ويقولون: جعله الله دُخراً في الآخرة، وهذا دخيرة من دخائر الملوك. والصواب بالذال المعجمة في جميع ذلك.
فأما قولهم: ادّخرت ادِّخاراً وهو مُدَّخر، فإنما انقلبت دالاً للإدغام لأن الأصل اذدخرت واذتخرت ومذتخر. ومثلُ ذلك مُدَّكِر.
فإذا قلت: مذخور فهو بالذال معجمة لأنه لا إدغام فيه، وإنما هو كقولك مذكور.
*******
ويقولون لِما نتأ في بدن الإنسان وسائر جسمه من علّة أو مهنَة: دَرَن. وليس كذلك.
إنما الدّرَن الوسَخُ يعلو الجِسْم وغيرَه، ومن أمثالهم: لا دَرَنَكِ أنقيتِ ولا ماءَكِ أبقيتِ.
*******
العامة تقول: دَرِيَ بكسر الراء. والصواب فتحها.
*******
ويقولون: دَعْبل فيفتحون. والصواب: دِعْبِل على مثال فِعْلِل، والدِّعْبِل: الناقة المُسنّة، وبه سمي الرجل.
قلت: هو أبو عليّ دِعْبِل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور الهجاء للخلفاء، ولكنه كان مدّاحاً لآل البيت رضوان الله عليهم، توفي سنة ست وأربعين ومائتين.
*******
تقول العامة للصوص: ذُعّار، بالذال معجمة. والصواب: دُعّار، بالدال المهملة، مأخوذ من العود الدَّعِر، وهو الذي يؤذي بكثرة دخانه، قال ابن مقبل:
باتتْ حواطِبُ ليلى يلتمسنَ لَها == جَزْلَ الجِذَى غيْرَ خوّارٍ ولا دَعِرِ
*******
ويقولون لضرب من الشجر: دَفْلَة. والصواب: دِفْلَى على مثال فِعْلى، والألف للتأنيث، قال أبو علي: العرب تقول: هو أمرُّ من الدِّفْلَى وأحلى من العسل.
*******
ويقولون: دِفْتَر، بكسر أوّله. والصواب: دَفْتَر بالفتح على مثال فَعْلَل؛ لأن فِعْلَلاً قليل، وإنما جاء منه حروف يسيرة.
*******
ويقولون: دِقْنٌ. والصواب ذَقَنٌ.
قلت: يريد أنهم يقولونه بكسر الدال وسكون القاف، لأنّه نظّره فيما بعد بقولهم كِفْل في كفَل، والصواب ذَقَنٌ بالذال معجمة والقاف مفتوحة، وذقَنُ الإنسان: مجمع لِحْيَيْه.
*******
ويقولون: دِكْدان. والصواب دَيْدَكان، بزيادة الياء وفتح الدال، وهي فارسية.
*******
ويقولون: دَلَّ فلان على صديقه، إذا وثِقَ بمحبته فأفرط عليه. والصواب: أدَلّ، ومن أمثالهم: أدَلَّ فأمَلّ.