سمعت أحد الأطباء يقول خذ حبة سم ولا تأخذ مضاد حيوي دون سبب أو بشكل اعتباطي
ومنذ أشهر كنا في زيارة لأحد الأطباء في مدينة أبي الفداء
وهو مختص غدد صم
فقال لي وردتني حالة محولة من طبيب عظمية
والمريض كسر ظهره أثناء حمله لباب حديد رغم أنه شاب وحداد
وتبين أنه مصاب بهشاشة في العظام
فسأله عن عاداته وماذا يأخذ من الأدوية فقال إنه كلما أصيب بالزكام أخذ إبرة ديسكا
فقال الطبيب لو تمكنت لمنعت هذا الدواء من كل الصيدليات لما له من أضرار بالغة خاصة مع سوء الاستخدام
أخي الفاضل أستاذ طارق:
سؤالك في غاية الأهمية, لأنه وللأسف الشديد يوجد عادات سيئة بمجتمعاتنا العربية من المحيط إلى الخليج, ومنها...أن المريض بمرض ما يحب أن يأخذ آراء أصدقائه وجيرانه, ويطبق تجاربهم على نفسه, كما أن بعض الجهلة يفتون بما لا يعلمون, ويصفون وصفات لأمراض وكأنهم حكماء وأطباء.وتناول المضادات الحيوية بشكل اعتباطي بدون مبرر عمل خاطىء, المضادات الحيوية لها استطبابات معينة حسب المسببات من أنواع الجراثيم, فمثلاًما يوصف لقتل المكورات العنقودية أوالسبحية لايوصف للعصيات الكولونية أو الفطور أو البسودوموناس...وأفضل أن يوصف المضاد الحيوي عن طريق الأطباء فقط وبعد الإختبارات وتأكيد التشخيص..
ومن الأدوية السحرية التي تقلل الحالات الإلتهابية عموماً أو تخفيها وتخمدها مركبات الستيروئيدات(الكورتيزونات بأنواعها)وغالباً ما توصف هذه للحالات غير معروفة السبب كالأمراض الروماتيزمية والسرطانات والأمراض التنكسية...الخ إما بشكل حقن موضعية أو عضلية أو وريدية أو حبوب أو مراهم جلدية لأمراض الجلد المستعصية مثل الصدف أو أمراض الحساسية.وضمن شروط و استطبابات محددة ولفترة محددة, وتوصف بجرعات تدريجية وإيقافها يجب أن يكون تدريجي....
وقد يحصل أن المريض الجاهل يتناولها بدون وصفة الطبيب ويغرّه سحر نتائجها .. أما مخاطرها فيكون بشكل ناخر لجسمه(كالقرحات الهضمية) وزيادة ضغط الدم عنده, وقد يصاب بالسكري على المدى البعيد من جراء تأثيراتها الجانبية, وإن كان طفلاً يصاب بانغلاق مشاشات النمو ويقف نمو العظام عنده بشكل مبكر ويصبح قصيراً.. و كذلك يصاب بعظمه(هشاشة العظام) وكم من مريض يستخدم بخاخ الأنف للحساسية وبداخله الكورتيزون, وبعد مدة يظهر عنده كسور عفوية بالورك أو الفقرات أو الرسغ, من رض خفيف نتيجة الهشاشة الصامتة والخفية من حيث لايدري. وما ذكرته من مثال صحيح تماماً وشائع في مجتمعنا..وفي عيادتي جهاز حديث أقيس به الكثافة العظمية(b-m-d)واختباره سهل عن طريق موجات فوق صوتية تتوجه على مؤخرة القدم ويقاس ارتدادها بخطوط بيانية من الجهاز وأطبع النتائج بالطابعة وأعطيه للمريض مع الشرح والنصح أو العلاج اللازم....
ومن خلال عملي هذا اكتشفت حالات من الأوستيوبينيا(تلين العظام من نقص الكالسيوم) دون الهشاشة(osteoporosis) بدرجات متفاوتة,كثيرة جدا جداً ...أكثر مماكنت متوقعاً...وخاصة عند من يستعملون الكورتيزونات لسبب ما ,,وكذلك عند النساء اللواتي لايخرجن خارج المنزل ويتعرضن لأشعة الشمس ...و يَنْحَرمْنَ من تشكيل فيتامين دي(vitd3) الذي هو هام جداً لإستقلاب الكالسيوم ,و من ثم تثبيته ووضعه في العظام, مما يؤثر على الكثافة العظمية وينقصها و بالتالي تظهر أعراض نقص الكالسيوم بالجسم بعدها...
وللأسف الشديد بالسعودية ذات الشمس الساطعة, تُحْرَم أعداد كبيرة من النساء والفتيات والأطفال, من التعرض لفائدتها ...وأنتم تعرفون الأسباب...
يجب على المريض أن لا يستخدم أي دواء بدون مشورة الطبيب حتى البنادول, وأن لايُعْطي أذنَه للمُنَظِّرين ولجيرانه اللذين ينصحون ويفتون بغير علم.
أما عن الشق الثاني لسؤالك:
فقد يضطر اي شخص للمسكنات وقد يتعذر وجود الطبيب وهنا لامانع من استخدام البنادول لأن أضرار البنادول قليلة جدا..ويُسمح للحوامل بعد3أشهر من بداية الحمل, بتناوله لأيام محددة وبجرعات خفيفة عند الضرورة.. ويخشى من سوء إستخداماته وكثرة رواجه من تجارته الرابحة ..ولكن مايزال إلى الآن يعتبر البنادول مسكن جيد وأقل ضرراً من سواه,ويعتبر بشكل عام آمن, لكن قد يؤثر على الكبد ويزيد من نتائج تحاليل وظائف الكبد عند من يستخدمونه بكثرة, أي يؤثر على الكبد والكلى بجرعات عالية أو سمية...