النتائج 1 إلى 12 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    سورة قريش
    صدق الله العظيم، وبلغ رسوله المصطفى الأمين
    وقوله: رحلة الشتاء والصيف يقول: رحلة قريش الرحلتين، إحداهما إلى الشام في الصيف، والأخرى إلى اليمن في الشتاء.

    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله رحلة الشتاء والصيف قال: كانت لهم رحلتان: الصيف إلى الشام، والشتاء إلى اليمن في التجارة، إذا كان الشتاء امتنع الشام منهم لمكان الربد، وكانت رحلتهم في الشتاء إلى اليمن.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان رحلة الشتاء والصيف قال: كانوا تجاراً.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: حدثنا ابن ثور عن معمر، عن الكلبي رحلة الشتاء والصيف قال: كانت لهم رحلتان: رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام.
    حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني، قال: حدثنا خطاب بن جعفر بن أبي الغيرة قال: حدثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال كانوا يشتون ببكة، ويصيفون بالطائف.
    وقوله: فليعبدوا رب هذا البيت يقول: فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة، وليعبدوا رب هذا البيت: يعني بالبيت: الكعبة.
    كما حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، أن عر بن الخطاب رضي الله عنه، صلى المغرب ببكة، فقرأ لإيلاف قريش فلما انتهى إلى قوله: فليعبدوا رب هذا البيت أشار بيده إلى البيت.
    حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني، قال: حدثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة، قال: حدثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله فليعبدوا رب هذا البيت قال: الكعبة.
    وقال بعضهم: أروا أن يألفوا عبادة رب مكة كإلفهم الرحلتين.
    ذكر من قال ذلك:
    حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان، عن عاصم الأحول، عن عكرمة عن ابن عباس، في قوله الله لإيلاف قريش قال: أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت، كإلفهم رحلة الشتاء والصيف.
    د. أبو شامة المغربي

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 05/01/2007 الساعة 06:42 PM

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    عنوان المادة:
    كُتب رحلات العلماء إلى الحج
    المحاضر
    عبد الكريم بن عبد الله الخضير
    مكان البث
    تاريخ البث
    20-11-1426هـ
    للحفظ والإستماع على الروابط التالية:
    (1)
    (2)
    (3)
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    رحلات العلماء ودورها في حفظ الحديث
    نشطت حركة الفتح الإسلامي بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية اتساعاً عظيماً، تحقيقاً لوعد الله بالتمكين لعباده المؤمنين، وتبع ذلك التوسع تجدد الحوادث والقضايا التي تعرض للناس، وتحتاج إلى بيان حكم الله ورسوله فيها، فانتشر الصحابة - رضي الله عنهم - في الآفاق ينشرون دين الله، ويبلغون أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك من سبيل لمعرفة حديث الصحابة، إلا بالرحلة إليهم والأخذ عنهم، فنشطت الرحلة، وتنقل العلماء من قُطر إلى قُطر، ومن بلد إلى بلد، طلباً لحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، محتملين في سبيل ذلك ما يلقونه من تعب ومشقة.
    وكان لهذه الرحلات أعظم الأثر في حفظ السنة وتمحيصها وجمعها وانتشارها، فالراوي يرى من يروي عنه، ويطلع على سيرته وأحواله عن كثب، ويسأل عنه أهل بلده، فيعرف قوته من ضعفه، فضلاً عن الفوائد الأخرى للرحلة، من معرفة الطرق المتعددة للحديث الواحد، وسماع الراوي من علماء البلد الذي رحل إليه زيادات لم يسمعها من علماء بلده، ومعرفة أسباب ورود الحديث حين يلقى من سمعه مِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أو أفتاه أو قضى له به، وتحصيل علو الإسناد بالوصول إلى أخصر طريق لهذا الحديث، ووقوع المناظرات والمذاكرات بين العلماء والمحدثين حول طرق الأحاديث ورواياتها، لمعرفة القوي من الضعيف، إلى غير ذلك من الفوائد الجليلة للرحلة.
    ونظرة سريعة في تراجم الرواة تدلنا على مدى المشاق والصعوبات التي لقيها هؤلاء الأئمة واستعذبوها في سبيل حفظ السنة وسماع أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من منابعها الصحيحة ومصادرها الأصلية، مما ترتب عليه شيوع رواية الحديث بين العلماء في الأقطار المختلفة، فبعد أن كان المصري مثلا يتحمل الحديث ويرويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ممن نزل مصر أصبح يروي الحديث عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عباس وجابر وغيرهم من الصحابة، وبعد أن كان الحديث يقع للرواي من طريق واحد أصبح يرويه من طرق عديدة، وبعد أن كانت بعض البلدان أكثر حظاً بالحديث وحملته كالمدينة مثلاً، أصبحت البلدان الأخرى تتمتع برواية الحديث والعمل به في أحكامها وقضاياها وعباداتها ومعاملاتها، كل ذلك نتيجة ارتحال العلماء من بلد إلى بلد في طلب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأينا الصحابي يرحل من المدينة - التي هي بلد رسول الله وملاذ الحديث - إلى مصر في طلب حديث سمعه آخرُ من النبي - صلى الله عليه وسلم.
    وأخبار العلماء ورحلاتهم في ذلك كثيرة يضيق المقام بذكرها، ولا ينقضي العجب منها، وحسبنا أن نشير إلى شيء منها لنعرف عظم الجهود التي بذلها أسلافنا في جمع الحديث النبوي وحفظه وصيانته، فهذا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه يرحل من المدينة إلى مصر ليسأل عقبة بن عامرعن حديث سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قدم قال له: حدِّثْنا ما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ستر المسلم، لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك، فلما حدَّثه ركب أبو أيوب راحلته وانصرف عائداً إلى المدينة، وما حلَّ رحله.
    وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه بلغه حديثٌ عن صحابي بالشام سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعظم أن يفوته شيء من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشترى بعيرا وشد عليه رحله، وسافر مسيرة شهر حتى قدم الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس فقال له: "حديثٌ بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يُحشر الناس يوم القيامة - أو قال العباد - عراة غرلا بُهْما .....) وذكر الحديث.
    ومن بعد الصحابة سار التابعون على هذا المنوال، فكان أحدهم يخرج من بلده لا يُخْرجه إلا حديث عن صحابي يريد أن يسمعه منه مباشرة بدون واسطة، يقول أبو العالية: " كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا نرضى حتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم"، ويقول سعيد بن المسيب رحمه الله: "إن كنت لأسافر مسيرة الأيام والليالي في الحديث الواحد".
    وحدَّث الشعبي رجلاً بحديث فلما انتهى من رواية الحديث قال له: "خذها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة".
    واستمر شأن العلماء على ذلك فيما بعد، حتى أصبحت الرحلة من ضرورات التحصيل، ومن أهم ما يتميز به المبرِّز في هذا العلم عن غيره، ولذلك لما سئل الإمام أحمد عن طالب العلم، هل يلزم رجلاً عنده علم فيكتب عنه أو يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم؟ أجاب بقوله: يرحل ويكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل المدينة ومكة، ويشام الناس ويسمع منهم" - ويشام بمعنى يختبر.
    وقال يحي بن معين: " أربعة لا تؤنِس منهم رشداً، وذكر منهم رجلاً يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث".
    فهذه الأمثلة وغيرها تبين لنا شيئاً يسيراً مما بذله الأئمة من جهد دؤوب وعمل متواصل في أسفارهم ورحلاتهم تتبعاً للأحاديث وجمعها وتمحيصها، وهو يدل على الحرص الشديد والعناية البالغة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أيضا من التسخير الإلهي الذي حفظ الله به دينه وشرعه، حيث جعل من هؤلاء الأئمة أوعية لحمل سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ورزقهم من الصفات التي مكنتهم من حفظها وصيانتها، فلم يصلنا الحديث النبوي إلا بعد أن خدمه الصحابة والتابعون والعلماء، وأوقفوا عليه حياتهم، فجزاهم الله عن أمة الإسلام خير الجزاء.
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    الصورة في كتابات
    فريا ستارك
    ارتبط أدب الرحلات، الواقعي والخيالي، في أحد أبعاده، بالبحث عن الغرائبي، الخارق والعجيب، فجزء كبير من القيمة الفنية لكتابات ابن بطوطة أوماركو بولو، أولحكايات السندباد أو (الأوديسة) يكمن أساساً في تصويرها الدقيق للمناظر العجيبة التي شاهدها الرواة خلال سفرهم.
    ومنذ القرون الوسطى شرع بعض النسّاخين الفنانين - وليس المؤلفين- في تزيين الكتب برسوم تحاول التعبير عن محتوى النص.
    وفي القرن الثامن عشر أصبح للرسوم دور إيضاحي مهم في كثير من الكتب، لاسيما في دوائر المعارف، فمنذ ذلك الحين من النادر أن يُنشر كتاب له علاقة بأدب الرحلات لا يحتوي على بعض الرسوم.
    ولاشك أن الهدف من تلك الرسوم التي يقوم بها في الغالب فنانون لحساب دار النشر، والتي تسعى إلى تجسيد الجانب الغرائبي في النص وتقريبه من خيال القارئ، كان جذب أكبر عدد ممكن من القراء.
    ومع ذلك لم تكن تلك الرسوم قادرة على إقناع القارئ بصحة ما ينقله له الرحالة من مشاهد، فكثيراً ما شكك العلماء في الحقائق التي ضمنها الرحالة والمستكشفون كتبهم، وذلك لعدم وجود دليل ملموس يثبت أقوالهم.
    هكذا لم تحظى كتابات (فريده)، أول مستكشف أوروبي يصل إلى وادي حضرموت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، مثلاً، بأي مصداقية بين الأوساط العلمية في أوروبا، ولهذا كان للصورة (photograph) قيمة توثيقية مهمة في نصوص المستكشفين وكتب أدب الرحلات وذلك منذ انتشار فن التصوير في القرن التاسع عشر، أي حتى قبل أن تصبح الصورة منافسة فعلية للكلمة المكتوبة في كثير من وسائل الإعلام.
    من أشهر الغربيين الذين زاروا حضرموت خلال القرن العشرين الرحالة الإنجليزية فريا ستارك (1893-1993)، التي ألفت أكثر من ثلاثين كتاباً سردت فيها الرحلات التي قامت بها إلى مختلف أقطار الشرق الأوسط بين سنة 1927 وسنة 1983. واليوم تُعد تلك الكتب من أروع ما ألِّف في أدب الرحلات باللغة الإنجليزية.
    في أربعة منها: (البوابات الجنوبية لشبه الجزيرة العربية The Southern Gates of Arabia) و (شتاء في شبه الجزيرة العربية Winter In Arabia) و(ساحل البخور The Coast of Incense) و(مشاهد من حضرموت Seen in Hadhramaut) ترسم فريا ستارك صورة فريدة لحضرموت في الثلاثينات من القرن العشرين.
    ولكي تنجح في ذلك لم تكتف الرحالة الأديبة بقلمها، بل استخدمت كذلك آلة التصوير، فهي قبل رحلتها الأولى إلى حضرموت قامت بشراء LeicaIII التقطت بها نحو 6000 صورةً أصرت أن تظل جميعها باللونين الأسود والأبيض حتى بعد أن أصبحت الصور الملونة هي السائدة في الثمانينات من القرن الماضي.
    هذا وقد ضمنت فريا ستارك كل واحد من كتبها الثلاثة الأولى حول حضرموت عدداً محدوداً من الصور، أما الكتاب الرابع (مشاهد من حضرموت) الذي أرادت، هي وناشرها، أن يكون هديةً للقارئ، فقد كرسته لتقديم عددٍ كبير من الصور التقطت معظمها خلال زيارتها الثانية إلى حضرموت عندما اشتركت في بعثة تنقيب عن الآثار في معبد القمر في حريضة برفقة جرترود كاتون تومسون وإلينور جاردنر في شتاء 1937-1938.
    ويعود عدد قليل من الصور إلى زيارتها الأولى لوادي حضرموت التي قامت بها في شتاء1934 - 1935، وكان الهدف منها تتبّع طريق البخور القديم، وكانت فريا ستارك قد وصلت إلى وادي حضرموت في المرة الأولى على ظهر الحمار، أما في المرة الثانية - سنة 1937- فقد جاءت بالسيارة.
    وقد رسّخ التغيير الكبير الذي لمسته في وادي حضرموت لديها شعوراً بأن تلك الأرض خرجت نهائياً من عداد البلاد المجهولة، لذا فهي تؤكد في مقدمة كتابها (مشاهد من حضرموت) أن الهدف من الصور التي ضمنتها ذلك الكتاب هو"أن تذكرنا بعالم شديد التجانس وموغل في القدم وكثير العزلة وجميل جداً، والذي من المحتمل أن يختفي من عالمنا تماماً...هذه الصور ستحفظ قليلاً مما سيصبح قريباً مجرد ذكرى للماضي".
    وبالإضافة إلى تلك القيمة التوثيقية التاريخية تحتوي صور فريا ستارك على أبعاد جمالية فريدة، فالرحالة التقطت تلك الصور التي تبرز جمال الطبيعة والمباني في وادي حضرموت بالإضافة إلى جوانب عدة من الحياة فيه، بعين فنان.
    ولا شك أن فريا ستارك تدرك تماماً تلك القيمة الجمالية لصورها؛ حيث تكتب في مقدمة الكتاب: "إن الصور أشياء جميلة أو هكذا يجب أن تكون، وتكمن روعة جمالها في أن كل شخص يفكر فيها بالطريقة التي تحلو له.
    وهذا هو السبب في أننا نكره عادة أولئك الذين يهذرون على أسماعنا بالحقائق والأرقام في معارض الصور في أوروبا"، وإذا كانت الصور الكثيرة التي التقطتها فريا ستارك خلال رحلاتها من أروع "صور الرحلات"، فهي في الحقيقة قد بذلت جهداً كبيراً في سبيل إنجاحها.
    ويمكن أن نلمس ذلك الاهتمام مثلاً في الرسالة التي بعثتها إلى صديقتها فينيسيا بودكوم في 20 مايو 1934، قبيل سفرها إلى حضرموت، والتي تقول فيها: "أنا ذاهبة إلى البندقية لأجري محادثة مع وكيل شركة Leica، فأنا لا أعرف ماذا علي أن أفعل بشأن العدسات والأشياء الأخرى، وأريد كذلك أن أتعرف على نتائج استخدام الإضاءة الكهربائية؛ فهناك رجل لديه معدات من هذا النوع ويمكن أن يعيرني إياها مقابل أجر يومي ... أعتقد أنني سأصبح خبيرة في استخدام الـ Leica في نهاية هذا الصيف".
    وتجدر الإشارة كذلك إلى أنّ مشروع فريا ستارك التصويري يتميّز كثيراً عن مشاريع السفر الفوتوغرافية التي سبقته، فصورها السوداء والبيضاء التي تعتمد كثيراً على المزاوجة بين الظل والضوء، تجسّد أسلوباً جديداً لتقديم الآخر، وذلك من خلال رصد نظرته المنبهرة بالرحالة- حامل آلة التصوير.
    هذا ما نلمحه مثلاً في كثير من الصور التي التقطتها فريا ستارك للأفراد والحشود والتي تنتقل فيها بؤرة الرؤية من نظرة الرحالة الأجنبي/المشاهد إلى نظرة السكان المحليين.
    وبسبب تلك الأبعاد التوثيقية والجمالية الاستثنائية التي تحتويها صور فريا ستارك كُرست لها معارض عدة في مناطق مختلفة من العالم آخرها المعرض الذي تنظمه كلية ماجدالين في أكسفورد
    (Magdalen College, Oxford) منذ مطلع هذا العام، والذي تُقدّم فيه مجموعة من الصور التي التقطتها فريا ستارك في حضرموت.
    وقد تمّ اختيار تلك المجموعة من أرشيف كلية سانت-أنتوني، التي أنشاها في أكسفورد تاجر عدن الشهير "أنتونين بس"، ويضم ذلك الأرشيف معظم صور فريا ستارك، ونقترح هنا أن يتم التنسيق بين وزارة الثقافة والسياحة اليمنية والـ British Council في صنعاء وأرشيف كلية سانت-أنتوني لإقامة معرض دائم لمجموعة من صور فريا ستارك في قصر سيؤن حيث يوجد حاليا معرض آخر للصور التي التقطها الرحالة الهولندي فان دن ميولن في حضرموت.
    وأخيراً نؤكد أن إقدام دار جامعة عدن للطباعة والنشر - في مطلع هذا العام - على إصدار أوّل نسخة عربية لكتاب (مشاهد من حضرموت) الذي يتكوّن أساساً من الصوّر يعدُّ تحدياً حقيقياً يبرهن على المستوى الرفيع الذي ارتقى إليه هذا الدار خلال السنوات الخمس الماضية.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    عـــدن في كتابات الرحالة الفرنسيين
    منذ بداية عصر النهضة الأوروبية في القرن الميلادي الخامس عشر، شرع الفرنسيون، مثل غيرهم من الأوروبيين، في السفر داخل القارة الأوروبية وخارجها، واتجه جزء منهم غرباً صوب الأمريكتين، بينما فضّل بعضهم الإبحار في اتجاه الشرق، لا سيما إلى البلدان التي تطل على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ومنهم من واصل السفر في اتجاه الشرق
    الأقصى، ومن بين هؤلاء من توقف في عــدن.
    فعــدن، التي جاء ذكرها في الإنجيل، تحظى بمكانة خاصة في مخيلة الفرنسيين، وزاد من أهميتها موقعها في طريق التجارة بين الغرب والهند والصين.
    ولاشك أنّ احتدام الصراع الاستعماري بين فرنسا وبريطانيا في مطلع القرن التاسع عشر قد أكسب عدن أهمية أكبر؛ حتى أن الرحالة الفرنسي لويس سيمونان أطلق عليها: "جبل طارق البحر الأحمر"، كما أنّ عدن، بعد أن احتلها البريطانيون سنة 1839، صارت بالنسبة للرحالة والمستكشفين والمبشرين الفرنسيين نقطة انطلاق نحو الجزء الشرقي من القارة الأفريقية.
    لهذا يرى الدكتور مسعود عمشوش، أستاذ الأدب المقارن في جامعة عدن، أن الرحالة الفرنسيين، سواء كانوا مستكشفين أو كتاباً أو دبلوماسيين أو تجاراً أو باحثين أو مغامرين أو صحفيين أو سيّاحاً، هم أكثر من كتبوا عن عدن، فمنهم من وصفها في رسائله أو مذكراته، ومنهم من كرس لها دراسة أو كتاباً كاملاً.
    فبدءاً بكلود موريسو وسامسون في القرن السابع عشر، ومروراً ببول نيزان مؤلف "عدن العربية"، وحتى إريك مرسيه مؤلف "عدن: مسار مقطوع" 1997، وجوزيه ماري- بل صاحب "عدن الميناء الأسطوري لليمن" 1998، وجان- هوغ بيرو جان- جاك لفرير وبيير لروا الذين نشروا في مطلع سنة 2001 كتابا عن "رامبو في عدن"، ما زالت عدن تحظى باهتمام كبير.


