بشر بن الحرث
بشر بن الحرث قدس الله روحه يكني أبا نصر أحد رجال الطريقة أصله من مرو وسكن بغداد وكان من كبار الصالحين وأعيان الأتقياء المتورعين صحب الفضيل بن عياض وروى عن سري السقطي وغيره ومن كلامه لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك وكيف يكون فيك خير وأنت لا يأمنك صديقك وقال اول عقوبة يعاقبها ابن آدم في الدنيا مفارقة الأحباب وقال غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه وخفاء مكانه عنهم وقال التكبر على المتكبر من التواضع وسئل عن الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه الى الناس وقيل انه لقي رجلا سكران فجعل الرجل يقبل يد بشر ويقول يا سيدي يا أبا نصر وبشر لا يدفعه عن نفسه فلما ولي الرجل تغرغرت عينا بشر وجعل يقول رجل أحب رجلا على خير توهمه لعل المحب قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله
وروى أن امرأة جاءت إلى أحمد بن حنبل تسأله فقالت إني امرأة أغزل بالليل والنهار وأبيعه ولا أبين غزل الليل من غزل النهار فهل على ذلك شيء فقال يجب أن تبيني فلما انصرفت قال احمد لابنه اذهب فانظر اين تدخل فرجع فقال دخلت دار بشر فقال قد عجبت أن تكون هذه السائلة من غير بيت بشر ولما مرض مرضه الذي مات فيه قال له أهله نرفع ماءك إلى الطبيب قال أنا بعين الطبيب يفعل بي ما يريد فألحوا عليه فقال لأخته ادفعى إليهم الماء فدفعته إليهم في قارورة وكان بالقرب منهم طبيب نصراني فدفعوا أليه القارورة فقال حركوا الماء فحركوه فقال ضعوه فوضعوه فقالوا له ما بهذا وصفت لنا قال وبماذا وصفت لكم قالوا وصفت هذا الماء إن كان ماء نصراني فهو ماء راهب قد فتت الخوف كبده وإن كان ماء مسلم فماء بشر الحافي لأن ما في زمانه أخوف منه قالوا هو ماء بشر فقال أنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فلما رجعوا الى بشر
قال لهم أسلم الطبيب؟
قالوا له ومن أعلمك بهذا!
قال لما خرجتم من عندي نوديت يا بشر ببركة مائك أسلم الطبيب توفي سنة سبع وعشرين ومائتين .