أتقدم ببطئ في مطالعة صفحات هذا الكتاب و لا أخفي أن سطوره تكون لي عالما كأني أكتشفه
و لكن من جهة...نسمع أخبارا مثل تلك عن إيرانية مارجان ساترابي التي ألفت و اخرجت سيرتها الذاتية على شكل فيلم كارتوني تتطاول فيه على الذات الإلهية المقدسة بتجسيدها و تتعدى ذلك الى الشتم ،
اللقطات الاولى التي هي التجسيد جاءت على الشكل النمطي للأفلام الغربية حينما تعرض ذلك (و الغرض منه غالبا السخرية)
و هو عمل لا يستنكره فقط المسلمون بل حتى المسيحيون الذين يقدسون الله بصدق ..
أما طعنة الخنجر المسموم الثانية التي تهز قلب كل مؤمن فهو التطاول و الشتم الذي تقابل به الطفلة مارجان الذات الإلهية المقدسة بسبب عمها (الشيوعي) الذي سُجن مجددا من قبل أجهزة نظام الثورة الإيرانية و تم قتله
و صراحة هذه الطعنة الثانية تفرد بها هذا الفيلم عن سواه و كانت بمثابة الصدمة التي حولت تلك الطفلة الى كائن يفوق الشيطان في تجرؤه
إضافة الى هذا ، يصور الفيلم الثورة الإيرانية على انها عصر تحجر إيران ، فمن (دكتاتورية) الشاه تتحول إيران الى حكم المتحجرين المتشددين دينيا ، ما يضيق الخناق على طبقة أصحاب الأفكار الغربية التحررية أو ربما الشيوعية ، غير واضح ، يبدو و كأن المؤلفة وقعت في خلط فكري هل تساند عمها الشيوعي الماركسي اللينيني أم تساند التحرر الغربي الأوروبي
يرسلها والدها الى النمسا حيث تتحرر
و ماهو التحرر الذي صورته المؤلفة ؟ و الذي ربما هو بالنسبة إليها الحياة الكاملة و المطلوبة ،
هو (شرب الخمر) و (نزع الحجاب ) و اختلاط ملاهي الروك الليلية ،
هو التطاول على مدراس المسيحيين المحافظين ، هو الاندماج مع المنحرفين و المبيت في مأوى المثليين ،
هل فات المؤلفة انحرافات أخرى ؟
مستنقع الانحراف حسب هذا الفيلم هو التحرر و الحياة المطلوبة ،
فهل ستكون هذه حياة ذات معنى ، أم هو إنتحار قذر
الغريب أن الأخبار تناولت الموضوع على أنه أثار غضب فئة حصرتها في السلفيين ، و كأن غير السلفيين غير معنيين
و الحقيقة أن الغضب يسكن قلب كل إنسان يقدس الذات الإلهية ، مسلما كان أو مسيحيا ،
أتساءل ، إذا وقع هذا الكتاب الذي أقرؤه بين يديها ، هل كان سيكفيها شرّ ما فكرت و كتبت...
مقابل ماذا هي فعلت كل هذا ؟ من أجل ماذا؟
إذا كان المتسول (لن أقول مهاجرا غير غربي) ، بل سأقول متسولا غربيا يقعد كل يوم في ركن متكورا في غطاء مهتريء ، على امل يمنحه أحدهم دراهم معدودة ، ينحني عليه مسيحي يقرأ عليه تراتيل الإنجيل ، يذكره بأن الإيمان هو أشد ما يحتاج إليه في المحنة و بأن الله موجود و لن يتركه ، فيمسك ذلك المتوسل بيد المسيحي بقوة و يشكره ،
فمن يستطيع أن يمحو ذلك الإيمان من قلب ذلك المتسول ؟
في أي بُعد يعيش أولائك الذين يتطاولون على الله سبحانه و تعالى
و يتطاولون على الفطرة الإنسانية ؟
لا شك أنهم يعيشون فعلا الخسران المبين...
إلهي نفتقر اليك و نحتاجك في كل لحظة فلا تتركنا
بئس الحياة هي التي تفرقنا عنك و تحولنا الى كائنات جاحدة ،
تلك ليست حياة ، بل هي نار جهنم قبل الموت ،