سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية للأدب الإسلامي قصب السبق فيها؟
أبو شامة المغربي
قبل الحديث عن الإضافات النوعية، وعن قصب السبق، نتساءل أولا وقبل كل شيء:
هل هناك تراكمات على مستوى الإبداع والنقد؟؟
هل هناك ما يكفي من الإبداعات الأدبية والنقدية وحتى التنظيرية؟؟
الكفاية التي من خلالها نستطيع أن نقول: إن هناك مساحة عريضة يخول لنا توسعها المستمر الحديث عن إضافات نوعية وزيادات متميزة، بل وريادية أحيانا ...
إن الأمر لا يحتاج منا إلى حماس واندفاع يؤديان إلى ادعاء ما ليس فينا، فيكون ادعاؤنا سلاحا بيد أعدائنا فنضرب به، وينقلب كلامنا الحماسي ضدنا، وبدل أن نزيد إلى الأمام خطوات ثابتات، نبقى حبيسي الجدال غير المنتج، والرد على الرد إلى ما لا نهاية ...
ومن ثمة نُقْحَم في معركة وهمية، نعم، قد تعود على أدبنا بالخير إن أحسنا إدارتها، لكنه قليل بالمقارنة مع ما يمكن أن تذره علينا اشتغالاتنا المستمرة بما هو أهم وبكل توأدة ...
إن الأدب الإسلامي لم يتجاوز بعد المراحل التي تجعله يُظهر للعيان، ويُبرز للوجود كثيرا من قضاياه الموضوعاتية والجمالية والفنية ... لكنه يحمل في طياته بحكم انتماءاته ذخيرة كبيرة حبلى بكل ما هو جديد من إضافات نوعية على المستويين الأدبي والنقدي ...
ولا نغالي إذا صرحنا من هذا المنبر بأن جبة الأدب الإسلامي ستـُخرج في يوم من الأيام ما يبهر العالم، إذا استطاع أصحابه أن يتمثلوا المبدأ الأساس الذي يعتمده الإسلام، وهو الإتقان والإحسان، على أنه قاعدة مطلبية إيمانية، وليس من نافلة القول ...
فقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"، يجب أن يؤخذ بالدرجة نفسها التي يؤخذ بها قوله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" و"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، فعندما نصل إلى هذا المستوى من التعاطي مع ممارساتنا وسلوكياتنا اليومية، وفي مجال حديثنا أن نعبد الله تعالى كأننا نراه، في وبـــ: أدبنا، حينها وحينها فقط سنرى العجب العجاب، وأنا متأكد أننا آنذاك لن نتكلم نحن عن الإضافات النوعية، ولن نظهرها بأنفسنا، ولن نقدمها بأيدينا، بله الذي سيتولى ذلك، هم أولئك الذين يتربصون به الدوائر، وسيكون موقفهم منه كموقف بعض العرب من القرآن الكريم، على الرغم من عدائهم الشديد له ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
عبد الرزاق المساوي