تحياتي إلى الأخت زاهية كاتبة هذا النص الجدير بالقراءة ولقد قرأته جيدا وسأحاول أن أناقشه أدبيا بمعنى التعامل مع النص
محتوى ولغة وأسلوبا وأفكارا.
كتب النص السردي بضمير الأنا مما أعطى له جاذبية خاصة وقوى احتمال اتحاد الراوي مع كاتب النص،وهو نص ذو حمولة لغوية مهمة ، تميزت ألفاظه بالغزارة والكثافة مما يدل على اهتياج وجدان الكاتب وامتلاء مخزون لغوي مختمرومحاولة التعبير عن ذلك بعبارات قوية ومؤثرة،ونجد المعجم اللغوي الغالب هنا هو:الرهبة ،الخوف ،الحزن،العزلة ،نقص في إشباع عاطفة الحنان الأبوية،ومن بين العبارات المستعملة في هذا الصدد:الرهبة،غياهب الماضي المفعم بالسواد،الزاحف بقسوة نحو نفسي،صقيع حجرة روحي،نواح شقائي في بيت تعيس،الصمت البغيض القابع في أعماق حاجتي ...
هنا نشير إلى مسألة مهمة إلى غنى معجم الكاتبة في هذا الباب.
ظواهر بلاغية:استعمال الكبير للاستعارة وقد توفقت في إيجاد علاقة المشابهة ونلاحظ الاستعمال الكبير في مواضع كثيرة:جناحا يدفئني زغب حنانه،شباك الخطيئة، والأمثلة متعددة
استعمال المجاز في مواضع منها:ارتعش يمامة.
النص مكتوب بدون أخطاء لغوية سواء في التركيب والنحو والصرف والتحويل.
توفقت كاتبة النص من خلال تعبيرها عن ذاتها، ومشاركة الآخر لنفس جريحة،و ندخل النص هنا إلى أدب السيرة،امتلاكها لأدوات الكتابة جعلها تكتب نصا أدبيا يعبر بشكل جذاب عن أحاسيس الكاتبة.
وكمقارنة للنص بأشكال أخرى من الكتابة في هذا الباب فالكاتبة ليست من النوع الساخط الناقم الثائر عن التقاليد والعادات بل هي ذات تبارك المجتمع وتريد أن تشارك فيه بإيجابية،مادة جناحي الحوار والتفاهم في انتظار عطف آخر غير متفهم ،وخير دليل على ذلك استنكار ما ييستنكره مجتمعها وأشارت إلى ذلك ب شباك الخطيئة
تحيات خالصة إلى زاهية المبدعة وسأعلق كمبدع