وما تلك على لسانك ..؟
هي كلمة أنا قائلها، ولكم الخيار بأي عين ستزنوها...
يحيا أكثر الشباب اليوم في البلاد العربية آفات كثيرة .. يعاني عناء شديدا .. يبحث عن هويته .. عن أصالته وجذوره .. يبكي ماضيه بدموع وغير دموع، ويتحسر على الحاضر بزفرات وغير زفرات، ثم إنه يخاف ما سيحمله المستقبل من مفاجآت .. هذا هو شباب اليوم .. قوة موؤودة، وحماسة مقبورة، وعزيمة مبتورة .. شباب ظمآن دمرت في أعماقه الرغبة في العطاء، وأخمد فيه الطموح إلى الارتواء من سواء السبيل ...هذا هو شباب اليوم .. يجد في نفسه الحاجة الملحة إلى عمق الراحة النفسية وجوهر الاستقرار الروحي .. يحاول العيش في سلام، فيجد الأبواب موصدة في وجهه .. يحمل نفسه ما يطيق وما لا يطيق ليحافظ على ما يكون قد تبقى له من نعمة الكرامة والشرف، فيجد نفسه بين عشية وضحاها من ضحايا حبائل المكروهات والمحرمات .. يدفع إليها دفعا حثيثا ومتواصلا صباح مساء ..يقاوم ويقاوم ثم يقاوم .. لكن الريح قوية عاصفة .. لا رحمة يرجوها سوى رحمة الله الكريم المتعال ...
إليه دائما توجه أصابع الإتهام .. يطرقون سمعه في كل لحظة وحين .. أنت المسؤول أولا وأخيرا عما أنت فيه .. أنت المذنب أيها الشباب .. أنت العلة والداء .. أنت عدو نفسك
ومهلكها أيها الشباب .. إبك أو لا تبك .. أنت الذي ستحلها دار البوار .. إضحك أو لا تضحك، فضحكك وبكاؤك سيان ...