النتائج 1 إلى 12 من 475

الموضوع: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    جان جاك روسو
    (Jean Jacques Rousseau)
    (28 يونيو1712-2 يوليو1778)
    فيلسوف و كاتب و محلل سياسي سويسري، ولد في جنيف وقضى فيها طفولته وشبابه المبكر وذهب إلى باريس وهو في الثلاثين من عمره وبعد عدة رحلات استقر فيها وكتب فيها أهم مؤلفاته "العقد الاجتماعي" الذي يوصف بأنه "إنجيل الثورة" وقد بدأه بالاحتجاج الصارخ على طغيان عصره: ولد الإنسان خيَّرا بطبعه ولكن المجتمع هو الذي يفسده.
    وتقوم نظرية روسو على وجود تعاقد بين الانسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وبمقتضى هذا العقد الاجتماعي يتنازل الإنسان عن جزء من حريته وحقوقه الطبيعية لهذا المجتمع مقابل تعهد المجتمع بصيانة هذه الحقوق وحماية الأفراد، وكان روسو في كتاباته يدعو إلى الديمقراطية والحرية والمساواة، ويرجع تأثير روسو المتعاظم في الناس إلى المشاعر القوية التي كان يشحن بها كتاباته وكان من أشد المتأثرين بهذه الكتابات روبسبير الذي لعب دورا عظيما في أحداث الثورة.

    هي ترجمة ذاتية كتبها روسو في أخريات أيامه بعد إلحاح شديد من أحد الناشرين، ثم إن جان جاك روسو- الذي أدانته الكنيسة، وحرمته من حماية القانون ثلاث دول، وهجره أخلص أصدقائه - كان له الحق في الدفاع عن نفسه، بل في الدفاع المستفيض: وحين قرأ فقرات من هذا الدفاع على بعض المحافل في باريس حصل خصومه على أمر من الحكومة يحظر أي قراءة علنية أخرى لمخطوطته، فلما فت في عضده، تركها عند موته مشفوعة برجاء للأجيال التالية قال فيه:
    "إليكم هذه اللوحة الإنسانية الوحيدة - المنقولة بالضبط عن الطبيعة بكل صدق - الموجودة الآن أو التي ستوجد إطلاقاً في أغلب الظن،
    وأينما كنتم، يا من نصبكم قدري وثقتي حكماً على هذا السجل، فإني أستحلفكم بحق ما أصابني من خطوب ومحن، وبحق ما تشعرون به من أخوة البشر، وباسم الإنسانية جمعاء، ألا تدمروا عملاً نافعاً فريداً في بابه، قد يصلح بحثاً مقارناً من الدرجة الأولى لدراسة الإنسان، وألا تنتزعوا من شرف ذكراي هذا الأثر الصادق الوحيد لخلقي، الأثر الذي لم ينل من خصومي مسخاً وتشويهاً".
    وعلى الرغم من أن الكتاب نتاج لما فطر عليه مؤلفه من شدة الحساسية وقوة الذاتية، ورهافة العاطفة وكما يقول هو نفسه "إن قلبي الحساس كان أس بلائي كله"، إلا أن هذا القلب كان قد أضفى ألفة حارة على أسلوبه، وحناناً على ذكرياته، وفي كثير من الأحيان سماحة على أحكامه، وكلها تذيب نفورنا ونحن نمضي في قراءة الكتاب "إنني مقبل على مغامرة لم يسبق لها نظير، ولن يكون لتنفيذها مقلد، أريد أن أظهر إخواني في الإنسانية على إنسان في كل صدق الطبيعة، وهذا الإنسان هو أنا نفسي، أنا مجرداً من كل شيء، إنني أعرف قلبي، وأنا عليم بالناس، ولم أخلق كأي حي من الأحياء، وإذا لم أكن خيراً منهم، فإنني على الأقل مختلف عنهم، أما أن الطبيعة أحسنت أو أساءت بتحطيم القالب الذي صببت فيه، فذلك شيء لا يستطيع الحكم عليه إنسان إلا بعد أن يقرأني".
    "وأياً كان موعد الساعة التي سيُنفخ فيها في صور يوم الحشر، فسوف آتي وكتابي هذا في يميني لأمثل أمام الديان الأعظم وسوف أقول بصوت عالٍ: كذلك سلكت، وكذلك فكرت، وكذلك كنت، لقد تحدثت إلى الأبرار والأشرار بنفس الصراحة، وما أخفيت شيئاً فيه سوء، ولا أضفت شيئاً فيه خير، وقد أظهرت نفسي كما أنا: حقيراً خسيساً حين كنت كذلك، وخيراً سمحاً نبيلاً حين كنت كذلك، لقد أمطت اللثام عن أعمق أعماق نفسي".
    والكتاب في جزئه الأول يشيع الطمأنينة في القارئ خلافاً للجزء الثاني الذي شوهته الشكاوى المملة من الاضطهاد والتآمر، والكتاب قصة روح حساسة شاعرة خاضت صراعاً أليماً مع قرن واقعي قاس، وعلى أية حال، فإن كتاب الاعترافات، لو لم يكن ترجمة ذاتية ، لكان من إحدى الروايات العظيمة في العالم.



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    هل لدينا ترجمة ذاتية عربية؟
    إقرأ ما كتب تحت هذا العنوان على الرابط التالي:
    المصدر




    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    السيرة الذاتية في الأدب السعودي
    الدكتور
    أحمد الخاني
    كنت مغرماً ولا زلت بقراءة نوع من السيرة الذاتية، ألا وهي المذكرات. قرأت (محادثاتي مع ستالين) لـ (ميلوفان دجيلاس) ومذكرات تشرشل ورومل وهتلر في كتابه (كفاحي)..
    بين يدي الآن كتاب (السيرة الذاتية في الأدب السعودي) لأخي الدكتور عبد الله الحيدري حفظه الله يقول الإهداء: (... مع صادق المودة والمحبة.. آمل أن يجد فيه شيئاً يستحق القراءة) 10 7 1424هـ.
    جاء دور هذا الكتاب قراءة، وقد صدر كتابي (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية)، إذ شغلني عن قراءة ما سواه، فصرت أزاوج بين قراءة الكتابين، وقد اكتشفت وأنا أقرأ في كتاب أخي الحيدري أنني أقدم النموذج لكتابة السيرة الذاتية في كتابي (الصالونات الأدبية).. إنها كتابة من النوع الشفاف الذي لم يكتب في الأصل ليكون سيرة ذاتية، وإنما كتب بأسلوب السرد القصصي المعتمد أحياناً على (المنولوج)، وهكذا اكتشفت نفسي على يدي كتاب (السيرة الذاتية).. أنني ممن كتب ولو عن غير قصد في هذا الفن.
    وهذا الكتاب للدكتور الحيدري رسالة ماجستير، ومن تواضع مؤلفه أنه كتب (إعداد) ولم يكتب (تأليف).. وهذا الكتاب موسوعة نادرة في هذا الفن، ولا أقصد بالندرة قلة التأليف، بل أقصد الشمول والجمال في آن معاً، فلقد انتهى إلى هذه الموسوعة هذا الفن، وأصبح الدكتور عبدالله الحيدري صاحب السلطان الواسع على فن السيرة الذاتية في الأدب السعودي، ولقد خرج هذا الكتاب من المحلية إلى الآفاق الأرحب في الفصل الرابع:
    (موازنة بين كتّاب السيرة الذاتية في المملكة وبين غيرهم في الأقطار العربية)، ولولا هذا الفصل لبقي هذا الكتاب محلياً، وألفت نظر الأدباء إلى أن يركزوا على أدب الموازنات مع الأدب العربي، وعلى المقارنات مع الآداب العالمية نهوضاً إلى الطرح العالي بهذا الأدب العريق إلى المجال العربي والعالمي الإنساني.
    يبدأ الكتاب بتمهيد يبين مفهوم السيرة الذاتية والفارق بينها وبين السيرة الغيرية، ويبين الفرق بين السيرة الذاتية وبين الترجمة الذاتية.
    والمؤلف ملتزم بمنهجه الأكاديمي مخلص له، ولكنني أرى أن يحذف العنوان:
    (عرض موجز للأعمال المدروسة) لأن مادته مكررة.
    يبدأ الفصل الأول بنشأة هذا الفن وتطوره، بادئاً بكتاب أحمد عبد الغفور عطار، ويركز على كتاب (أبو زامل) لأحمد السباعي، وبعده في الأدب السعودي نظير (زينب) في القصة المصرية؛ كلاهما علم على ريادة الفن الذي ينتمي إليه، ثم يذكر الكاتب أدباء السيرة الذاتية من الرجال محمد عمر توفيق، عبد العزيز الربيع، الدكتور غازي القصيبي، الدكتور زاهر الألمعي، عبد الفتاح أبو مدين، محمد حسين زيدان، ابن عقيل الظاهري، عبد الحميد مرداد..
    ومن الأديبات: سلطانة السديري، فوزية أبو خالد، نوال السعداوي، ثم يعرج الكاتب على السيرة الذاتية الفنية..
    وينتقل في الفصل الثاني إلى موضوعات السيرة الذاتية.. والفصل الثالث: الخصائص الفنية. يقول المؤلف: (وفي رأيي أن السيرة الذاتية التي تكتب بتأثير من دوافع داخلية فقط هي أعلى قدراً، ويكون ماء الطبع فيها أوضح، وبخاصة إذا تصدى لها كاتب موهوب) ص 369
    ويتصدى الكاتب لتعريف الشخصية متسائلاً: ما الشخصية؟
    وطبعاً تسرد آراء خلافية وهي لا تعدو في نظري مهما تشعبت:
    أ العنصر البيولوجي.
    ب العنصر السيكولوجي.
    يقول الكاتب: (ولقد تباينت شخصيات أدبائنا في سيرهم، وتعددت الصفات المكونة لشخصياتهم..
    وفي ظني أن الضعف البشري الذي لا مفر منه، له دور في الضدية التي قد تبدو في شخصيات الكتّاب).. ص 372
    والدكتور عبدالله يقرر ظاناً؟! أرى أن تكون العبارة: (وأرى) أو (وعندي أن الضعف البشري..)؛ لأن (الظن) يضعف من قيمة الحكم، وإذا أراد أن يخرج المؤلف عن التقريرية الجبرية، فإن له مندوحة في ذلك باستعمال أسلوب يناسب كأن يقول: (وربما كان الضعف البشري..).
    أسلوب الكاتب مع ذلك أسلوب المتمكن، وهو صاحب برنامج (كتاب وقارئ)، وهذا لا يعني انعدام الملاحظة على الأسلوب، وكلنا هذا الرجل. من ملحوظاتي على الأسلوب ما يأتي: عنوان ورد في ص 144 يقول:
    لماذا لم تواكب السيرة الأجناس الأخرى في النشوء؟
    وهي عبارة سليمة، ولكن كاد ينقطع نَفَسي بلفظة (النشوء) الواو الممدودة، والهمزة الساكنة، وأقترح أن يكون في العبارة تقديم وتأخير لتصبح في الطبعة التالية: لماذا لم تواكب السيرة في النشوء الأجناس الأخرى؟
    شعرت بالارتياح النفسي لهذا المد وإطلاق الألف، ولأمر ما كانت مدود الآيات القرآنية الكريمة في أواخر كل آية يا دكتور عبدالله.
    أكتفي بذكر ملحوظة ثانية فقط تتكرر كثيراً في أسلوب هذه الموسوعة؛ وهي كلمة (بين)؛ كقول الكاتب في ص 413: (والحق أن هناك فرقاً شاسعاً بين القصة والسيرة الذاتية)، والصواب: (بين القصة وبين السيرة الذاتية)، وقصارى القول في هذه الملحوظات أنها كالنمش في الوجه الجميل وسيئات المقربين حسنات الأبرار.
    لقد احتل كتاب (السيرة الذاتية) للدكتور عبد الله الحيدري صدر المكتبة العربية لا السعودية وحدها في هذا الفن، وإنما صدر المكتبة العربية الإسلامية.
    فبارك الله بهذه الجهود وإلى المزيد.
    المصدر




    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    طفولتنا وطفولة هؤلاء .. أدب السيرة الذاتية يزدهر في الغرب بفضل الحرية
    فاطمة ناعوت
    ***


    أطروحة الباحث السويدي "تيتز رووك" التي نال بها درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة ستوكهولم عام 1997، صدرت فى كتاب بعد ذلك بسنوات أخذ عنوان "في طفولتي"، وأما نسخته العربية فأصدرها المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن سلسلة المشروع القومى للترجمة، من ترجمة طلعت الشايب، وهو المترجم المصري الشهير الذي قدّم للمكتبة العربية عددًا من أهم الكتب الأجنبية، أذكر منها: الحرب الباردة الثقافية، صدام الحضارات، فكرة الاضمحلال فى التاريخ الغربي، وحدود حرية التعبير، والمثقفون، عدا العديد من الروايات المهمة والمجموعات الشعرية والقصصية.
    فى هذا الكتاب "في طفولتي" (In My Childhood)غاص المؤلف السويدى فى عمق منجز التجربة العربية الأدبية بوصفها حقلاً شديد الثراء والتنوع ليفحص ملامح الطفولة عند عدد من الأدباء العرب بعدما استلَّها من سيَرهم الذاتية كما كتبتْها أقلامُهم. قدَّم لنا فوتوغرافيا تحليلية نفسية معمَّقة لطفولة عشرين مبدعاً عربياً شهيراً فى تاريخ العرب الحديث منذ عام 1929 حتى عام 1988.
    يُعتبر أدب السيرة الذاتية جنساً أدبياً واسع الانتشار فى الأدب الغربي، بينما مازال لا يمثل كتلةً واضحة المعالم فى أدبنا العربي، ربما- برأيي- لأسبابٍ تتعلق بسقف الحرية الإبداعية والفكرية المنخفض التى يتحرَّك تحته القلم العربي حتى الآن، ذلك أن هذا الجنس الأدبي تحديداً لا يقوم فى المقام الأول على تعرية الذات وتسليط الضوء عليها وحسب، بل على كشفٍ كاملٍ لمرحلةٍ زمنية بعينها قد تشمل جيلين، بكل مفرداتها من شخوصٍ وواقعٍ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ وثقافيٍّ وبيئيّ، فأدب السيرة الذاتية - وإن نُعتَ بالذاتية - إلا أنه يشمل ضمنًا حياةَ الآخر والواقع الاجتماعي والسياسي المحيط، ومن وجهةِ نظرٍ آنيةٍ أيضاً، أي أنَّ آليات الوعي الجديدة والمكتسبة للكاتب "الآنيَّة لحظة الكتابة" ستكون هى العين الراصدة للماضي مما قد يشكّل لوناً من الكشف الحميم لمنظومة كاملة قد تتجاوز الـ"أنا" الخاصة للكاتب صاحب السيرة لتتخطَّاه إلى الآخر سواء كان هذا الآخر ذاتاً بشرية أو مجتمعاً أو سلطة أو منهجاً فكرياً لبيئة وحيّزٍ زمنيٍّ بعينه وهذا فى رأيي ما سبَّب انحساره في أدبنا العربي.
    جْرياً على نهج التخصص الدقيق الذى تبنَّاه العلم فى الزمن الحديث، يسلِّط الكتابُ شعاعاً كثيفاً من الضوءِ على مرحلة بعينها من حياة المبدع موضوع التطبيق، وهى مرحلة الطفولة، بوصفها المرحلة الأهم من حيث تكّون الإنسان فكرياً ونفسياً والتي فيها تتشكل البذور الأولى لرؤيته المستقبلية للعالم والوجود، وبوصفها الإرهاصةَ الأولى لتشكّل قلم المبدع فيما بعد، وهنا يقف الكتابُ على مساحة أكثر رحابةً من مجرد كونِه رصداً روائياً لحياة كاتب، فيتجاوز هذه الأرض إلى ما قد يتقاطع مع التحليل النفسي الدقيق للشخصية الإنسانية، انطلاقاً من تعقداتِ واشتجاراتِ الطفولة الأولى للمرء، كونها مقدماتٍ تتلوها توالٍ، ويمكن اعتبار هذا التناول لمرحلة الطفولة في حياة شخصية عامة، جنساً أدبياً مستقلاً وموازياً لأدب السيرة الذاتية الشهير.
    يلمِّح الكتاب إلى وعي العرب القدامى بهذا اللون الأدبيّ واهتمامهم بتسجيل التراجم الشخصية لحياة المفكر والأديب والشاعر، مثلما ورد فى نصوص ابْنِ سينا وكتاب العِبَر لابْنِ منقذ وغيرها، مما يناقض الزَّعم الغربي أن هذا الجنس الأدبي محضُ اختراعٍ غربيٍّ صافٍ. ومن أشهر من تبنى هذا الزَّعم: جورج جاسدوف الذى نفى وجود أدبِ سيرةٍ ذاتية خارج نطاق الثقافة الأوروبية، بل ويُرجِع وجودها فى حضاراتٍ أخرى كما عند المهاتما غاندى مثلاً إلى الغرب أيضاً، الذي صدَّرها إلى بقية الجنس البشريّ ذاك الذي ما كان لقدراته الذهنية أن تدرك هذا الوعي الكتابي بتدوين الذات. ومما لا شك فيه أن تلك الرؤية العنصرية المتطرّفة ذات الطابع العِرقيّ الكولينياليّ، إنما تظلُّ محضَ رؤيةٍ فرديةٍ ناجمةٍ عن عدم اطِّلاع وافٍ على منجَز الأدب العربي قديمه وحديثه.
    تتصدَّر الكتابَ مقدمةٌ مهمّةٌ لأستاذ علم الجمال رمضان بسطاويسي، يفنِّد خلالَها مفهومَ لفظة الهُويّة بالمعنيين الاصطلاحيِّ والدلاليِّ قديماً وحديثاً، على المستويين الذاتي والجماعي "هويّة الفرد وهويّة الوطن" وعبْر المتغيِّرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية وتحت مظلّة العولمة المهيمنة على الواقع العالمى الحديث. يرسم بسطاويسى بانوراما تشريحية لتطوِّر دلالة تلك اللفظة تاريخياً، الهوية في مقابل الآخر، استقلالها واكتفاؤها الذاتي وغناؤها عن الآخر، أم تحققها وانبثاقُ وجودها من خلال الآخر، حيث يستحيل تحقُّقُ الذات وخلقُ هوية ما إلا عبْر الآخر، فيما يحقق كياناً مكتملاً أو منظومة حياتية ذات جسد وروح.
    وتناقش تلك المقدمة أزمة الهوية ووجوب ابتداع صيغة جديدة للهوية الذاتية تتناغم مع روح العصر وفى ذات الوقت نابتة من جذور الهوية الجماعية لا استيراد أو استعارة هوية جاهزة من الغرب مما يخلق مسخاً شائه الملامح. ويشير بسطاويسى إلى تفاقم أزمة الهوية والقومية فى العالم بأسره خاصة بعد أحداث سبتمبر الأخيرة التى نرصد فيها محاولة القوة المهيمنة العالمية الكبرى خلق هوية استهلاكية فقيرة الأصالة والتفرد.
    يشير الكتاب إلى أنَّ رصدَ مرحلة الطفولة ملْمحٌ شائعٌ في أدب السيرة الذاتية العربية مثلما يبين لنا من معظم عناوين تلك الأعمال على غرار "طفلٌ من القرية"، "أيام الطفولة"، "رجوعٌ إلى الطفولة"، "سِفْر التكوين"، و"الأيام" الجزء الأول لعميد الأدب العربي.
    يرصد الكتاب نماذجه التطبيقية فى الفترة الزمنية ما بين عام 1929 حتى عام 1988.
    أما تاريخ البدْء فمرهونٌ بصدور "أيام" طه حسين، حيث صدر جزؤها الأول عام 1929. الأيام كانت نقطة البدء للانطلاق، بوصفها أول سيرة ذاتية عربية حقيقية، بل إن الكثير من الكُتَّاب قد ساروا على درب طه حسين محاولين تحقيق مثل النجاح الذى حققه كما يؤكد المؤلف، وأما توقيت النهاية لحيز الزمن المرصود فارتبط بتوقيت ظهور نصٍّ للكاتب اللبنانيّ محمد قرة علي بعنوان "سطور فى حياتي" . يتوقف الكتابُ إذنْ قبل العقد التاسع من القرن الماضي، على الرغم من ثراء التسعينيات بالكثير من أدب السيرة الذاتية العربية، الأمر الذى جعل من الصعوبة بمكان تضمين ذلك العقد داخل متن الكِتاب نظراً لزخم تلك الحقبة وثرائها بهذا الجنس الأدبي، غير إن الكاتب قد ضمَّن معظم هذه الأعمال في حيِّز الإشارة.
    أما الكُتَّاب العشرون الذين تضمَّنهم الكِتاب بالدرس والتحليل خلال تلك العقود الستة فقد قسَّمهم المؤلف إلى مجموعات ثلاث حسب التراتب الكرونولوجي:
    * ستة كُتّاب يمثلون الجيل الأول من كُتَّاب السيرة الذاتية، وهم من مواليد القرن التاسع عشر.
    * كُتّابٌ سبعة من مواليد بداية القرن الماضي وحتى عام 1920، وهم من مثلوا الجيل الثاني من منتجي السِيْر الذاتية.
    * ثم الجيل الثالث، مواليد ما بعد عام 1920 ومازال معظمهم معاصرين.
    ويعني هذا التقسيم الزمني أن الكُتّابَ هؤلاء قد تزامنت طفولتهم مع انتهاء الإمبراطورية العثمانية أو عاصرت الاستعمار، وأن إنتاجهم الأدبي قد شهد المجتمع العربي قبل الحديث أو باكورة المجتمع الحديث، وهى مرحلة التحول من مجتمعٍ زراعيٍّ تقليدي إلى مجتمعٍ شبه صناعيّ، هذا إلى جانب كونها مرحلة نضال سياسيّ غايته الاستقرار الوطنيّ.
    على أن الشاهد أن تلك السيْر الذاتية قد تمّ رصدها بعينٍ شاهدتْ نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، أى بعين ما بعد الاستعمار حيث مخروط الرؤية أكثر شمولية ورصداً للحقبة كاملة مما يسمح بمزيد من الرصد والتأمل الدقيق للحدث. هذا التوتر الناجم عن اشتباك الآنين: آن القصِّ وآن الخطاب، هو ما خلق تلك الدراما الفنية وأثرى التجربة روائياً.
    يتكون الكِتاب من عشرة فصول، فيأتي الفصل الأول ليحدِّد أهداف السيرة الذاتية كأحد الأجناس الأدبية التى تنقل للقارئ خبرةً ثقافية وحياتية حيّة تمت صياغتها فى قالبٍ أدبي حيث يتوقف مدى التواصل بين النص والقارئ على مدى قدرة هذا الأخير على التقمُّص والتوحُّد الرمزي مع الكاتب مما يخلق خيطًا من التواصل بين أفراد المجتمع ونقل الخبرات وحثِّ المرء على تأمُّل حياته والبحث عن المشتركات بين التجارب الإنسانية. بينما يتناول الفصل الثاني تعريفاً مفصَّلاً للسيرة الذاتية، فيبين أن ثمَّة نوعين، الأول شموليٌّ عامٌّ والآخر محدَّدٌّ ذاتي، فيما يأتي الفصل الرابع الذي يحمل عنوان التطوّر التاريخي ليقدم ما يشبه الموسوعة المتخصصة أو المعجم التحليليّ لكثير من المفردات التى كثيراً ما تلتبس فى ذهن القارئ غير المتخصص لتقاطعها واشتباكها مع أدب السيَر الذاتية، ويتناول هذا الفصل الفروق بين مصطلحات من قبيل السيرة الذاتية Autobiography وسيرة الحياة Biography والترجمة الشخصية والذاتية، واليوميات Diaries، والمذكرات Memories وغيرها من أشكال الكتابة التى تندرج تحت أدب السيرة الذاتية كلونٍ أدبي قائم بذاته. ويرصد فى هذا الفصل التطور التاريخي للسيرة الذاتية فى الأدب العربي بأن يتتبع نشأة وتطور هذا المصطلح تاريخيا.
    يدرس الفصل الثالث العلاقة بين السيرة الذاتية والرواية حيث كثيراً ما تخرج السيَر الذاتية فى عباءة الرواية بل وكثيراً ما يُكتب هذا على غلافها- كما حدث في "الوَسيَّة" التى كُتب على غلافها الأمامي (رواية) والخلفي (مذكَّرات) وداخل المتن (سيرة ذاتية) - حيث غالباً ما يلتقيان في الحبكة والسرد الروائي، غير أن الكاتب غالباً ما يميز مشروعه عن طريق ما يسمى بفضاء السيرة الذاتية، أى درجة صدق الكاتب مع تجربته الشخصية وهو ما يميزه القارئ بسهولة عن طريق مقارنة أسماء الشخوص مع واقع تاريخي معروف لديه.
    ونرى أن الرواية تعمد على الصدق الرمزي أو الخيالي بينما تعمتد السيرة الذاتية على صدق الكتابة الذاتية، وفي الفصل الخامس يرصد المؤلف بعض النماذج التى كُتب لها الاستمرار في الأدب العربي مثل التراجم الشخصية وبعض النصوص التى تعبِّر عن تحولٍ فى المفهوم العربي لأدب السيرة الذاتية نتيجة التأثر بالكتابة الغربية، فيقارن بين مدى وعمق تأثير التراث العربي التقليدي على السيرة الذاتية العربية الحديثة من ناحية، وأثر الأعمال الغربية من ناحية أخرى.
    ويتناول الفصل السادس ملْمحاً جديداً ميّز السيرة العربية الحديثة وهو الاهتمام بالكلام عن مرحلة الطفولة التى غابتْ عن الكتابة الأوتوبيوجرافية الكلاسيكية، وهذا الملْمح نرصُده أيضاً فى الأعمال الغربية، هذا ونلحظ غياب، أو تغييب، مرحلة المراهقة أو مرحلة تفتح الجسد عن معظم الأعمال، ويتناول هذا الفصل أيضاً بداياتِ أو مفتَتِحات العمل وكذا نهاياته، فيذكر أن معظم البدايات تنطلق إما من لحظة الميلاد البيولوجى للكاتب أو لحظة توهُّج الذاكرة الأولى أو ما يسميها كوَّة الضوء الأول للوعي أى نقطة وعي الطفل بالوجود والعالم بأبعاده المادية والاجتماعية.
    غير أن الانطلاق من لحظة الميلاد الفعلي أو البيولوجي تظل الأكثر شيوعاً بين كُتّاب السيرة الذاتية العربية، فيفحص المؤلف ثمان حالات من بين عشرين بدؤوا بهذا المفتتَح التقليدي.
    يتناول الفصل الثامن أوطاناً مُتخيَّلة، الطفولة بوصفها مَشاهد وصوراً متخيَّلةً شديدةَ الالتصاق بالمكان كأحد مفردات العمل الأدبي. فالمكان الذى نشأ فيه الطفل يتم رصده من خلال هذه العين الصغيرة التى تختلط فيها الواقع بالخيال بارتباك الأبعاد بهوية الفرد وهوية المكان، بينما يناقش الفصل التاسع الفقر كأحد أهم القيم التى تم رصدها فى تلك الأعمال حيث ارتبطت الطفولة فى معظم الحالات بظروف قاسية عاشها هؤلاء الكتاب. فى حين تشترك معظم الأعمال فى النهاية التقليدية مثل مشاهد الرحيل أو الفراق.
    يتناول الفصل العاشر من كتاب "في طفولتي" قيمة الحرية كهدف رئيس يصبو إليه أدب السيرة الذاتية من خلال الضلوع فى صراعات مع ألوان السلطة بدءاً بالسلطة الأبوية فى أسرته الصغيرة بوصفها النواة الأولى للمجتمع المقبل للطفل.
    فالسلطة القمعية التى تسِمُ معظم الأسر العربية، سيَّما القديم منها، والاشتباك فى الصراع معها يعكس الحلم الجماعي بمجتمع أكثر حرية وأكثر مساواة. يحلِّل هذا الكتاب كل القيم السابقة وغيرها الكثير من خلال التطبيق الأكاديمي على عشرين نموذجاً من أدب السيرة الذاتية العربية منها: "الأيام" لطه حسين بجزأيها الأول والثاني وبينهما فاصلٌ زمنيٌ يمتد لعشر سنوات 1929-1939، "قصة حياة" للمازني 1943، "طفل من القرية" لسيد قطب 1946، "حياتي" لأحمد أمين 1950-1952، "أيام الطفولة" لإبراهيم عبد الحليم 1955، "إسمعْ يا رضا" لأنيس فريحة 1956، "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون 1957-1968، "سبعون" لميخائيل نعيمة 1959، "سجن العمر" لتوفيق الحكيم 1964، "على الجسر" لبنت الشاطئ 1967، "مذكرات" جورجي زيدان 1968، "بقايا صور" و"المستنقع" لحنَّا مينه 1975-1977، "معي" لشوقى ضيف 1981، "عينان على الطريق" لعبد الله الطوخي 1981، "الخبز الحافي" لمحمد شكري 1982، "الوسيَّة" لخليل حسن خليل 1983، "لمحات من حياتي" لنجيب الكيلانى 1985، "رحلة صعبة _ رحلة جبلية" لفدوى طوقان 1985، "البئر الأول" لجبرا خليل جبرا 1987 و"سطور من حياتي" لمحمد قرة علي 1988.
    المصدر





    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    "السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي المعاصر"
    تأليف:
    أمل التميمي
    يتناول هذا البحث السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي المعاصر، مع تحليل نماذج مختارة، وقد قامت الكاتبة المصرية أمل تميمي بعملية انتقاء لمجموعة من النصوص بناء على عدة مسوغات: أولها أنها نصوص لنساء شهيرات اعترفن بأن نصوصهن سيرة ذاتية، بالإضافة إلى إجماع النقاد على ذلك أيضاً.
    وثانيهما أنها نصوص تطبق عليها إلى حد كبير شروط السيرة الذاتية بمفهومها الحديث، وقد راعت الكاتبة أن يكون بينها قواسم مشتركة، كنقاط الاختلاف والتنوع الجغرافي والفارق الزمني.
    بحيث تمثل النماذج المختارة هذا الفن عبر أجيال ومراحل مختلفة، إنه اختيار روعي فيه قدر الإمكان التنوع في الموضوعات والهموم التي شغلت بها المرأة في حياتها، إلى جانب ذلك الاختلاف في الطرائق الفنية المتبعة في كل نموذج لتقديم قصة كفاحها وحياتها.
    تنقسم الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وكل فصل يعالج عدداً من المباحث المترابطة، أما المدخل فيحمل عنوان:

    مفهوم وظاهرة السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث
    وفيه تحاول الباحثة تتبع مفهوم السيرة الذاتية، كما تحاول أن تصل إلى مفهوم للسيرة، أعانها ذلك في قراءة العينات والنماذج المختارة للتحليل في الفصلين الثاني والثالث.
    كما تتبعت بصورة أولية ظاهرة كتابة السيرة الذاتية عند المرأة بكل ألوانها الفرعية، ورصدت تطورها بحسب ظهورها من مقالات صحافية إلى قالب روائي، ثم إلى سيرة ذاتية، ثم خصصت الجزء الأخير من المدخل للتعريف الموجز بالشخصيات المختارة نماذجهن للتحليل في الفصلين الأخيرين.
    أما الفصل الأول، فيحمل عنوان:
    السيرة الذاتية النسائية بين التاريخ والنقد
    ويضم أربع نقاط أساسية: الأولى بعنوان أسباب الغياب النسبي للسيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث ومنه ترصد الكاتبة بشيء من التفصيل أهم العوامل الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي ساعدت على هذا الغياب، والثانية بعنوان قلة الاهتمام النقدي بالسيرة الذاتية النسائية في النقد الأدبي المعاصر.
    وركزت فيه على الاهتمام على أسباب تهميش السيرة الذاتية النسائية في مقابل الاحتفاء بالسيرة الذاتية الذكورية، والثانية بعنوان تحديد الوضع الراهن للسيرة الذاتية النسائية، وفيه تمّ تفصيل المتغيرات الحضارية التي شهدها أواخر القرن العشرين، وما عكسته تلك الحضارة الحديثة على تطور فن السيرة الذاتية النسائي، والرابعة بعنوان ظاهرة الإبداع السيري ذي الهوية المزدوجة.
    وفيه استعرضت الباحثة بعض الكاتبات العربيات بنصوص سيرية كتبت بلغات أجنبية، تم اختيار النماذج التالية للدارسة أو التحليل (هدى شعراوي، نبوية موسى، عائشة عبدالرحمن، زينب الغزالي، فدوى طوقان، نوال السعداوي، ليلى عسيران، ليلى العثمان).
    يحمل الفصل الثاني عنوان:
    قضايا السيرة
    وفيه تحليل مكثف لأهم قضايا السيرة الذاتية النسائية في النماذج المختارة، ويضم ثلاث نقاط، ركزت فيها الكاتبة على الدوافع ثم على موضوعات السير الذاتية النسائية وأخيراً على المادة الاعتراضية.
    أما الفصل الثالث فهو بعنوان:
    الملامح الفنية للسيرة
    وفيه دراسة تفصيلية لأهم الملامح الفنية المميزة للنماذج المختارة، وهو يضم ثلاث نقاط: الأولى عن العناوين ودلالتها، والثانية عن مقومات السيرة والثالثة عن انشطار الذات الأنثوية في السيرة الذاتية.
    وختمت الباحثة بموجز قدمت فيه أهم النتائج التي توصلت إليها، سواء فيما يتعلق بعلامات تطوّر فن السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث، أو فيما يخص نتائج التحليل في النصوص المختارة بعد تحليلها وعقد الموازنة فيما بينها.
    ظهر من الدارسة التحليلية ما جعل الكاتبة تسلم بأن فن السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي بصدد التكون أو يوشك أن يتأسس كجنس أدبي له قواعده ومعاييره الجوهرية التي تميزه بخصوصية نوعية.
    وتوصلت الكاتبة إلى مقومات أساسية للسيرة ساعدها على التقيد بها التعريف المقترح إلى التوصل لنتائج مرضية نوعا ما في حدود الدراسة الحالية، وفي حدود النصوص المختارة من أهمها طبيعة الموضوعات التي تعالجها السيرة الذاتية النسائية، فهي تكشف عن مبدأ الازدواجية في الفكر العربي بين المجددين والمحافظين.
    كما أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين العام والخاص من حيث إبراز دور المرأة السياسي وارتباطها بالقضايا الوطنية، وتحليل ذاتها تحليلاً يكشف عن آرائها ومواقفها السياسية، وهذا يرد الاتهام القائم على أن أدب المرأة لا يعكس سوى المشكلات الخاصة بالمرأة.
    وأخيراً أهمّ ما يميز السيرة الذاتية النسائية هو تمزق الذات الأنثوية وانشطارها في النص المكتوب الذي من المفترض أن يعبّر عن ماهيته وكيانه البيولوجي والاجتماعي كذات أنثوية دون تملص أو هروب من هذه الحقيقة الطبيعية.
    وكان لدور التشريح النقدي الذي يمارس على الكتابة الأنثوية بوصفها خطاباً ذاتيا وإدانتها على ظهور طبيعتها البيولوجية في خطابها الأدبي ظهور هذه العقدة الحضارية في كتابة المرأة والسيرة الذاتية على وجه الخصوص.
    فإن المشرحة النقدية الحديثة لكتابة المرأة خلقت امرأة ثنائية متناقضة تحب وتكره في الوقت ذاته، تكره ذات الآخر المتمثلة في الرجل، تقلده ولكن لا تعترف بإعجابها به.
    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    "مقومات السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث .. بحث في المرجعيات"
    الدكتورة
    جليلة الطريطر
    ٭ الناشر: مركز النشر الجامعي بتونس
    ومؤسسة سعيدان للنشر
    تجعل الباحثة الدكتورة جليلة الطريطر من مفهوم المرجعية السير ذاتية، الاشكالية المركزية التي استقطبت اهتمامها، بسبب جوهري هو أن كل قضايا السيرة الذاتية، الكلية منها والجزئية، لا يمكن ان تفهم حق الفهم، ولا أن تحظى بتحليل منهجي قويم، يستوفي ما أمكن شروط الدقة والتعمق العلميين، ما لم ترتبط هذه القضايا بتعيين نوعية نظام الإحالة في السيرة الذاتية وإبراز أهم خصائصه، ورغم أهمية هذه الاشكالية، فإن الباحثة قلما وقفت على محاولات نقدية مستفيضة ومعمقة اتجه أصحابها إلى توضيح مقومات المرجعية السير ذاتية وابراز انعكاساتها على قراءة هذا النوع من الملفوظات وتأويلها، وهو ما حدا بها إلى دفع بحثها في هذا السلك بالذات وربط النتائج التي انتهت إليها في القسم النظري بالنهج التطبيقي الذي تبنته في قراءتها لنصوص السيرة الذاتية العربية، في محاولة لابراز مدى التناغم والانسجام الكائنين بين المستويين النظري والتطبيقي، وقد تخصصت هذا المستوى الأخير للوقوف على أهم الثوابت الفنية والدلالية التي رشحت بها نصوص المدوّنة السير ذاتية العربية.
    حاولت الباحثة ما أمكن ان تتجنب التعسف في التأويل وان تحترم طبيعة النصوص التي قامت بمقاربتها، وليست في الواقع هذه النتائج النظرية التي بسطت القول فيها في القسم النظري من بحثها إلا ثمرات حرصها على التشبع بالنصوص العربية ومداومتها النظر فيها والإنصات إليها، كان يدفعها إلى مزيد من التعمق والتوغل في مسالك تحليلية جديدة، وهي ترى ان استنزاف مادة النصوص السير ذاتية، واستكشاف كل كنوزها وخباياها، مأربان لا يمكن بحال بلوغ منتهاهما، لأنهما متجددان بتجدد القراءات المسلطة على هذه النصوص، وبتجدد سباق القراءة ذاته، وكفاءة القراء المعرفية وحساسياتهم الأدبية.
    وقد اجتهدت الباحثة في أن تكون النتائج التي انتهت إليها مبررة تبريراً كافياً ومقنعاً، فاعتمدت خطة الربط دائماً بين الأحكام النقدية العامة التي اثبتتها ومختلف الشواهد والأدلة النصية المثبتة لمصداقيتها في النصوص المعتمدة، وهي تؤكد أن البحث الذي اضطلعت به ليس في النهاية إلا مقدمة أساسية للبحث في خصوصيات خطاب السيرة الذاتية العربي في مستواه التاريخي المتطور، ذلك ان هذا الخطاب قد شهد اتساعاً في نصوصه إذ تعددت الكتابات الممثلة له في مختلف البلدان العربية، فضلاً عن تطور أشكالها ومضامينها، لكن هذا الجديد السير ذاتي الذي يحتاج إلى المتابعة والتمحيص والدرس، يظل على الدوام رغم التغيرات الحاصلة في سياقه والمؤثرة بصورة مباشرة فيه، مشدوداً من نواح عدة إلى الجذر السير ذاتي الأهم الذي منه تولدت النصوص اللاحقة وعنه تفرعت، وهذا الجذر القاعدي المشترك هو الذي تضافرت جهود طبقة الرواد على تأسيسه، من أمثال طه حسين والعقاد وسلامة موسى وأحمد أمين وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم.


    الخميس 11 ربيع الآخر 1426هـ - 19 مايو 2005م - العدد 13478
    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    على الرابط التالي:
    السيرة الذاتية

    الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429هـ - 25 مارس 2008م - العدد 14519
    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مكتبـــــة الحــــــديث النبـــــوي الشـــــــــريف ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03/12/2007, 06:34 PM
  2. مكتبـــــة صيد الفوائــــد ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/07/2007, 11:14 AM
  3. مكتبـــــة الأزهــــر الشريــــف للمخطوطــــات ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25/12/2006, 05:58 AM
  4. مكتبـــــة التـــــــراث الإســــــلامي ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21/12/2006, 06:32 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14/12/2006, 11:52 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •