نسكن مدن العلم والمعرفة ونستوطن داخل أسوارها ونعيش فيها سنين شتى من أجل تسلق جبال المعرفة وبمصاحبة التوفيق نتسلقها كى نسكن مدن المجد فكيف بنا لو اتخذنا كتاب الله سكنة لأرواحنا وارتشفنا من ينبوعه خير الأدب وأعظمه نعم ياسادة قد سكنت كتاب الله استطو طنت قصصه عشت فيه كى أنهل من ينبوعه الطاهر الخير والبركات ولكم احبائى الكرام أقدم لكم بعض الكلمات من قصة سيدنا يوسف اتمنى ان تنال من قلوبكم قسط من القبول ..........
جمال تبارك من أسفره
وجََلت عناية من صـــوره
يقل الكلام ويعيا البيـان
ويعجز كل بـأن يحصــره
وهذا الجمال جمال الربيع
بكل حدائقه المزهـــــرة
يكبر لله لمـــا يــراه
ويغضي جلالا لمن أنشــره
رأى ربُـة نفسه في الغدير
فلاح من الحسن ما أبهـره
فقال لو أنى عبد يبـــاع
لتبرُ البرية لن يمهــــره
فبيع بشيء حقير يســير
تكاد الخلائق أن تنكــــره
وراح الذي بالقليل اشتراه
ضحوك الفؤاد ومستبشــر ه
وقال لزوجتـه أكرمــيهِ
ملاكا لنا الله قد يســــره
إذا ما مشينا بأبهى الرياض
رأيناه في وردها أنضـــره
رقيق الشمائل قـــد ذوبت
يد الله في لفظه ســــكره
له في الجــوانح قلب كبير
من النبل صيغ فما أنــدره
فلله شكرٌ لما قد حبانا
لإسعاد أيامنـــا المدبره
فقد صار لي في خريف الحياة
ربيعا سيمنحني أخضــره
وقد سـاقه الله ماء الحيــاة
كمـا الغيث للبيد قد سخره
وإنى أرى يا زليخـــا لـه
صفات ملاك علـت مظهره
عســاه يكون بشير السـلام
وفى ثغر هذا الورى جوهره
فكوني له يا زليخا الرءوم
فـأحـرى بعطفك أن يغمـــره
واغــدوا له والدا حانيـا
فغصني ليعجزُ أن يثمــــره
لينفعنا بعد مر الســنيـن
ويغدو لنــا العون والمقدر ه
ولمـا تكامل نضج الغـلام
ونال من العلــم ما وقــره
وقد حار في وجنتيه الشباب
وعــرق الفتوة قــد أنذره
تملك قلب زليخـــا الهيامُ
فلم تر بدا بـــأن تظــهره
فيوسـف يسبى نهى الناظرين
لصيد القلوب فما أمهـــره
ولو نال يوسف أوفى الجمال
فـأن الرذيلة لن تأســـره
حباه الإله العفــاف الكثير
بقدر الجمــال وما أوفـــره
وفى ذات يوم تنضدت زليخا
وما زال بالجســم لن يستـره
وجاءت ليوسف في فتنـة
وفى النفس شيئٌ ولن تقبره
فراحت تراود عن نفســه
فلم يرضَ يوسـف ما أطهـره
ولكنهـا ذرفت دمعهــا
على قدميـــه وما أغـــزره
فلم يسعفُ الدمعُ نولَ المراد
لقد عجز الدمع أن يقهــــره
وفر الأمين ليرجو الخلاص
فرار الغزالة من قســـــوره
وللباب أسرع يبغى الفرار
ونار زليخا الهوى سعـــــره
فقدت له الثوب من خلفه
وعين الإلــه لها مبصـــره
وعند النزاع تراءى العزيز
وشـــاهد بالباب ما أنكــره
وإذ بالضيـا اسودَّ في مقلتيه
فصاح بها صيــحة منكـره
فقالت زليخا له في ذهـول
أراد الخيانـــة لن تغـــدره
فضعه بسجن ليلقى العقاب
بموحش ساحاتــــه المقفره
فقال الأمين زليخا التــي
أحاطت بإثــــم ولن أسبـره
وجـاء الذي هو من أهلها
ببرهانه الفذ كـــي يخبــره
إذا الفتقُ كان بصدر القميـص
فيوسف للعـــفو ما أفقــره
وان في الخلف فتق القميص
تجده الصدوق فلن تنهــــره
فلما رأى الفتق خلف القميص
وأيقن صدقا بما أبصـــــره
فقال وقد نُكست رأســــها
من الخـــزي معذرة معذرة
فإن المكائد طبــع النسـاء
وكيــد ذوي النون ما أخطــره
وما قد رأيتُ الفتى مذنبا
وأنت زليخا أطلبى المــغفره
وصارت زليخا حديث نســاء
يزدن وغالين في الثرثـــرة
وقـد قلنَ ضِِلت سواء السبيل
بعشـــق فتى جهلت مخبره
فطار إلى سمعها ما أدعيـن
فكدر من يومهـــــا أكثره
وراحت تفكر في أمرهــن
فمرت بهـــــا فكرة نيره
فقالت سأدعو هنا اللائمات
وســـوف يقلن لها المعذرة
وجاءت زليخا بفن الطهاة
ومن خير جناتهــــا المثمرة
أعدت لهنَّ صنوف الطعام
وما كان ذاك سوى معثرة
وجئنا زليخا على دعـوة
ويجهلن ما عقلـــها دبـــره
وقصر العزيز اغتدى روضة
وهـنَّ كأزهـارهِ الخيـــر ه
وقالت له ألان أخرج لهـن
لتعذرهــا المقلة المبصـــرة
فلما تجلى أمام الجمــيـع
بوجه تبـارك من صـــوره
وقد حاز عرش الصبا والجمال
فما غره الحسن أو أبــطره
غدت كل فاتنة قلبهــا
كطير هـــــوى فاقـد السيطرة
وقد حار في شأنه أمرهن
فلا عقــــل ألا وقد أكبـــره
وقد صحن سبحان رب عظيم
لنــــا أبدعت يده منظـره
فما شابه الإنس بل ذا ملاك
نراهُ على الأرض قد ســيره
وقطعن أيديهن فقالـــت
زليخا معرِِّضـــة منـــذره
وهـذا الذي نلت فيه الملام
فكان كمن خـــاض في قنطره
إذا لم يلب الذي أبتغيـــه
فإدخاله السجن ما أيســــره
وأنَّى لها بل وأين السبيــل
لأغواءٍ مـــا الله قد طهره
فصاح إلهى تهون الحيــاة
لإعزاز ديني ولن أخســـره
وفى السجن قاسى الأمين الهوان
ونال من الظــلم ما كدره
وقد حل في سجنه فتيـــان
هما خففا بعض ما أضجــره
رأى رؤية واحد منهمــا
على أثرها ربــه حـــرره
فقد كان يعصر في كرمــة
تـدلت عنــاقيــدها المبهرة
تهلل يوسف مــمـا رواه
وبالعفو من ربــــه بـشـره
وقال ستصبح ساقي المليك
وترجــــع أيامك المدبــرة
وأفضى الأخير بما قد رآه
وما زيف القول , مــــا غيره
كأني حملتُ على الرأس خبزا
وطير السما أخـــذت تنقره
فقال له أجل ينتهـــــي
وربك في اللوح قـد ســطره
فقال ليوسف هل من سبيل ؟
فقال قضى الله مــا قــدره
وقد ظل يوسف في سجنه
وفى القلب أيمانه نـــــوره
إلى أن بدا الحق للناظرين
ولاح اليقين لمن أبصـــــره
على أثر حلم رآه المـليك
توجس منــــه وقــد حير ه
وعن فهمه عجز العارفون
وأهل الحجى وأولـــو التبصر ه
فجاء المليك رفيـق الأمين
بتأويل رؤياكَ ما أجـــــدره
وأخبــره بالرفيق القديم
وقد أخذ العهد أن يذكـــــره
فأنساه عيش القصور الرغيد
بممتع أيامــه المزهـــرة
فقال المليك إلينــا بـــه
نبدل من عســرة ميســــرة
فولــى أليه سريع الخطى
وبالعفو من ربـــه بشــره
فصارت براءته في الأنــام
حديثـا لســـان الورى كرره
وقربه واصطفاه المليـك
ومن مكر غيد فقد حـذره
ولما رأى منه خير الصفات
على مصر أم ألدنا أمَّـــــره
وآلت إليه شؤون البــلاد
وألفـى من الخير ما لم يـــره
فسبحان من بيديه المصير
يعـــز ويرفــع من خيــره