هناك في سماء الأفق دار حوار عجيب بين الشمس والبرق يا
ترى ما هو هذا الحوار؟أهو أعجوبة نسجها الدهر،أم هو حقيقة
الأقدار المخبئة لنا في قعر حياتنا ،لنستمع للحوار
ها هي الشمس بنورها الوهاج تقول بزهو:أما أقوى
كوكب بي نور الحق الذي ينير الأرض بقوة وهجه، وبي تنتعش الحياة
في ألق سرمدي جميل ، وبي تنشط أجساد الناس من وطأة الرقاد المميت
قال البرق: أنا بريق الماس في السماء آتي كلمح البصر بسرعة خاطفة بمجرد
لمسة كهربائية مني يخر الإنسان ميتا ،أخلص الناس من شؤم وفساد
المخربين .
قالت الشمس للبرق: يا لك من ضعيف أيها البرق تأتي كلمح البصر وتنتهي ،أما أنا
أضيء أرجاء الكون طوال النهار دون أن يتربص أحد بي الدوائر،فأنا
الحق في فلق الصبح.
رد البرق بسخرية:يا لك من مغرورة أيتها الشمس ! كيف تقولين أنه لا يوجد أحد يعترض نورك هناك السحب
التي تحجبك عن الظهور .
ردت الشمس: ولكن لا تنسى يا برق أن نوري يبقى مع حجب السماء لي ،أما أنت مخلوق ضعيف لا تضيء الكون بأكملة
فوميضك يبرق في أجزاء من السماء .
قال البرق:أنا أميت الشخص بمجرد لسعة كهربائية من شرارات برقي اللاسع ولا تنسي أني أحمل تباشير هطول مطر الخير.
ردت الشمس : يا لك من ظالم !كيف تميت شخصا بلسعة كهربائية يا لعظيم جرمك وتعترفين بذلك!
أما قولك أنك تحمل تباشير قدوم المطر فليس في كل أحوالك كما ذكر ربنا في كتابه فلنحمده" قالو هذا عارض ممطرنا...."لقد كان عذابا يأذن بنذير .
قالت الشمس للبرق: لا أدري لم أنت مغرور يا برق !ألا تعلم أني أكبر الكواكب وأشدها حرارة ووهجا تكاد ألسنة
لهبي تلتهمك التهاما .وأنا ألازم الناس دوما طوال النهار الكل ألفني ،ولكم يحنون إلي في شتاء البرد القارص !
أما أنت يا برق جزء فقير ترى في بعض الأوقات .
(الخلاصة : مثل الشمس والبرق كمثل الحق والباطل الذي يدور الصراع بينهما في الحياة ، الشمس تمثل الحق من حيث بديع خلقها ،وعظمتها، وقوة وهجها،ودوام نورها الثاقب في نهارات الأيام،أما البرق يمثل الباطل من حيث ضعفه ،ونقصه،وتقهقره فوميضه ضعيف يظهر ويختفي، ويسبب الضرر في بعض للآخرين ليس في كا أحواله،فالحق يبقى شامخا معتليا ظاهرا مقبولا ليس فيه مجال للتردد ،لا يحمله إلا أقوياء الأمة وقاداتها ،أما الباطل فيبقى ضعيفا يتردى في الحضيض ، لا يتبعه إلا ضعاف الإيمان الموحلة قلوبهم بأدران المعاصي يتشقلبون على لوائح الباطل المسجاة ،ودعوتهم تخدم جنس الشيطان )