قصة نبي الله يوسف
"إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" يوسف
ونحن في أول القصّة لا نعلم إن كان الشيطان عدواً مبيناً فلم يظهر من القصّة بعد هذا العدوان لكنه الله يعلمنا ويربينا تربية غيبية ،فذكر الحكمة أول القصّة تذّكر بالعبارة في أذهاننا وهذا ما نسميه كسر إيهام القصّة، وكثيراً ما تترد الموعظة في قلب الحدث وفي منتصف القصّة وتكسر الإيهام الحاصل للمتلقي لأن القصّة كلها تدور في فلك الموعظة والحكمة التي تصوغها للمتلقي، ثم تنصرف السورة إلى ذكر القصّة التي ستُثبت لنا من عجائبها أن هذا الشيطان عدو مبين للإنسان وسنقول حين نتابع تفاصيل القصّة بلا شعور إنه فِعْلُ الشيطان العدو المبين ، وهذا جمال التوقع ، وهذا الأسلوب يرسخ فينا التسليم بالغيب لأنه سيحدث كما حدث في هذه القصّة، ثم يؤكد من خلال الحدث الحكمة والقول الرباني.
من كتاب
الاستهلال في القصة - طارق شفيق حقي