القرآن ....إلى من يحتاج بالضبط ؟
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم الأجنة والوراثة ووظيفة الأعضاء ليشرحوا لنا معنى الآية الكريمة : " فلينظر الانسان مم خلق , خلق من ماء دافق , يخرج من بين الصلب والترائب " . ... وكذلك عشرات الآيات الكريمة في هذا الاختصاص .
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم التغدية والطب الوقائي ليشرحوا لنا لماذا حرم الله الخمر والدم ولحم الخنزير واللواط والعلاقات الجنسية الآثمة , وما حرم الله شيئا أو أحله إلا وأتى العلم الصحيح ولو متأخرا بقرون مطأطيء الراس يقول آمين :" ...والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌ من عند ربنا وما يتذكر إلا أولوا الألباب " ..آل عمران 7 .
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم الفلك والذرة ..ليشرحوا لنا مواقع النجوم وليبينوا عظمة القسَمِ :" فلا أقسم بمواقع النجوم " -الواقعة 75- ولماذا :" وإنه لقسمٌ لو تعلمون عظيم " -الواقعة 76-..وأكثرنا لا يعلم شيئا في علم الفلك , وكذلك المعنى الإعجازي العلمي فيما يقرب من 100 آية كريمة تطرقت الى علم الفلك.
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم طبقات الأرض والمحيطات لنفهم بالعمق الأبعاد العلمية الإعجازية في قوله تعالى :" والأرض ذات الصدع " و"والأرض وما طحاها " و..." البحر المسجور " و.." قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " ...وغيرها من عشرات الآيات علّ بعض المسلمين يجد في ذلك دليله الإيماني .
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم الفيزياء والأحوال الجوية لنفهم عظمة ومعجزة وإعجاز القرآن في الآيتين الكريمتين :" وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتنا معرضون " و..." والسماء ذات الرجع " ..وغيرها من عشرات الآيات الكريمة.
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في دراسة السلالات البشرية لنفهم عمق وبعد المرمى في الآية الكريمة:" هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " ...و.." وإذ قال ربك إني جاعل في الأرض خليفة " ..
نحن بحاجة غلى علماء مؤمنين في التاريخ , ليبينوا بالأرقام والتواريخ صدق النص القرآني ومصدره الإلهي من خلال التحدي الغيبي بأن الروم سيغلبون الفرس بعد بضع سنين من خسارتهم :" غلبت الروم في أدنى الأرض , وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " الروم 2...وغيرها من التحديات التاريخية كقصة أهل الكهف وسفينة نوح وغيرها .
نحن بحاجة مؤمنين في في علم الآثار وعلم المومياء المصرية بالذات , ليبينوا لنا كيف أن " فرعون الخروج " الذي لحق بموسى عليه السلام , وأغرقه الله , كيف أنجاه الله ببدنه ليكون آية لمن يجيء من بعده , وقد غفل أكثر المفسرين عن هذه الحقيقة حتى قيض الله للاسلام في القرن العشرين رجلا مؤمنا هو الدكتور " موريس بوكاي " وهو طبيب وجراح فرنسي تساءل عقلانيا وفتش منطقيا وحقق علميا في صدق الآية الكرينة :" فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الاس عن آياتنا لغافلون" يونس 92.....ووجدها صحيحة 100 بالـ 100 , حتى أبدان الفراعنة الذين اختلفوا فيهم تاريخيا من أن أحدهم هو الفرعون الذي لحق بموسى لازالت محفوظة حتى اليوم في قاعة المةمياء في متحف مصر ؟؟؟؟؟.
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم الحيوان , ليشرحوا لنا علميا طريقة عيش وتخاطب كل دابة وطائر وكبف أنهم كما أثبت علم دراسة الحيوان أمم امثالنا :" وما من دابة في الأرض , ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم امثالكم " -الأنعام 38- ...نعلم تخاطبها لكننا لا نفقه من تسبيحهم شيئا .
نحن بحاجة لعلماء مؤمنين في علم القانون الدولي والمدني والجزائي والأحوال الشخصية , ليستخلصوا من التشريع الإلهي القرآني ومن الحديث الشريف والسيرة العطرة , عظمة الأحكام التشريعية التي جاء بها الاسلام منذ 15 قرنا , ويقارنوها بما استطاع أنصار العلمانية أن يأتوا به حتى الساعة بالذات , بل إن اكثر المستشرقين اليوم الى التشريع الاسلامي والقرآني وهدي السنة النبوية .
نريد أن تتظافر جهود المؤمنين من علماء الاجتماع والنفس والاحصاء ليبينوا للكل كيف أن أتعس الأمم والفراد هي التي بعدت عن تطبيق تعاليم الحق كما بينها الله في كتابه الكريم .
أما ان نختص بالدعوة لله كا من ألم باللغة العربية شعرا ومفردات وقواعد , والحديث ووالسيرة والفقه ..فهذا تقصير في حق الدعوة وفي تفقه وشرح الاسلام ...فأهل الذكر الذي عناهم الله وخاطبهم القرآن هم أيضا العلماء المؤمنون في الطب والفلك والفيزياء والكيمياء والفلك والتاريخ والجغرافيا ووالقانون والنبات والحيوان وكل فروع العلم الحديث ..ولهم الحق في دراسة جدية وتفسير علمي للقرآن إذا كانوا على إلمام باللغة العربية ومعانيها والحديث والسيرة وكنوزها ...وفي كل عصر سيجد المسلم وكل من أراد تقربا من هذا الدين الحنيف بالإيمان اليقيني بالقرآن الكريم , سيجد اابرهان القاطع والدليل الثابت الذي يتناسب مع مستوى علمه وثقافته وآخر ما كشفه العلم في زمنه مصداقا لقوله :" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " .....فالمشكلة ليست :
هل القرآن كتاب دين أو كتاب علم ومن يحق له تفسير معاني آياته رجال العلم أم رجال الدين ؟؟
إنما المشكلة :
متى يتفطن علماءنا المسلمون أن سر نجاح أمتنا ومفتاح عودتها إلى الصدارة في ركب الحضارة هو في تمكنها من سباق الغرب في اكتشاف بعض المعجزات العلمية والروحية التي يختزنها القرآن في كل سطر من آياته والتي تشكل حلا لكل أزماتنا ..لنثبت للعالم أجمع أن القرآن حق وأن " الاسلام هو الحل " ....