النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تهديد الهيمنة والابداع الفكري

  1. #1 تهديد الهيمنة والابداع الفكري 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    80
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    18
    تهديد الهيمنة والابداع الفكري

    د. تيسير الناشف

    يمقت عرب، وانا واحد منهم، شأنهم شأن سائر الشعوب، ان يهيمن فكر اجنبي، من قبيل الفكر الغربي، او حضارة اجنبية، من قبيل الحضارة الغربية، عليهم وعلى ثقافتهم. فمن المهم بالنسبة الينا ان نحافظ على خصوصيتنا الثقافية. وفي الحقيقة ان تحقيق هذه المحافظة يزداد صعوبة في هذه الايام بالنظر الى اتجاه اضفاء الطابع العالمي (العولمة) على الاقتصاد، وهو الاتجاه الذي يضعف الخصوصيات الثقافية. والواقع ان العرب يتهددهم خطر خضوعهم للهيمنة الثقافة الغربية، بل ان هذا الخضوع واقع في نواح معدودة من حياتنا. وللتخلص من هذا الخطر والخضوع لا اعتقد ان الطريق هو انكار التماثل او التشابه بين جوانب فكرية عربية واسلامية، من ناحية واحدة، وجوانب فكرية غربية، من ناحية اخرى. طريق التخلص من هذا التهديد والخضوع هو طريق الابداع الفكري. ولا يتحقق الابداع الفكري الا عن طريق الانطلاق النفسي والفكري، عن طريق الرؤية النقدية النشيطة المتفاعلة مع المحيط الاجتماعي والطبيعي القريب والبعيد والمنفتحة عليه. المفتاح هو الرؤية النقدية النشيطة المتفاعلة المنفتحة.
    لتأكيد الذات العربية والخصوصية العربية وللتخلص من تهديد الهيمنة الحضارية الغربية او لازالتها لا مناص من طرق طريق الفكر النقدي النشيط المتفاعل مع المحيط. عن طريق الفكر النقدي المبدع المنطلق المنفتح المتفاعل يمكن للعرب ان يؤكدوا ذواتهم وان يحموا خصوصيتهم العربية الاسلامية. عن طريق هذه الرؤية تمكن دراسة الحضارة العربية والحضارة الغربية والعلاقة بينهما. وعن طريق هذه الرؤية يفسح المجال لان يظهر العرب ما لديهم من ابداع يوجه نحو ازالة الاوهام بالتفوق الغربي ونحو تأكيد الخصوصية وتأكيد دور العرب والمسلمين الحضاري في العصر الحاضر.
    واي طريق مقترح لتأكيد الذات والخصوصية وللتخلص من الهيمنة الاجنبية لا يأخذ بالنهج النقدي طريق عابث لا يؤدي الى تحقيق الهدف. وعدم الاخذ بهذا النهج من شأنه ان يؤكد ان المرء لا يزال غافلا وغير واع، وان المرء لم يتعلم بعد قواعد لعبة التقدم العلمي والحضاري ولم يمسك بعد بمفتاح التفوق العلمي والحضاري.
    ومن نافلة القول ان القطيعة الفكرية ليست ابداعا فكريا. القطيعة عن الفكر الغربي او الحضارة الغربية ليس من شأنها ان تحول دون حضور القوة الغربية ودون استهداف القوة الغربية لنا، وليس من شأنها ان تزيل ضعفنا وان تحافظ على خصوصيتنا. فحتى لو قطع العرب انفسهم عن الفكر الغربي والحضارة الغربية لاقحمت تلك الحضارة نفسها اقحاما على ثقافتنا، وعلى وجه الخصوص الآن في عهد الشبكة الدولية.
    والحاصل على الساحة العربية خلال العقود الماضية لم يكن تعزيز الذات العربية والخصوصية الثقافية العربية ولكن التردي على صعد معدودة: صعد التربية والثقافة والحالة الاجتماعية، وازدياد الضعف العربي على الساحة العالمية وازدياد التبعية العربية الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية للنظام الاقتصادي العالمي، وازدياد الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة من الخارج.
    وخلال العقد الاخير من القرن الماضي حدثت تطورات هامة على الساحة العربية، منها اجتياح جيش صدام حسين للكويت، مما ادى الى مفاقمة التفكك في العلاقات العربية، وقلة التضامن بين عدد من الدول العربية، وازدياد نفوذ الشركات عبر الوطنية الاقتصادي والمالي والسياسي في المنطقة العربية، واستنزاف الموارد الطبيعية والاقتصادية والمالية العربية واضعاف كثير من الدول العربية عسكريا واقتصاديا.
    هذه التطورات وغيرها عززت الاتجاهات التي تدعو، بحجة الليبرالية، الى قبول "الشرق اوسطية" والاندماج – التابع يقينا - في النظام الاقتصادي العالمي باسم العولمة على حساب وضع مشاريع انمائية تستلهم وتراعي الظروف الاقليمية العربية.
    وترافق هذه التطورات ازدياد قوة النزعة الاستهلاكية، وتفشي الافراط في النزعة الفردية الطفيلية وتفشي الفساد الخلقي ونزعة تحقيق الربح المطلق العنان، وقلة الالتفات الى وضع المشاريع الانتاجية.
    وفي اعقاب ذلك كله غير بعض المثقفين مواقفهم الفكرية. ومن الامثلة على هذه التغييرات دعوة بعض المثقفين العرب الى قبول "نظام الشرق الاوسط" والى الاندماج في العولمة دون الالتفات الكافي الى النتائج السلبية المتمخضة عنها ودون الدعوة الوافية بالغرض الى طرح افكار ومشاريع لتفادي تلك النتائج.
    ولتحقيق الابداع الفكري ينبغي تحقيق الانفتاح الفكري. ويتوقف مدى انفتاح الفكر او مدى انغلاقه على عوامل، منها طبيعة المحيط المباشر وغير المباشر الاجتماعي والثقافي-النفسي والسياسي وطبيعة التنشئة المنزلية والمدرسية. وتتضمن التنشئة المدرسية تعلم المنطق والفلسفة والنهج العلمي، والتنشئة على ايجاد مسافة بين التوجه القيمي والتوجه الفكري. ويتوقف ايضا على ايجاد الوعي لدى الناس بان من الممكن ان يتعايش هذان التوجهان رغم وجود مسافة بينهما وبان وجود هذه المسافة لا يتضمن النيل من التوجه القيمي.
    ولتحقيق قدر اكبر من الانفتاح الفكري والنهوض الاجتماعي يجب تسخير آليات علمي الاجتماع والنفس. فهذا الهدف يمكن ان يحقق بطرق واساليب التنشئة الاجتماعية التي توجد التهيئة الاجتماعية والنفسية وتوجد بنية الموقف. وهذه كلها تندرج في اطاراهتمامات هذين العلمين.
    ومما من شأنها ان تسهم في الحفاظ على الخصوصية القومية والثقافية معرفة الواقع الذي يجد الشعب نفسه فيه. وفي مجتمعات كثيرة، منها المجتمع العربي، تشيع عادة لا تساعد على التوصل الى معرفة الواقع، وهي عادة اعطاء اجابات سريعة جاهزة على اسئلة تتطلب الاجابة المتأنية المتعمقة المدروسة عنها. وفي هذه المجتمعات في احيان كثيرة يعتبر المجيب رفض جوابه او التحفظ عنه او انتقاده رفضا او انتقادا لصاحب الجواب نفسه واهانة له. صاحب الجواب هذا لا يترك مساحة او حيزا بين نفسه وجوابه، بينما الحيز موجود من الناحية الموضوعية، اي ان رفض الجواب لا يعني رفض صاحب الجواب. وبالنظر الى ان الحيز موجود يجب على صاحب الجواب الا يعتبر رفض الجواب مساسا به واهانة له.
    وبالنظر الى ان السبب في نشوء هذا الرفض هو التسرع باعطاء الاجابة الم يكن من الحري بذلك الشخص ان يتريث في اعطاء الجواب تجنبا لاعطاء جواب متسرع يؤدي بآخرين الى رفضه او انتقاده؟ ويمكن ان يكون للتنشئة في المنزل وفي المدرسة الابتدائية والثانوية وفي الجامعة دور كبير في تخليص الناس من صفة التسرع باعطاء الاجابة وفي جعلهم يميزون بين انفسهم واجاباتهم، وبالتالي لا يشعرون بالاهانة لرفض آخرين لجوابهم.
    ولعادة اعطاء اجابة جاهزة سريعة غير متروية جانب سلبي آخر. ويتمثل هذا الجانب في ان اصدار شخص لتلك الاجابة التي يظنها صحيحة يشعره بالاستغناء عن اعطاء اجابة اخرى صحيحة، وهذه الاجابة الاولى تشغل في عقل المجيب حيزا من الصعب على جواب آخر ان يشغله بسبب شغل الاجابة الاولى لذلك الحيز. وبالتالي قد لا يبحث عن اجابة اخرى. وفي حالات كثيرة تكون الاجابات مزيجا من عناصر موضوعية وعناصر ذاتية، ومن بيانات صحيحة وبيانات خاطئة.
    وبسبب انتشار ثقافة طرح الاجابات المتسرعة والاجابات التي هي مزيج من عناصر صحيحة وخاطئة وعن طريق تبني تلك الاجابات باعتبارها صحيحة وعدم ادراك وجود مسافة بين الاجابة وصاحبها تنشب احيانا معارك كلامية لا تتوخى التوصل الى المعرفة ولكنها تسعى الى دفاع المرء عن فكره لمجرد انه فكره. في هذه الثقافة يصبح صاحب الاجابات اسيرا لاجابات كان تسرعه باصدارها سببا لهذا الاسر، ويصبح مشاركا في معركة ما كان له ان يشارك فيها لو توخى التريث في الاجابة.

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: تهديد الهيمنة والابداع الفكري 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    قرأت المقال ولدي مجموعة من الملاحظات:
    1-تأكيد الكاتب على تشجيع الفكر النقدي المتفاعل النشيط .
    2-لا حظت لبسا مفاهيميا في النص،حيث يستعمل الكاتب مصطلحات لم يحدد المعنى الذي يريده منها،هل المعنى العام أم الخاص،أم المتداول.
    ومن نافلة القول ان القطيعة الفكرية ليست ابداعا فكريا.
    هل يعني الكاتب القطيعة بمعناها الفلسفي؟.الثقافة؟الحضارة؟الإبداع؟
    3-ليست هناك حضارة غربية خالصة مئة بالمئة فالحضارة الغربية نتيجة لمزيج من الحضارات المختلفة.وبالتالي فالمقابلة بين الحضاراتين محط نظر،تبقى لكل منطقة خصوصيات.
    النص لم يعتمد منهجية في عرض الأفكار والحجاج.

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. الهيمنة الثقافية الغربية تهديد للثقافات الأصل
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/05/2009, 04:20 PM
  2. القمع الفكري والمفهوم البشري
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29/11/2008, 08:15 PM
  3. الانفتاح الفكري والتماسك العربي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30/07/2007, 11:18 PM
  4. الجدب الفكري والتسلط الحكومي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09/07/2007, 05:16 PM
  5. الامبراطور والزناء الفكري
    بواسطة سالم سليم في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10/08/2005, 08:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •