الأوطان كالأنهار
لا بد لها من هدف تحاول الوصول إليه ، متى ركدت وخفت همتها كانت كالمستنقعات
لو أنك نظرت ملياً في قلب كل قطرة تسير جاهدة في مجرى النهر
لشعرت بحنينها للجبل الذي نزلت منه
وتلك تحن للرافد الصغير القادم من تلك القرية الصغيرة الذي انضم لمجرى النهر سعيداً
لو استمعت لكلام قطرات النهر في الوطن العظيم، لاتهمتها بالطائفية ولما فهت كيف تتكلم قطرات ماء بحنان عن مواطنها وهي في حضرة الوطن العظيم
لن تجد قطرة واحدة تفكر بالعودة للرافد الصغير الذي جاءت منه رغم حنينها له وهويتها القديمة التي لن تتخلى عنها، ضمن هويتها الوطنية العظيمة
لن تجد قطرات أقلية وقطرات أكثرية في مجرى النهر العظيم فالكل أكثرية
رغم أن بعضها قادم من طائفة صغيرة وبعضها قادم من طائفة كبيرة
في مجرى الأنهار كل القطرات أكثرية.
النهر الذي يقطع صلته بتاريخه، ويضيع هدفه في الوصول إلى البحر
نهر ضال سيتحول لمستنقع فاقد للإرادة تطفو فوقه الأشنيات والكثير من العفن
كل الأنهار تحن للوصول
جاء في الكتاب المقدس للأنهار
إن الوصول باب من أبواب الإيمان
من أضاعه فليس من سلالة الأنهار
طوبى للقطرات أينما ولدت و حيثما تصل وحيثما تموت