لا بد لمولده الكريم صلى الله عليه وسلم أن يتحفنا بقبس من أنواره
إنه بشر لكنه ليس كالبشر ذلك أنه رسول الله عز وجل للبشر.
أميته معجزة ومحيرة للعقل البشري
نعم العلم من الله والعقل البشري خلق الله
لكن الله إذ يعلم عبر الرسل عليهم السلام فإن هذا العلم ينتقل من عقل بشري لعقل آخر من جيل لآخر ،من أمة لأخرى منهم من يفيد البشرية ومنهم من يقتل البشرية .
لوهلة اعتاد الإنسان على العلم عبر شكله المادي البشري
وهؤلاء الذين يطلقون أجمل الأوصاف على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ذكي وأنه عبقري وأنه مصلح اجتماعي إنما هم يمارسون ما يعرفونه من معارف بشرية مادية محددة الجهات.
فأي شهادة علمية من أي بروفيسور أو أكاديمية ومن أعلى المراتب يمكن مقارنتها مع علم وتربية الله عز وجل؟!
إنسان علمه ربه فكيف تقارنون علم الله بعلم البشر ؟
ذلك أننا أغفلنا الله من معادلتنا
رغم أننا نرى أمثلة بشرية تطيح بالأكاديميات فيعيد مجمع العقول هذا دراساته ونقده نتيجة شاعر مبدع أو أديب قلب طاولة القيم الأدبية والإبداعية.
وقد سأل أحدهم يوماً ما عن مفسر القرآن الشعراوي لماذا لا ينال شهادة الدكتوراة
فأجابه أحدهم وقال له: من هي هذه اللجنة التي ستمتحن الشعراوي ؟
العالم المجدد المجتهد في رأس كل مائة عام يقلب طاولة العلم وما اعتاده الناس من مفاهيم علمية ليقدم لهم ما يناسب عصرهم، فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء ليتمم رسالة من قبله من الأنبياء عليهم السلام.
لهذا وبهذا فإن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سيرة مفارقة لما تعلمه العقل البشري فهي إن تأملتها فهي تنبهك لعلم لا بشري يحتاجه البشر ليلهمهم ويرشدهم.
إنه علم الله
لا إله إلا الله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل أحواله يدلك على الله
لا يكون حال رجل من البشر في سيرته موافقاً لحال أي إنسان عادي ملكاً أم مملوكاً عالماً أم متعلماً .
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الهادي الأمين أفضل صلاة تليق بمكانته صلاة تذكرنا بعظيم وجهك الكريم.
طارق حقي