" فلم الحديقة الخضراء"
green zone
ماذا تغرس الأفلام الأجنبية في عقول الناس
الفلم محاولة فاشلة لتبييض سمعة أمريكا، وهو وفق قناعتي فاشل بكل مقاييس النقد.
لكننا لا نستطيع أن ننفي المهارات الرائعة للتصوير والإخراج و محاكاة أدق التفاصيل في الرصد والمطاردة والمتابعة والتحليل السريع و الاشتباك، ناهيكم عن الكاريزما للبطل مات ديمون بطل سلسلة أفلام "بورن"
يحكي فيلم "المنطقة الخضراء" قصة الرقيب روري ميلر، المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في مناطق متعددة في العراق ويحاول أن يقول إن هناك جهة خائنة في البيت الأمريكي ضللت الرأي العام وقادت الجيش المسالم نحو حرب لا يريدها بحجة وجود أسلحة دمار شامل.
يلتقي الضابط ميلر بشاب عراقي عرض خدماته على الجانب الأمريكي، وأخبر ميلر بوجود اجتماع هام للبعثيين بوجود محمد الراوي.
باعتبار الفلم محاولة لتبيض الجيش الأمريكي فهو يبيض كذلك عملاء هذا الجيش، فحين يقوم ميلر بعرض المال على العميل " فريدي العاني " يرفض النبيل فريدي المال ويقول : وهل لهذا قمت بالإخبار عن الراوي، لقد عانيت المرارة جراء الحرب العراقية الإيرانية ويقوم بالتقاط رجله الخشبية.
بعيد لقاء البطل ميلر مع الراوي المسؤول عن أسلحة الدمار الشامل يعترف الراوي لميلر إنه لا يوجد أسلحة دمار، ويحاول كاتب الفلم أن يقول أن اتباع الراوي أشعلوا العراق لعدم تفاهم الاحتلال الأمريكي معهم وتسليمهم السلطة.
وكان الجنرال الداعم لميلر يتفق مع ضرورة تسليم العراق لضباط من الجيش العراقي لكي لا ينفلت الوضع .
لكن الطرف الآخر يسرع في حل الجيش العراقي ، فتنتهي الثقة بين ميلر والراوي لتنتهي القصة بثلاثة نقاط :
1- تحميل الفلم الشعب العراقي تركة الحرب الأهلية والفوضى حين قام الشاب العراقي بالإخبار عن محمد الراوي ومن ثم قام " فريد عاني" بقتل الراوي فجأة بمسدس انتشلته من عربة أمريكية .
2- الاعتراف بأن الفوضى سادت بمجرد حل الجيش العراقي عبر فشل الاجتماع التأسيسي لمختلف الأطياف العراقية الذي أقامه الطرف الأمريكي الذي حل الجيش العراقي والذي روج لكذبة أسلحة الدمار الشامل.
3- اهتمام الجهة التي أرسلت ميلر بالنفط وهو الهدف الحقيقي لاحتلال العراق ،كما أظهر آخر مشهد حيث يظهر خروج ميلر من بغداد باتجاه آبار النفط.
طارق شفيق حقي