دمعي يشاطر المطر, يتدفق عبر وديان ملامح بائسة ,وكإنها تحولت من زهرة نرجس لنبتة البسباس . مخيفة هذه الوحدة , مخيفة ليالي ديسمبر ومرهقة أنا لا بل خائفة .. خائفة .. خائفة مثلك تماماً ..اقلب مذكرات شتائنا ,اعيد الصور الممزقة لوضعها الاول واسكب القهوة في فنجان واحد وانا استمع لعزوف الشتاء .
لوحدي والأمطار في الخارج تتأوه و تهطل بغزارة , تحتل فسحتنا في رحم الشاطئ وتغسل بقعنا فوق الحجارة , لوحدي ونيران المدفئة تحملق يميناً وشمالا وكأنها تبحث عنك وتشعر بالبرد مثلي.
انبش بقاياك وابحث عبر نوافذ الزمن , اخترق جدران السطر لنرجع معاً, لنجلس تحت أشجار الصنوبر ونرافق نجوم ابريل....
كل جزء من هذا الكون اشتاق اليك , خرير ساقيتنا يحدثني عنك و مياهه اشتاقت لاحتضان يديك كاشتياق يدي لعناقهما. الارض ..العشب .. الهواء ..حتى الغروب..كل ,كل شيء اشتاق اليك.
غريب ما نحن عليه !!! نتبادل الأشواق عبر المحيط , عبر الغيوم التي تبكي على أرضك فتصلني لتبكي عليَّ, نحتمي بكنزات الشتاء نمشي بحذر وخوف نصطاد قطرات المطر بكفينا, نرفع رأسينا للسماء فنشرب المطر ونداعبه بأهدبنا , ننسى أننا في بلدين مختلفين ,ننسى عقم ديسمبر وليله, نتقاسم المطر هنا وهناك حيث مربع الفراق يجمعنا , فيبللنا المطر ..ترتعش جسدينا برداً ..نحضن نفسينا بشغف ,بشغف......
وهنا يذبحني قدرنا الساخِر, ااااااااااااااااااااااه يالقساوة اللحظة , ذات السيناريو , ذات السيناريو يتكرر لكن بألم مضاعف وأظافر مقضومة وخفقات قلبٍ ميت , ذات النفس المسلولة توقع جسدي المنفرد بهذه النافذة الصغيرة المطلة على ساحل الشتاء وفنجاني ها, فنجان القهوة المثلج لا زال معلق بإصبع يرتجف .هكذا تبكي السماء دائماً, تبكي وتبكي وتبعثر العواصف دموعها بلا رحمة.
نارين شيخ شمو
4/يوليو/2010