    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    "رحلة جاوا الجميلة"
    الدكتور
    مسعود عمشوش
    كانت حضرموت واليمن بشكل عام، وعلى مر العصور، محط أنظار "الآخر" الأجنبي، سواء كان مستعمرًا غازيًا، أو مستكشفًا باحثًا، أو تاجرًا أو سائحًا، وكما هو معلوم كثيرةٌ هي تلك الكتب والدراسات التي ألفها الرحّالة الأجانب عن اليمن.
    وبالمقابل، كان اليمنيون أنفسهم، لاسيما أبناء حضرموت، يميلون إلى حياة الترحال والاتصال بالآخر، والتثاقف معه، وربما الانصهار في بوتقته، كما حدث في إندونيسيا وشرق آسيا وجزر القمر وسواحل شرق أفريقيا.
    وإذا كان معظم الحضارم يترك وطنه في الغالب للبحث عن لقمة العيش، فقد حمل عدد منهم عصا الترحال بهدف زيارة بعض المناطق التاريخية أو المقدّسة كمصرَ والعراق وفلسطين وتركيا، وأحيانًا لمجرد التعرف على بلاد "الآخر"، لاسيما إذا كانت مشهورة بطبيعتها الجميلة.
    وقام عددٌ من هؤلاء الحضارم بتدوين رحلاتهم، وتجدر الإشارة إلى أن الباحث عبد الله الحبشي قد كرّس الجزء الأكبر من كتابه (الرحالة اليمنيون: رحلاتهم شرقًا وغربًا) للرحالة الحضارم.
    ولا ريب أنّ الأديب والمؤرخ صالح بن علي الحامد، الذي نحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لميلاده، من أبرز هؤلاء الرحالة، فمن المعروف أنّ مؤلف دواوين (نسمات الربيع، وليالي المصيف وعلى شاطئ الحياة)، ومؤلف كتاب (تاريخ حضرموت) قد قضى بضع سنوات من عمره في جزيرة سنغافورة، ومنها قام بثلاث زيارات قصيرة إلى جزيرة جاوا، وقد أراد الأديب الحامد أن يعطي لرحلته الثالثة - التي بدأها في أكتوبر 1935م – بُعدًا علميًا استكشافيًا وبُعدًا أدبيًا حيث قام بتدوينها.
    وفي نهاية العام الماضي قام مركز تريم للدراسات والنشر بإصدار رحلة صالح بن علي الحامد إلى جاوا، وكان اتحاد الفنانين اليمنيين – فرع سيئون قد نشر (رحلة جاوا الجميلة) بالاستنسل سنة 1995م، كما قام الباحث عبد الله الحبشي بنشر 20 صفحة منها في كتابه (الرحالة اليمنيون) سنة 1989م.
    في بداية النص يبرّر المؤلف إقدامه على تدوين رحلته بأهمية جاوا وشهرتها وجمال طبيعتها، فهو يؤكد على "شأن جزر الهند الشرقية الهولندية، ومكانتها في العالم، وما أتاها الله من حُسن الموقع وخصوبة التربة وجمال المنظر، حتى أصبحت من أهم بقاع الدنيا وأشهرها".
    ويذكّر أيضًا بمكانة جاوا "السامية جدًا" في نظر الحضارم لكونها أصبحت وطنًا ثانيًا لهم يحتوي على عشرات الألوف من الناطقين بالضاد، وممن كانوا هم وآباؤهم من قاطني حضرموت، هذا عدا كونها أصبحت منبع ثروة الحضرمي ومصدر موارده، بحيث غدا مركز حضرموت المالي متعلقًا تعلقًا تامًا بجاوا، ويتأثر به قوة وضعفًا ورقيًا وانحطاطًا".
    ويتكوّن متن (رحلة جاوا الجميلة) من أربعة عناصر متداخلة: يتضمن الأول منها تقديماً بحثياً علمياً للجزيرة، ويتكوّن العنصر الثاني من الرصد الزماني والمكاني للرحلة، بينما يحتوي العنصر الثالث على وصف المشاهد الطبيعية، أما الجزء الرابع والأوسع فهو عبارة عن تقديم لعددٍ كبيرٍ من "الشخصيات البارزة" التي التقى بها المؤلف في أثناء رحلته.
    يقع الجانب العلمي من الرحلة في ثلاثين صفحة (من مجموع 225 صفحة) يتحدث المؤلف فيها عن اسم جاوا في الماضي والحاضر، وعن موقعها ومناخها وتاريخها، وسكانها وطباعهم ولغاتهم، وعن الحكومة ونظام التعليم والزراعة والمواصلات.
    في هذا الجزء يتناول المؤلف كذلك هجرة الحضارم إلى جاوا ودخول الأوروبيين إليها، ونعتقد أنّ الصفحات الثمان المكرّسة لدخول الإسلام إلى جاوا – التي تحتوي أساسًا على ملاحظات حول ما كتبه شكيب أرسلان عن كتاب فان دن بيرخ (حضرموت والمستوطنات العربية الأرخبيل الهندي)، وكتاب بيار غوناند (الاستعمار الهولندي لجاوا)، لا تكفي لتبرير تطويل عنوان الرحلة وجعله: (رحلة جاوا الجميلة وقصة دخول الإسلام إلى شرق آسيا، كما ورد في طبعة مركز تريم للدراسات والنشر.
    وإذا كان العنصر السردي الزماني في رحلة الحامد ليس مهمًا، فالعنصر المكاني يكتسب – بالمقابل – أهمية كبيرة: فالمؤلف عادةً ما يبدأ بتقديم وافٍ ومتعدد الجوانب – جغرافي، تاريخي، سياسي، اجتماعي – للمدينة أو القرية التي يصلها وذلك بأسلوب علمي رصين لا يعوزه الجمال.
    فعندما يصل الحامد إلى باتافيا مثلاً، يكتب: "وباتافيا عاصمة جاوا بل وسائر جزائر الهند الشرقية الهولندية، وتقع على نهر سيليوغ، وهي عبارة عن مجموعة من القرى متجمعة، وتخطيطها وهندسة أبنيتها في الغالب على النمط الهولندي، وتحتوي على مبانٍ في غاية الفخامة... وباتافيا مركز مهم لتصدير المطاط والشاي والعقاقير الطبية، وبها مكاتب وإدارات للشركات المختلفة، والبيوت المالية، وكان موضعها في العهد البوذي يسمى (سنوا كلافا).. ثمّ بعد إسلام سلطنة بانتام سماها مولا هداية الله (جاكرتا)"
    كما أنّ ذلك العنصر المكاني عادة ما يكون فرصة يستخدمها المؤلف لتقديم واحدة أو أكثر من (الشخصيات البارزة)، التي يقابلها في إحدى المدن أو القرى، ومن الملاحظ أن معظم تلك الشخصيات من وجهاء الحضارم في الأرخبيل الهندي وحضرموت، وجلهم من بين مضيفيه العلويين.
    ومع ذلك فهو ينتهز مناسبة حلول آخر أيام عام 1935م، ليقدّم لنا في خمس صفحات الأستاذ رشيد رضا صاحب مجلة (المنار)، والشاعر العراقي عبد المحسن الكاظمي، لا لشيءٍ إلا لأنّهما توفيا في ذلك العام.
    ولرصد جمال المشاهد الطبيعية والإنسانية لا يكتفي الشاعر صالح بن علي الحامد بقلمه فقط، بل يستخدم كذلك آلة التصوير التي لم تفارقه طوال الرحلة.
    ومن اللافت أنّ الشاعر الذي كثيرًا ما عبّر عن غرامه بسحر الطبيعة الجاوية في قصائده، لم يتردد أيضًا في البحث عن الجمال في المتاحف والمعابد التي زارها وأعجب بها ووصف ما تحتويه من تماثيل وراهبات بعيدًا عن أي تعصب، وقد ضمّن الناشر الكتاب عددًا من الصور التي ألتقطها الحامد في أثناء رحلته، ومن بينها صورة لأحد المعابد البوذية.
    بالإضافة إلى ذلك، تتضمّن (رحلة جاوا الجميلة) عددًا من المعلومات السوسيولجية حول طباع العرب الحضارم والسكان المحليين وعاداتهم، فالنسبة للحضارم، يصوّر المؤلف بشكل دقيق احتفالاتهم، ومراسيم الزواج الخاصة بهم، ولا يخفي استيائه من عدم إحضارهم لزوجاتهم من حضرموت، ومن إقدامهم على إبعاد أبنائهم وبناتهم من أمهاتهم المحليات.
    وفي ما يتعلّق بالسكان المحليين تأخذ تلك المعلومات طابعًا أنتروبولوجيًا يمكن أنْ نلمسه مثلاً من خلال وصف المؤلف لسكان جزيرة بالي المحاذية لجاوا، فهو يقدّمهم قائلاً: "والباليون عُراة الظهور والصدور، لا يلبسون غير الأزر لا سيما النساء؛ فهنّ يأنفن من ستر أجسامهن حرصًا على التقاليد التي يبالغون في التعصب على إتباعها على الرغم من قربهم من جاوا، فهم ما زالوا على حالة القرون الوسطى، إذ لم تؤثر عليهم المدنية بشيء.
    ... وفي نهاية هذا التقديم نؤكد أنّ الشاعر الرحالة صالح بن علي الحامد قد استخدم في تحرير رحلته أسلوبًا أدبيًا حديثًا يندر أن نجده في النصوص النثرية اليمنية الأخرى التي كتبت حينذاك أي في الثلاثينات من القرن الماضي.
    ولاشك أنّ الباحث عبد الله الحبشي محقٌ عندما كتب أنّ "رحلة الأديب اليمني الكبير صالح بن علي الحامد من الرحلات الأدبية القيمة، وهي تتميز بالجمع بين الأسلوب الوصفي الحديث وبين جمال التعبير، وإشراق البيان، ولا غرابة في ذلك فكاتبها أحد الأدباء والكبار، الذين قالوا الشعر الحديث، وجاروا فيه أصحاب المدرسة الحديثة في مصرَ والشام، ورحالتنا هو الرائد لهذا النوع من الأدب في اليمن، وتكاد رحلته إلى جاوا تكون الرحلة الوحيدة التي خطها يراع أديب يمني متمرس بفن الكتابة، ولذا فهي تنفرد عن زميلاتها بميزات لا نجدها في غيرها".
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36





    الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    فإن الاحتفال باختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام 1426هـ/2006م هو اختيار عالمي، وتذكير للقاصي والداني بالسمة الأزلية الأبدية لهذه البلاد الطاهرة، تلكم: هي الديانة الإسلامية، والثقافة الإسلامــــية، شــــعار لا يعلوه شعار، دون مزايدة، أو مساومة، وهو إرجاع للأمور إلى نصابها.
    إن كانت الديانة الإسلامية تتجلى في أبدع صورها في الكعبة المشرفة، والمشاعر المقدسة، فالثقافة الإسلامية بكل صيغها من مكتبات، ومؤسسات علمية بحثية، ومراكز علمية، ونـــواد ثقافية ومواقع آثارية، ومعالم حضارية يمثل الشطر المهم في الواحد الكامل، تلكم هي الديانة الإسلامية، شطران متكاملان يمثلان الواحد الكامل (الدين الإسلامي) في أبهى صوره، وأجل مدلولاته. هذا الذي ينبغي أن يكون بادي المعالم، حاضراً، شاهداً ومشهوداً، وكذلك كانت مكة: الديانة، والرسالة.


    لم يتوقف نشاط علماء هذه البلاد المقدسة (مكة العالمة) لتأكيد هذا المعنى في الماضي القريب في القرن الهجري الرابع عشر عند حدود هذه البلاد، ولكنه تجاوز عبر المحيطات والقارات، في سلسلة من رحلات متتابعة من علمائها الأجلاء إلى بلاد الإسلام النائية التي تريد أن تقتبس نور الوحي صافياً، هادياً، تروي ظمأها من تراثها الأصيل، من علوم الشرع الإسلامي.
    الحث على الرحلات العلمية إفادة واستفادة، تعلماً، وتعليماً مبدأ راسخ في تراثنا الإسلامي، مارسه العلماء المسلمون، وطلاب العلم على مر العصور، كان من نتاجها هذا الكم المعرفي الهائل من العلوم، والفنون الذي ورثته عنهم الأجيال الإسلامية اللاحقة.
    الرحلات العلمية مدرسة بلا حدود، مصدر تثقيف ومعارف مكتسبة متنوعة، وتجارب أجيال تختصر الزمان، تصقل العقول، وتنـــمي الشخصـــية، ترفع الأمة مكاناً عليًا، يقــــول العلامة الشيخ محمد الخضر حسين - رحمه اللّه -:
    "كانت الرحلة ولا زالت السبب الأقرب إلى تثقيف العقل، والنبوغ في العلم متى كان الراحل مجداً غير هازل، نبيهاً غير خامل.
    ولولا رجال من الأمة يرحلون فيردون مناهل العلم، ثم يصدرون لبقي كثير من الأمم في جهلهم، أو على مقدار من العلم لا يرفع ذكرهم، ولا يقوم بحاجاتهم".
    الرحلة إلى الحج
    أدب الرحلات في دراساتنا الإسلامية من أغزر الآداب، تنوعت أغراضه، وتعددت أسبابه، وإن من أغزرها تأليفاً الرحلة إلى الحج؛ حيث الحرمان الشريفان، قد أبدع فيه المشارقة، والمغاربة، وللمغاربة فيه القدح المعلى، لم تقتصر الرحلات إلى هذه الديار المقدسة على المسلمين بل استهوت أيضاً غير المسلمين من الغربيين، بدافع الاستطلاع، والاكتشاف للدور الذي يؤديه هذا البلد المقدس في إذكاء الروح الإسلامية وصـــفائها، وقد زخرت المكتبـــات بالجـــــديد والقديم منها، وإن مــــن آخر ما أنتجته المطابع والمؤسسات العلمية العمل الجامع الفريد في هذا المجال كتاب: (مئة رحلة ورحلة) لفضيلة العلامة الأديب المغربي الكبير الدكتور عبد الهادي التازي، الذي أصدرته قبل أسابيع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، التابعة لمؤسسة الفرقان بلندن؛ احتفاءً بهذه المناسبة الغالية: (مكة عاصمة الثقافة الإسلامية).


    لم تكن هذه كل الرحلات التي دونها المغاربة، ولكنها كل الذي استطاع أن يحصل عليه العلامة الأديب الدكتور عبد الهادي التازي في بعض المكتبات العالمية بعد جهد مضن، ومتابعة لا تعرف الكلل.
    إننا نسمع ونقرأ عن الرحلات إلى الحرمين، ولكن لم نقرأ دراسة متخصصة عن رحلة علماء الحرمين بعامة، وعلماء مكة بخاصة إلى خارجها.
    القرن الرابع عشر الهجري في تاريخ مكة العالمة تاريخ مشرق بين القرون: علمياً، وفكرياً، حركة علمية نشطة، أعداد كبيرة من العلماء في كل فن وعلم، تخرجوا في حلقات العلم بالمسجد الحرام، وفي مؤسساتها العلمية النظامية: الصولتية، الفلاح، المعهد العلمي السعودي، وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها، إضافة إلى منازل العلماء، وقد وثق هذا النشاط كتابات للمؤلفين المواطنين، والعلماء الزائرين، والشهادات الشخصية، بل امتد نشاط علماء هذه الفترة وفاض إلى البلاد الإسلامية، والقصد هنا أن يسلط البحث عليه في عنصرين رئيسين يتضمنهما فصلان:
    الفصل الأول: أسباب رحلات علماء مكة العالمة في القرن الرابع عشر الهجري.
    الفصل الثاني: آثار تلك الرحلات ونتائجها في الأقطار الإسلامية.
    وليس من أهداف البحث استقراء الرحلات، وأسماء العلماء الذين جابوا، ورحلوا إلى الأقطار الإسلامية، ولكن يكتفى بتقديم نماذج محدودة لكل عنصر فحسب، ومن أراد الاستقصاء والتفصيل فقد تعهدت به كتب التاريخ والتراجم وسوف نكتفي في هذا العدد الذي خصص له (ملف خاص) عن مكة المكرمة بالفصل الأول: (أسباب رحلات العلماء)، ونرجئ الفصل الثاني عن آثار تلك الرحلات إلى عدد قادم إن شاء اللّه تعالى.
    أسباب رحلات علماء مكة
    الوطن عزيز على مواطنيه، وأهل مكة أعظم الناس اعتزازاً بوطنهم، وأكثرهم حباً له؛ لما حباها اللّه عز وجل من مزايا وخصائص أبدية تنفرد بها عن غيرها من البلاد، يدركها العامة، فضلاً عن الخاصة، أما أهل العلم منهم، فهم أكثر تشبعاً بحبها لما عرفوا من فضلها، وفضائلها، وإفضالاتها، مما لا تدركه العامة، ولا يدور بخلدها.
    من أجل هذا لابد من البحث عن أسباب رحلة علماء مكة العالمة ومغادرتهم لها قبل أن نتكلم على آثار تلك الرحلات ونتائجها على البلاد الإسلامية التي وردوها، ورحلوا إليها، فكانت لهم مقر إقامة مؤقتة: طويلة، أو قصيرة، خصوصاً إذا عرفنا أن هذه الرحلات قد مثلت ظاهرة تاريخية واضحة، في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الرابع عشر الهجري، وقد تبين هذا من خلال الاستقراء والدراسة لتراجم علماء هذه الفترة ومثقفيها، واتضح أنها تعود إلى عدة أسباب منها ما يلي:
    ● الرغبة في القيام بواجب الدعوة إلى اللّه ونشر العلم والمعرفة:
    لم يكن علماء مكة المكرمة بدعاً من علماء المسلمين، فإن من أصول مبادئ التعليم الإسلامي نشره، وإذاعته بين الأمة، فهو أمانة ومسؤولية شرعية قبل أي شيء آخر، وردت بذلك الأحاديث النبوية الشريفة والآثار عن الصحابة والتابعين رضوان اللّه عليهم أجمعين، بل قد أخذ العهد والميثاق على العلماء في الأمم السابقة واللاحقة أن لا يكتموا العلم.
    أخذ المسلمون أنفسهم بهذه التعليمات الإسلامية، والآداب الشرعية، وروض العلماء بالمسجد الحرام، وأساتذة ذلك الزمان تلاميذهم أن ينطلقوا دعاة إلى اللّه، ونشر المعرفة، وعلوم الشريعة بين المسلمين في حب وسماحة، بعد تلقيهم القدر الكافي من العلم، بما يتأهلون به للتدريس والتربية والتعليم داخل البلاد، وخارجها.
    يذكر في تاريخ مكة العلمي في القرن الماضي القرن الرابع عشر الهجري:
    أنه كان من الأنظمة التعليمية المعتادة في المسجد الحرام، ومدارس مكة في تلك الآونة الاستعانة بالمتقدمين من طلابهم في دراساتهم، والمتخرجين منهم يتولون التدريس، والدعوة إلى اللّه خارج مكة المكرمة، وأن رئيس علماء مكة، وشيخ إسلامها في وقته قد اعتاد بعث الطلاب المتقدمين، والذين أنهوا تحصيلهم العلمي إلى القرى والبوادي لتعليم البادية أمور دينهم، وتحفيظهم القرآن، فتخرج عليهم العدد الكبير من الحفاظ والدارســــين، أثبتت هذه السياسة التعليمية الفذة جدواها على المستوى المحلي، يقول العلامة الفقيه السيد بكــــري شـــطا المتوفى عام 1310هـ - رحمه اللّه - في عرض نتائج، وجــدوى هذه السياسة التعليمية:
    "حتى انتهى الأمر إلى أن صار الفقهاء المعلمون ستين، في كل قرية فقيه يؤذن، ويقيم الصلاة، ويصلي بهم جماعة طوال السنين، وانتشر - بحمد اللّه، ثم بفضل هذه الجهود- الوعي الديني في تلك الجهات، وتاب كثير من أجلاف العرب المذنبين، وحفظ كثير منهم القرآن العظيم، حتى إنهم بعد إرسال الفقهاء إليهم ببضع سنين عَدُوا الأولاد الذين حفظوا القرآن فوجدوهم نحو ثمانمائة، والذين لم يتموه عدد كثير، وبعضهم شرع في حضور العلم بجد وتشمير".
    تخرج في تلك الفترة عدد كبير من العلماء انتشروا في بلاد العالم الإسلامي، في بلاد آسيا، وإفريقيا فكانوا رسل علم، ومعرفة وخير، تركوا آثاراً عظيمة باقية في تلك البلاد بعد مغادرتهم لها، بل إن بعض تلك المؤسسات أصبحت تحمل أسماءهم إلى اليوم اعترافاً بجهودهم المباركة.
    ● الظروف السياسية والأمنية:
    بنظرة سريعة إلى التاريخ الذي كثرت فيه رحلة علماء مكة العالمة إلى أقطار العالم الإسلامي نجد أنها فترات متقاربة، معظمها كان في العقدين الرابع والخامس من القرن الرابع عشر الهجري؛ ذلك لأن ظروف البلاد السياسة لم تكن مستقرة، بل كان يسودها الاضطراب، وعدم الاستقرار، أدت هذه الأحداث إلى أن يؤثر الكثير من العلماء الرحلة إلى بلاد أكثر اطمئناناً واستقراراً؛ ليتمكنوا من نشر العلم والمعرفة، ونقل خبراتهم في مجال التعليم الإسلامي، والوظائف الشرعية إلى أبناء الأمة الإسلامية في مختلف أقطارها؛ حيث يتوافر الأمن والاستقرار، وهذا واضح من تراجم الكثير من علماء هذه الفترة، منهم:
    العلامة الأديب السيد محمد طاهر الدباغ (1308-1378هـ)
    جاء في ترجمته صراحة بأنه:
    "لما اضطرب حبل الأمن عام 1343هـ في كافة المدن قبل العهد السعودي الزاهر.. ولما طالت الحرب واشتدت، ولم ير فرصة تتاح للملك علي بإعادة ملكه قام بسياحة إلى مصر، واليمن، ومنها إلى الهند، ثم جاوا فاستقبل استقبالاً يليق بمكانته، فأخذ ينشر بصحيفة (حضرموت) المقالات الضافية السياسية، والأدبية، والدينية، ويطالب بتوحيد مناهج التعليم بمدارس العرب الأندونيسية... ثم عين مديراً لمدرسة عربية (بالمالاغ) اكتظت مقاعدها بطلاب وطالبات من كافة أنحاء تلك البلاد".
    هذا وقد رحلت لهذا السبب عائلات علمية بأكملها إلى بلاد جنوب شرق آسيا، مثل عائلة العلامة الفقيه الشيخ سعيد يماني -رحمه اللّه - مع أبنائه العلماء..
    وعائلة آل القاري: العلامة الشيخ أحمد، وحامد، ومحمود، وغيرهم.
    ● الحصول على الأسانيد العالية من كبار علماء العالم الإسلامي:
    من أعظم ما اعتنى به العلماء المسلمون في رحلاتهم تبادل الإجازات العلمية، التي تمثل بحق حلقة اتصال، وهمزة وصل بين علماء العالم الإسلامي في الحاضر، وبينهم وبين من قبلهم من العلماء في الماضي، يروي بعضهم عن بعض الكتب العلمية حتى تصل أسانيدهم إلى مؤلفي الأمهات، والمصادر في جميع الفنون ضبطاً، وإتقاناً، وتوثيقاً علمياً متيناً، فقد كان من أهداف رحلات علماء المسلمين أمران:
    "أحدهما: تحصيل علو الإسناد وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ، والاستفادة منهم".
    هذا ما حدث من بعض علماء مكة الذين رحلوا إلى بلاد العالم الإسلامي، طلباً لعلو الإسناد، وممن سجل لهم التاريخ قياماً بهذه المهمة العلمية أثناء ترحالهم عدد كبير نخص بالذكر منهم:
    1- العلامة الفقيه الأديب الشيخ عبد الحميد بن محمد علي قدس
    (1278- 1334هـ):
    يذكر في ثبته المسمى (المفاخر السنية في الأسانيد العلية القدسية) قوله:
    "وقد رحلت مراراً في الأيام الصيفية إلى مصر المحروسة، والديار الشامية واجتمعت بأفاضل كرام، وتلقيت عن أساتذة عظام، من أفضلهم:
    العلامة عبدالرحمن الشربيني شيخ الجامع الأزهر، فأجازني بالأولية، وبسائر مروياته عن الشيخ إبراهيم السقا، عن الشيخ ثعيلب، عن الشيخ أحمد الملوي، والشيخ أحمد الجوهري، عن شيخهما عبداللّه بن سالم البصري (المكي)، ومن أجلهم الشيخ أحمد الرفاعي شيخ المقارئ بمصر فأجازني بالأولية، وبمروياته عن الباجوري، عن الشمس الأمير الكبير.
    ومن أعظمهم العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني، اجتمعت به بمكة المشرفة، وبيروت، بل وبالحرمين الشريفين مرات عديدة، وأملى مسائل مفيدة، وأجازني بمؤلفاته ومروياته عن مشايخه المثبتين في ثبته (هادي المريد إلى طرق الأسانيد).
    ومن جملتهم العلامة السيد محمد أبو الخير عابدين بن العلامة أحمد فإنه أجازه بمروياته، وجميع ما تضمنه ثبت عمه الشقيق العلامة أحمد، فإنه أجازه بمروياته، وجميع ما تضمنه ثبت عمه الشقيق العلامة السيد محمد الشهير بابن عابدين، صاحب الحاشية الكبرى على الدر المختار في الفقه الحنفي.
    ولي غير ذلك كما أشرت إليه فيما تقدم، إجازات من مشايخ أجلاء ثقات من أهل الحرمين الشريفين، وفضلاء مصر العظام، وبعض أعمالها منها:
    الإسكندرية، ودمياط، وطنطا، ودسوق، والصعيد، وبنها، ومن يافا، وبيت المقدس، وبيروت، ودمشق الشام، فإني حين رحلت إلى هذه الأماكن أجازني بعض علمائها إجازة عامة كتابة، ومشافهة، واستجازني بعضهم، ولو فصلت كل ذلك لحصل من ذلك كراريس، ولكن فيما ذكر كفاية لكل لبيب نفيس".
    2- العلامة السيد محمد نواوي البنتني:
    "سافر إلى مصر والشام فأخذ العلم عن أفاضل علمائهم..".
    3- العلامة محدث الحرمين الشريفين الشيخ عمر حمدان المحرسي - رحمه اللّه - (ت 1368هـ) سافر إلى عدد كبير من البلاد الإسلامية منها:
    حضرموت: لقى علماءها، وأخذ عنهم الإجازة، وسافر إلى مصر وأجازه العلامة الشيخ عبدالرحمن بن محمد عليش، والعلامة محمد إمام بن إبراهيم السقا المصري وأجازه إجازة عامة، والعلامة الشيخ محمد بخيت بن بخيت بن حسين المطيعي الحنفي، والشيخ أحمد رافع بن محمد الطهطهاوي الحنفي.
    ورحل إلى الشام وأخذ الإجازة عن علمائها مثل الشيخ محمد عطا اللّه الكسم، ومحمد أبو الخير عابدين، والعلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني وغيرهم،
    ورحل إلى المغرب، واجتمع بفاس بالعلامة أحمد بن محمد بن عمرو الزوكاري المعروف بابن الخياط الفاسي، وغيره،
    وفي تونس: اجتمع بالعلامة الشيخ سـالم بو حاجب، والعلامة الشيخ محمد بن يوسف الشركسي التركي، التونسي، والعلامة محمــــد الطيب بن محمد بن أحمد النيفر التونســــي، ومحمد المكي بن عـــزوز وغيـــرهم ممن لقيهم في تلك البلاد فأجازوه.
    4- فضيلة الشيخ محمد الطيب المراكشي: (1296-1364هـ):
    "في عام 1324هـ قام برحلة إلى مصر فأخذ العلم عن السيد أحمد الرفاعي، واجتمع بالشيخ الطاهر الجزائري، وأجازه...
    وفي شوال عام 1331هـ قام برحلة إلى مصر، ومنها إلى الشام فاجتمع فيها بالمحدث المشهور الشيخ بدر الدين الحسني، وبالعالم السلفي جمال الدين القاسمي، وأجازه".
    5- العلامة الشيخ عبداللّه بن محمد نيازي (1300-1363هـ):
    ".خرج مع من خرج من أهالي المدينة المنورة إلى الشام فطاف في مدنها، ثم قام برحلة إلى أدنة وطرسوس ناشراً للعلم ما ينوف على عام.
    ثم سافر إلى قونية فأقام بها نحو ثمانية أشهر، ثم أقشهر فأقام بها سنتين معلماً، ومرشداً، ثم سافر إلى إزمير فدخل مدرسة سهلبجي زاده فمكث بها مدة سنة، ثم انتقل إلى الإسكندرية وأقام بها سنة، ومنها إلى القاهرة فقابل فيها كبار العلماء يغترف من موردهم علماً، وأدباً، ثم عاد إلى أفغانستان عن طريق الهند فأقام بها ثلاثة أعوام متنقلاً بين تاشقر غان ومزار شريف لتلقي العلم ونشره، ثم سافر إلى الهند فالتحق بالمدرسة المحمدية العربية الإسلامية فتلقى فيها مختلف الفنون والعلوم، واجتمع بكبار المدرسين والمحدثين، وتحصل منهم على الإجازة، كما نالها من العلامة المحدث السيد محمد عبدالحي الكتاني صاحب فهرس الفهارس بجميع مقروءاته، ومسموعاته"، وغير هؤلاء كثيرون.
    ● التخلص من المناصب الحكومية :
    لم تكن المناصب الحكومية محل رغبة لدى كثير من العلماء المكيين غالباً، بل كانوا يفضلون العيش من كسب أيديهم: من تجارة، أو حرفة، أو ما انتقل إليهم من وقف، أو إرث، ولهذا كان واضحاً قلة الدروس في المسجد الحرام أيام موسم الحج؛ حيث يذهبون لممارسة التجارة الموسمية، وممن سجل لهم التاريخ المكي الرحلة إلى البلاد الإسلامية هروباً من القضاء بخاصة:
    1- العلامة الشيخ حسن بن العلامة الشيخ سعيد يماني -رحمه اللّه- (1321-1391هـ):
    2- فضيلة السيد محمد عبدالباري رضوان: (1295-1358هـ):
    3- فضيلة العلامة الشيخ حسن بن محمد المشاط - رحمه اللّه.
    ● دعوة الطلاب الوافدين مشايخهم المكيين لزيارة بلادهم:
    كانت العلاقة بين علماء المسجد الحرام وطلابهم من المواطنين، والوافدين علاقة أبوية حانية، يتفقدون شؤونهم، ويقومون بحاجاتهم أثناء إقامتهم بمكة المكرمة للدراسة؛ إذ كانت لهم من مشايخهم الرعاية الأبوية الحانية، فكان لقاء ذلك الوفاء الكبير من طلابهم.
    لم تكن مغادرة الطلاب إلى بلادهم بعد تعليمهم نهاية علاقتهم بشيوخهم ومعلميهم، بل كانت العلاقات الطيبة الحميمة قائمة بينهم في مواصلة دائمة بارة، وجهوا إليهم الدعوات بالحضور إلى بلادهم لينتفع بهم أهل بلادهم، فما كان من مشايخهم العلماء إلا الاستجابة لهم، وتحقيق رغباتهم، من هؤلاء:
    فضيلة السيد محمد عبدالباري رضوان (1295-1358هـ):
    "في عام 1327هـ تلقى دعوة طلابه في الهند فسافر إليها، ورجع في عامه، ثم رجع مرة أخرى عام 1340 بين حفاوة محبيه وتقديرهم وتكريمهم.. وغيرهم من العلماء ممن كانت العلاقة قوية بينهم وبين طلابهم، مما لاداعي لذكرهم فهم كثر.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •