Page 1 of 4 1 2 3 4 LastLast
Results 1 to 12 of 38

Thread: مشاركات قسم القصة

Hybrid View

Previous Post Previous Post   Next Post Next Post
  1. #1 مشاركات قسم القصة 
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    مسابقة المربد الأدبية الرابعة

    من1/2/2010 حتى 1/3/2010



    مشاركات قسم القصة


    ملاحظة هامة:

    على كل مشارك قبل أن يضع مشاركته هنا, الإطلاع على إعلان المسابقة
    اضغط هنا للاطلاع


    يحذف كل رد لا علاقة له بمشاركات
    القصة
    Last edited by طارق شفيق حقي; 05/02/2010 at 02:45 PM.
     

  2. #2 رد: مشاركات قسم القصة 
    كاتب مسجل
    Join Date
    May 2009
    Location
    سوريا ـ سلمية / بلدة تلدرة
    Age
    77
    Posts
    14
    Rep Power
    0
    قــصـص



    ( 1 )
    شــــجاعـة
    رآه يهبط درج مبنى المجمع الحكومي ؛ أخذته رعشة . صورته ما زالت محفورة في ذاكرته . تسللت قدمه اليمنى إلى كعب اليسرى ، ضغطت قليلاً ، أجابت أصابع القدم اليسرى بحركة مشابهة ؛ تعرت قدماه من النعلين ، انحنى ، خطف فردتي الحذاء ، وقف جاحظ العينين ، توترت أعصابه ، اهتزت يداه ، تقدم بحذر . لم ينس يوم بادره بصفعة ، أعقبها بصقعة ، ثم صرخ : " ضعوه بالدولاب " . تقدم ... تقدم ، قَدَّرَ أن المسافة بينهما أصبحت تسمح له بالحركة ، رفع يده اليمنى قليلاً حين أمسى قريباً من زاوية طريق فرعية ، انطلق مولياً الأدبار غير مُتَحَرِّفٍ لِلقاء آخر .
    الأحد 27 أيلول 2009


    ( 2 )
    شــــفافيـة


    في اليوم الثاني لتكليفه مديراً لفرع المؤسسة دعا إلى اجتماع عاجل ، حيث أكد على ضرورة التقيد بالتعليمات وتلبية طلبات المواطنين دون تأخير، واستقبالهم بوجه بشوش ، وهو ـ من جانبه ـ سيعمل بشفافية ، و ... نظر بطرف خفي إلى هدى ، رئيس الديوان ، التي سبق له أن التقى بها أكثر من مرة ، فأوضح بصريح العبارة أن العاملات كلهن مثل أخواته ، وهذا موقفه الذي لن يتخلى عنه أبداً .
    بُعيد منتصف اليوم كان أحد العاملين بالمؤسسة عائداً إلى بيته بحي التعاون السكني الغربي ، فلفتت نظره سيارة المدير المخصصة مركونة في إحدى الزوايا ؛ حينئذٍ لم يخامره شك بما يدور في شقة هدى ! مدَّ يده إلى جيبه ، سحب سلسلة المفاتيح ، اختار مفتاحاً منها ، تقدم من السيارة ، انحنى بحذر ، لم يستقم حتى رأى الدولاب ينام متهالكاً .
    انتَبَذَ مَكَاناً يَرى منه ولا يُرى ، لم يَطُلْ مكوثه كثيراً ، رأى مديره بشحمه ولحمه وعظمه يتسلل من باب البناية ذاتها .
    الأحد 27 أيلول 2009
    ( 3 )
    وفـــــاة
    في اليوم الأول لافتتاح الدكان تناول قطعة من الورق المقوى ، وكتب بخط عريض العبارة الشهيرة : ( الدين ممنوع والزعل مرفوع ) ، لكن هذا الشعار لم يطبق في قرية تل الزهور كالعادة . ثَمّ شيء لا يختلف عليه اثنان : دكان وعدم مسك دفتر للديون يعني انعدام البيع ، ثم الإغلاق !
    دفتر الديون ينتفخ يوماً بعد يوم ، هذا شيء لا يثير القلق ما دام هناك مَنْ يوفي ذمته في أوقات محددة ، أما أن يتهرب أحدهم ، أو ( يطمس) في مكان بعيد مثل حال ابن حارته خضر موسى ، المكنى بأبي فايز ، فالوضع لا يحتمل ! ومما زاد الطين بلة موقف زوجه ، وتريديها بمناسبة وغير مناسبة : " ظافر ذمته عاطلة ، يحتاج إلى دواء يكوي كياً " .
    ماذا يفعل ليحصل حقه ؟ فكر طويلاً ، رأى أن أسلوب بعض أصحاب المحلات بنشر أسماء المدينين والتشهير بهم أسلوب قديم ، يريد وسيلة شديدة التأثير وأنجع ..... ركب شاحنته الصغيرة ، وأمسك بيده مكبراً للصوت ، ثم انطلق وصوته يتماوج : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . توفيت إلى رحمة الله تعالى ذمة خضر موسى ( أبو فايز ) ... لا صلاة عليها " . أعاد النداء ثلاث مرات ، ختمتها بصوت هادئ : " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " .
    بعد ساعة كان فايز يقف قبالته في الدكان وهالة من الغضب تهز كيانه ، وإن حاول التخفي وراء ستارة الهدوء . سمعه يقول :
    ـ هيك يا جار تفضحنا بالضيعة !
    ـ أبوك هو السبب، لا تنسَ أن مَنْ يبَظ ( يفرك المؤشرة بالإبهام ) يبز* .
    ـ وأنت لا تنسَ أنك ....
    ـ كل شيء قابل للتصحيح بعد التسديد .... جرب وسترى .
    فتح دفتر الديون ، وأشار إلى صفحة ظافر ، ثم ركز سبابته في أسفل الصفحة قائلاً :
    ـ هنا الحل .
    ما كاد يتسلم المبلغ من فايز حتى قفز إلى السيارة ، وأمسك بمكبر الصوت ، وفتح فمه : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. سُبحانَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ... أدخلت ذمة ( أبو فايز) غرفة الإنعاش ، والوضع في تحسن ... ادعوا لها بالشفاء العاجل " .
    الجمعة 9 تشرين الأول 2009
    ــــــــــــــــــ
    * ( يبظ ) : باللهجة الدارجة بمعنى يدفع . وقد جاء في معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس : " يقولون بَظّ أوتارَه للضَّرْب ، إذا هيّأها " . وفي مختار الصحاح : " في المثل : مَنْ عَزَّ بَزَّ ، أي مَنْ غَلَب سَلَب " . و( المؤشرة ) : السبابة .

    ( 4 )
    محاضـــــرة
    ضجرت القرية من كثرة الدراجات النارية ، وقَلِقت من ارتفاع وتيرة الحوادث ، ناهيك عن صخبها وهي تسابق الريح بين الشوارع والأزقة !
    يكاد لا يخلو بيت من دراجة أو أكثر ، وكلها مهربة ، فما الحل ؟ ارتأت أطراف عدة أن نقص الوعي بأصول السياقة هو السبب ؛ لذلك اتُفِقَ على ضرورة الشروع بحملة توعية ، تكون بدايتها بدعوة المحامي أشرف لإلقاء محاضرة حول الوعي المروري ، وأثر ظاهرة تهريب الدراجات .
    في قاعة المركز الثقافي ما كاد الأستاذ أشرف ينهي محاضرته حتى استرعى انتباهه شاب يشير بسبابته إلى فمه ، ثم يرسلها نحوه بحركة لولبية ؛ فأومأ برأسه أَنْ : اقترب . أقترب الشاب على عجل ، وهمس في أذنه بضع كلمات جعلت الأستاذ أشرف يهب واقفاً ، ثم يغادر القاعة وهو يلوح بيده معتذراً . حين وجد نفسه في الطريق أسرع إلى دراجته غير المهربة ، ركبها وهو يحدث نفسه : " يا بني ! قلت لك : لا شيء يدعو إلى شراء دراجة ثانية . أجبتني : واحدة مهربة بربع الثمن ... تفضل شف نتيجة السياقة برعونة ! " .
    الثلاثاء 13 تشرين الأول 2009

    ( 5 )
    تصفيــــق
    دخل قاعة المركز الثقافي مع الداخلين ، سار حتى غدا بمحاذاة الصف الثالث ، اتجه إلى الجهة اليمنى كالعادة ، اختار المقعد الأول ، التفت خلفه قبل أن يهبط بسلام وسط ضجيج الأصوات والمقاعد . ارتفع صوت عريف الحفل ؛ فعم الهدوء . قبل أن يصعد المتكلم الأول المنصة صفق له مع المصفقين ، وودعه بمثل ذلك . ظل التصفيق يعلو ؛ نشل الجريدة المطوية من جيبه ، نظر إلى العنوان الرئيس ، أحس بشعاليل الخدر يسري في يديه ، ورمل النعاس يفترش عينيه ؛ دَنَا رأسه من صدره فَتَدَلَّى .
    أفاق على صفقة قوية ؛ فصفق بشدة وهو ينظر إلى الأمام والخلف . كانت القاعة خالية تماماً ، وضوء خافت يعم المكان ، وثَمَّ شعاع قادم من البهو يخاتل الباب المتأرجح . داخله خوف ورهبه ، نهض ، بحث بعينيه عن موطئ قدم بين المقاعد ، سار وهو يمكو ويصدي* .
    الأربعاء 14 تشرين الأول 2009


    ـــــــــــــــــــــــ

    * يصفر ويصفق

    ( 6 )
    مـــــــازوت
    في إحدى ليالي الصيف استلقى على فراشه فوق المصطبة كالعادة ، وكان قلقاً ؛ أفكار شتى طرقت باب مخيلته ، برزت أمامه صورة الشيخ علي وهو يردد : " إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ ... " ، لكنه لم يفلح في تذكر ما قبلها وما بعدها ؛ فحدث نفسه : " كيف لواحد مثلي أن يلعب أو يلهو ؟ " . تأمل النجوم المضيئة في صفحة السماء الصافية : واحد ، اثنان ، ثلاثة ... ضرب فمه بباطن يده أَنْ : أسكت . فجأة لمعت في ذهنه حكاية جده مع النجوم ؛ أشرق وجهه بابتسامة عريضة ، حدث نفسه : " الله يرحمك يا جدي ! فكرتك الغريبة غدت مضرب الأمثال ، كيف خطر لك أن تسأل جدتي : لو كانت النجوم تعمل على زيت الكاز ، فكم بلورة * تحتاج في كل ليلة ؟ "
    التفت إلى زوجه الغارقة في نوم عميق إلى جانبه ، فوخزها أكثر من مرة حتى جعلتها تلتف حول نفسها مذعورة وهي تقول :
    ـ اللهم ! اجعله خيراً ... مالك يا رجل !
    ـ خطر على بالي خاطر .
    ـ خاطر !
    ـ عصر زيت الكاز ولى ، اليوم نحن في عصر المازوت .. يا ترى ! لو كانت النجوم تعمل على المازوت ، فكم برميل أمريكي تحتاج كل ليلة ؟
    ـ رح اسأل جدك .
    الأربعاء 21 تشرين الأول 2009

    ـــــــــــــــــــــــ
    * وعاء مخروطي سعته / 5 / ليترات
    ( 7 )
    ســــــارق
    تأفف صاحب الرفعة والعظمة ، واشتكى رأسه وظَهْرَهُ من الزمن الذي سرق الهدوء والسكينة من حياته ، وجعل الرعاع من الرعية يتمردون ؛ فتوترت أعصاب صاحب العسس ، وجحظت عينا كبير البصاصين ، ثم تحركا بسرعة البرق ، حيث أصدرا تعليمات مشددة لأتباعهم بإلقاء القبض على المسبب فوراً ، وإحضاره موجوداً .
    الأحـــد 25 تشرين الأول 2009

    -------------------------------------





    تواصل

    وصل أنْمار إلى سور محطة القطار . ما كاد يقترب من ردهة الانتظار حتى سك سمعه ضجيجٌ غريب الإيقاع ! عبر الباب العريض ، رأى حشداً من الناس . لأول مرة يسمع أصوات وقع أحذية المسافرين والمودعين تعلو أحاديثهم مَرَّةً وتسفُل أخْرى . ربما تكون نعالهم غليظة ، شديدة الوطء ! هنا خطر على باله قول الشاعر :
    رِقاقُ النِّعال طيِّبٌ حُجُزَاتُهُمْيُحَيَّوْنَ بالرِّيحانِ يومَ السباسبِ
    لم يكن هناك وجه للشبه بين أصحاب النعال الرقيقة والذين ( تعجق ) بهم الردهة الآن . لقد تغيرت المفاهيم بتبدل الأزمان ، أولئك كان أحدهم يخصف نعله ، ويُثْنَي طَرَف الأزِار، أما هؤلاء فلا يجدون راحة إلا إذا كانت أحذيتهم ثقيلة ، وصدورهم شبه عارية ، ولا بأس بارتداء نصف قميص .
    أيام (القبقاب الشبراوي أو العادي) ذهبت إلى غير رجعة ، صارت معامل الأحذية (تتفنن) بطريقة تصنيعها،لا فرق بين (الحقير) منها و(المحترم) ، وأسماؤها كثيرة ، متنوعة تبدأ بأقلها مكانة (شحاط)، وتنتهي بأشدها قوة وصرامة (البوط أو البسطار) .
    أمسك أنمار نفسه عن الضحك حين تذكر أحد زملاء الدراسة ! كان لذلك الشخص مِعْيَارٌ غريب في تحديد الشخصية ، فهو لا ينظر إلى قدرة المرء على تعليل تصرفاته والتحكم بها ، ولا إلى خبراته في امتلاك النفس ، وتكون العقيدة ..... إنه ينظر إلى حذائه ... نعم ..... إلى حذائه ، ومن ثم يحدد شخصيته . ذات يوم بوغت به أنمار يسأله عدة أسئلة ، بعضها لم يخلُ من الطرافة :
    ـ أنت شايف مثلي ؟
    ـ ما فهمت قصدك !
    ـ الأستاذ أنور .
    ـ مثله مثل بقية المعلمين بالمدرسة .
    ردَّ بسرعة :
    ـ أقصد شخصيته .
    ـ ما لها ؟
    ـ شخصية محترمة ، عليها القيمة ؟
    استفسر أنمار :
    ـ هل يمكن لك أن تقول لي كيف عرفت ؟
    أجابه بهدوء وهو يحدق في الأرض :
    ـ إنه ينتعل حذاء جميلاً ، لا بُدَّ أن يكون غالي الثمن .
    كظم أنمار صرخة كادت تفلت منه :
    ـ هكذا تقوِّم الرجال ؟
    ـ إي نعم ... الحذاء هو الأساس . انظر إلى هذه .
    أبرز أمام أنمار مجموعة من الصور المطوية ، بحيث لا يظهر منها إلا القسم السفلي ، وطلب أن يمعنَ النظر ، ويعطي رأيه بشكل الأحذية .
    جاراه ليعرف نهاية الحكاية . أشار إلى حذاء أحدهم ؛ فزَّ أنمار رأسه بشكل آلي قائلاً بهدوء :
    ـ جميل المنظر ، يبدو أنه ...
    لم يدعه يكمل ، قلب الصورة ؛ فظهر وجه صاحبها ؛ عندئذٍ ضحك ، وقبل أن يسمع رأي أنمار راح يعرض الصور كشريط . كانت كلها لشخصيات تملأ الصحف أخبارها ، وينقل الرائي صورها .
    ابتسم أنمار قائلاً :
    ـ طريقة جديدة في القويم ! لو سمعتْ بك ( فاليريا موخينا )* لماتت غيظاً .
    تساءل :
    ـ ومن هي موخينا ؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    * كاتبة روسية مؤلفة كتاب ( نشأة الشخصية ) يتحدث عن ولادة شخصية الطفل ، صدر بالعربية عن دار التقدم عام 1988
    لم يجبه على سؤاله ، نظر إليه ملياً ، فكر : " ربما يكون معه بعض الحق ! لكن ... " . تمتم : " تضرب هيك شخصية " .
    الآن ها هو أنمار ينظر إلى مواقع الأقدام ، يرتفع نظره قليلاً قليلاً ، يتوقف على مسافة ثلاثة أشبار ... السياقان غابة مختلفة الأشكال والألوان ، تضج بالحيوية . الأقدام متنوعة الأحجام ، مشدودة إلى نوابض مرنة . أطال التحديق ؛ امتزجتْ الألوان والأشكال . تعالت أصوات النعال بإيقاع شبه موزون ؛ تعانقت أيدي طائفة من الحضور ، رسموا حلقة كبيرة ، في الوسط انتصب عازف (الأرغول) وقارع الطبل. راعي الأول يقفز ويدور .... فكر : " يا للروعة ! كم تجذبكِ تلك الحركة الصاخبة ، النشطة التي لا يمكن لكِ أن تشاهديها إلا في محطات السفر ، أتمنى أن تأتي الآن وتشاركيني متابعة هذا المشهد ! " .
    لم يمطل بأنمار الوقت ، رآها مقبلة عليَّه وهي تبتسم ابتسامة ذات مغزى ؛ جعلته يدور في دوامة من الأسئلة ، لكنها سرعان ما أشارت بيدها أنْ : اصبرْ، سأخبركَ .
    انتبذا زاوية الردهة الشمالية الغربية بانتظار القطار القادم من الشمال . ما كادت يديه اليمنى ترتفع بهدوء حتى أبرزتْ المؤشرة *، ثم بدأتْ تُرِقِّصها في الفضاء ؛ فكر أنمار : " لا بُدَّ أن تلك الحركة تخفي وراءها شيئاً ما ! ". صنعتْ من يديها كلتيهما شبه بوق ، واقتربتْ من أذنه ، قالت بصوت يمزج بين الهمس والصراخ :
    ـ سأقول لك لماذا كنتُ أبتسم . شو نسيت ؟ ألم أخبرك ... فن الإصغاء والتواصل موهبة تحتاج إلى صقل ، مَنْ يمتلكها يستطيع أن يسمع دبيب النمل ، ويفرز الأصوات السابحة في الفضاء . أصغِ إلى الأصوات التي تصدرها الأشياء المحيطة بنا ، ثم اجهر بِقِرَاءَةِ تفسيرها .
    ـ والله ! أمركِ غريب ! كأني أحلم ... تطلبين مني أن أقرأ ما ... أقرأ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    * السبابة
    شو ؟ نعرف أن لكل حي صوت مميز ، أما الأشياء الجامدة .... ثم ما حكاية أصواتها ؟
    شعر أنمار كأن ذلك الضجيج خَفَت فجأة ؛ فسمعتها تقول بصوت واضح النبرات :
    ـ كل شيء في الطبيعة له صوت .
    ـ حتى الجماد !
    ـ نعم ... نعم .
    لم يجد نفسه إلا وهو يصرخ دونما انتباه :
    ـ اللهم ! احفظنا ، وأبعدنا عن العمارة الصفرا .
    ضحكتْ :
    ـ هل تحسبني مجنونة ؟
    ـ لا ... لكن ..
    ـ بلا لكن ... دعني من هذا الآن . انظر إلى حذاء ذلك الرجل .
    نظر إلى حيث أشارتْ . كان رجلاً ثقيل اللحم يتمايل بمشيته مثل البطة . تابعتْ :
    ـ له صوت خُوار .
    صاح متعجباً :
    ـ خوار ! هل هو ثور ؟
    ـ لا ... يصدر صوت خُوَارٌ.
    ـ لم أفهم .
    ـ حذاؤه مصنوع من جلد البقر ؛ لذا تراه يخور .
    ـ ما هذا الكلام ؟
    ـ والواقف خلفكَ له صوت رُغاء .
    ـ تعني أن حذاءه مصنوع من جلد الجمال ؟
    ـ أو الضَّبُع .
    دخل دوامة الحيرة ! قال باستسلام :
    ـ وماذا بعد ؟
    تابعت كلامها على الوتيرة نفسها :
    ـ أنتَ تعلم أن فم كل كائن حي يمتلك خاصية إصدار أصوات مميزة ، وكذلك الأنف ، و...
    ـ ما الجديد في الأمر ؟
    ـ الجديد هو دعوة إلى التواصل لمعرفة أصوات الأشياء الأخرى .
    قال متبرماً :
    ـ بتُ لا أعرف مَنْ هو المجنون منا !
    ـ صبراً ... تدريب النفس وتهذيبها يكشف لك أن الأصوات التي يحملها الكائن تندمج بحيث يغدو الصوت جزءاً من حامله .
    ـ هل أنا فهمت الأولى حتى أفهم الثانية ؟
    ـ قلت لك : صبراً .... انظر إلى تلك الفتاة ، إنها تصدر فحيحاً
    ـ حسب رأيكِ لا بدَّ أنها تحمل شيئاً ما مصنوع من جلود الأفاعي .
    ـ جيد جداً ، بدأت تتواصل .
    ـ وهذه الفتاة التي تخفف الوطء في مشيتها ؟
    ـ لها صوت كأطيط الإبل .
    ـ ماذا يعني هذا ؟
    ـ حذاؤها من مواد مطاطية .
    كادت تفلت منه ضحكة مجلجلة ، لكنه أدركها في آخر لحظة ؛ فأطبق عليها مع قليل من التسامح .
    سمعتها تقول :
    ـ لا تنسَ، اكتب إلي، سأرسل لك عنواني فور وصولي .
    التفتَ إليها فاغر الفم هنيهة ، ثم سألتها :
    ـ عن أي شيء تريدين أن ....
    لم يكملْ الجملة ، تردد ؛ فقد رأى شاباً يقف على مسافة قريبة ، يدير لهما ظهره . كان يحمل دفتراً بيده اليسرى ، وثَمَّ شيء ما يبرز من تحت نطاق بنطاله ، هذا ليس كل شيء ...... كان يميل بعنقه ، وينظر بطرف عينه . بدا لأنمار أنه يسترق السمع ..... هنا يكون الصمت أفضل حالة يمكن أن يلجأ إليها الإنسان . انتظر حتى ابتعد ، ثم أعاد السؤال :
    ـ عن أي شيء تريدين أن أكتب ؟
    قالتْ بعجلة :
    ـ اكتب لي عن كل شيء بالتفصيل ... كل شاردة وواردة .
    ثم أضافتْ وهي تمسح نظرها بالمكان :
    ـ لا تنسَ ... سنبقى على تواصل .
    ـ من جانبي أنا مستعد .
    ـ حسناً ، لكن لا تنسَ أن تبقى على تواصل مع الناس أيضاً .
    ـ الناس ! أية فئة من الناس ؟
    ـ الفئات كلها ، خاصة في ساعة الحزن والضيق ... مشاركة الناس بأحزانهم لا تحتاج إلى بطاقة دعوة ، بل أفراحهم هي التي تحتاج
    ـ وأنا ... حتى لو ....
    في هذه اللحظة رنَّ جرس المحطة ، أعقبه صَّفّارةُ القطار القادم قبل أن يتوقف ، بينما كانت عجلاته تصدر صوتاً أشبه بجرش الحصى؛ فأسرعتْ وهي تلوح بيديها .
    لم يغادر المحطة إلا بعد أن توارى القطار عن ناظريه ، خرج من القاعة ، وقبل أن يهبطَ الدرج وقف هنيهة يتأملُ المدينة وهي تستقبل طلائع المساء ، على الرغم من ذلك شعر بالضيق قليلاً . لم يعدْ إلى البيت مباشرة ، سار على رصيف شارع المحطة على غير هدى ، وصل إلى مفرق طرق غارق بالأضواء الكاشفة ، اتجه إلى ساحة المدينة ، لم يتوقفْ عند محل معين ، لسبب بسيط ، فاليوم هو يوم جمعة .
    Last edited by طارق شفيق حقي; 20/03/2010 at 08:42 PM.
     

  3. #3 رد: مشاركات قسم القصة 
    كاتب مسجل بنور عائشة's Avatar
    Join Date
    Mar 2007
    Location
    الجزائر
    Posts
    239
    Rep Power
    18
    تحية طيبة ..........

    أتمنى من الاخوة المشاركة بأعمالهم القصصية والفصل بين كل قصة وأخرى حتى يتسنى لنا القراءة الجيدة للأعمال ، مع مراعاة حذف القصص غير المناسبة من المكان أستاذي طارق شفيق حقي ...مع تحياتي لك.

    بالتوفيق للجميع ........

    دمت / عائشة
     

  4. #4  
    كاتب مسجل احمد رجب شلتوت's Avatar
    Join Date
    Dec 2009
    Posts
    3
    Blog Entries
    1
    Rep Power
    0
    الثابت والمتحول

    قصة : أحمد رجب شلتوت

    1
    لم يكن قد مر شهر على استلامى العمل . حينما اقتحمت مكتب المدير غاضبا , وشاكيا زميلا ضبطه يأخذ رشوة .
    2
    ولم يكن اليوم نفسه قد انتهى حينما حكيت فى البيت عما حدث وانا مفعم بالسعادة
    ( امتدحت امى حسن تربية الاب , وألاب امتدح تدينى وحسن اخلاقى . قرأت : القناعة كنز لا يفنى , كانت على الجدار معلقة )
    3
    فى اليوم الذى يليه فضحت الزميل المرتشى . وحكيت عن فعلته لكل العاملين فى المصلحة .
    4
    ولم يكن الشهر الثانى قد انتصف حينما عدت للبيت حزينا لان المدير نقلنى الى مكان اخر بعيد
    ( خلعت الام طرحتها ودعت – بشعر راسها العارى – على المدير . ربت الاب مواسيا – على كتفى بحنان – وقرأت : الصبر مفتاح الفرج . ايضا كانت معلقة على الجدار )
    5
    شكا زميلى الجديد عن مرتبه الذى ينفد بعد اسبوع وعن أمه المريضه والزوجة الولود ومطالب العيال التى لا تنتهى . لذا لم اخبر أحدا بانى رايته ياخذ رشوة .

    6
    وذات يوم عدت للبيت حاملا اكياسا ملؤها أرطال لحم وفاكهة .
    ( فتح الاب كيسا وقضم تفاحه . ودعت الام بان يوسع الله فى رزقى . بينما تحاشيت النظر الى الجدار )
     

  5. #5  
    كاتب مسجل احمد رجب شلتوت's Avatar
    Join Date
    Dec 2009
    Posts
    3
    Blog Entries
    1
    Rep Power
    0
    المخبوء

    قصة قصيرة

    أحمد رجب شلتوت


    يوقن الرجل الوحيد بأن ثمة كنزاً مخبوءاً أسفل الجدار، خبأه الجد لأجله، والجد ما يفتأ يزور حفيده فى المنام ليلة بعد أخرى، يطالبه باستخراج الكنز، أراه مكانه لسبع ليلات متعاقبات، أيقن الحفيد من صدق الرؤيا، فلا يجب أن ينكص أو يتقاعس .حفر فى المكان الذى حدده الجد، لم يجد شيئاً أترى شيطانا تقمص صورة الجد ليضله أم أن الجد هو من أضل حفيده ؟ قيل عن الجد إنه ولى صالح ذو كرامات، هو إذن لايكذب أو يدع الشيطان يتمثل بصورته.
    واصل الحفر، وقبل أن يتمكن منه اليأس ارتطمت حافة الفأس بجسم معدنى .
    أخيراً وجد الكنز .
    صندوق من الحديد الصدئ، عالجه بالفأس حتى فتحه، تناثرت محتويات الصندوق على الأرض. ثمة أشياء بدت له بلا قيمة: زجاجات فارغة، رضاعات أطفال، عدد كبير من المفاتيح مختلفة الأشكال والأحجام، حطام لعب أطفال، وكيس ملىء بالمسامير، وقناع كبير من الورق المقوى .
    أترى المفاتيح هى مفاتيح الكنز، والأشياء الأخرى للتعمية أو التمويه أم أن الخبل قد أصاب الجد الحكيم فى أخريات أيامه ؟
    راح يطوف بالحجرات. يجيل النظر فى الأسقف والجدران. الندوب تملأ أوجه الحوائط تأملها فاكتشف أنها ترسم صورة للجد. يبدو إنه كان آثماً فاستحق أن يصلب على الجدران إلى الأبد .
    قرر أن يدق المسامير فى الجسد المصلوب، ولما نفدت علق فيها محتويات الصندوق.
    تخطت كل ملامح الجد، ولما فرغ تأمل الجدار فهتف: الكنز .. الكنز.
    قفز وخبط رأسه بيديه والأرض بقدميه. فقد صنع من محتويات صندوق الجد لوحة رائعة، سيحول البيت إلى مزار، يدفع الزائر جنيها ليرى اللوحة، وخمسة إن أراد التقاط صورة لها.
    أعاد التأمل فاكتشف فراغاً فى منتصف اللوحة، أيعلق فيه الصندوق ؟
    لا ، فالصندوق صدئ وقمىء،.. علق مرآة، ليملآ كل مشاهد بوجهه فراغ اللوحة .
    نظر فى المرآة، اكتشف شبها بينه وبين الجد. له نفس الملامح المصلوبة على الجدار. أغمض عينيه، فرأى نفسه يتأرجح فى المساحة الخالية عاودته النشوة لاكتمال اللوحة، أحضر حبلا. يثبت أحد طرفيه فى أعلى الجدار، يلف الطرف الآخر حول رقبته قبل أن يقفز فى الهواء .
     

  6. #6  
    كاتب مسجل احمد رجب شلتوت's Avatar
    Join Date
    Dec 2009
    Posts
    3
    Blog Entries
    1
    Rep Power
    0
    طائر وحيد ...
    قصة : أحمد رجب شلتوت
    _ 1 _

    خبطت على صدرها بكفها لما أتاها النبأ . اتهمت زوجها :
    - أنت المسئول . فلينتقم الله منك يا بن بهانة .
    صامتًا تابعها وهي تسب وتلعن . تملأ وعاء بالماء . تزفر بضيق وهي تتعجل الماء المتدفق من فوهة الطلمبة . تصب الماء على رأسها . يخرج عن صمته :
    - لم تجف الحناء بعد .
    تواصل غسل الحناء عن شعرها ، وتعيد اتهام الرجل :
    - أنت المسئول . محمود بن الغلبانة سيموت بسبب طيارتك يا بوطيارة .
    لا يحب رائحة الحناء . هي تحبها وتلجأ إليها كثيرًا . تتحدث دائمًا عن فائدة الحناء لعلاج أوجاع الرأس كما أنها سنة عن الرسول ( ص ) . يرغب في إغاظتها :
    - ليسا الصداع والسنة يا وطفة .
    - أفتنا أفادك الله .
    - الشعر الأبيض يا وطفة تريدين إخفائه خلف لون الحناء .
    يدرك أنه أفلح في إغاظتها فيواصل :
    - عجينة الحناء فوق رأسك تذكرني بأمك حينما وضعت الطين فوق رأسها يوم استشهاد أخيك .
    - عقبال ما أشيل الطين عليك يا سعيد يا بن بهانة .
    تنطقها وهي تسدل الثوب الأسود . تغطى رأسها بشال أسود أيضًا . يسألها :
    - إلى أين ؟
    - إلى المستشفى لأكون بجوار هنية . ابنها الوحيد فوق ثلاث بنات سيموت بسببك . ليته ينجو وترحل أنت .
    - وهل تحلو لك الحياة بدوني .
    - لا تحلو إلا بدونك .
    - تكذبين .
    - أتعرف لن ألبس الأسود عليك إلا يومين فقط .
    يضحك فيزداد غيظها :
    - أتعرف يا سعيد ؟ . بماذا تذكرني ؟ أنت مثل الساقية التي لا تدور . أتذكر بتوع السيما حينما صوروا فيلمًا في أرضنا . لم يجدوا الساقية التي يريدونها فأرضنا الآن نرويها بالمكن . يومها صنعوا ساقية من الخشب والكرتون . ساقية كده وكده لا تدور ولا تجلب الماء . أنت يا سعيد تذكرني بهذه الساقية .
    * * *
    كالعادة تغلبه فيلزم الصمت .
    ولما تنتهي تصفق الباب خلفها بشدة ويحبو سعيد صاعدًا إلى السطح ..

    - 2 -



    سعيد الكسيح لا عمل له .
    في طفولته أصابه المرض فأتلف ساقيه . لم يذهب إلى المدرسة . إستعاض الأب بشيخ الكتاب .
    يأتي الشيخ كل يوم قبل المغرب بساعة . يكن سعيد قد عاد من الحقل . ينزله الأب من فوق الكارو . يحبو داخلاً البيت . تغسل له الأم يديه ووجهه . تغير جلبابه ويجلس منتظرًا قدوم الشيخ .
    * * *
    حفظ سعيد سبعة أجزاء من القرآن في زمن قياسي لكن غلظة صوته قضت على حلمه بأن يصير مقرئًا للقرآن . فقد حماسه لما أدركه اليأس فلم يكمل حفظ الجزء الثامن ، فأضاع على البيت فرحة حفل ختم القرآن ، وأضاع على الشيخ الجبة الصوفية التي وعده الأب بها .
    * * *
    أقلع الشيخ عن عادته في الحضور لكن سعيدًا واصل الرجوع من الحقل قبل المغرب بساعة أو يزيد . لم يعد ينتظر الشيخ . يحبو صاعدًا الدرج الحجري . لا يدخل الحجرات إلا عند النوم . يقضي الوقت منذ الغروب وحتى إنتصاف الليل في ذلك المربع بين السور الخشبي للسلم والحجرات . مربع طول ضلعه أربعة أمتار . بيسمونه " الحصير " .. مساحته هي مساحة عالم سعيد .
    يرقد سعيد فوق الحصير شاخصًا في الحقل فمن أين تأتي ؟ خاصة تلك التي تسميها أمه " وز عراقي " تظل في طيرانها صامتة حتى تصبح فوق البيت . ترى سعيدًا فتناديه . يمد ذراعيه كما لوكنا جناحين . يحاول تقليد الصوت لكن الوز العراقي يواصل رحلته ولا يأبه لرد سعيد .
    يفكر أن يقلل المسافة بينه والطيور . فليصعد إلى السطح . يحبو باتجاه السلم الخشبي . يمسك بأولى الدرجات محاولاً الاستناد عليها ليقوم ، لكنه لا يستطيع . لا يصل أبدًا للدرجة التالية مهما حاول . يرمق السطح بأسى . ينادي الطيور التي لم تعد في سمائه . يحبو مبتعدًا عن السلم . يعود لرقاده فوق الحصير شاخصًا نحو السماء .
    * * *
    يسأله الأب ساخرًا عن عدد النجوم فيرد بتقليد صياح الوز العراقي . تندب الأم حظها فالابن الذي رجته من الدنيا فقد عقله بعد ساقيه . تبخره وترقيه فلايكف . تهمس في أذنها جارة باسم جارة أخرى لم يفلح ابنها في حفظ أية من القرآن . تأتي الأم بقطعة كبيرة من شيء تدعوه " شبة " وتأتي بورقة ومقص . تقص الورقة على شكل عروسة . من صدر جلبابها تنزع إبرة وتثقب الورقة ثقوبًا بعدد الجارات اللائي رأين سعيدًا ولم يصلين على النبي . تمتليء الورقة بالثقوب . فتوقد الأم النار . تحرق الشبة . يتسلى سعيد بمتابعة الشبة المحترقة في تحولاتها . تتخذ أشكالاً عدة ، وترى الأم في كل شكل صورة لحاسدة محتملة . تكمل الأم علاجها ، فتحرق العروس الملأى بالثقوب ثم تمسك برمادها تعجنه مع بقايا الشبة المحترقة ، وترسم بها على جبهة سعيد صلبانًا بينما شفتاها تتمتمان بـ " قل أعوذ برب الفلق .. "



    -
    – 3



    اقترح الأب أن يزوج سعيدًا ، فاختارت الأم " وطفة " . إعترض الأب :
    - ألم تجدي إلا بنت الكلاف .
    - ما لها ؟
    - أصلها مثل وشها .
    ردت بحسرة :
    - الجميلة بنت الأصول لن تقبل بسعيد زوجًا.
    * * *
    رفض سعيد الزواج . بكى ورفض العودة من الحقل . سألته الأم عن السبب فطلب بيتًا في الخلاء . رضخ الأب بنى حجرة واحدة بجوار الحقل .
    الدرج الحجري يقود سعيدًا مباشرة إلى السطح ، فلا يغادر إلا حينما تلهبه شمش الظهيرة بينما وطفة تعمل في الحقل أو ترعى دجاجاتها في البيت .
    لا عمل لسعيد إلا مراقبة الطيور ومناداتها . حتى تلك الطيور الورقية يناديها . أحبها وصاحب صناعها . علموه فصنع لنفسه واحدة . أعجبته فصنع غيرها . أتقن صنع طائرات الورق فأشتهر بها . أشارت عليه وطفة :
    - ما دمت قد أفلحت في شيء فلماذا لا تكسب منه ؟

    - 4 –
    يتعجب سعيد لأمرها . شجعته على صنع الطائرات بغرض بيعها وهاهي تلومه الآن . ما ذنبه لو مات محمود بن هنية .
    يحبو سعيد صاعدًا الدرج . لم يزل الجو ساخنًا لكنه لا يهتم . في الركن أدوات صناعته . يشرع على التو في صنع طائرة كبيرة ، بطول البوصة كلها .
    يتخيل الشكل فيفرح . ستكون طائرة ليس كمثلها طائرة . سيفاجيء بها وطفة . سيمد الطائرة بكل مالديه من خيط ويطيرها حتى مستشفى البندر لتراها وطفة وهنية ومحمود .
    الهواء يحمل الطائرة وسعيد يرخي لها الخيط . تعلو الطائرة وتبتعد . ينتشي سعيد ويصيح كالوز العراقي .
    تبعد الطائرة وتصغر . تبعد وتشد الخيط بقوة . يرقب سعيد طائره ويتمنى لو كان هو الطائر .
    آه لو ينظر – ولو لمرة واحدة – إلى البيوت والحقول من فوق . يرى السطح صغيرًا ووطفة لا تبين .
    يصيح مقلدًا كل الطيور . بينما طائره يبتعد ويشده ، يناديه .. يحرك ذراعيه كما لوكانا جناحين . يحبو باتجاه حافة السطح . طائره يشده .. يناديه . يناديه .. ولا يملك سعيد إلا أن يلبي النداء ...




    أحمد رجب شلتوت
     

  7. #7  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2008
    Posts
    9
    Rep Power
    0
    بداية

    غريبة هي دقات الساعة تارة كئيبة مملة تارة أخرى صاخبة سريعة.. الروح السقيمة تهدهدها الدقات..تتناغم مع دقات قلبها الشيء الوحيد الذي ينبئها بأنها على قيد الحياة ..فعلا قيد الحياة..متى بدأت تحس أن الحياة قيد حقيقيا يربطها بعالم لا تنتمي إليه بأي حال من الأحوال..يوم أخر يمر ولا شيء يتغير الكرة الأرضية تدور حول نفسها فتنسخ اليوم من الأمس والغد من اليوم..حزن عجيب يتسلل إلى روحها..لا تعرف من أين أتى وكيف ينمو بداخلها يتغذى على سعادتها التي تذبل يوما بعد يوم..اعتادت أن تنسى أحزانها بالاندماج وسط الآخرين..واليوم ذهب الجميع هي فقط هنا ظل جماد مهمل على الحائط...حتى الهاتف حرمها دفء رنينه...قلبت في أوراقها القديمة... قصاصات الورق التي احتفظت بها..كلمات كتبتها ثم نسيتها..سقطت في يدها ورقة.. مخلفات من روحها الثورية القديمة تقول فيها لابد أن تنبع سعادة الإنسان من داخله..تعيسا هو من يترك سعادته في أيدي الآخرين..هزتها عبارتها نفضت عنها غبار أيام عاصفة..توكأت عليها لتنهض وتبدأ حياة جديدة.
     

  8. #8  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2008
    Posts
    9
    Rep Power
    0
    القصة التي أريد الأشتراك بها في المسابقة هي
    "أشياء غريبة تحدث"
     

  9. #9 قصص نهى رجب محمد 
    (ريشة المطر) نهي رجب محمد's Avatar
    Join Date
    Jul 2007
    Location
    صعيد مصر-مغتربة في الإمارات - العين
    Posts
    237
    Rep Power
    18
    القصة الأولى:

    آخر خطبة للرئيس المخلوع


    خلوة الرئيس:
    بلا تصفيق أو هتافات حارة أمسك قلم الحبر وشرع في الكتابة:(السادة الأكارم، أعلم أني وُلّيت عليكم ولست بخيركم، وحمُلتُ أمانتكم وقد ترونني غير كفءٍ لحملها، ولكن أشهد الله أنني حاولت أن أكرس جهدي وخبرتي في رفع مستوى المعيشة، وإقامة المشروعات العملاقة التي توفر فرص عمل متنوعة للطبقة الكادحة.

    فتحتُ الباب لرؤوس الأموال الوطنية والأجنبية ليساهموا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية باستثمارات جادة نهضت بكثير من القطاعات الإنتاجية. إنني لا أعدّد إنجازاتي من قبيل مدح الذات، بل هي الحقيقة التي سيسطرها التاريخ للأجيال القادمة.

    كان عهدي عهدًا انتصرنا فيه معًا على شبح الأمية، ونشرنا التعليم المجاني لجميع فئات الشعب، وحاولنا جاهدين خفض نسبة البطالة بين الشباب؛ ولأنه عصر العولمة فتحنا النوافذ على العالم؛ شجّعنا النابهين من الأوائل ومنحناهم منح السفر للتعليم في أرقى جامعات أوربا، بينما خصصنا للمتفوقين الجوائز التشجيعية التي تقوي فيهم العزم وتشد الأزر وتقدم للمجتمع روّادًا في كل المجالات.

    لم يكن لي مطمح غير الارتقاء بهذا الوطن الحبيب، تعلمون أنني مزارع من إحدى القرى الجنوبية، عرفت معنى الكدّ والفقر مثلما ذقت حلاوة السلطة والرفعة بانتقالي رئيسًا لكم خادمًا لآمال الوطن.

    تمنيتُ أن أكون والدًا بارًّا بكم جميعًا، لا أقول إن كل أحلامي قُيّد لها التحقّق؛ فالظروف أحيانًا تقف عائقًا سلبيًّا، لكن أشدَ ما يعكر صفو نفسي اتهامكم لي بالخيانة وقذفكم شخصيتي بالوصولية، تعالوا وابحثوا خلفي، فتشوا في حساباتي واقرأوا خطاباتي، مذكراتي، قراراتي، فلن تجدوا غير هذا القائد الذي حاول النهوض بكم إلى عهد من الرخاء والرفاهية، بجعل هذا البلد الكريم في مصاف الأوائل.

    وإذا كان عزلي من منصبي مطلبًا شعبيًّا وافق عليه الشعب، فأنا ديمقراطي صميم سأرضخ لرأي الأغلبية وأحترم قرار المجموع؛ ضمتنًا للصالح العام. ولكن لا تنصبوا المشانق لي في عيونكم قبل أن تحاكموني وتعلموا الوقائع. إن مجرد اتهامكم لي بالخيانة فشل ذريع مُنِيَ به حكمي فُصمت العلاقة كليًّا بيني وبينكم. كم أتمنى أن تجدوا في ضمائركم صوتًا واحدًا ينصفني حتى أنام مرتاح البال.

    دمتم في رعاية الله وأمنه، وحفظ الله بلدنا العظيم من شرور الطامحين، ودسائس الخائنين).
    مهر الحديث بتوقيعه الشخصي، وختمه بخاتمه الموثق، ثم أحكم قبضته على مسدسه وضغط على الزناد.

    الجندي المناوب:
    كنتُ الجندي المكلف بالحراسة إذ وصل إلى سمعي طلق ناريّ، هرولت جزعًا على إثر صرخة مدوّية صادرة من مكتب السيد الرئيس، هُرعت إلى الغرفة، رأيت الرئيس منكفئًا على مكتبه والدماء تنزف على الأوراق، اقتربت متوجسًا، واستطعت أن اعدّل من وضعية الجسد على الكرسي، وقدمت آخر تحية عسكرية، بعدها حاولت قراءة الورقة المطوية التي أفلتها من يده.

    كانت الأمانة تقتضي أن أسلم الورقة إلى مسئول موثوق به، تحدثت إلى ضابط رفيع المستوى، فعجّل بإقامة مؤتمر صحفي كبير.
    كان الحشد كبيرًا، فمندوبو الإذاعات والمحطات الفضائية المحلية والعالمية علي أهبة الاستعداد، وعدد من كبار الصحفيين والمصورين والكتاب والوزراء والقادة يملأون القاعة، وعيونهم متطلعة في دهشة إلي المنصة.

    بدأ صوت المقرئ يجلجل بآي الذكر الحكيم، ثم ظهر نائب الرئيس في سترته السوداء قائلاً: "أيها السادة والسيدات، إنه في صبيحة يوم الأربعاء الموافق الثالث عشر من تموز من هذا العام عُثر على جثمان السيد الرئيس في مكتبه بالقصر الجمهوري على إثر عيار ناري من مسدسه الخاص، نسأل للفقيد العظيم الرحمة والغفران، ولأسرته الكريمة السلوى والعزاء، وإنا لله وإنّا إليه راجعون ".
    بُهت الجمع الغفير وانخرطوا في عويل شديد، حاول المتحدث مواصلة الحديث: "وقد عثر على الخطاب التالي: أيها السادة الأكارم..." ولم يستطع إكمال قراءة خطاب الرئيس، فتنحى عن المنصة، وطوي الخطاب علي وعدٍ، بقراءته على الشعب في وقت لاحق.
    نكّست رأسي محاولا تذكر الخطاب بينما انفض الجمع وخلت القاعة من الحشود.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    21/6/2009
    نهى رجب محمد
    ريشة المطر


    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    القصة الثانية:

    سـلحفاة


    انتبهتُ من نومي على سعلة قوية؛ عرفتُ أن أبي يتأهّب للخروج، عدَّلتُ من وضع الصَّدَفة على ظَهري، دفعتُ الباب، كان الدهليز مظلمًا. لمحتُ إيماءة أمي، قبّلني أبي في عُجالة.

    نظرتُ من الشُّرفة، صويحباتي ينتظرنني، حاولت الإسراع قدر جهدي، انضمتُ إليهن. إنه موسم وضع البيض.

    وصلنا إلى الشاطئ الرملي، انهمكنا في صناعة الحُفر، صنعت حُفرة عميقة، ساويتها ورتّبت فيها البيض باحتراس. كانت الشمس ساخنة، والرمال تلسع، لكنّ وصول ماء البحر إلى أصابعي يخفّف من حدّة الحرارة.

    تركتُ المعوَل جانبًا واخترت أن أهيل الرمال بيديَّ هذه المرة؛ لأتأكّد بنفسي من تغطية البيض، كم مرة جئتُ إلى الشاطئ وصنعت العمل نفسه؟ لا أذكر عدد المرات على وجه التحديد، لكنني أتذكر فقط مشهد السلاحف الخضراء الصغيرة عندما يفقس البيض وتحبو إلى الماء. أحب ابتسامتها، لا أعرف أولادي من أولاد صويحباتي.

    أشعر أن قدمي تزداد سماكة والصَّدَفة أثقل من المعتاد؛ لا أقوى على رفعها وحدي لأخلد إلى النوم. نصحتني والدتي ألا أخرج هذا الموسم وأن أبقى في السرير للراحة. ترى هل سأقوى على الخروج مرة أخرى؟!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العين في20/4/2003م
    نهى رجب محمد
    ريشة المطر



    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    القصة الثالثة:

    الخـادمـة


    ماذا ينقصني لتصبح هي سيّدة الدار وأتحوّل أنا إلى تنظيف الأرضيّات؟ أراقبها طيلة الوقت: تستيقظ في العاشرة، تغيب في الحمام وقتًا طويلًا، لا أعرف ماذا تفعل، لكنني أشمّ رائحة العطر الفاخر، أتسمّع رغوة الصابون الكثيفة، ثم يأتي دوري لأقوم بمهامّ النظافة.

    تجلس على الأريكة، أحضِّر لها الفطور، أناولها كأس العصير كأنها تنتظر مني أن أطعمها في فمها، ثم تطلب مني أن أذهب لغسل الأواني.
    وجهها ناصع البياض، كلامها معي قليل لكنها لا تمنع عني شيئًا، اشترت لي ثوبًا في العيد الماضي وأعطتني زجاجة عطر.

    لا أعرف لماذا أنشغل بمتابعتها؟ لا أقصد التلصّص عليها. كل يوم ترتدي ثوبًا مغايرًا، لا يمرّ أسبوع إلاَّ رافقتها إلى صالون التجميل، تعود عروسًا، شعرها الأسود الهفهاف في قصّته الجديدة يجعلها أشبه بالأميرات، وتخطو على السجّادة الوثيرة بدلال فألمح نقش الحنّاء على كعب رجلها الناعم. تمنّيت لو سألتُها مرة واحدة هل جرّبتْ يومًا أن تغسل طبقًا متّسخًا؟ أو هل اضطرت أحيانًا إلى تنظيف الحمام؟!

    أنا لا أحقد عليها، أتقاضي راتبًا محترمًا من هذا المنزل الفخم، أحظى بمنزلة مميزة بين أفراده: تستأمنني سيدة الدار على ابنتها الرضيعة ولكنها تصرّ كثيرًا على إطعامها بنفسها، تترك لي مهامّ التنظيف والنزهة.

    لست ضجرة بكل هذه المسئوليات؛ فهو عملي الذي أتقاضى عليه الأجر، وفي آخر النهار أنزوي في غرفتي الصغيرة لأنام. ميعاد نومي واستيقاظي محدّد، وطعامي فوق طاولة المطبخ، لا أطمح أن أشارك الأسرة الطعام، الحقّ أنهم يعاملونني بلطف.

    ثلاثة أطفال في المدرسة، نظيفون لكنهم مشاغبون، أتعب في إرضائهم وأملُّ من دلالهم الزائد (ماذا أفعل حتى تبقى الدار هادئة وينهي سيدي كتابته على الحاسوب، غرفة المكتب قريبة وصوت الأطفال عالٍ؟).

    الحلول المقترحة من سيدتي كثيرة: اذهبي إلى غرفة الألعاب (نُمضِّي ساعات طوال في الرسم وبناء البيوت الصغيرة بالمكعبات)، في بعض الأحيان تسمح لي سيدتي باصطحابهم إلى الشارع الجانبي الهادئ للعب فوق مربع الخضرة في الميدان الفسيح.

    الحياة على هذا النحو مُرهقة، فكّرت في أن أترك المنزل لكنني لا أجد مبررًا للمغادرة، أحتاج هذا الراتب وزوجي لا يمانع في هذا العمل، ماذا أصنع؟ سيدتي تنادي عليَّ!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    10/ 2/ 2006م
    نهى رجب محمد
    ريشة المطر
    تحيا جمهورية الأدب
     

  10. #10  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2008
    Posts
    9
    Rep Power
    0
    أشياء غريبة تحدث
    لا أعرف لمَ ألحت ذكراه على خاطري فجأة،وقررت أن أزوره؛صديقي القديم(على الجندي).أطل عجوز من فتحة الباب ونظر إلىّ للحظات نظرة غريبة؛لم أستطع أن أفهمها.سحب رأسه للداخل ثم أخبرني وهو يغلق الباب في وجهي؛ بأن (علي الجندي) ترك الشقة منذ عشرين عاما.غريب هذا!!،العالم يتغير بسرعة مذهلة.ظللت في حيرة حتى صعدت إلى شقتي..عشرون عاما!!!،لا بد وأن الرجل قد جنّ أو أنني قد جننت.عشرون عاما!!!،من المستحيل أن أصدق.قد أكون طرقت الباب الخطأ؛هذا يحدث كثيرا،وقد عنّ للرجل أن يسخر مني بتلك الطريقة القاسية . عشرون عاما!!! ،هذه أسخف دعابة سمعتها في حياتي.
    دققت باب شقتي ولم يفتح أحد..دقات أخرى وأجابني الصمت.اضطررت إلى اللجوء إلى المفتاح الذي في جيبي..الشقة باردة وخاوية..انتابتني رعشة غريبة وأنا أخطو فوق الظلام المكدس بالداخل..يبدو أن زوجتي والأولاد لم يعودوا بعد..متى سيعد الغداء إذن؟..أشعر بجوع حقيقي يهز حواسي النائمة..ولكن..لا بأس..سأنتظر..ألقيت بالمفاتيح على الطاولة،وطوحت بجوعي وحيرتي وراء ظهري،وأنا اتجه إلى الشرفة..العادة الغريبة التي بدأت أمارسها هذه الأيام هي الاهتمام بالنباتات المزروعة في الشرفة..لم أكن أهتم بالأمر لكنني فجأة أصبحت مغرما به..التقطت رشاش المياه النصف ممتلئ واتجهت نحو النبات الذابل..رأيت ابنة الجيران جالسة،تقرأ كتابا،ولسبب ما بدت لي في تلك اللحظة بارعة الجمال..ما هذا الذي أقوله؟..إنه لا يليق بسني إطلاقا..لكنني- ولدهشتي-آتي بحركات صبيانية لأجذب انتباهها.تبا ،ما هذا الذي أفعله؟..لكن الفتاة رائعة بالفعل.لو جاءت زوجتي الآن لحطمت رأسي ورأسها، ولكن ليس هذا هاما على الإطلاق فإن الفتاة......تبتسم. نعم،إنها تبتسم لي؛ لي أنا.كدت أطير من الفرح.اقتربت لأجاذبها أطراف الحديث لكنها لم تلتف لي.لقد كانت تبتسم للفتى الرقيع في الشرفة المقابلة.كدت أقذفها بالرشاش الذي في يدي،لكنني ألقيته على الأرض في عنف،ودخلت محبطا إلى الداخل.ارتميت على الأريكة،وبعينين لا تريان شيئا ظللت أحدق في السقف.انتبهت على دقات الساعة؛إنها الثالثة،الثالثة فقط. ألا تتحرك هذه العقارب أبدا كأنها تسير إلى الوراء.اليوم طويل؛ طويل وخاو؛كشقتي الخاوية،ومعدتي الخاوية؛ الجوع يلتهم أحشائي من جديد.تذكرت فجأة أنني لم أتناول أقراص دوائي بعد.نهضت بجسد مثقل،وذهن مشوش،وابتلعتها مع لقمة خبز جافة تهدئة لمعدتي الخاوية.عدت إلى الأريكة من جديد،محدقا في اللاشيء..خيل إلىّ أنني أرى الأشياء باهتة؛ كأنّ ضبابا خفيفا يغلفها..لعله تأثير الدواء فحسب،لكنني ولأول مرة لاحظت الغبار الذي يغطي الطاولة،وخيوط العنكبوت المدلاة في الزوايا المظلمة.يبدو أن زوجتي لا تقوم بأعمال التنظيف كما يجب،زوجــــــــتي!!،ولكن زوجتي ماتت منذ زمن.أولادي رحلوا كذلك؛لم أعد أذكر إلى أين..(على الجندي) مات منذ عشرين عاما.ليس هو فقط بل كل معارفي تقريبا.أنا فقط بقيت.تجاوز عمري المئة و يأبى أن ينتهي.الآن أعرف من أنا جيدا.مجرد عجوز تعيس تمسك بتلابيبه الحياة،وتأبى أن تفلته..يرغب في الموت ويخشاه و.........ها هي الأشياء تتأرجح أمام عيني؛ تترنح وتتلاشي في العدم..أخيرا..ستجيء الإغماءة المباركة وتنسيني الحقيقة إلى حين،آه،ليتني لا أتذكر أبدا.
    هبة الله محمد حسن.



    .
     

  11. #11  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Mar 2010
    Posts
    16
    Rep Power
    0
    إسم الكاتب : خالد محمد محمد .
    نوع العمل : قصة قصيرة .
    عنوان العمل : عصفور الجنة .


    عصفور الجنة – بقلم خالد محمد محمد .



    قضى الشيخ إبراهيم صلاة المغرب في مسجد العزيز بالله بحي المندرة ثم إتجه مسرعاً إلى الشاطيء في لهفة وقلق ؛ ولولا رعاية الرب لكان من ضحايا السيارات ؛ وما أن وصل حتى وجد القارب بانتظاره ، فانطلق به داخل البحر حتى اختفى الشاطيء ؛ وأخذت الشمس في الغرق ، مع سكون أصاب كل شيء من حوله ، وضوء أخذ ينطفيء ، ونسيم هاديء يداعب قسماته ، لوحة ربانية تخطّت حد الإعجاز ؛ نظر الشيخ إلى وجه الماء فوجد ابنه يوسف يبتسم له من تحت الموج ؛ إبتسامة طفل له من العمر سبع سنين ، رد الشيخ على إبنه بإبتسامة يملؤها الحنين ؛ وكان ختامها دموعه ، حتى ارتسم الشفق على سطح مقلتيه ، وحَلَّ الغروب على سماء وجهه ؛ وأخذت الذكريات في الفوران ! .



    تذكَّر يوم ابتاع لإبنه عصفوراً بديع الألوان ، رقيق الملامح ، حلو الصفير ، عصفور مُبهِج ؛ ديدنه اللعب والغناء ، المرح والسعادة ، الحرية والطلاقة ، الحب والسلام ؛ عصفور الجنة الذي ملء حياة الطفل ، وفاز بصداقته ، وأصبح جليسه الدائم .



    أول يوم تعارفا فيه وعد العصفورُ الطفل أنه لن يتركه أبداً ، لن يتركه وحيداً ، لن يتركه لحظة حزيناً ، لن يتركه ساعة جائعاً ، لن يتركه دقيقة خائب الظن ، لن يتركه محتاجاً لأي شيء ، لن يتركه أبداً ؛ ابتهج الطفل بهذه الوعود ؛ وأراد أن يصنع لصديقه العصفور أمر مماثل يكون بمثابة هدية ، فقال له : اسمع يا صديقي .. إنني أعشق البحر .. ولا يفوت يوماً إلا وأنتظر لأشاهد منظر الغروب .. أنتظر غرق الشمس .. فما رأيك أن تذهب معي ؟ .. هل تحب البحر ؟ .

    فانتفض العصفور من سعادته ؛ وأخذ يزقزق طرباً ، ويتراقص كأنه درويش ؛ فحمله الطفل بين كفيه برقة واتجه به إلى الشاطيء ؛ وكان الوقت قبيل موعد غرق الشمس ؛ فراح يترنح به في مشيه ، يمنة ويسرة ؛ ويسأل عصفوره – معجباً بنفسه - ما رأيك .. هل أنت خائف ؟ ، تبسم العصفور له وقال : يا يوسف نقف على الشجر ونحلِّق في السماء ولا نهاب السقوط ؛ يا يوسف أنني أعيش في السماء ، هي عالمي ..كما أنك تعيش على الأرض ؛ لكنك يا عزيزي لا تزال صغيراً .. أنت لم تبلغ بعد طول جذعٍ ! .
    ضحكا الإثنان ؛ ثم قال يوسف للعصفور : غداً سأصير طول الشجرة .. سأكون طويلاً وقوياً مثل أبي ؛ فرد العصفور بنظرة اشفاق : نعم يا صديقي غداً ستكون كذلك ؛ وظل الطفل يغني والعصفور يزقزق له .


    عندما اقتربا من الشاطيء ، وشارفا على خوض طريق السيارات ؛ حذَّره العصفور ، ونبهه إلى خطورة الأمر ؛ وطلب منه أن يسأل أحد المارة كي يساعده على العبور ؛ فضحك منه الطفل بثقة ، ثقة بريئة ؛ وقال له : أيها العصفور الجبان ، أتخشى على نفسك ؟ .. لا تَخَف .. فأنا كبير ولست بحاجة لأحد كي يأخذ بيدي .. لا تقلق .. أنت في حمايتي !



    هَمَّ الطفل على اجتياز الطريق ؛ فاستوقفه العصفور ، وقال له : نسيت أن أخبرك بشيء .. أنا لا أحب البحر .. عُد بنا إلى البيت . ؛ فنظر الطفل له نظرة تفقُّد فيها حدّة ؛ كأنه يختبر صدقه ؛ ثم قال : أنت تكذب يا صديقي ! .. ألا تثق بي ؟ . ؛ فرد العصفور : بلى ، أثق بك ، لكني لا أثق بالظروف ؛ فابتسم له الطفل ثم تحرّك نحو الشاطيء ؛ وبعد بِضع خطوات جاءت سيارة تطير على الأرض فتفاجيء بها يوسف ؛ أراد أن يتصرف فلم يقدر ؛ أصابه هلع وتردد ؛ فلم يستطع أن يحمل قدمه خطوة واحدة إلى الأمام ، فتصلَّب مكانه ؛ والعصفور يصرخ : تَحرَّك يا يوسف .. أَسْرِع يا يوسف ؛ لكن السيارة لم تنتظر يوسف فخلعته من الدنيا على الفور ؛ وطار العصفور أيضاً على الفور ؛ وراح ينظر إلى صديقه ، تغطيه الدماء ، منظر كئيب ؛ ثم أدار نفسه ونظر نحو البحر فوجد الشمس تغرق ؛ فبكى ثم انطلق .



    كل هذا دار في خُلد الشيخ ؛ ولم يشعر بالوقت الذي مَر ، ولا بالليل الذي حَل ؛ أفاق على صوت ينادي ؛ نداء قوي لكن ذيله الذي يصل ، يصل ضعيفاً ؛ فتحرَّك بقاربه نحو الشاطيء ؛ فوجد زوجته واقفة منتظرة قلقة عليه ؛ فنظر إليها بإبتسامة حزينة على شفتيه وآثار دموع في عينيه ؛ ثم مسك بيدها بشدة ثم اجتازا الطريق .


    سبق وقمت بإضافة قصة قصيرة بعنوان (عصفور الجنة) ، لكن احتراماً لشروط المسابقة ها أنا ألحق بها قصتين قصيرتين .. واحدة بعنوان ( حصار ) والأخرى بعنوان ( كربليس ) .. مع اعتمادي للقصة الأولى للمشاركة بها وعنوانها (عصفور الجنة) .. وشكراً لأستاذ طارق



    إسم الكاتب : خالد محمد محمد

    عنوان العمل : حصار



    دقت الساعة في مُنتصف الليل دقة مذبذبة ؛ معترضة على أحوالها الميكانيكية ، معلنة عصيانها الدائم عن قلة الشحنات بالبطارية ؛ وتقدمت بشكوى إلى قسم الأحوال الاجتماعية طاعنة في سوء المعاملة ، وإهمال لوائح العملاء ؛ و تنذر بالتوقف تحت لواء التمرد ؛ وذلك لانتهاك حقوقها الفيزيائية بقرضها والضغط عليها بأسنان البشر لجعلها تعمل لمدة أطول من المدة المحددة والمشروعة وفقاً للمادة....كذا.. من قانون....كذا.. والذي ينص على....كذا .

    بعد تلك "السخافات" التي اعتدت عليها من تلك الساعة السخيفة آويتُ إلى فراشي الضئيل بشكله ومضمونه ؛ المرتكز على أرضية الحجرة ؛ لكني لم أستطع النوم ؛ فالأرض رطبة ، وأجزاء منها مبتلة تتسلل إليها المياه من "عتبة الحمام" وهو بذات الغرفة ؛ كما تتسرب البرودة من جدران الحائط متجهة إلى قدميّ الحافيتين فتخترق كالقراصنة و تتفاشى في أنحاء الجسد كالسرطان ؛ ترتكز عند رُكبتيّ ، وتُعسكر كالجنود المرتزقة التي لا مفر من مصائبها ، أضرارها قادمة لا محالة ؛ فكنت كالفأر الهزيل الذي يلجأ مهرولاً إلى جحره يقي نفسه برد الشتاء .

    ظلت الرطوبة تتحسسني ؛ لكني رفضت الاستسلام ، و تغلبت على هواجسي الشتوية ؛ و تذوقت رائحة المطر ، وبدأت أصوات الجليد المتساقط تُمرر ألحانها إلى قلبي حتى نامت عيني .

    في صباح يوم جديد أطلقت الشمس نهارها في عيني كالسهام حتى أيقظتني منزعجاً عابساً لا أتذكر شيئاً من الليلة الفائتة ؛ إلا إنني أشعر بإرهاق شديد ، خاصة بعيني ؛ فلم أعد أقوى على الرؤية بوضوح ؛كل يوم تزداد سوءً ؛ فكان لا بد من الذهاب إلى دكتور أخصائي طب وجراحة عيون ؛ فلا أستطيع قراءة الجريدة ؛ وكلما حاولت لاحقني ضعف بصري ؛ فقمت بادخار مصروف المعاش من أجل مصاريف العيادة ؛ وبعد اكتمال "مبلغ وقدره" قررت الذهاب ؛ وبالفعل ذهبت إلى تلك الصالة المكتظة ؛ وتفقدت المكان تارة أحملق يميناً وتارة أحملق يساراً ؛ وقد هالني المنظر الذي أكاد لا أراه ؛ حتى نادني رجل يمكث على كرسي ويرتدي بالطو أبيض ؛ منادياً :"أنت يا أستاذ" ؛ فالتفت واتجهت نحوه،ودفعت له رسوم الحجز ؛ وقال لي بهدوء : انتظر دورك ؛ فجلست على أنتريه بيتي – حيث لا توجد كراسي- مُنحشراً وسط جموع من الكتل اللحمية ؛ والروائح الغريبة تعج المكان ؛ ومن جملة ما أذهلني رجلاً كان يجلس بجوار إمرأة لا ملامح لها ؛ وجهها ورقة بيضاء ؛ ومع ذلك ظل يتمسح في قدميها تارة ، ويطلق الدعابات السمجة تارة أخرى ؛ وكانت تبدو مستلذة بذلك ! .
    وبعد انتظار طال ساعات ؛ دخلت إلى الدكتور ؛ ومبدئياً قال لي : يتعين عليك إجراء فحص الأشعة المقطعية ؛ فترددت في ذلك ؛ ولكن سرعان ما أجريت الأشعة ، وعاودت أدراجي إليه ؛ فتبين له أن هناك تكوُّن لمياه بيضاء في عيني ويستلزم الأمر فحص قاع العين للاطمئنان على الشبكية قبل إجراء العملية ؛ بالفعل لم أتردد ، و خضعت للفحص ؛ لكن للأسف أوضح الفحص ضرورة مراجعة طبيب الأمراض الباطنية للاطمئنان على الكليتين ؛ وبعد مراجعة الطبيب وإجراء العديد من الفحوصات والعديد من التحاليل قال الطبيب لي إنني أشكو من قصور في وظائف الكليتين ولابد من إجراء فحص بالأشعة المقطعية ؛ فلم أنطق بكلمة أو نصف ؛ واستقت نفسي إلى الطبيب المختص لإجراء الأشعة ؛ وبينما أنا مستلق على سرير الأشعة بدأ الملل والضيق يتسربان إلى نفسي ؛ فانتفضت من لحظتها واندفعت عائداً لغرفتي .
    شعرت بالحزن ؛ فالمال ينفد والعمر ينفد والصحة تنفد ؛ وأشعر إنني سأموت ، وهذه الغرفة ستصبح قبري.

    الظروف البغيضة تحاصرني حتى أفقدتني السيطرة ؛ أوصال جسدي انسابت ، ضلوع صدري ضاقت ، ساقيّ تتأرجحان في حوضي الأعوج الآهل للسقوط ، الذراعان مرتميان متدليتان ؛ فأصبحت كالأُضحية بين يدي الجزار يقطِّعني حسب الأصول ، والطاهي يقف بجانبه ليتلقى الأعضاء المختلفة ويتلقى "بيت الكلاوي" ويطبخها حسب الطلب ؛ والمرض هو الذي يطلب ويأكل!

    بعد خوض ملحمة علاجية بدون جدوى لم يبق لي غير ضريح الأمل ؛ وبعد أن سقطت الانتفاضة وسقطت جذوع الأشجار ، وجاءت البلدوزرات لتقتلع كل حظ يبتسم أصبح فراشي معسكر للآجئين العزّل .

    كلما أشعر بالإرهاق أتناول إسبرينتين فيزول الألم ثم ما يلبث أن يعودني!

    هذه هي مملكتي الحزينة المحاصرة دائماً، التي تكشف عورتها أمام الجميع ، و تنسى سروالها في دورات المياه ، و تُحدث نشازاً كلما تكلمت ، وترتدي وشم من الجوع على حدود السرة ، وشهوتها للحياة البسيطة أصبحت فكراً زنديقاً يستدعي الجحيم .

    ليس هناك غارة أو حظر تجوال أو مدافع أو نيران ؛ ومع ذلك تأوهاتي لا تسكت ، ليس إعتراضاً بل عوضاً عنه .

    دائماً يتوه عقلي في الفردوس والحورعين .
    الحبيبتان تطلان من شرفات قصري ، تتهامسان ، تركضان نحوي ، وتداعبان خدى البستانيّ .
    و وسط الأحلام الطائرة يتحول القصر إلى مقبرة ؛ ويصطدم النور بالظلام ؛ وتتصدر معاني الحزن والبؤس صفحات قلبي و تقضي على كل شئ ؛ وتُعيدني مرة أخرى لغرفتي ، صندوق اعترافاتي ، حيث أجلس مع قلبي نبوح بخطايانا .
    لا أريد غير ما حُرمت منه ؛ لذا أجدني أريد كل شيء حيث حُرمت كل شيء .
    كل شيء ؛ حتى الأحلام ، مجرد الأحلام ، لا أستطيع ؛ فأنا محاصر.





    .................................................. ............................


    إسم الكاتب : خالد محمد محمد

    عنوان العمل : (كربليس)



    كربليس
    صديق عورتي

    كربليس..مخلوق من طينة حمراء ..طينة شهوانية.. طينة من قاع جهنم

    صاحب هذه الطينة ..ما تعلم شيئا قط في حياته .. ما عدا الجنس
    الجنس بألوانه.. الخضراء والحمراء والسوداء

    الجنس من قعره إلى قمته .. من حلاله إلى حرامه.. من أوله إلى آخره
    من شاذه إلى أصله

    كربليس يتمنى .. كربليس يحلم.. الذباب يتعاظم لحجم يتسنى له فيه مضاجعته
    كربليس يتضاءل ليصل إلى ذبابته
    الذبابة .. هي وحيدة الكون التي آمنت له .. هي الفريدة التي بقيت معه في حجرة مغلقة
    ولكنها لم تلبث أن فرت منه .. لما أحست منه نظراته الدنيئة.. وملامحه المهتاجة

    هكذا تركته عندما توجهت للقاهرة كي ألتحق بجامعتها .. على مراد أبي.. وكنت من قبل أقطن الكفر القبيح
    آكل من جوده التصعلق.. وأشرب من فيضه التبذل.. وأتعلم فقه الشارع.. على سنة أصدقائي
    أصدقائي .. لا أعرف لهم مأوى ولا مرسى .. بالكاد أتذكر وجوههم .. والمواقف التي جمعتنا
    لكن التذكر لا يشفي آلام شوقي.. ولا يسد فراغ قلبي
    لكني لم أدع لليأس محلا.. كنت أتتبع أخبارهم .. من صديقي "شاديما" .. فكان ينقل لي الأخبار
    ويصف لي الأحداث مفصلا معللا

    وكان من جملة ما أدهشني .. وأصابني بالوجم.. هذا الخبر.. عن كربليس

    خطف واغتصب

    من؟ .. كربليس؟ .. خطف من؟

    فتاة من عمرنا .. من كفرنا

    لماذا .. أقصد ، كيف هي؟

    فاتنة .. فائرة الجسم ..بكر.. هكذا قيل

    أمر.. أمر غريب

    لم يظهر لهما ظل في الكفر مذ أربعة أيام

    هل هو في الكفر أم في الأسكندرية؟.. هل خطفها حقا؟
    وهل يعقل ذلك في زماننا هذا؟ ولم لا ؟ إنه زمان الفتن .. إنه زمان القيامة .. لا لا ..إنها فقط طبيعته
    إنها معنى من معاني الشر والفساد وضياع الأمانة.. ولكن .. كيف خطفها .. أقصد هل خطفها على الطريقة الامريكية .. طريقة شيكاغو والعصابات

    لا أحد يعلم .. الخوف ، كل الخوف أن يكون فضّ شبكها

    هذا النذل !.. لابد إنه فعل.. هذه صنعته.. ألم أقل لكم إنه من الطينة الحمراء

    لابد إنه ذهب بها عند قريبه "باسموا" بالأسكندرية؟

    لكن.. كيف وأمه تمكث معه؟

    إذن يستأجر حجرة في نزل ما أيضا بالأسكندرية

    ومن أين يأتي بالمال؟ فأنا عليم بحاله وبظروفه

    ولكن هذه الفتاة الغامضة .. لماذا لم تصرخ؟ لم َ لم تش به لأحد؟.. أين حيل النساء وتدبيرهن؟!.. أين كيدهن العظيم؟!

    لابد إنها كانت معه برغبتها وارادتها.. ونحن نعلم أن شهوة المرأة اذا استشاطت فلا مرد لكوراثها.. ولا مصد لعواقبها

    أهلها يهددون ويتوعدون.. وأخوها أقسم إنه لو ظفر بكربليس .. سيجعله من فصيلة أحمد عدوية .. سيذبح عصفوره

    كربليس .. أجبني.. ماذا تفعل الآن؟

    أنكح.. أنكح.. أنكح.. أضاجع.. أضاجع..أضاجع

    ومتى تنتهي يا حقير؟

    أنتهي! .. هل أنا أحمق لأتركها؟! .. أنت لا تعرف كم عانيت.. كم انتظرت .. هذه لحظتي
    سأنتهي عندما تخبو نيراني.. وتختل أعصابي.. وتنحلّ مفاصلي..وتتحلل عظامي

    أيها الدنيء.. إذن لن تنتهي أبداّ!
    ولكن أيها المتحذلق.. المتهور.. لا تنس أمر أهلها.. هذه ما لم تحسب له حسابا.. لتعلم كم أنت غبي
    أقل ما يأخذونه منك جراء فعلتك الشنيعة هو حياتك .. هل ترتعد الآن؟ أشعر بك يا غبي.. ولكن كيف ظننت انك ستفر بفعلتك الحقيرة هذه دون عقاب؟! المصائب ستأتيك كالسيل منذر بالهلاك.. قضية خطف.. قضية اغتصاب.. وهلم جرا

    أيها المثرثر.. هل انتهيت من مقالتك ؟.. دعني أريك كيف ستجري الأمور.. وستتابع الأحداث
    عندما أتركها- في المستقبل البعيد طبعا- ستخبرهم إنها كانت معي بمحض ارادتها..كما انها التي أصرت على مرافقتي لها مع رفضي الشديد.. أنت لا تعرف رفيقتي .. إنها متبجحة!

    حسنا .. أنت لا تخشى عاقبة الأمور.. اذن .. أخبرني أيها الشجاع أين أنتما الآن؟

    لازلت أستمتع بها .. لازلت أزاول واجبي.. لم تنفد حلاوتها بعد.. ولكن أعدك انني سأخبرك وقتما أنتهي منها
    أما اذا أخبرتك الآن .. فستضيع هرتي مني.. وسأعود لقصتي مع الذبابة .. أنت تعرفها

    اذن أخبرني كم مرة ضاجعتها؟ لكي أطمئن على حالتها.. أخشى أن تكون ماتت.. وأنت لا تزال تضاجعها.. أعرفك تفعلها!

    حقا .. تريد أن تعرف.. فأنا لا أرهق نفسي بالعد.. ولكن .. كل ساعة مرة ..منذ أربعة أيام .. هذا أمر يطول حسابه.. لا وقت لدي.. والآن دعني.. لدي عمل

    كربليس.. انتظر.. كربليس.. اليوم أجازة.. اليوم الجمعة.. أقصد لا عمل..كربليس
    .................................................. ........................زز

    القصة التي أشارك بها هي (عصفور الجنة)
    Attached Thumbnails Attached Thumbnails عصفور قصة..JPG‎  
    Last edited by طارق شفيق حقي; 12/03/2010 at 10:26 PM.
     

  12. #12 قصص قصيرة جداً 
    كاتب مسجل
    Join Date
    Mar 2010
    Posts
    2
    Rep Power
    0
    السلام عليكم
    هده القصص التي اود المشاركه بها في المسابقة

    1. الأحشاء تبكي
    وهو وسط النار
    غارق في دموعه
    يصرخ:
    انقدوني سأغرق

    2. وباء
    يبحث بين الكتب ، يحضر عقاراً للوباء..
    يرفع رأسه الضخم، ينتشر الجهل.

    3. تسمم
    نشر روايته الأخيرة
    مات ..مات أفراد عائلته.. مات جيرانه و القرى المجاورة
    أشارت التقارير الطبية أن سبب الوفاة تسمم حاد

    4. فراسة
    تزوجت من عاق لمن حوله..
    تتفرس ملامحه..
    تحسست بطنها المنتفخة.. بقرت بطنها.! رمت جنينها و صلت ركعتين.

    5.قرار
    قرر أن يصبح رجل..
    أشتري شارب و ذقن
    أخبر أباه عن رغبته في الزواجمن أجمل بنت
    جلس أمامها يحرك سبحته .. ينتظر الإحساس بالرجولة.

    6. أمام المرآة
    ينظر في المرآة ُيردد " قزم"..
    أخذ جرعة زائدة من هرمون النمو..
    ينظر في المرآة ُيردد " قزم في صورة عملاق "..




    السيرة الذاتية



    الاسم: عبير محمد الشاوي
    محلالميلاد:الاحساء
    التعليم:ماجستير صيدلة سريرية
    الإصدارات: كتابان باللغةالانجليزية تم طباعة الكتاب الأول بعنوان أقصي جرعات الأدوية للبالغين
    (Maximum Dose for adult)
    و الكتاب الثاني تحت الطبع بعنوان
    (monographs on dosageof essential drugs in hospitals)
    قصة أطفال بعنوان رحلة قمور
    الاهتمامات: القراءة و المطالعة
    الاهتمام ببرامج الكمبيوتر و لغة الإشارة ,تثقيف المجتمع عن الأدوية والاستخدام الأمثل للدواء
    الاهتماماتالبحثية:
    الحصول على درجة الدكتوراه في قسم الصيدلةوالإدارة
     

Similar Threads

  1. مشاركات قسم الشعر
    By طارق شفيق حقي in forum مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    Replies: 29
    Last Post: 14/03/2010, 05:26 PM
  2. مشاركات قسم الشعر
    By طارق شفيق حقي in forum مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    Replies: 18
    Last Post: 05/12/2008, 12:18 PM
  3. مشاركات قسم القصة
    By طارق شفيق حقي in forum مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    Replies: 17
    Last Post: 27/11/2008, 05:21 PM
  4. نقد مشاركات المسابقة
    By طارق شفيق حقي in forum مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    Replies: 16
    Last Post: 22/12/2007, 01:05 AM
  5. مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))
    By طارق شفيق حقي in forum مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    Replies: 19
    Last Post: 01/12/2007, 05:11 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •