ساحل القراصنة
تشارلز بلجريف
الطبعة رقم 1
المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تاريخ النشر:01/07/2005
الصفحات: 253
ساحل القراصنة
هذا الساحل هو في الحقيقة ساحل الأساطيل العربية الخليجية، والتي كانت أهم ركيزة لتجارة الشرق المنقولة إلى الخليج وموانئه وإلى البصرة وشرق إفريقيا.
هذه الأساطيل التي تعرضت للتدمير المستمر من الفرس والبرتغاليين، وعادت لبعض من مجدها السابق بعد سقوط قلاع البرتغاليين في الخليج (1622م) ولكن لتواجه مرة أخرى مدافع سفن شركة الهند الشرقية (الإنجليزية) بتهمة القرصنة البحرية.
كان الخليج رافد الحياة للعرب القاطنين على سواحله وكان الشراع مصدر جاه وقوة ورزق، وكانت السفن الخليجية أداة وصل واتصال حضاري بين شعوب شرقية متعددة عاشت قروناً من الزمان في أمن وسلام وحتى دخول القوى الغازية الأوروبية سواء برتغالية أو هولندية أو إنجليزية. استخدم البرتغاليون سياسة الأرض المحروقة والسفن المدمرة وتلاهم الإنجليز يطبقون السياسة نفسها، ويفرضون الاتفاقيات ويلصقون قصة القرصنة بأية سفينة عربية تبحر في الخليج.
ومن أجل القضاء على المنافسة التجارية حارب البرتغاليون الأساطيل التركية العثمانية والعربية، ومن أجل القضاء النهائي على هذا التنافس قصفت بريطانيا رأس الخيمة ولفت وقشم وتناحي والبحرين والدمام والسفن العربية في بوشهد، وفي كل مكان وصلت إليه القذائف البريطانية، وبعد التدمير الشامل يأتي دور الدبلوماسية المنتصرة التي تفرض شروط القوي المتمكن على الضعيف المنهزم.
تقديم الناشر:
في هذا الكتاب يؤرخ السير تشارلز بلجريف رحلة السفينة إيدن وقبطانها لوخ من لندن إلى الخليج، وذلك من أجل غرض واحد فقط (تدمير القراصنة العرب). وهكذا سيجد القارئ نفسه أمام كتاب يحتوي على تاريخ فترة سياسية هامة من تاريخ الخليج، تحطمت فيها أشرعة الأساطيل العربية وسقطت ألويتها أمام الغزاة الأوروبيين، وبقيت الحياة السياسية تعامي حتى يومنا هذا من أول طلقة مدفع إنجليزي على ساحل الإمارات عام 1918-1920، إنه كتاب يستحق القراءة، وسيرة رجل مجهول حتى في المصنفات البريطانية، والتي تدون أحداث تلك الفترة.
في عام 1818م، تقرر السلطات البريطانية في الهند ولندن توجيه ضربة عسكرية شاملة للقوة البحرية العربية في الخليج، ومواقعها الساحلية التي أطلق عليها جزافاً "ساحل القراصنة".
كان القصد من هذه الحملة العسكرية التي كان سيشترك فيها الإنجليز من إمام عمان وإبراهيم باشا، هو إنهاء الوجود البحري العربي بأي ثمن وبأية طريقة، والعودة بالأوضاع البحرية في الخليج إلى عهد البرتغاليين، مع استبدال هذه القوة الأجنبية بسلطة جديدة هي سلطة الإنجليز.
وتتحرك، من أجل تنفيذ هذه الخطة، السفينة إيدن(Eden)، في التاسع من يونيو 1818م. من ميناء بليموث (Plymouth) في بريطانية، تحت قيادة القبطان فرانسيس إرسكين لوخ (Francis Erskine Loch)، متجهة إلى الخليج، وهي تحمل تعليمات لندن للسلطات الإنجليزية في بومبي وكلكتا بصدد الحملة العسكرية المقررة.
وفي الرابع عشر من أبريل 1819 يستقل الكابتن جورج فورستر سادليير(George Forster Sadlier)، من الفرقة السابعة والأربعين في الهند، السفينة التابعة لشركة الهند الشرقية ثيتس (Thetis) متجهاً إلى الخليج، ومن ثم إلى الجزيرة العربية لمقابلة إمام مسقط في عمان وإبراهيم باشا في الدرعية، حاملاً معه رسائل من السير إيفان نبيان بارت (Sir Evan Napean Bart) إلى كل منهما يطلب فيها عقد حلق ثلاثي لضرب رأس الخيمة من البر والبحر، وتدمير الحلف السعودي القاسمي، وإنهاء ما سمي بقراصنة البر والبحر. ومن مذكرات فرانسيس لوخ، وجورج سادليير، أي من البر والبحر، أحاول أن أنقل للقارئ أحداث تلك الفترة المهمة من تاريخ الخليج، والظروف السياسية التي أدت إلى اتفاقية 1820م، للأمن البحري، التي وقعتها بريطانيا مع شيوخ ساحل الخليج العربي والبحرين.
حياكـــــــــــــــــــــــم الله
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com