نصوص عبرت الحضارت والأمم وخلدها الزمان
يقول الأحيمر السعدي :
"عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى
وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
يَرى اللَهُ إِنّي لِلأَنيسِ لَكارِهٌ
وَتُبغِضُهُم لي مُقلَةٌ وَضَميرُ"
أين هو مكمن الجمال في هذا الشعر؟
ربما يمكننا القول بكثير من الثقة أنه لا يمكننا العثور على مكامن الجمال
فالجمال سر والسر شيء باهر لا يمكننا تذوقه بالآلية المادية التي دأبنا عليها ودربنا عقولنا الحزينة
لكن لا شك أن الجمال له آثر يمكننا تقفيه
الجمال في هذا الشعر هو في رقصته فكل روح رقصة تمتاز بها كأي نجم سماوي
لهذا الشاعر المسمى الأحيمر السعدي وهو قاطع طريق يأنس بالصحراء و وحوشها
ووحوش البراري لها من يؤنسها - كما يقول أديب الدايخ - كما يأنس الأحيمر بعواء الذئب كما آنست ميسون بنت بحدل بنباح كلبها وجفلت من قط مدلل يحابيها لأجل طعمة تطعمه
ربما جفلت من مادية المدنية وقتها كما لم نجفل نحن من قهر المدنية لنا
إنها الروح الثائرة التي جبل عليها العربي وحبه للحرية
إنها الروحانية المنسابة فلو آن ميسون بنت بحدل وجدت في قصور بني أمية هذه الروحانية ولم تجدها أسيرة للبذخ والمادة لعشقتها كما عشقت روح خيمتها المثقوبة
إنها روائع سارت بها الركبان