقوا الكثلكة.

    وعلى العموم لكي نتوقف جيدا على أسباب سفر الخوري إلياس الموصلي إلى أوربا لا بد من دراسة الأوضاع الدينية والاجتماعية للمسيحيين العراقيين في تلك الحقبة، والصراعات التي كانت يخلقها ويديرها المبشرون والمرسلون الكاثوليك من فرنسا وايطاليا في بغداد والموصل وحلب وسائر المنطقة.
    أما سفره المفاجيء من أوربا إلى أمريكا فباعتقادي كان بسبب اخفاقه في الحصول على الأموال اللازمة في أوربا، وتوفر فرصة سهلة لهذه الرحلة، وارتباط ذلك بالأخبار التي كانت تروج لسهولة الحصول على الذهب والمال، ودخول الناس بالجملة إلى الكثلكة في العالم الجديد .
    وليس بعيدا أن يكون الموصلي قد سعى للحصول على الأموال لتثبيت كيان كنيسة كاثوليكية عراقية لتواجه بنجاح عائلته الإقطاعية المتنفذة والمسيطرة على السدة البطريركية للكنيسة النسطورية التي جحد عقيدتها من جهة، ونفوذ المبشرين الأجانب الذين كانوا يسخرون التبرعات المرسلة إلى كاثوليكيي الشرق إما كرشاوي لكسب مؤمنين جدد أو لمصالحهم الخاصة من جهة ثانية. تلك الكنيسة التي لم تنجح لأن تصبح مؤسسة جماهيرية بين المسيحيين العراقيين إلا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وبفضل المبشرين الغربيين وأموالهم.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #100 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    رحالة صيني مسلم يبحر في التاريخ
    رحالة صيني مسلم يبحر في التاريخ فيكتشف أمريكا قبل كرستوفر كولومبوس
    اجتاز الإسلام منذ دقه باب الصين في منتصف القرن السابع مراحل تاريخية متعددة بزغ خلالها العديد من المسلمين الصينيين بين علماء وأطباء ورحالة، ممن ساهموا في نقل حضارة بلادهم للعالم أجمع.. في هذا العدد نقدم لكم رحالة مسلم ساهم في انتشار الإسلام في مناطق متفرقة من العالم واكتشف دولاً لم تعرف من قبل..
    من هو زهنج هي؟
    "زهنج هي" هو رحالة صيني مسلم ولد في العام (1371م) من عائلة صينية مسلمة تعيش في جنوب الصين.. كان والده يعمل في التجارة فيسافر كثيراً ويجوب بلدان عديدة مما جعله يتعلق بالسفر والترحال منذ نعومة أظفاره..
    وعندما بلغ (11 عاماً) اصطحبه والده في أول رحلة إلى مكة المكرمة.. فتعلم اللغة العربية وتحدثها بطلاقة، وتعرف على مدن الشرق وجغرافيتها وعادات شعوبها.
    رحلات استكشافية
    برز " زهنج هي" واشتهر برحلاته المتعددة وعلا صيته بين الرحالة والبحارة فوصل إلى جنوب أفريقيا والخليج العربي والمحيط الهندي، وفي كل رحلة ينقل معه الذهب والفضة والحرير الصيني والحديد والمنسوجات القطنية يرافقه الرسامون والفنانون والعلماء والبحارة والجيولوجيون.
    وفي عام 1405م قام بأكبر رحلة استكشافية في ذلك الوقت بـ 7 أساطيل بحرية زار فيها 37 دولة امتدت من جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا وصولاً إلى العالم العربي حيث كانت الصين تمتلك أقوى الأساطيل البحرية التي كانت تنافس بها الأساطيل الأوروبية في ذلك الوقت.
    أما في العام 1413م شد "زهنج هي" رحالة إلى العالم العربي لأول مرة مصطحباً 30000 رجل عبر أسطول ضخم وصل به إلى مضيق هرمز، مسقط وعُمان ثم الهند، ودار حول بحر العرب وصولاً إلى عدن ثم إلى البحر الأحمر..
    وفي هذه الرحلة الطويلة توقف "زهنج هي" في كل ميناء عربي يصل إليه ليلقي الترحيب وكرم الضيافة العربي، حيث بعثت أكثر من 19 دولة عربية بمندوبين وممثلين عنها يحملون الهدايا إلى امبراطور الصين في ذلك الوقت " يونغ لي" لتوثيق العلاقات الودية بين الصينيين والعرب.
    نقل الحضارة
    ساهم الرحالة الصيني المسلم " زهنج هي" في نقل حضارة شعب الصين إلى الدول العربية فضلاً عن نقل البضائع الصينية المميزة كالحرير الصيني واللؤلؤ المصطنع والمطرزات الحريرية والقطنية والذهب والفضة، كما ساهم في التعرف على عادات الشعب الصيني وانتشار الإسلام بشكل موسع.
    الأسطول البحري
    أما عن أسطوله البحري فكان يتكون من عدد كبير من السفن الكبيرة والصغيرة تتصدرها سفينته التي كانت تعرف بـ" سفينة الكنز" والتي يبلغ طولها (400قدم) حيث اعتبرت أطول سفينة في ذلك الوقت مقارنة بسفينة (كرستوفر كولومبوس) والتي كانت بطول (85) قدماً فقط.
    ثم يأتي بعدها تباعاً السفن المحملة بالبراميل العملاقة التي كانت تستخدم لتخزين المياه والخيول الخاصة بالتنقل براً ثم السفن الصغيرة المحملة بالحرير الطبيعي والبورسلان والعديد من المنتوجات الصينية.
    أما طاقم الملاحة فكان يحتوي على 27000 بحار وجندي موزعين على السفن كل حسب مهامه المنوطة به.
    رحلته الأخيرة
    أنهى الرحالة المسلم "زهنج هي" حياته بين موجات البحر أثناء رحلة عودته من الهند في العام 1433م عن عمر يناهز 60عاماً، وقد قام بـ 7رحلات على مدى (28عاماً) قطع فيها أكثر من (50000كم)، وزار أكثر من 37 دولة.
    مفاجأة قوبلت بالتشكيك، وهي: أن كريستوفر كولومبوس لم يكن أول من اكتشف أمريكا والمكتشف الحقيقي للقارة الأمريكية كان من الصين، وهو "زهنج هي"، وقد نزل على السواحل الأمريكية قبل سبعين عاماً من وصول المستكشف الأوروبي الشهير في العام 1492م.
    هذا هو الاكتشاف المدهش الذي خلص له الباحث البحري "جيفن منزيس" الذي أمضى 15 عاماً في تتبع آثار أسطور صيني ضخم طوى ذكراه النسيان.
    وقد نشر منزيس نتائج بحوثه في كتاب بعنوان: "1421: العام الذي اكتشفت فيه الصين أمريكا".
    ولكن كيف تمكن إيطالي من معرفة شيء عن الجزر الكاريبية قبل حتى أن يولد المستكشف كولومبوس؟ هذا هو السؤال الذي دار في خلد منزيس والذي وصل أخيراً إلى قناعة بأن أسطولاً صينياً ضخماً مؤلفاً من ثمانمئة سفينة أبحر من الصين في 8 مارس 1421م ودار حول العالم وأسس مستعمرات في شمال وجنوب أميركا واستراليا ونيوزلندا وفي المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
    بحث منزيس في السجلات الصينية التي وجد بها إثباتات لرحلات (زهنج هي).
    وعثر كذلك على سجلات في أسبانيا والبرتغال تثبت أن أوائل المستكشفين الأوروبيين في العالم الجديد التقوا بمستكشفين صينيين وجلبوا معهم أحجار اليشم إضافة إلى قطع فنية أخرى صينية.
    إذن كيف نسي العالم (زهنج هي) وسفنه الثمانمئة؟ لسوء الحظ أنه أثناء خروج الأسطول الصيني في رحلات استكشافية ضربت عواصف مصحوبة بالبرق العاصمة الصينية ودمرت مبانيها.
    وفي رحلة سفره الأخيرة إلى مكة وفي طريقه وجدت خريطته البحرية المفصلة للعالم طريقها إلى أوروبا مما منح المستكشفين البرتغال فكرة جيدة عما سيكتشفونه في أفريقيا وأميركا قبل شروعهم في ذلك.
    ويعترف منزيس بأن اكتشافه هذا قوبل بتشكيك من المؤرخين المعاصرين، لكنه يقول إن الجميع متفق على أمر واحد على الأقل وهو أن الصينيين استوطنوا سواحل المحيطين الهادي والأطلسي في الجزء الشمالي والجنوبي من أميركا قبل زمن طويل من إبحار كولومبوس إليها .

    رد مع اقتباس  
     

  5. #101 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0








    احتفاء مميز بجامعة كاليفورنيا بالرحالة المغربي الكبير ابن بطوطة
    لوس أنجلس 06/12/2004
    احتفت جامعة كاليفورنيا يوم الجمعة الماضي في حفل مميز أقيم بحرمها الجامعي بلوس أنجلس، ومن خلال شهادات لكبار الخبراء في مجال البحث التاريخي، بالذكرى700 لميلاد الرحالة الشهير والعالم المغربي الجليل ابن بطوطة.
    وأمام حضور، جمع ثلة من الاكاديميين والباحثين المبرزين، أعربت السيدة نزهة الشقروني الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عن ابتهاجها بانعقاد هذه الندوة المخصصة لرجل يجسد بالنسبة لكل المغاربة، الصورة المثلى للارتباط العميق والأصيل بقيم السلام والحوار واحترام الآخر.
    ولاحظت السيدة الشقروني أن احتفاء كهذا في زمن العولمة، لا يمكن إلا أن يكون موعدا ملائما حل في أوانه، مشيرة الى أن ابن بطوطة المغربي والمغاربي والعربي والمواطن الذي ينتمي الى العالم في شساعته، جاب مختلف أنحاء المعمور في سفر امتد على مدى29 سنة وحمله الى أكثر من أربعين بلدا بمختلف القارات.
    وأضافت أن ابن بطوطة ظل مدفوعا بوحي من عقيدته الدينية الراسخة، مسافرا جريئا في جميع رحلاته و"مسلما لم يكن يهاب شيئا ولم يكن يخيف أحدا" مستحضرة في هذا السياق ما ذكره في نص رحلته من أوصاف لمختلف الأمصار التي زارها بإحاطة كبيرة وباحترام أكبر " دون استخفاف أو ازدراء بثقافات الاخرين".
    وخلال هذا اللقاء الذي نظمه مركز الدراسات الافريقية وشعبة مبحث الموسيقى العرقية بجامعة كاليفورنيا بمساعدة من سفارة المملكة المغربية وبمساهمة من الخطوط الملكية المغربية، اجتهد الخبراء المشاركون في الاحاطة بالدوافع التي حملت هذا الرحالة المغربي في القرن الرابع عشر الميلادي على القيام برحلة تم تتويجها بنص وصفي كتبه الوزير الشاعر محمد بن جزي الكلبي، وأصبح مصدرا ثريا بالمعارف والمعلومات لا يستغني عنه مؤرخ أو باحث في أي ركن من أنحاء العالم، وشهادة أيضا ثمينة عن مختلف المجتمعات والثقافات بإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوربا في تلك المرحلة.
    ومن جهته رأى روس دان أستاذ التاريخ في جامعة سان دييغو ومؤلف كتاب عن ابن بطوطة، في هذا الرحالة المغربي "رجلا متعطشا للمعرفة وفقيها تكون على أصول المدرسة المالكية وأصول الفقه الاسلامي، ومن ثمة لم يعتبر نفسه فقط مواطنا مغربيا ولكن فردا من هذا العالم الشاسع الذي كان يطلق عليه أنذاك (دار الاسلام)، ويضم بين جوانبه أمصارا مسلمة مختلفة حيث تعيش مجموعات تنتمي الى ديانات وثقافات أخرى".ولهذا السبب - برأي الباحث - أنهى ابن بطوطة رحلته بزيارة لمكة كما أصر على زيارة عدد من معاقل الصوفية خلال رحلته الطويلة.
    ومن جهتها منحت الباحثة جيزلين ليدون من جامعة كاليفورينا لرحلة ابن بطوطة بعدا دينيا، موضحة أن الرحالة الكبير أراد دون شك أن يطفيء عطشه الكبير للمعرفة وفقا لتعاليم الاسلام الذي يوصي بالبحث عن المعرفة أينما كانت ولو في الصين، وهكذا مكن هذا الرحالة الكبير المؤرخين - برأي الباحثة - من أكثر المصادر غنى، خصوصا ما تعلق منها بتاريخ إفريقيا الغربية في القرن الرابع عشر.
    وفي مقارنة ما بين ابن بطوطة وماركو بولو لاحظ الباحث الجامعي جوفري سيمكوكس أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا، أنه خلافا للرحالة الإيطالي الذي قام برحلته بحثا عن ربح مادي خصوصا وانه كان وليد البندقية وابنا لأحد التجار، فإن الرحالة المغربي لم يكن يهمه من رحلته سوى التزود الروحي والهم المعرفي.
    وهذا ما أكده المكلف بالأعمال لدى سفارة المملكة السيد محمد أرياض حين أشار إلى أن الرحالة المغربي كانت تحركه دوافع روحية عقدية ملاحظا أن ابن بطوطة جسد من خلال رحلته معنى الاية القرآنية " إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".
    وبالنسبة للاساتذة ميكاييل موروني وميكاييل كوبرسون وعلي جهاد راسي كان لابن بطوطة بكل بساطة "ولع لا حدود له بتحصيل المعرفة"، فيما اعتبر الاستاذ كمال أودريري خريج جامعة كاليفورنيا وصاحب فكرة تنظيم هذا اللقاء، أن الورع والتفقه في مجموعة من العلوم ساهمت في جعل ابن بطوطة الداعية الانساني والرجل الذي لم يكن يتردد في ركوب الأهوال والمخاطر وغياهب البحار للقاء الآخر.
    ومن جهة أخرى، اغتنى اللقاء أيضا بمداخلة قيمة مصحوبة بعرض للصور الثابتة عن المغرب، ألقاها الصحفي توماس أبركرومبي الذي سبق له أن دبج مجموعة من المقالات التي نشرت حول ابن بطوطة بمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" .وتواصل هذا اللقاء برحلة موسيقية حملت الحضور، على جناح الموسيقى من طنجة الى الصين مرورا بمصر وغانا والشرق الاوسط وأسيا الوسطى ومنطقة البلقان والاندلس مجسدة بذلك مختلف الامصار التي مر منها الرحالة ابن بطوطة، وانطلقت بأمداح نبوية من أداء فرقة من الموسيقيين والراقصين من شعبة مبحث الموسيقى العرقية بجامعة كاليفورنيا.
    ******
    السندباد
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  6. #102 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0
    إكتشاف غير مســـبوق حـــول رحلة إبن بطــــوطة
    الدكتور عبد الهــــادي التــــازي
    http://www.albadeeliraq.com/showdeta...ulture&id=2732
    ******
    السندباد
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  7. #103 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلة إلى ظفار لابن بطوطة
    أصبح أدب الرحلات يحتل خانة متميزة في خارطة البحث التاريخي المعاصر، فإذا كانت الأسطوغرافيا التقليدية قد أقصت تاريخ المجتمعات من دائرة اهتماماتها وجعلته قطعة من التاريخ (المسكوت عنه)، وهو ما يجعل مهمة الباحث في استقصاء الحياة اليومية والعادات والتقاليد لمجتمع من المجتمعات مغامرة يعتورها العديد من الصعوبات، فإن كتب الرحلات تعمل على لثم هذه الثغرة التي تعتري الحوايات التاريخية، وتكشف عن أنماط حياة المجتمعات وعقلياتها المباشرة والوصف الدقيق لأحوال المجتمع الذي زاره الرحالة وخبر شؤونه، مما يساعد الباحث على فك بعض الألغاز التاريخية وادراك مضمراتها.
    من هذا المنظور، يروم هذا البحث الحفر في أعماق مجتمع ظفار، والنبش في مخزون عاداته وتقاليده اعتماد على رحلة ابن بطوطة المغربي الذي زار ظفار خلال القرن الثامن الهجري (14م) وأمدنا من خلال ما سجله في رحلته بنصوص هامة عن هذه المدينة.

    إن الراجح أنه لم يمكث بها طويلاً إبان العودة، بل جعلها مجرد معبر من قاليقوط الهندية نحو مسط وقريات ثم قلهات ليبحر من هناك نحو هرمز مودعاً عمان نهائياً.
    وبمجرد انتهاء رحلاته الكبرى عاد إلى المغرب، وأملى بأمر من السلطان أبي عنان المريني الذي حكم بين سنتي 749و759هـ/ 13481358 رحلته على الكاتب المريني ابن جزي الـــــذي انتهى من تدوينها في 3 ذي الحجة سنة 756هــ فبراير 1356م، وتوفي ابن بطوطة وهو يتولى آنذاك القضاء بمدينة فاس عن عمر يناهز 67سنة.
    أما عن الظرفية التاريخية التي زار فيها ظفار، فإن هذه الأخيرة كانت تحت حكم السلطان المغيث بن الفائز ابن عم ملك اليمن بسبب ما مانت تعرفه عمان آنذاك من ضعف نتيجة حكم آل نبهان،
    وهو ما أسفر عن تكالب القوى الخارجية عليها حتى إن المؤرخ العماني نور الدين السالمي تمنى لو أن ابن بطوطة لم يزر عمان في فترة حكم الجبابرة – إشارة النباهنة – وزارها في عهد الأئمة العادلين.
    من خلال رصد شخصية ابن بطوطة وظرفية رحلته إلى ظفار، يمكن أن نستنبط بعض الملاحظات التي تفيد في معرفة مدى صحة انطباعاته وأوصافه لمجتمع ظفار، ويمكن تلخيصها كما يلي:
    1) انطلاقاً من نظرة استقرائية لظروف بيئة الرحالة المغربي ومحيطه الثقافي لا يتبين أن رحلته إلى ظفار كان وراءها هدف سياسي أو أغراض مذهبية أو دعاية لجهة معينة .

    فالهدف الأساسي الذي تحكم في رحلته يتجلى في الحج إلى الديار المقدسة، كما يؤكد ذلك هو نفسه دون لبس أو غموض .

    بيد أن الرحلة إلى الحج ولدت في نفسه حب معروفة الشعوب على هذا الدافع الشخصي، يمكن القول إن معلوماته وأحكامه عن ظفار وأهلها ستتميز ببراءتها وعفويتها، وبعدها عن كل توييف انطلاقاً من صفاء نية راويها وسذاجته.
    2) إن ما يجعل نصوص ابن بطوطة حول ظفار تتميز بصدقها يكمن في شخصية الرحالة نفسه، فهو – كما أجمع على ذلك الدارسون – صاحب ضمير نقي وسريره صافية، نهل من حميد السجايا، وصاحب الأتقياء والصلحاء، كما مارس القضاء – رمزاً العدل والموضوعية – وتعلق بأهداب الدين تعلقاً كبيراً حتى إنه كان يعزي ما تمتع به في حياته من نعمة وجاه إلى كونه حج أربع مرات بل إنه – لشدة ورعه وتقواه – ولاه الحجاج المغاربة الذين صحبهم في بداية سفره من المغرب قاضياً عليهم لينظر فيما يشجر بينهم من خلاف، مما ينفي عنه صفة التحريف وتزوير الحقائق.
    3) لم يكن لابن بطوطة أي مصلحة في مجاملة أهل ظفار ومداهنتهم أو الكذب والافتراء عليهم، ذلك أنه كتب رحلته بعيداً عنهم زمانياً ومكانياً، ولا غرو فقد أملى انطباعاته على الكاتب ابن جزي وهو بالمغرب بعد أن كان قد غادر ظفار منذ أكثر من ربع قرن.
    4) إذا كانت رواياته عن الأقطار والمدن التي زارها يشوبها أحياناً الطابع الخرافي – على عادة كل الرحالين والجوابين – فإن ما ذكره عن ظفار يكاد يخلوا من هذا الطابع الأسطوري، بل يلاحظ أنه برأ نفسه من بعض الروايات التي أوردها عنها حين نسبها إلى رواتها أو ذكرها في صيغة المبني للمجهول.
    5) إذا تأملنا في النصوص الواردة حول ظفار، لا نجد كاتب الرحلة وهو ابن جزي المذكور سلفاً قد أضاف أي إضافة سواء من عنده أو نقلاً عن الرحالين آخرين، كما فعل عندما أقحم نصوص الرحالة ابن جبير، وهو يكتب عن بلدان الشام والجزيرة، لذلك بقيت ظفار في وصف ابن بطوطة سالمة من أي سطو خارجي.
    6) تكشف قراءة نصوص ابن بطوطة حول ظفار عن قوة ذاكرته وما اختزنته من معلومات دقيقة رغم مرور ربع قرن على زيارته لها.
    وحسبنا أنه لم ينس أسماء أعيان ظفار الذين استضافوه مثل خطيب مسجدها عيسى بن علي، ومتصوفها الشيخ الصالح أبو محمد بن أبي بكر عيسى وابنيه أبي العباس أحمد وأبي عبد الله محمد، كما احتفظت ذاكرته أيضاً باسم قاضيها أبي هاشم عبد الملك الزبيدي، بل لم تغب عنه حتى أسماء الجواري اللائي رآهن في ظفار.
    كما لم تخنه الذاكرة في استرجاع أنواع الأطعمة التي أكلها في هذه المدينة، وأنواع اللباس الذي كان يلبسها الظفاريون، والأثاث الذي شاهده في بعض البيوتات، مما يدل على قوة ذاكرته، وبالتالي يعكس صحة المعلومات التي أوردها حول ظفار.
    يفسر بعض الباحثين قوة ذاكرة ابن بطوطة بالنظام التعليمي الذي تلقاه، وهو نظام يقوم في أساسه على الحفظ والاستظهار للعديد من الكتب، بينما يرده البعض الآخر إلى نظام الثقافة العربية في ذلك العصر ( القرن 8هــ ) حيث كان الإعتماد على الذاكرة إحدى مقومات التعليم.
    7) لم يجد ابن بطوطة أي صعوبة في نقل مشاهداته، وما سمعه من روايات شفوية عن أهل ظفار بفضل معرفته للغة العربية، عكس مدن أخرى في بلدان أعجمية عجز فيها عن إدراك لغة أهلها فاضطر إلى اتخاذ وسطاء من المترجمين، مما أدى إلى تشويه المعلومات أحياناً.

    لا بل نجد الرحالة المغربي ينوه بتقارب لهجة أهل ظفار مع لهجة المغاربة، مما ساهم في تسهيل مهمته الاستقصائية عن العادات والتقاليد الظفارية.
    8) تجدر الاشارة كذلك الى أن النصوص التي قدمها عن ظفار تتميز بارتكازها على طابع المعايشة والاطلاع المباشر دون الإقتصار على السماع والنقل كما فعل بعض البلدانيين.
    كما ننوه بدقة أوصافة وتتبعه للجزئيات أحياناً كوصف طرق اعداد الأطعمة ووصف أثاث المنازل وغير ذلك من الأمور الدقيقة، ونعتقد أن استضافته من قبل بعض أعيان ظفار مثل خطيب مسجدها الاعظم وقاضيها كان فرصة استغلها لمساءلتهم حول بعض أمور الدولة وعلاقتها بالمجتمع.
    9) أما أمانته وموضوعيته في عرض مشاهداته فتلك حقيقة لا يجحدها أي متفحص منصف، فإذا أخذنا الرحلة برمتها، نستطيع أن نضع الأصابع على عدة مواضع تظهر فيها أمانته بوضوح، فعلى الرغم من أنه كان سنياً، فقد وصف أهل النجف الشيعة بالشجاعة والكرم، وفي كثير من المواضع الأخرى التي كان يسوق بصددها حكاية أو وصفاً، إذا ما نسي راويها يعتذر عن نسيان اسمه، وكان بإمكانه أن يختلق اسماً لصاحب الحكاية، ومع ذلك لم تطاوعه نفسه في القفز على الحقائق، كما تتجلى موضوعيته فيما ذكره عن بعض المدن العمانية كمدينة قلهات على سبيل المثال.
    فقبل دخوله إليها وصف ما انتابه من الخوف والحذر من اللصوص، بيد أنه حول هذا الوصف إلى عكسه عندما دخل المدينة وشعر فيها بطعم الامان، فصار يتحدث عن حسن خلق أهلها والحفاوة التي استقبله بها أميرها، وهذا يعني أن ما ذكره قبل دخوله المدينة لم يكن حباً في الذم أو الإساءة المفتعلة، بل كان يمدح من يستحق المدح، ويذم من يستحق الذم.

    وعند سماعه خبراً مروياً أو حدثاً لم يفلح في الوقوف عليه شخصياً فإنه يذكر النص في صيغة المبني للمجهول، ويصرح بذلك بوضوح مثل حديثه عن مدينة ازكي العمانية حيث يقول: (لم أدخلها، وهي على ما ذكر لي مدينة عظيمة)، وهذا يدل على انه كان يشعر بالمسؤولية وأنه محاسب على كل ما يقول.
    وتتفق معظم التحليلات التي قام بها الدارسون لنصوص ابن بطوطة على مصداقيته ونزاهة أحكامه، فالمستشرق الهولندي وصفه (بالرحالة الأمين)، ويقول عنه كراتشوفسكي:

    (كلما استعرضت الأجزاء المختلفة من وصف رحلته لدراسة دقيقة مفصلة، كلما زادت الثقة في صدق روايته، وهي نفس التخريجات التي خرج بها من اهتموا برحلته من الدارسين العرب، وإن كنا لا ننزة الرحالة المغربي من بعض السقطات التي انزلق فيها بالنسبة لبعض المدن العمانية).
    وإذا أخذنا بالمنهج المقارن، يتضح ان معلوماته عن ظفار لا تتناقص كثيراً مع ما ذكره عنها معاصره البندقي ماركوبولو الذي زارها قبله بسنين.

    ولا يمكن أن يكون ابن بطوطة قد قرأ ما كتبه الرحالة الإيطالي عنها وهو يجهل لغته، بل إن معلوماته عن ظفار أغزر وأدق من معلومات ماركوبولو.
    لكن إنصاف الحقيقة والواقع يدفعنا إلى عدم تجريد الرحالة المغربي من بعض الهفوات التي وقع فيها، وهي الهفوات التي شابت إنتاج معظم الرحالين عند ذكر عجائب البلدان التي زاروها مستهدفين بذلك إضفاء عنصر التشويق على رحلاتهم.

    وقد تشكك العديد من الدارسين في بعض الأوصاف التي أوردها حول مناطق من المعمور، إلا ما تشكك فيه الدارسون لا ينطبق إطلاقاً على وصفه لظفار.
    وصف ابن بطوطة المجتمع الظفاري بأنه مجتمع حضاري ومنظم تنظيم متقدم، وذلك من خلال نظمه وعاداته وعقليته وأطعمته وأزيائه.
    وبناء على أوصاف ابن بطوطة، يمكن القول بأن المجتمع الظفاري مجتمع يصنف في عداد المجتمعات التجارية التي تشكل التجارة فيها حجر الزاوية، ومنها قوام حياة الظفاريين (فهم أهل تجارة وزراعة وصناعة) كما جاء ذلك على لسان ابن بطوطة، وتدل على ذلك مجموعة من المؤشرات التي تعكس هذه الرؤية، فالأسواق منتشرة خاصة سوق الحرجاء الموجودة في ربض المدينة أي في ضواحيها، وهي سوق مليئة بالسلع، مزدحمة بالحركة التجارية وفي الساحل يقوم ميناء وسوق معدة للتصدير والاستيراد فمنها تصدر المنتجات الظفارية، وتحمل الخيل العتاق إلى الهند وإليها تصل المراكب من الهند، ومن مختلف بقاع العالم فيستقبلها خدم الحاكم بحفاوة وكرم كبير.
    وكان اهل ظفار يتعاملون بعملتهم وهي الدرهم المضروب من النحاس والقصدير، مما يدل على مستوى تطورهم التجاري والإقتصادي في ذلك الوقت، وكانت ظفار تنتج الكثير من المنتجات الزراعية ومن انتاج ظفار الزراعي القمح والذرة والشعير والموز والسكر والنارجيل والفواكه فضلا عن انتشار البساتين الغناء المزروعة بالفواكة المتنوعة وكذلك التانبول واشتهر الظفاريون كذلك بالصناعة كالسيوف وأدوات الحداة وادوات الري والسفن والصناعات الغذائية مثل صناعة العسل التي كان يعرف اصحابها باسم ( الفازانية )، وصناعة الحليب والزيت (زيت النارجيل) و( السمن البلدي ) وغيرها من الصناعات التي يحتاجها المجتمع الظفاري والفائض يصدر للخارج وكانت البساتين تشكل حزاما اخضر يحيط بالمدن الظفارية.
    من خلال تتيع نصوص ابن بطوطة يمكن تكوين فكرة عامة عن مجتمع ظفار، بسلطانه ونظمه الحضارية وعاداته وعقليته وأطعمته وازيائه.
    ولقد نجح الرحالة المغربي في الجمع بين طرافة العرض ودقة المعلومات والبراعة في التقاط الصور المعبرة عن واقع هذا المجتمع، ويمكن نلمس ذلك فيما يلي:
    1) مجتمع ظفار مجتمع تجاري:
    بناء على أوصاف ابن بطوطة، يمكن تصنيف مجتمع ظفار في عداد المجتمعات التجارية التي تشكل فيها التجارة حجر الزاوية، ومنها قوام حياة الظفاريين (فهم أهل تجارة لا عيش لهم إلا منها) كما جاء ذلك على لسانه.
    وترد في نصوص الرحلة مجموعة من المؤشرات التي تعكس هذه الرؤية، فالأسواق منتشرة خاصة سوق الحرجاء الموجودة في ربض المدينة أي في ضاحيتها، وهي سوق مليئة بالسلع، موارده بالحركة التجارية.
    وفي الساحل يقوم ميناء وسوق معدة للتصدير والاستيراد، فمنها (تحمل الخيل العتاق الى الهند)، وإليها تصل المراكب من الهند وغيرها، فيخرج عبيد السلطان لاستقبالها بحفاوة وكرم كبير، ويعبرون عن ذلك بضرب الطبول، والنفخ في الأبواق احتفالاً بمقدمها.
    وهذه الحفاوة تعكس إحدى الأساليب التي كان يستعملها أهل ظفار لجلب التجار إليهم وكسب مودتهم، خاصة ان هؤلاء كانوا يحملون إليهم ما يحتاجون إليه من الهند من أرز وقطن، مما يدل على أن علاقة ظفار بهذا البلد كانت وطيدة، لأنها أقرب البلدان الآسيوية إليها، وحسبنا ان مدة الرحلة بين البلدين لم تكن تتجاوز 28 يوماً.
    وتكشف رحلة ابن بطوطة عن ظاهرة سادت مجتمع ظفار في مجال التجارة، وهو ان معظم المشتغلين في عمليات البيع كانوا من العبيد والخدم، من بينهم بعض النسوة اللاتي شاركن بدورهن في المعاملات التجارية، وكان يناط بعبيد سلطان ظفار مهمة استقبال المراكب التجارية الآتية الى ظفار، فيفرغون السلع المشحونة بها أو يشحنون السلع المصدرة نحو اليمن والهند والصين مثل الثياب والعسل، ويمكن من خلال الرحلة أيضاً التعرف على العملة التي كان يتعامل بها سكان ظفار في القرن الثامن الهجري، وهي الدرهم المضروب بالنحاس والقصدير.
    بيد أن الطابع التجاري المهيمن على مجتمع ظفار لا يعني انعدام الزراعة فيه، بل إن الباحث يستطيع أن يستشف من خلال أوصاف ابن بطوطة أن المجال الزراعي احتل مكانة محترمة في أنماطه الإنتاجية.
    ويمكن سرد بعض المنتوجات كالقمح والذرة، التي كانت تعتمد على السقي من مياة الآبار، فضلاً عن انتشار البساتين، التي كانت تلبي احتياجات المدينة من الفواكة المتنوعة كالموز ذي الحجم الكبير، الذائع الصيت في اللذة والحلاوة، كذا التنبول والنارجيل.
    وتعتبر زراعة النارجيل من الفواكة التي انفردت ظفار بانتاجها، وقد ارتبطت بها عدة صناعات كصناعة العسل التي كان يعرف أصحابها اسم (الفازانية)، كذا صناعة الحليب والزيت.
    وتأسيساً على ظاهرة البستنة التي عمت ظفار، نستطيع أن نتصور أن مجموعة من البساتين كانت تشكل حزاماً اخضر يحيط بالمدينة، وهو أمر بديهي إذ علمنا أنها تتلقى أمطاراً موسمية غزيرة تساعد على نموها واخضرارها.
    لكن رغم وجود الطابع الزراعي، فالواضح من كلام ابن بطوطة – ويؤيده في ذلك كثير من الرحالين والجغرافيين – أن مجتمع ظفار غلب عليه الطابع التجاري أكثر من الزراعي.

    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  8. #104 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
     

  9. #105 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    سبق وأن انعقدت يومي24-25/2/2004 ندوة مغاربية حول: "ابن بطوطة، إسهام مغاربي في الحضارة الإنسانية والتواصل الثقافي"، نظمتها الأكاديمية المغاربية للعلوم، وبالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد المغاربي، وجامعة الفاتح - قسم التاريخ، وقد حضر الندوة 37 باحثا مغاربيا من الدول الخمس باستثناء موريتانيا التي غابت مشاركتها باستثناء حضور قليل من خارجها، ومن بينهم كاتب هذه السطور.
    وقد حرصت الدول المغاربية من خلال هذه الندوة أن تكرم أحد الأعلام المغاربين البارزين، وهو الرحالة الشهير ابن بطوطة، وذلك بمناسبة مرور 7 قرون على رحلته الشهيرة، التي جاب فيها أغلب عالمه الذي عاصره من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا حتى الصين والهند شرقا.
    ولذلك ليس غريبا ما قدمه للإنسانية هذا الرحالة المغربي الذي استغرق 30 عاما من عمره يجوب الصحاري والمدن ويزور مدنا وقرى، ويخالط شعوبا وقوميات متباينة الأديان والثقافات والأعراق...
    حيث ظلت بلاد شنقيط بفقهائها وأدوارهم حاضرة في الأذهان ، وهي التي زار ابن بطوطة أغلب مدنها المعروفة حينها في عصره مثل ولاتة التي أسماها "إيولاتن"، كما زار عاصمة مملكة غانا كومبي صالح، التي توجد أطلالها اليوم جنوب مدينة تمبدغة 60 كم، وشرح بتفاصيل طبيعة سكانها ومجتمعها وحياتهم بجميع دقائقها...
    وقد حضر الندوة جمع مغاربي مميز كان في طليعتهم العلامة المغربي الدكتور عبد الهادي التازي الذي حقق رحلة ابن بطوطة، وهو صاحب سلسلة التاريخ الدبلوماسي للبلاد المغربية.
    أحمده ولد نافع

    باحث موريتاني مقيم في طرابلس

    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  10. #106 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    صورة إسبانيا في الرحلات المغربية
    عرفت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء يوم الجمعة 17 يونيو 2005، ندوة علمية في محور (صورة اسبانيا في الرحلات المغربية) من تنظيم مختبر السرديات، وقد شارك فيها عدد من الباحثين الأكاديميين المتخصصين في الأدب الإسباني والتاريخ وأدب الرحلة، من جامعات مغربية متعددة (المحمدية - بنمسيك والرباط وفاس وتطوان والقنيطرة والجديدة وسطات).
    افتتح اللقاء بجلسة أولية ترأسها عبد اللطيف محفوظ

    رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها وعضو مختبر السرديات، وألقيت فيها كلمتا عميد الكلية عبد المجيد القدوري، ورئيس المختبر شعيب حليفي، حيث ركزا على أهمية الحفر في النص الرحلي المغربي ودوره في رسم الرؤية وفهم طبيعة الأنا والآخر، وفي تيسير سبل الحوار الثقافي الذي ساد خلال قرون بين المغرب وإسبانيا.
    وقد عرف هذا اللقاء جلستين ثريتين، الأولى ترأسها الأستاذ مصطفى النحال وتدخل فيها الدكتور عبد الهادي التازي بموضوع (ابن بطوطة ما يزال في حاجة إلينا والذي قدم كعادته الجديد والطريف، رغم اقتصاره هذه المرة على اللقاء الذي جمع ابن بطوطة بجماعة من التجار والعلماء بمكان محدود حدا بضواحي غرناطة، حيث أبرز من خلال الأصول المختلفة لهذه المجموعة الملتئمة في ذلك المكان، أهمية الأندلس آنذاك.
    كما تطرق لبعض الثغرات في رحلة ابن بطوطة، وحاول فهمها وتداركها من خلال بحثه عن التقويم والتدقيق في بعض ما سقط من ابن جزي.

    المداخلة الثانية للباحث الدكتور سليمان القرشي، الفائز مؤخرا بجائزة السويدي ـ أبو ظبي للدراسات والتحقيق في النص الرحلي. وكانت تحت عنوان (إسبانيا كما رآها ابن بطوطة وابن الخطيب وابن خلدون) حيث استنتج الباحث أن الواقع الاجتماعي والسياسي كان ذا قوة وفاعلية في التأثير على مكونات صورة الأندلس/إسبانيا في رحلات ابن بطوطة وابن الخطيب وابن خلدون، والتي تمت في سياق تاريخي حرج ومؤثر، وسم كل الأعمال الثقافية والفكرية التي انتسبت إليه بميسمه الخاص المفعم بطعم الهزيمة والانحدار والمتخم برائحة الخيبة والانكسار.
    وإذا بدت هذه الصورة باهتة في رحلة ابن بطوطة التي اكتفت بالتلويح دون التصريح، وأثرت الإشارة على العبارة، فإن ألوان الصورة المهزوزة للأندلس سرعان ما بدت فاقعة في رحلات لسان الدين بن الخطيب الذي صور في قالب ساخر خريف شجرة الأندلس العربية الإسلامية، وهو الخريف الذي أتى على كل مكوناتها.
    كما شدد الباحث على أن الفاصل الزمني بين رحلات ابن الخطيب ورحلة ابن خلدون إلى الأندلس قصير الحبل، فإن المؤثرات التي وجهت صورة الأندلس/إسبانيا في المتن الرحلي الخطيبي قد تحكمت في بؤرة الصورة الخلدونية ووجهت إطارها، أما مكمن الخلاف بين الصورتين فيكمن في اختلاف زاوية النظر للأندلس بين ابن الخطيب الذي رصدها من الداخل ورسمها عن قرب، فيما اكتفى ابن خلدون بتقديم الأندلس كصورة جزئية تتعالق مع صور كلية للعالم العربي الإسلامي الذي جابه شرقا وغربا خلال القرن الثامن للهجرة.
    المداخلة الثالثة للدكتورة وفاء العجوري (الإطار الجيوتاريخي للرحلات العلمية بالأندلس في القرن 11) سعت من خلالها الباحثة إلى استنطاق كتب التاريخ من أجل ضبط حقيقة النشاط المكثف للرحلات العلمية بالأندلس خلال القرن 11م كما توقفت عند دلالة بعض المصطلحات والمفردات الدقيقة، التي ترددت في عدد من المصادر، ولم تكن تخل من شحنة عاطفية وبعد تاريخي.
    كما بحثت في أسباب ودوافع الرحلات العلمية داخل الأندلس ونتائجها على المستوى العام ، وخلصت إلى دوافع سياسية وأخرى دينية ثم اقتصادية واجتماعية وأخيرا علمية، وختمت بحثها بملحق لأشهر الشيوخ المستقرين بمدنهم أو المتجولين ببعض مدن الأندلس.
    وفي مداخلة رابعة تدخل الدكتور محمد رزوق في موضوع (عن مشاهدات شهاب الدين افوقاي)، مؤكدا أن هذه الرحلة، هي تشريح للمجتمع الإسباني، ومحاولة لفحصه من الداخل، من خلال البحث عن موقع الطائفة المورسكية داخله..
    وقد أبرز الجدل الذي لازم تلك المشاهدات وركز على الخصوصيات التي ما زالت تثير حتى الآن العديد من النقاش والتساؤلات، كما أشار إلى اختلاف وصف أفوقاي لإسبانيا عن وصف الرحالة المغاربة الذين زاروها خلال القرون التالية موضحا أن هذا الاختلاف يكمن في كون أفوقاي قد وصف أحداثا عاشها فعلا، بل وكان طرفا فيها.
    وذلك لأنه لم يكن زائرا عاديا يلاحظ ويسجل ، ليروي ما شاهد بعد ذلك للمغاربة، بل إن ما يرويه عن إسبانيا في رحلته هو تجربة حياة فعلية، تطرح حسب تقدير الباحث مسألة حضارية بالغة الأهمية : لماذا لم يندمج المورسكيون في المجتمع الإسباني؟ ألأنهم كانوا ما زالوا متشبثين بهويتهم العربية الإسلامية؟ أم لأنهم كانوا دائما يعتبرون أنفسهم "مواطنين" من الدرجة الثانية؟
    أما الدكتور عبد المنعم بونو، صاحب المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة الصباحية، فقد شارك بموضوع عن رحلة الوزير الغساني (ق17م) الذي توجه في سفارة من المغرب إلى فليب الثاني من أجل تبادل الأسرى وافتكاكهم.
    حلل الباحث النص الرحلي من منظور المعطيات المتوفرة فيه، ليخلص إلى رصد ثلاثة جوانب أساسية في هذه الرحلة:
    ـ الجانب الطبيعي عبر وصف المدن والقرى التي عبرها.
    ـ الجانب المعماري ـ الحضاري.
    ـ وأخيرا الجانب الإنساني.
    وانتهى إلى اعتبر النص شهادة تاريخية تتداخل فيها عناصر فكرية وسياسية وذاتية وموضوعية، وقد أفرز نقاش هذه الجلسة الصباحية الأولى عددا من الأسئلة التي تهم أشكال تمثلات صورة اسبانيا عبر قرون مختلفة، وما تتضمنه تلك التمثلات من عناصر مشتركة وأخرى مختلفة.
    أما الجلسة الزوالة، التي ترأسها الدكتور عبد الرحمن غانمي، فقد تدخل فيها الدكتور عبد الرحيم مؤدن بمداخلة (الرحلة الأندلسية: صور الحوار وحوار الصور) تناول خلالها نص رحلة محمد بن سالم الورداني (مثقـف تونسي: 1861-1905) بعنــوان (الرحلة الأندلسية)، وهي حلقة من حلقات الرحلات العربية الإسلامية المتجهة نحو الآخر أو الغرب في القرن التاسع عشر، مسارها العام دوافع علمية تجسدت في الاهتمام بشأن تقدم العلوم والمعارف، عن طريق بعثة نظارة المعارف العمومية السلطانية، إلى إسبانيا وباريس ولندرة، للإطلاع على بعض ما بها من الآثار العربية والكتب النفيسة.
    وقد خلصت المداخلة بعد تحديد كافة حقولها إلى أشكال من الصور التي تؤطر وعي الرحالة في رؤيته لهذا الآخر بمعطياته العامة والخاصة:
    1 – الصــور التركيبية: وتقوم على محاولة الإنتصار للمـــاضي (الأندلس) والاعــتراف بالحاضر (إسبانيا).
    2 – الصور النقدية وتعمل على تأويل الظاهرة من موقع المقارنة بين سلبيات المجتمعين.
    3 – الصور الموضوعية، وفي هذا المستوى نجد الرحالة المتابع لمختلف التطورات في الماضي والحاضر.
    4 – الصور المتوجسة: وهي صور تطل من ذاكرة الرحالة أثناء تجواله بالمكان.
    وفي مداخلة الدكتور علي فضول حول رحلة المهدي الغزال في القرن الثامن عشر الذي عرف اتصالات ديبلوماسية بين اسبانيا والمغرب حول استئناف الحوار من أجل حل القضايا العالقة واختبار النوايا السلمية بين الطرفين، جرى توضيح أنه في هذا الإطار كلف السلطان محمد بن عبد الله السفير أحمد بن المهدي الغزال سنة 1767 بالسفر إلى مدريد. وقد دون هذه الرحلة في نص طريف تحت عنوان (نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد)، ثم أشار الباحث إلى وجود سفارة ثانية في نفس الموضوع سيرأسها السفير ابن عثمان المكناسي ويقيدها في رحلة (الإكسير في فكاك الأسير).
    وحول (مشاهدات الكردودي في إسبانيا بين السياق والتاريخ) تدخل الدكتور محمد معروف الدفالي مقاربا، الرحلة السفارية "التحفة السنية للحضرة الشريفة الحسنية بالمملكة الاصبنيولية"، انطلاقا من السياق الداعي لها، والذي يتمثل في حل بعض المشاكل، والرغبة في توثيق العلاقات، خصوصا وأن المغرب في النصف الثاني من القرن 19 كان في وضعية حرجة بعد عدة هزائم، مقابل اسبانيا التي كانت من الدول المتنافسة على احتلاله. بعد ذلك عالج الباحث مشاهدات الكردودي في اسبانيا العسكرية والحضارية المدينية والمآثر الإسلامية المتبقية.
    وقدمت الباحثة أسماء طهيري قراءة تحليلية لمؤلف الكاتبة الاسبانية نييبس باراديلا ألونسو (المتاهة الاسبانية الأخرى: الرحالة العرب إلى اسبانيا ما بين القرن 17 والقرن 20)، وقد تعرضت لمختلف فصول الكتاب مركزة على منهجية الكاتبة، وعلى الرؤى التي استنبطتها من كتابات الرحالة العرب، خلال كل هذه الفترة الطويلة، ووضحت كيف أن اسبانيا قد بدت في تلك النصوص بمثابة متاهة في طياتها الكثير من الأسرار والحقائق، انصهر فيها الماضي بالحاضر بالمستقبل.
    أما المداخلة الأخيرة فقد قدمها الدكتور بوشعيب الساوري، وكانت تحت عنوان (صورة الأنا والآخر في الرحلة الأندلسية)، وهي عبارة عن قراءة في رحلة علي الورداني عبر الوقوف عند تصوره للآخر(مستعمر، خامل، متعصب، متوحش).
    وهو تصور موسوم من جهة بالانشداد إلى الماضي الذي يهم الذات، مثل عدم تسامح اسبانيا الديني غداة تقويض الحكم العربي بالأندلس، ونزوعها إلى التوسع والاحتلال، ومن جهة ثانية بالرجوع إلى بعض العادات مثل طول زمن القيلولة، والاستمتاع بصرع الثيران..
    وقد اعتبر الباحث أن الورداني قد قام برحلتين في رحلة واحدة، الأولى فعلية أنجزت في الحاضر، أما الثانية فرمزية أنجزت في التاريخ العربي الإسلامي بالأندلس.
    واختتم هذا اللقاء العلمي بإثارة عدد من الأسئلة الاستراتيجية، التي أكدت على انفتاح آفاق البحث في الموضوع الذي يظل على الدوام في حاجة إلى مزيد من التدقيق، وأخيرا أعطيت الكلمة للدكتور عبد الهادي التازي الذي تحدث – انطلاقا من تجربته الديبلوماسية - عن الرحلة السفارية.
    ثم أنهى كلمته بالتأكيد على ضرورة تجديد دماء البحث في الرحلة المغربية، ورؤاها التي لا تبتعد قيد أنملة عن الحاضر الذي نحياه..


    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  11. #107 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    حضور كبير للرحلة المغربية كمنطلق وغياب لها كموئل في ندوة متخصصة
    مشروع «ارتياد الآفاق» يعلن خلال الندوة عن مشاريع ضخمة تهم استكمال نشر 100 رحلة وتأسيس مكتبة جغرافية عربية كبرى
    الرباط
    سعيدة شريف

    عرفت ندوة «الرحالة العرب والمسلمون: اكتشاف الآخر، المغرب منطلقا وموئلا»، التي نظمتها على مدى أربعة أيام ( 14، 15، 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني) بالرباط وزارة الثقافة المغربية ومشروع «ارتياد الآفاق» بأبو ظبي الذي يرعاه محمد أحمد السويدي الأمين العام للمجمع الثقافي بأبو ظبي وصاحب «دار السويدي»، وذلك في اطار الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة العربية لعام 2003، حضورا هاما للعديد من الباحثين العرب والمغاربة المتخصصين في جنس الرحلة الذين قدموا مقاربات هامة ومداخلات مبنية على أسئلة معرفية وعلمية وعلى ضوء مفاهيم حديثة تتجاوز المفاهيم التقليدية المتعارف عليها لدى بعض الدارسين القدامى لهذا الجنس الأدبي، وقد عرفت هذه الندوة أيضا تتويج مجموعة من الباحثين المغاربة الذين تميزوا في هذا المجال ببحوثهم وتحقيقاتهم الهامة لمجموعة من الرحلات المغربية، حيث فاز ثلاثة باحثين مغاربة وهم: محمد بوكبوط وسعيد فاضلي وعبد الرحيم مودن إلى جانب الشاعر العماني محمد الحارثي بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها الأولى لعام 2003، وهي جائزة تدخل في اطار مشروع «ارتياد الآفاق» وتمنحها سنويا «دار السويدي» لأفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلة والمؤلفات الجغرافية العربية والاسلامية قديما ووسيطا وحديثا ولأفصل كتاب جديد في الرحلة المعاصرة.
    وقد اختار مشروع «ارتياد الآفاق» المغرب كمنطلق لندواته ولتسليم جوائزة، وذلك على اعتبار أن المغرب ـ كما أشار الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على هذا المشروع في افتتاح هذه الندوة ـ له أهمية مميزة جغرافيا من حيث قربه من أوروبا وريادة أبنائه في انتاج نصوص الرحلة وانتاج الخطابات المتعلقة بهذا الجنس الأدبي الذي لعب فيه المغرب دورا أساسيا وشكل نقطة لقاء متقدمة مع الغرب في تأسيس أدب السفر الى الآخر وريادة الرحلة إلى المشرق العربي من خلال أعلام كابن بطوطة والعبدري وابن جبير والعياشي وغيرهم.

    وقد خرج المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت في أفق السنة الدولية لابن بطوطة، التي أقرتها منظمة اليونسكو بناء على طلب من المغرب عام 2004 بمناسبة المائة السابعة لميلاد هذا الرحالة الطنجي الشهير، بمجموعة من التوصيات أبرزها: الدعوة الى تعميق البحث في أدب الرحلة عن طريق مساءلة المتن الرحلي وعقد جلسات تتجاوز المفهوم التقليدي للرحلة، بحيث تشمل الروبورطاج والاستطلاع والتقرير والمذكرات وغيرها، وتشجيع البحث في بنية الرحلة الشاملة وتجنيسها ومقاربتها في ضوء النقد الأدبي وتاريخ الفكر والتاريخ بشكل يجعل التحاور بين هاته التخصصات أداة للوصول لرؤية شاملة لهذا النوع من الكتابة. ثم الدعوة الى مقاربة الرحلة في ضوء مفاهيم ما بعد الحداثة وتخصيص حيز هام للمقارنة بين مضامين الرحلات المشرقية والرحلات الغربية. وبالاضافة الى هاته التوصيات فقد تم خلال هذه الندوة الاعلان عن مجموعة من المشاريع الضخمة التي يسهر على اعدادها مشروع «ارتياد الآفاق» بأبو ظبي، ومن أهم هذه المشاريع: تأسيس مكتبة جغرافية عربية كبرى، واستكمال نشر المائة رحلة التي شرع في نشرها هذا المشروع، واعداد سلاسل هامة تهتم بالتعريف بهذا الأدب الجغرافي.
    فعلى امتداد ست جلسات قدم المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المقاربات لجنس الرحلة من خلال المحاور التالية: محور «الأنا والآخر: اكتشاف وإعادة تقويم»، و«الأنا والآخر: رؤى وصور»، و«جغرافيا الآخر: أصداء ومسح»، و«المغرب منطلقا وموئلا»، و«الرحلة العربية: المدهش والغريب»، ثم محور «الرحلة العربية: سؤال التحديث والاصلاح»، استطاع معهم المتلقي التجوال في بقاع العالم والتمتع بالرحلة العربية وبما رصدته عين الرحالة العربي المسلم في رحلاته التي كان لها الدور الكبير في تفتق الذهن العربي وفي انفتاحه على الآخر على الرغم من اختلاف عقيدته وعاداته عن الانسان العربي المسلم. وإذا كان الرحالة العرب المسلمون قد جابوا فيما قبل الآفاق فإن العالم الآن قد تغير ـ كما أشار محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي في افتتاح هذه الندوة ـ حيث أضحى «تنقل الرأسمال والسلع أهم من تنقل الإنسان والرأسمال الإنساني»، كما أنه في الوقت الذي وصلت فيه مخطوطات إلى الضفة الأخرى نشهد حاليا مأساة قوارب تغرق في المتوسط. ،عبر عن أسفه في أن «تكون السحنة العربية أكثر من يعاني من ذلك».
    ومن هذا المنطلق أيضا اعتبر محمد أحمد السويدي الأمين العام للمجمع الثقافي بأبوظبي وراعي مشروع «ارتياد الآفاق»، أن هذه الندوة فيها نوع من النداء للآخر وللذات العربية من أجل إعادة النظر في إقامة علائق ثقافية جديدة. وما العودة الى جنس الرحلة الآن ـ كما أشار السويدي ـ إلا لكونه علامة بارزة في الثقافة العالمية التي استفادت منه بشكل كبير، وذلك بهدف استجلاء نظرة العربي لنفسه وللآخرين التي نحن في أمس الحاجة اليها الآن.
    فإذا كانت مجمل المداخلات قد قدمت جوانب مهمة من أدب الرحلة أشاد بها الكل، فإنها حسب بعض المشاركين وعلى رأسهم الدكتور محمد بنشريفة قد أغفلت جوانب أساسية من محور الندوة التي كان من المفروض أن تتطرق للمغرب كمنطلق وموئل للرحلة، ولكنها ركزت على المنطلق ولم تتحدث عن المغرب كموئل لعدد من الرحلات المشرقية الى المغرب على الرغم من قلتها. كما أبدى العديد من المشارمين في الندوة مجموعة من الملاحظات المنهجية التي تتعلق بطريقة تناول المتن الرحلي وتصنيفه، حيث دعا الكاتب المغربي بنسالم حميش الى ضرورة إعداد صنافة جديدة للرحلات العربية والاسلامية وأشار أن رحلة ابن بطوطة لم تكن رحلة ورع وتقوى أو رحلات حجية كما عتبرها الدكتور عبد الهادي التازي بل هي رحلة بوصلتها أساسا هي الشهوة والتقوى لأن اهتمام ابن بطوطة ـ برأيه ـ بالمرأة كان منبثقا من خصوصية ذاتية حكمت الرجل. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر الباحث المغربي شعيب حليفي الذي صدر له أخيرا كتاب بعنوان «الرحلة في الأدب العربي» أن الندوة قد توفقت في ثلاث نواحي: أولا في كونها جمعت العديد من التخصصات في العلوم الانسانية والباحثين في النص الرحلي على المستوى الأدبي والتاريخي والانطروبولوجي. وثانيا في كونها طرحت أسئلة معرفية وعلمية رصينة توزعت على مداخلات شملت العديد من المحاور والمفاصل وشيدت لسؤالين هامين هما: سؤال المعرفة والحداثة والتركيز على الآخر. أما المنحى الثالث فقد أكدت فيه الندوة على علميتها من خلال اصدار كتاب يضم أشغال الندوة وكتب أخرى موازية له شملت الكتب الفائزة بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لعام 2003، وبعض أهم الرحلات العربية المحققة التي وصلت مائتي كتاب والتي خصص لها معرض خاص برواق محمد الفاسي بوزارة الثقافة المغربية. هذا الى جانب معرص في 100 صورة بعنوان «على خطى ابن بطوطة» للفنان العماني بدر النعماني، ومعرض كاليغرافي للفنان السوري منير الشعراني بعنوان «رحلة مع الخط العربي: قل سيروا في الأرض».
    وللاشارة فقد شارك في هذه الندوة حوالي ثلاثين باحثا من المشرق والمغرب وهم: أحمد اليابوري، سعيد بنسعيد العلوي، عبد النبي ذاكر، شعيب حليفي، بنسالم حميش، محمد رزوق، عبد الهادي التازي، محمد مفتاح، سليمان القرشي، عز المغرب معنينو، الحسن عبد الجليل شاهد، عبد العزيز بن عبد الله، محمد الظريف، خالد بن الصغير، محمد بوكبوط، سعيد فاضلي، عبد رحيم مودن، حسن جلاب وعبد الكريم جويطي. ومحمد لطفي اليوسفي من تونس، شاكر لعيبي من العراق، علي كنعان وقاسم محمد وهب من سورية، أحمد مختار العبادي من مصر، محمد ولد عبدي من موريتانيا ومحسن خالد من السودان.

    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  12. #108 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36





    السودان و أفريقيا في المدونة الرحلية


    علاء نعماني
    قطار الرحلة العربية
    في محطتها الثالثة، تصل ندوة رحالة العرب والمسلمين إلى السودان مع المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق ومشرفه الشاعر نوري الجراح، وهذه المرة في محور اكتشاف الذات والآخر : السودان وافريقيا في مدونات رحالة الشرق والغرب حيث شارك فيها باحثون من مختلف الأقطار العربية، قدموا أوراقا ومداخلات من رؤى مختلفة تكاملت في بسط موضوعات قدمت معارف أساسية لفهم الذات والآخر واكتشاف أبعاد ثقافية في خطابات الرحالة إلى السودان وافريقيا أو إلى مناطق أخرى من العالم.
    سبع جلسات على مدى أربعة أيام كان النقاش خلالها يستمر أحيانا إلى ساعات متأخرة من الليل وذلك لغنى الأوراق وثرائها المعرفي ضمن مجموعة من المحاور المؤطرة :
    - الجغرافيا السودانية وأدب الرحلة (ويتضمن السودان في مدونات الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين، وبلدانية السودان ثم مدونات الحج وهجرات العلماء والمتصوفة.
    - السودان وأفريقيا في مدونات رحالة الشمال الأفريقي
    - صورة السودان في رحلا حديثة
    - نهر النيل
    - السودان لدى الآخر الشرقي والآخر الغربي : تجارب ورؤى مختلفة (ملامح إثنوغرافية وثقافية قديمة وحديثة).
    - صورة السودان في رحلات حديثة.

    وقد قدمت في هذه الندوة ثلاثون مداخلة قدمها الباحثون الآتية أسماؤهم :
    نوري الجراح، محمد أتونجي، خديجة صفوت، عز الدين عمر موسى، قاسم وهب، علي صالح كرار، يوسف فضل حسن، قيصر موسى الزين، مروان عطية، أحمد عوض خضر، حسن حسين ادريس، الأمين أبو منجة، سليمان القرشي، يحيى محمد ابراهيم، عز المغرب معنينو، عبد الرحيم مؤدن، نواف الجحمة، فؤاد آل عواد، محمد التونجي، انتصار صغيرون، علي عثمان محمد صالح، عبده عثمان، قاسم نور، جمال حسين علي، مايا عنتا بلي الكواكبي، مفيد نجم، قاسم وهب، شعيب حليفي، الطايع الحداوي، خالد بن الصغير، معنينو عز العرب.
    كما حضر شاكر لعيبي، علي بدر وأحمد السليماني.


    *المعرفة والمنهج
    جاء تأكيد نور الجراح وصديق المجتبى في الجلسة الافتتاحية ملتقطا لأهم عناصر هذه الندوة فقد لامس صديق المجتبى (المشرف على عقد الندوة في السودان) الأبعاد الثقافية والتحققات الممكنة مستقبلا. كما أكد، بدوره، نوري الجراح (المشرف على المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق) على التراكمات المعرفيةمؤكدا ان هذه الندوة تاتي لتغطي بصورة أساسية الفضاء الجغرافي السوداني وترصد من خلاله حركة الرحلة منه وإليه وعبره، نهراً وبحراً وميناء ومدينة وغابة وبادية وصحراء، وطرقاً عبرها التجار والعلماء والحجاج والمتصوفة والسفراء والمغامرون، عرباً وشرقيين وأوروبيين، فتستكمل أبحاثُها رسم الطريق الذي بدأه "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" في عقد ندواته السنوية انطلاقاً من المغرب الأقصى (مغرب اليوم) ، إلى المغرب الأوسط (الجزائر)، إلى وسط إفريقيا في بلاد النوبة والبجة (السودان) نزولاً عبر الجغرافيات الحضارية والثقافية الواقعة على البحر الأحمر، إلى حواضر جزيرة العرب، قبل الانطلاق من هناك إلى أرض السواد (العراق) وبلاد الشام ومصر، ومن ثم إلى جغرافيات تركيا وإيران وبلاد آسيا الوسطى والهند والصين، في مسعى ثقافي حضاري فكري أدبي يستهدف إعادة بناء جسور المعرفة القائمة على خبرات السفر والتواصل بين ثقافات الشرق في ما بينها وبين هذه الثقافات وثقافات العالم.
    وعليه فإن الندوة العلمية السنوية لـ"ارتياد الآفاق" هي رحلة الفكر في متون المدونات التي وضعها الرحالة بفعل مغامراتهم المفتوحة عبر طرق البر والبحر، في مختلف الأزمان، وعمر الرحلة العربية، كما قدمت وثائق البحث حتى الآن، يزيد على ألف عام.

    في البحوث المقدمة تحدث عز الدين عمر موسى عن السودان في مخيلة الأدب الجغرافي المغاربي بين القرنين 11 و14م معتبرا أن أدب الرحلات هو نمط جغرافي رابع تعددت أسبابه وتنوعت فنونه بحيث دعت إليه دوافع ذاتية أو علمية أو تجارية أو دينية.
    وتحدث الباحث عن مدوناته الجغرافية الوصفية والمسالك والممالك منقبا عن البدايات الأولى التأسيسية ثم نضجها واكتمالها والوقوف عند الكتابات المغاربية باعتبار أن الرحلة في الفترة ما بين القرنين (11 و 14) كانت أوعية رئيسية للتواصل بين المركز وهوامشه من تم بحث د.عز الدين موسى في الصورة التي رسمها الأدب الجغرافي المغاربي للسودان خلال هذه الفترة مبديا مجموعة من الملاحظات القيمة والدقيقة.
    قاسم وهب تحدث عن أخبار النوبة والبجة في مصنفات الجغرافيين العرب خلال القرنين التاسع والعاشر من خلال مدونات اليعقوبي، ابن الفقيه، الاسواني، المسعودي وابن حوقل، مستخلصا في النهاية أن معرفة الجغرافيين العرب ببلاد النوية والبجه خلال تلك الفترة كانت محدودة ومفتقرة إلى الدقة.
    وقدم الصحفي والكاتب جمال حسين علي (العراق) تجربة رحلة المخاطر إلى أفغانستان في حروبها الدامية ومشاهداته والمغامرات التي تعترض الشكل الرحلي الجديد الذي يخوضه صحفي وكاتب في عصرنا الراهن.
    كما عرضت ألماعنتبلي حفيدة سعد زغلول الكواكبي (ابن عبد الرحمن الكواكبي) رحلة الكواكبي مع طلفة سرقت من السودان –سنار (حجاب النور) وطموحه لإعادتها إلى أسرتها، لكن استشهاده بمصر سنة 1902 حال دون إتمام هذه الرحلة الإنسانية.
    سليمان القرشي عاد إلى التنقيب في مواضيع دقيقة ورمزية وبحث في موضوع الماء في الرحلات الحجية المغربية ببعديه الحقيقي والرمزي، فالماء هو أهم وأخطر جزء في الرحلة الحجية ورمز بارز في مسارها.
    وعرض عبد الرحيم مؤدن مدخلا عاما من رحلات وحواضر وطرق صوفية من خلال محطات من التواصل الثقافي بين المغرب والسودان ليدخل في صلب الموضوع حول الزياري والصوفي في رحلة (أزهار البساتين في الرحلة إلى السوادين) لمحمد الأزاريفي البيضاوي، محللا هذا النص الرحلي الذي كان في أوائل القرن 20، من كافة النواحي الدلالية بمنهج حديث مركزا على الهاجس، المعرفي والتربوي الذي تحكم في صياغة نص الرحلة.
    شعيب حليفي (المغرب) اهتم بالهوية في النص الرحلي وتتبع تطورية المعجم والصورة في ثلاثة أشكال رحلية، من منظور نسبي يفسح المجال لقراءات وتأويلات أخرى ينحصر فيها الناقد الأكاديمي والمؤرخ والجغرافي والفقيه والاثنوغرافي.
    الشكل الأول لرحلات العرب والمسلمين التقليدية الحجية الزيارية والسفارية والسياحية.
    الشكل الثاني رحلات الآخر الغربي إلى البلاد العربية خلال القرنين السابقين، وهي رحلات سياحية علمية، ديبلوماسية وجاسوسية.
    الشكل الثالث رحلات الأنا السوداني الداخلية والخارجية انطلاقا من وعي مقارن.
    وقد بحث شعيب حليفي في ملامح وعناصر المعجم والصورة/الرؤية انطلاقا من لغاتها وأبعادها الدينية والثقافية والإيديولوجية، ممثلا لذلك بنصوص من كل مرحلة.

    إعلان الخرطوم والتوصيات
    كانت الندوة مناسبة للاعلان عن تاسيس المركز العربي الافريقي للادب الجغرافي واعلان التوصيات التالية:
    1- تنفيذ إصدار مجلة "الرحلة" التي يخطط المركز لإصدارها، لبلورة أشكال الكتابة الرحلية حول العالمين العربي والإسلامي، والبلاد الشرقية، وعكس الدينامية الثقافية في هذا المجال.
    2- العمل وتشجيع العمل على تأسيس فروع للمركز العربي للأدب الجغرافي في العواصم العربية والشرقية.
    3- التحضير لعقد ندوة ثانية في الخرطوم حول الرحلات الأوروبية إلى السودان، ومواصلة الاهتمام بالأدب الجغرافي في إفريقيا.
    4- الاستمرار في ترجمة الرحلات الأجنبية إلى اللغة العربية وإعطاء أولوية لترجمة الرحلات العربية إلى اللغات الأجنبية.
    5- العمل على إصدار ببليوغرافيا شاملة للرحلات العربية المطبوعة وكذا الدراسات المرتبطة بها.
    6- العمل على بناء معجم خاص باللغتين العربية والإنكليزية لضبط أعلام الأماكن والبلدان، واستعادة الأسماء الأصلية للأمكنة لاسيما تلك التي تغيرت بفعل النشاط الاستعماري للجمعيات الجغرافية والبعثات الاستكشافية الغربية، ونحت مصطلحات جغرافية جديدة.
    7- الدعوة إلى المزيد من طبع ونشر الرحلات العربية المحققة مزودة بكل ما يساعد على معرفة عالم الرحلة من خارطة سير الرحالة ومعجمه والملحقات الأخرى.
    8- الإلحاح على برمجة النص الرحلي في مناهج التعليم، مع تشجيع البحوث الجامعية، واستثمار الشبكة العنكبوتية في هذه المجال.
    9- تشجيع فرق البحث العلمي والجغرافي والأثاري للاهتمام بأدب الرحلة واستثماره في أبحاثهم وكشوفاتهم.
    10- الدعوة إلى تأسيس مكتبة عربية تضم كافة المخطوطات والمؤلفات حول الرحلة وأدب الرحلة.
    11- التوصية بإقامة متاحف تجمع الإرث الثقافي للرحلة بوسائل وأدوات ومصورات، ودعم الموجود منها في البلدان العربية.
    12- استثمار المتن الرحلي في التأسيس لسياحة ثقافية.
    13- الاعداد والمساهمة في إنجاز أفلام وثائقية باللغة العربية وغيرها، وكذا تشجيع السينمائيين على تحويل الرحلات المكتوبة إلى أفلام روائية.
    14- الدعوة إلى فتح حوار حول الجغرافيات العربية والإسلامية في حراكها بين "مركز" و"هامش" بغية رصد التحولات العميقة والمؤثرة التي طرأت على هذه الجغرافيات وأدوارها الحضارية.
    15- ابتكار أشكال مستحدثة من التعاون مع و(الانتماء إلى) المنظمات الدولية والإقليمية كمشروع ثقافي عربي فريد من نوعه ونشاطه يهدف إلى (ويعمل على) تأسيس حوار خلاق بين الثقافات والحضارات المختلفة على أساس المرجعية الجغرافية وتراث التواصل الثقافي بين الأمم والجغرافيات.
    16- التقدم بطلب للانتماء إلى الأمم المتحدة عن طريق الآليات المناسبة للحصول على نوع من الاعتراف اللوجستي لتطوير عمل المركز وتمكينه من تنفيذ مشروعات مشتركة مع المنظمات الإقليمية والدولية.
    17- التأكيد على أن نيل المركز دعم المنظمات الدولية من شأنه أن يساعد على تقديم المرجعيات العلمية الموضوعية والمستقلة للجغرافيات التي تشهد نزاعات محلية ذات أبعاد إقليمية ودولية كمشكلة دارفور في السودان، ومشكلة الجزر الإماراتية المتنازع عليها مع إيران، وقضية النزاع في الكونغو، وبالتالي تمكين الثقافة من المشاركة في خلاق الحوار وتكريس السلام العالمي.
    18- إيلاء اهتمام مركز للتراث الشفاهي لأدب الرحلة جمعاً وتوثيقاً وتحقيقاً ودراسة ونشراً.
    19- إنشاء موقع إلكتروني تحت اسم "ندوة الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الذات والآخر" يتوفر على أعمال الندوة ووثائقها ومناقشاتها المكتوبة والمرئية والمسموعة باللغتين العربية والإنكليزية لتكون في متناول دائرة أوسع من المختصين والمهتمين.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •