ـ تناص

التناص مصطلح يقابله في اللغة الفرنسية (Intertextualité) وفي الإنكليزية (Intertextuality) وهو من المصطلحات والمفاهيم السيميائية الحديثة


وهو مفهوم إجرائي يساهم في تفكيك سنن النصوص (الخطابات) ومرجعيتها وتعالقها بنصوص أخرى وهو بذلك مصطلح أريد به تقاطع النصوص وتداخلها ثم الحوار والتفاعل فيما بينها.
وقد حدّد ثلاثة أشكال للتناص:
1. تناص تطابقي فيه تطابق بين نصين.
2. تناص انفصالي، فيه إعلان لموت النص الأول في النص الثاني.
3. تناص النفي، موت النص الأول في النص الثاني.
، فإن ت. تودوروف أشار إلى المصطلح بصفة عرضية قائلاً "أنه من الوهم أن نعتقد بأن العمل الأدبي لـه وجود مستقل، أنه يظهر مندمجاً داخل مجال أدبي ممتلئ بالأعمال السابقة
وعليه يتحول كلّ عمل فني يدخل في علاقة معقدة مع أعمال الماضي


وفي بعض المعاجم العربية المختصة وغير المختصة، ذهب بعض الدارسين إلى اعتبار مصطلح السرقات (Plagiavius) الأقرب إلى لفظ التناص، وهو عند البلاغيين كأخذ قائل من قائل آخر معنى من المعاني وبعض لفظه أو أكثر من لفظه

صورة أخرى للمصطلح في واقعه العربي، نلمحها لدى عبد الله الغذامي القائل بمصطلح "التداخل النصي" بحيث يعتقد أن "تداخل النصوص يتمّ عبر نصِّ واحدٍ من جهة ويقابله في الجهة الأخرى نصوص لا تحصى



الصورة :

مصطلح (الإقونة)، Icône
أما عبد الملك مرتاض، وفي مساق حديثه عن هذا المفهوم السيميائي تنظيراً، ذهب إلى عدّ: الإيقونة "مصطلحاً دينياً مسيحياً أصلاً، ثم نقل إلى هذا المعنى السيميائي الذي يعني فيما يعني العلاقة التشبيهية مع العالم الخارجي"238.


أنّ مصطلح الأيقون (Icône) لدى بيرس "يقوم على مفهوم التشابه والتماثل حين يتمّ التركيز على نقل ومحاكاة خصائص الشيء الموجود في العالم الخارجي، وتجسيدها كما تجسّد اللوحة الشخصية ملامح صاحبهاواستناداً إلى هذه القراءة للمصطلح، استخلص الباحث جملة من الملاحظات أهمها:
1. أن العلاقة بين العناصر (الإيقون) قائمة على أساس درجة المحاكاة.
2. أن التطابق بين العناصر أو اشتراكها يؤدّي إلى تطابق المحاكي والمحاكى.
3. المؤشّر نوع من الإيقون.
4. إنّ أي رمز، لا يصبح أيقوناً إلا بشرط العرف.
أمّا خارج هذا الإطار، فقد أورد محمد مفتاح مصطلح "إيقونة" في مساق حديثه عن نماذج الإيقون بينها: "الإيقونة المطابقة" و"الإيقونة الاعتباطية



لغة اللغة:
مصطلح لغة اللغة من المصطلحات اللسانياتية، الأصل فيه أنه من المادتين (Mèta langage) و (Mèta langue) ، ككلمتين مسبوقتين بالسابقة (Mèta) التي تعني (ما بعد) أو (ما وراء)، وهي كذلك عنصر نحوي يحدّد ما فوق خلفه، وفوقي للغة (للسان)، أمَّا كلمة (langue) فتعني اللغة أو اللسان، بينما مصطلح (ميتا لونقاج) (Mèta langage) هو أسلوب ولغة تستعمل لوصف وشرح لغة أخرى طبيعية


السرد/الحكي:

والسرد مصطلحٌ أدبي فني هو الحكي أو القصّ المباشر من طرف الكاتب أو الشخصية في الإنتاج الفني، يهدف إلى تصوير الظروف التفصيلية للأحداث والأزمات. ويعني كذلك برواية أخبار تمت بصلة للواقع أو لا تمت، أسلوب في الكتابة تعرفه القصص والروايات والسير والمسرحيات.
ويعدّ المفهوم من المفاهيم النقدية المستحدثة في الساحة النقدية العربية، ولذلك وجب فحص مدلولاته وضبطها في مثل هذه البحوث الأكاديمية أمرٌ سابقٌ لأوانه، أبرزها يعود إلى ترجمة مصطلح Rècit بشتى الترجمات هي السرد والحكي.
وفي ضوء هذا التمييز حدّد ثلاثة مظاهر للسّرد1:
ـ الحكاية: وتطلق على المفهوم السردي أي على المدلول.
ـ 2 ـ القصة: وتطلق على النص السردي وهو الدالّ.
ـ 3 ـ القصّ: ويطلق على العملية المنتجة ذاتها، وبالتالي على مجموعة المواقف المتخيلة المنتجة للنصّ السردي.



خطاب/ نصّ
إنّ مصطلح خطاب من المصطلحات التي ولجت في الدّراسات النقدية الحديثة، وأصبحت أكثر تداولاً لدى النقاد المعاصرين العرب، نتيجة احتكاكهم بالتيارات النقدية العالمية، ورغبة منهم في تجاوز المفاهيم التقليدية، والسعي إلى آفاق المعرفية العلمية، ومحاولة تجاوز الإشكالية التي طرحها مفهوم (نص) من النصوص النقدية.
فيحيل مفهوم النص ـ كما ورد في المعاجم العربية ـ على معنى الظهور والارتفاع والانتصاب وهو في معجم (لسان العرب)، يحمل دلالة الرفع حيث ورد نص الحديث ينصه نصاً، رفعه وكلّ ما أظهر فقد نُصّ... ويقال نصّ الحديث إلى فلان أي رفعه... والمنصة ما تظهر عليه العروس لترى، وكلّ شيء نصص فقد أظهره، وهناك لفظ النصّ والنصيص أي السير الشديد والحث، وأصل النص أقصى الشيء وغايته30.
ويعني المصطلح في موضعٍ آخر لدى ابن منظور التحديد حتى يستخرج أقصى سير الناقة31، ومنه نصت الدابة السير إذا أظهرت أقصى ما عندها.
وكان الزمخشري ضمن سلسلة طويلة من الأصوليين، الذين كان لـهم الفضل، في لفت الأنظار إلى دلالة المصطلح، فقد قرّر لغة، أنّ المصطلح يعني الارتفاع والانتصاب حيث أنّ الماشطة تنصّ العروس فتقعدها على المنصّة وهي تنصّ عليها أي ترفعها، ونص فلان سيداً كنص، ونصصت الرجل إذا أخفيته من المسألة ورفَعته إلى حدّ ما عنده من العلم حتى استخرجته، وبلغ الشيء نصّه أي منتهاه


أمّا مصطلح (خطاب)، وحيثما ورد في تضاعيف المعاجم العربية، فهو يحيل على الكلام34، وقد استمدّ دلالته المذكورة من السيّاق الذي ورد فيه القرآن الكريم، قال تعالى: "وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الحِكْمَة وَفصْلَ الخِطَابِ"35. وفي قوله عزّ وجلّ: "فَقَالَ أكْفُلْنِيْهَا وَعَزَنِّي فِي الخِطَابِ"36.
ويورد الزمخشري تفسيراً في فصل الخطاب بأنه الكلام المبين الدّال على المقصود بلا التباس"37، وهو موسوم بالبيان والتبيان، وتجنب الإبهام والغموض واللّبس، فخلق بين المصطلحين (كلام وخطاب) تلازماً يوجب الكثير من الاستقصاء والفحص الدّقيقين.


أمّا ابن جني، فقد عرّف الكلام، بأنّه لفظ مستقلّ بنفسه، مفيدٌ لمعناه، معتبراً أكمل داخل سياق الكلام هي الأخرى وحدات مستقلة على اختلال تراكيبها. وهو مذهب الشريف الجرجاني من الحديث عن المعنى المركّب. والآمدي الذي خصّ الكلام بمعنى الخطاب ثم التهانوي الذي دلل على الأصول الشفاهية للمصطلح، محاولاً إخراج لفظ الخطاب من كلّ ما يعتمد على الحركة والإيحاء والإشارة كوسائل للإفهام، كما أخرج أيضاً المهمل من الكلام، وكلّ كلام لا يقصد به في الأصل إفهام السّامع.

أما مصطلح نص في اللسانيات، فهو مقابل للدّلالة اللغوية Texte، يدلّ على النصوص والمتون العائدة لمؤلّف ما، كما يحيل على النسج، بينما دلالته الاصطلاحية تحيل على سلسلة من الكلمات تؤلّف تعبيراً حقيقياً في اللغة
وفي الثقافة الفلسفية وضمن أدبيات النقاد الغرب، فإنّ مصطلح خطاب برز في كتاب ديكارت خطاب في المنهج، للدّلالة على الخطاب الفلسفي في العصور الوسطى، وهي المرحلة التي سبقت عصر النهضة، وسرعان ما أصبح الخطاب في العصر الحديث يشكّل موضوعاً في الفكر الفلسفي الغربي والسيميائيات الحديثة.
وهكذا، فإذا كانت بعض الدّراسات النقدية، تحدّد مصطلح "خطاب" بأنه "مقولة من مقولات علم المنطق، تعني التعبير عن فكر مستدرج بواسطة قضايا مترابطة


وبخصوص التفرقة بين المصطلحين، لخص محمد مفتاح الموقف فيما يأتي:
1 ـ أن النص "عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة،
وأن الخطاب عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة منسجمة"
2 ـ وقولـه "ونحن نجعل الخطاب أعمّ من النصّ، فالتخاطب أعمّ من التناص"

----------
التعريفات للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني
البيان والتبيين للجاحظ
مصطلحات نقدية - محمد عزام
مصطلحات النقد العربي السيماءوي-الدكتور مولاي على بوخاتم