روحي بحيرة تلتف من حولها خميلة من خيال، حرصت أن لا تعكر صفوها أقدام الفيلة وعبث القردة، وسمحت للحسناوات برؤية جمالهن في صفائها، وللأطفال بالتراشق بقطراتها ، وكل حجرة كانت تلقى فيها تستوجب ألف تلاوة لتعود لسكينتها وما أجمل سكينتها.
حتى أمطرت المساء مطراً خفيفاً كان له عزف في وقعه على سطحها ، وما إن ظهر قوس قزح حتى طارت إليه طيور مختلفة، ومن بينها طير طار في السماء واخترق قوس قزح، فتلون ريشه بلونه، وانخفض قادماً من بعيد يقترب من بحيرتي ورفع رأسه وأنزل ذيله ودنى أكثر فأكثر من سطحها ، وطار فوقها يكاد يلمسها، وما إن تجاوز نصفها حتى غمر ريشة من ذيله الملون فيها لمسافة قليلة وارتفع في السماء عائداً لحيث أتى.
وكعازف أوركسترا انتظر اللحظة المناسبة وبينما كانت قطرات المطر قد شكلت نبضات متداخلة من دوائر مختلفة الأحجام ، أضاف الطائر اللون لهذه المعزوفة فتلونت الموسيقى بألوان قوس قزح ، وكطفل صغير سره المشهد وتعجب، حدفت حجرة إليها فانتهى العرض.
طارق حقي