كـأن فـؤادي ليـس يشفـي غليلـه




سوى أن يـرى الروحيـنِ يمتزجـان




يا هاجري من غير ذنب فـي الهـوى




مهـلاً فهجـرك و المنـون سـواء




إن كـان ذنبـي أن حبـك شاغـلـي




عمن سـواك فلسـت عنـه بتائـب




إن كان تعذيـب قلبـي فـي محبتهـم




يرضيهـم فلهـم فيـه الـذي طلبـوا




لو كان قلبي معي ما اخترت غيركـم




ولا رضيت سواكم فـي الهـوى بـدلاً




جسّ الطبيب يدي جهـلاً فقلـت لـه




إن المحبة فـي قلبـي فخلـي يـدي




زار الخيـال نحيـلاً مثـل مرسـلـه




فما شفانـي منـه الضـم و التقبيـل




وصالـك جنـتـي لـكـن نفـسـي




تفضـل فــي محبـتـك العـذابـا




و هل لي نصيب فـي فـؤادك ثابـت




كما لك عنـدي فـي الفـؤاد نصيـب




كـم أنا000كـم أنـا أحبـك حـتـى




إن نفسـي مـن نفسهـا تتعـجـب




صليه لعل الوصل يحييـه و اعلمـي




بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر




سحرتنـي حبيبتـي بسـواد عيونهـا




إنمـا السحـر فـي سـواد العيـون




فما غاب عن عينـي خيالـك لحظـة




و لا زال عنهـا و الخيـال يــزول




نَصَـبَ الحـب عـرشـه فسألـنـاه




مـن تـراه لـه ؟ فــدّل علـيـك




و الفراشـات ملّـت الزهـر لـمّـا




حدثتهـا الأنسـام عــن شفتـيـك




ما كنت أومن في العيون و سحرهـا




حتـى دهتنـي فـي الهـوى عينـاكِ




و عذلت أهـل العشـق حتـى ذقتـه




فعجبتُ كيف يمـوت مـن لا يعشـق




الحسـن قـد ولاك حقـاً عـرشـه




فتحكمـي فـي قلـب مـن يهـواك




عذبـة أنـت كالطفولـة كـالأحـلام




كاللـحـن كالـصـبـاح الـجـديـد




قصـائـدي قبـلـك يــا حلـوتـي




كانـت كلامـاً مثـل كـل الـكـلام




نسيـت الهـوى إلا هــواك فـإنـه




تغلغل في الأعماق و انساب في دمـي




و لـو أنـي خبأتـك فـي عيـونـي




إلـى يـوم القيامـة مــا كفـانـي




فـإن أَتَيـتُ إلـى قلبـي أعاتـبـه




ألقاه فـي غمـرات الحـب محترقـاً




أحبـك حبـاً لـو تحبـيـن مثـلـه




أصابك مـن وجـدي علـى جنونـي




أحبـك فـوق مـا يصـف الـكـلام




و يهجـرنـي إذا غـبـت المـنـام




قبلتهـا و رشـفـت مــن فيـهـا




مـا يسـكـر الدنـيـا و يرويـهـا




إنـمـا الـكــون لعيـنـيـك رؤى




و أنــا اللـيـل و أنــت القـمـر




لـي حبـيـب كمـلـت أوصـافـه




حـق لـي فـي حبـه أن أعــذرا




ما أخطـأ النحـل إذا أخلـى خمائلـه




فالخـد ورد و هـذا الشعـر أزهـار




ناعـس الطـرف كحـيـل المـقـل




رق فـي وصـف حــلاه غـزالـي




و أشكو مـن عذابـي فـي هواكـم




و أجزيكـم عـن التعـذيـب حـبـا




لو يجازى المحب مـن فـرط شـوق




لجزيـت الكثيـر مــن أشـواقـي




ذقت منهـا حلـواً و مـراً و كانـت




لذة العشـق فـي اختـلاف المـذاق




حملينـي فـي الحـب مـا شئـت إلا




حـادث الصـد أو بــلاء الـفـراق




يا طيب قبلتـك الأولـى يـرف بهـا




شذى جبالـي و غاباتـي و أوديتـي




بثثـت شـكـواي فــذاب الجلـيـد




و أشفـق الصخـر و لان الحـد يـد




أحبـك كالبـدر الـذي فـاض نـوره




علـى فيـح جنـات و خضـر تـلال




وجـهـك و الـبــدر إذا بـــرزا




لأعـيــن الـعـالـم بــــدران




أنـا و الـحـب تـوأمـان خلقـنـا




و تلانـا فـي العشـق كـل حبيـب




و أدرك الليل سر الحـب فـي قلبـي




فظـل يهـرع خلـف الصبـح نشـوا




فتنـت منـك بـأوصـاف مـجـردة




في القلب منها معانٍ ما لهـا صـور




فلو كان لـي قلبـان عشـت بواحـد




و أبقيـت قلبـاً فـي هـواك يعـذب




أحـبـك حـتـى كــأن الـهـوى




تجمـع و ارتـاح فــي أضلـعـي




و تعطلـت لغـة الكـلام و خاطبـت




عينـي فـي لغـة الهـوى عينـاك




أشكو الغرام إليكـم فاقبلـوا شغفـي




و لو شكـوت لصخـر رق و احترقـا




و تمنـى نـظـرة يشـفـي بـهـا




علـة الـشـوق فكـانـت مهلـكـا




سوف تلهـو بنـا الحيـاة و تسخـر




فـتـعـال أحـبــك الآن أكـثــر




و الله ما طلعت شمـس و لا غابـت




إلا و ذكـرك مـتـروك بأنفـاسـي




سكرنا و لم نشرب من الخمر جرعـة








ولكن أحاديـث الغـرام هـي الخمـر