اصلاح الأرضية العلمية في قضية النسيء
منازل القمر
الأرضية العلمية
لنفهم قضية تثبيت الأشهر القمرية بما يوافق الفصول بأنها خاطئة يجب أولاً أن نؤسس لأرضية علمية فلكية
- يقابل الكرة الأرضية خريطة سماوية فيها ما يسمى بالأبراج المعروفة وهي 12 برج وهي مجموعة من الكواكب، وبين هذه الأبراج يوجد نجوم
قام العرب برصد هذه النجوم قديماً وأطلقوا على النجوم التي ترى خلف القمر بمنازل القمر وعددها 28 منزلة كما هو موضح في الصورة
ولاحظ العرب بأن الشمس كذلك تنزل في هذه المنازل ويعرفون ذلك وقت الفجر بمراقبة النجوم الغاربة فيعرفون المنزلة التي تقع فيها الشمس لحظة شروقها.
مع دوران الكرة الأرضية حول الشمس تظهر الشمس قد نزلت من من منزلة إلى أخرى فهي في بداية الشتاء تكون في برج القوس في منزلة النعائم
كذلك القمر يدخل في منزلة النعائم ويكون ذلك فصل الشتاء
فلو قلنا بأن الشمس دخلت برج السرطان أي بداية فصل الصيف فيجب أن يكون ذلك الشهر القمري هو رمضان لأن رمضان من الرمضاء على حد تصور البعض وهذا تصور خاطىء
لكن علمياً نقول حين دخلت الشمس برج السرطان أي بداية الصيف، فكم دورة دار القمر حول الأرض ( أي الشهر ) فنقول مثلاً إنه في الشهر الأول والشهر الأول من التقويم القمري هو محرم.
بعد سنة وحين تدخل الشمس مرة أخرى برج السرطان أي بداية الصيف نسأل ونقول كم دورة دار القمر حول الأرض لحد الآن فنقول إنه في نهاية ذي الحجة
لأن السنة القمرية تتم دورتها قبل نهاية السنة الشمسية ب 11 يوم
وبعد سنوات سيصادف دخول القمر برج السرطان دورته الثامنة حول الأرض وهكذا.
أما لماذا نرى رمضان واسمه من الصيف أو الرمضاء نراه مرة في الشتاء ومرة في الصيف ومرة في الربيع ومرة في الخريف ؟
أولاً شهر رمضان هو الدورة التاسعة للقمر حول الأرض وكان اسمه قبل رمضان زاهر وكان اسمه قبل زاهر نافق وكان اسمه قبل نافق ديمر
وحين وضع العرب قبل 200 سنة للهجرة أسماء جديدة للأسماء القمرية اختاروا للشهر التاسع ما يناسبه من الوقت آنذاك وكان شدة الحر.
وطبعاً احتاج لسنوات عديدة لكي ينتقل لفصل آخر بحكم نقص السنة القمرية عن الشمسية 11 يوم
لكن كان العرب قد أضافوا الشهر الثالث عشر لتثبيت السنة القمرية بما يتناسب مع الفصول وكان ذلك لسبب وهو بأن لزعماء مكة رحلتين تجاريتين الأولى للشام وهي في الصيف والثاني لليمن وهي في الشتاء
وكذلك فإن لديهم شهر الحج فإذا دارت الأشهر القمرية وصادفت رحلة الشتاء أو الصيف شهر الحج وهم القائمين على هذا الموسم من السقاية والرفادة وغيرها فإنهم يتعرضون للضرر فكان عبثهم بالتقويم الذي قال الله عنه بأنه زيادة في الكفر.
طبعاً العرب عرفت ثلاثة أشكال من تحريف التقويم
الأولى تثبيت الأشهر القمرية مع الفصول
والثانية تآخير دخول الشهر
والثالثة تبديل الأشهر
ولذلك قال الله تعالى : "إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ"
وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر رباني حتى العام العاشر للهجرة
فقالَ:
إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلَم، فَسكَتَ حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ سَيُسمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَليْس ذَا الْحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بلَى"
وهنا تم تصحيح التقويم القمري ليعود سيرته التي خلقها الله
طارق شفيق حقي