رائع
مادة تسرني وتجعلني أطرب
|
رائع
مادة تسرني وتجعلني أطرب
أسواق المربد
يوسف ناصر العلي
... مربد البصرة، عكاظ العرب في العصر الإسلامي، وأشهر محلاتها وأسواقها، ومنتزه من منتزهاتها، ومألف أشرافها وساحة من ساحات حروبها تنتظم فيه حلقات الشعراء حيث يتناشدون أشعار الغزل والمدح والهجاء، وهو مجمع الحجاج، وملتقى الطرق البرية والميدان الذي به يلتقي اللغويون بالأعراب لتلقف الفصاحة شفاها، وإذا كان الكلاء مرفأ البصرة النهري، فالمربد مرفأها البرى به يتم تبادل العطاء بين الحاضرة والبادية، وكان الطريق التجاري يخترق البصرة من غربها إلى شرقها متمثلا بسكة المربد حيث يتم نقل البضائع من البادية إلى الأنهار وبالعكس، وفي رأى البعض: إن البصرة لم تكن شيئا لولا المربد فهو عينها.
واكبر محلاتها بقيت محلة المربد عامرة إلى أوائل القرن الثامن أواخر القرن السابع، وقد ذكرها ياقوت الحموي (ت 626هـ) وقال أنها تبعد ثلاثة أميال عن البصرة وذكر أنها أصبحت مفردة بعد أن خربت بعض المحلات التي كانت منازلها تصل البصرة بالمربد، ولم يذكرها ابن بطوطة عندما زار البصرة في عام 727 هـ ، ومن معالم المربد المهمة، المدرسة النظامية، وقد بقيت إلى أوائل القرن الثامن حيث هدمت وبنيت من جديد داخل ا لبصرة كما يروى صاحب تجارب السلف، وبالمربد قصور بعض أشراف البصرة، ففي الشمال يقع قصر ضمرة بن المغيرة بن المهلب، وفي الغرب دور سليمان ابن على وأولاده إسحاق وجعفر وعيسى ومحمد ودور أخرى وبه مسجد الأنصار وقبر الزبير بن العوام.
والمربد غرب البصرة، تحاذي خطط بكر بن وائل وهزان والندب ونهد ومقابر بنى تميـم ـ مازن وشيبان وكليب ـ من الشرق، والمحدثة من الجنوب، والجبانة العامة من الغرب والجنوب الغربي حيث تختلط منازل أهل المربد بالقبور.
أهم أسواق المربد
سوق الإبل: باكورة أسواق البصرة وبها سمي المربد مربدا، لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل، ومن المحتمل أنها تضم بائعي الغنم، والجداء، وبائعو السمن، والأكافين الذين يعملون أقتاب الإبل.
سوق التبانين: وهم بائعي التبن ، وتستخدم هذه المادة علفا للإبل، ومن المرجح أنهم لا يبعدون كثيرا عن سوق الإبل .
سوق الوزانين : في جنوب المربد وفي ظل مسجد الأنصار وتعرف بشمس الوزانين، لأن الشمس لا تفارقها خلال النهار، وهذا يرينا أنها من الأسواق المكشوفة، وترد أخبارها خلال القرنين الأول والثاني).
سوق العطارين: وتعرف بسكة العطارين، ويبيعون البهارات، والعطور والبخور، وأدوات الزينة، ويصنعون البنفسج والماورد.
وتقرب هذه السوق من الوزانين، ويتمتع عطارو البصرة بسمعة طيبة، فقد استعان بهم والي الأحواز لعمل عطور له، ويستخدمون غلمانا من السند للبيع في محلاتهم، وبقربهم الصيدلانيون باعة الأدوية والحشيش والعقاقير، ويسمون بالبربهاريين، والبزارون الذين يستخرجون الدهن من البذور.
سوق الدباغين: وتنتشر حوانيتها على فم سكة المربد وتمتد إلى المربد، وبها قصر زربى الذي يقابل بني ********* ويشرف على المربد.
سوق الضباب: وهي سوق معروفة مكشوفة تقام في ظل دار جعفر بن سليمان العباسي، حيث تباع الضباب التي يأكلها أعراب البادية.
سوق الوراقون: سوق كبيرة تحوي حوانيت بائعي الكتب ومستنسخيها وكتبه المصاحف، وباعة الحبر والأقلام وصناعة الرق البصرية، ومن المهن التي ذكرت في المربد، حوانيت خبز الأرز والشواء والحجامين، وفي خارجها تنتشر الجصاصات حيث يصنع الجص الذي يستهلك البصريون كميات كبيرة منه...
د. أبو شامة المغربي
أسواق العربأحمد سعد الدين
... سوق المِرْبَد: أشهر أسواق العرب بعد الإسلام، تقع في مدينة البصرة، والمربد: محبس الإبل ومربطها، والمربد أيضًا بيدر التّمر لأنه يُرْبَدُ فيه فيشمَّس، والرُّبدة لون إلى الغبرة.
ومربد البصرة هذا متسع للإبل تَرْبُدُ فيه للبيع، وكان في الأصل سوقًا للإبل منذ أيام الخلفاء الراشدين حتى إذا كان عهد الأمويين اتسع وصار سوقًا عامة تتخذ فيه المجالس ويخرج إليها الناس كل يوم وتتعدد فيه الحلقات يتوسطها الشعراء والرجّاز ويؤمّه الأشراف وسائر الناس، يتناشدون ويتفاخرون ويتهاجون ويتشاورون وكان له شأن كبير في ذلك العصر حتى قال جعفر بن سليمان الهاشمي "العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة وداري عين المربد".
وظلّ على مجده هذا حتّى خربت البصرة وتقلّص عمرانها فخرب وصار بينه وبين البصرة نحو ثلاثة أميال على عهد ياقوت الحموي الذي ذكر هذا في معجم البلدان، وكان للمربد شأن عظيم في اللّغة قريب من شأن عكاظ لولا امتياز عكاظ بموقعه في وسط الجزيرة العربية، وبعده عن مناطق العجمة.
ومهما يكن من أمر فقد كان له أثره الكبير في اللغة والأدب، حيث كان يعجُّ بالفصحاء الأعراب، وأعلام الرواة العلماء يجمعون الفصاحات ويتصيدون الشواهد التي أسس النحاة عليها قواعدهم وأصلحوها، كما كانت فيه حلقات الرجَّاز مثل رؤبة بن العجاج وأبي النجم العجلي، والشعراء مثل جرير والفرزدق وذي الرمَّة والراعي النميري، وكان المربد أيضًا ساحة مشهورة لفن خطير من فنون الشعر هو النقائض.
واستمر المربد يؤدي رسالته وغرضه حتى العهد الأول من العصر العباسي، والمربد هو السوق الذي ورث مكانة سوق عكاظ وحلّ محلّه، لأن الإسلام لما حلّ بالجزيرة العربية ضعف شأن الشعر لانصراف الناس إلى الفتوح وانشغالهم بالقرآن والسُّنة وأحكام الدّين، فتضاءل أمر سوق عكاظ وأخذ مربد البصرة يتنامى، فكان قبلة العلماء والشعراء، يأخذون عن مرتاديه ويدوِّنون ما يسمعون فكانت تلك أزهى عصوره.
د. أبو شامة المغربي
معالجة المادة المعجميّة في المعاجم اللفظـيّة القديمة
د. محمد بن سعيد الثبيتي
... لا يمكن الحديث عن جمع المادة المعجميّة بمعزل عن جمع المادة اللغويّة حيث كانت العناية الأولى بجمع المادة اللغويّة استجابة إلى ما توجبه المحافظة على القرآن الكريم، وتفهم معانيه من حفظ مادته اللغويّة، وما ترمي إليه من دقيق الدلالة والمغزى وصحيح المبنى والمعنى.
وعلى ضوء ذلك شمّرالأوائل من أئمة اللغة فأخذوا يجمعون اللغة وكان هدفهم الأول جمع الكلمات الغريبة وتحديد معانيها، ويعدّ (المربد) بالبصرة أول محطة رأى فيها العلماء وطلاب العربية تحقيق ذلك الهدف حيث كان (المربد) من أسواق البصرة التي يقصدها الأعراب للمتاجرة ولتبادل المنفعة، وربما حضر بعضهم وليس عنده سلعة يبيعها ولا رغبة في شراء، وإنّما جاء ليشبع رغبته في القول والإنشاد واستماع الشعر والأخبار كما هي عادة العرب في أسواقها، وكان أهل البصرة يخرجون إلى هذه السوق وبينهم فئة من رواة اللغة وطلابها جاءوا ليدونوا ما يسمعون عن هؤلاء الأعراب، وكان من بين هؤلاء الفئة الأصمعيّ؛ إذ يقول :
((جئت إلى أبى عمرو بن العلاء فقال: من أين جئت يا أصمعي، قلت: من المربد. قال: هات ما معك، فقرأت عليه ما كتبت في ألواحي، ومرّت به ستة أحرف لم يعرفها، فأخذ يعدو في الدّرجة قائلاً: شمّرت في الغريب ياأصمعيّ)).
د. أبو شامة المغربي
جاء في صحيفة الرياض الخبر الآتي:
افتتحت في مدينة البصرة جنوبي العراق السبت أعمال مهرجان المربد الشعري الذي تقيمه وزارة الثقافة العراقية بالتعاون مع اتحاد الأدباء في البصرة تحت شعار ( مبدعو العراق ضميره الحي ).
وقال المتحدث الإعلامي باسم المهرجان صبيح عمر في تصريح صحافي نقلته وسائل الإعلام العراقية :إن أكثر من 300شخصية ثقافية تم توجيه دعوات خاصة لها لحضور المهرجان من داخل العراق وخارجه وأن عددا كبيرا منهم بدأ منذ يوم الخميس بالتوافد على مدينة البصرة.
وأوضح أن افتتاح المهرجان كان بسيطا تخلله تقديم أوبريت بعنوان ( الوطن المفقود ) عن قصيدة للشاعر نزار قباني .وسيتم خلال المهرجان عقد جلسات شعرية مفتوحة وجلسات نقدية تضم محاور عدة منها ( قصيدة النثر والثقافة والعنف ودراسة في شعر عبدالكريم كاصد)
وسميت الدورة الحالية للمهرجانباسم عبدالكريم كاصد وهو أحد شعراء البصرة المنفيين من النظام البائد طيلة أربعة عقود خلت.
وسيقام على هامش المهرجان معرض خاص للفنون التشكيلية وتقيمه نقابة الفنانين في البصرة ومعرض للتصوير الفوتغرافي الخاص بمعالم البصرة وتراثها وفلوكلورها تقيمه الجمعية العراقية للتصوير في محافظة البصرة .
وكانت الحكومة العراقية قد خصصت 200مليون دينار عراقي لتغطية نفقات إحياء مهرجان المربد الشعري.
وجدت مادة جميلة عن المربد في كتاب الامتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي
وفيه رأي ابن المقفع في أمة العرب ورأيه في الامم الأخرى
لا زلت أبحث عن كتابه في الشبكة
الكتاب لدي إن أردت أن أنقل ما ورد فيه بشأن المربد فسأفعل لكن أخبرني في أي موضوع وردت الإشارة وفي أي مجلس ؟Originally Posted by طارق شفيق حقي
(1)
المربد"...كما اشتهرت مكة في الجاهلية بسوق عكاظ، فقد اشتهرت البصرة بالمربد، بل إن المربد كان أعظم أثرا، وأكبر مساحةً، وأطول عمراً من سوق عكاظ بعشرات المرات، ولم يكن أثره يقتصر على مدينة البصرة فحسب، وإنما امتد وشع نوره إلى كل العالم الإسلامي، فكان المدرسة التي نما فيها الشعر، وبنيت فيها قواعد اللغة العربية، وتم إثراء الفقه من خلاله، وتخرج منها الكثير من الشعراء، والأدباء، والفقهاء، واللغويون، وما زال العالم الإسلامي يدين إلى المربد بقواعد اللغة العربية التي حفظت لغة القرآن من الضياع وكلام العرب من والتغيير.
المربد الذي تخرج منه جرير، والفرزدق، وبشار بن برد، وأبو النؤاس، الفراهيدي، وسيبويه، وغيرهم من قمم أعلام اللغة، والشعر، والفقه، والتي كان الآخرون لها تبعاً وتلاميذ..."
(2)
القبائل العربية التي سكنت البصرة عند تمصيرها"...عندما تقرر بناء البصرة أرسل الخليفة عمر بن الخطاب ما يقرب من ستين ألف شخص من القبائل المختلفة ليسكنوا المدينة لتكون قاعدة لتسيير الجيوش منها إلى المناطق الشرقية، ولعل أهم القبائل التي سكنتها كانت:القساملة: وهم من قبائل اليمن.الأزد: من قبائل العرب المشهورة.بني الحندق: وهم من القبائل المتحالفة مع قبيلة بني تميم المشهورة.بنو النجار: وهم بطن من الخزرج أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وأخواله.بنو الليث: وهم بطن من كنانة.بنو العنبر: حي من تميم.بنو الأشعر: بطن من سبأ من اليمن.بنو العنبس: بطن من بني أمية.بنو العبس: بطن من قبائل غطفان، وقد اشتهر منهم في الجاهلية شاعرهم وفارسهم عنترة بن شداد العبسي.بنو العتيك: حي من قبائل الأزد، وأشهر بيوتهم بيت آل الهلب بن أبي صفرة.بنو الجوني: حي من قبائل الأزد.بنو الأسلم: بطن من خزاعة.بنو الحارث: بطن من قبيلة مدجح.بنو النخع: من قبائل اليمن المشهورة.بنو الحتات: قبيلة من اليمن سكنت في ضواحي البصرة، لهم محلة تعرف باسمهم.بنو تميم الرباب: هناك ستة قبائل متحالفة يطلق عليهم العالبة، وهم قريش، وكنانة والأزد، وبجيلة، وخثعم، وقيس.بنو الرباب: حي من أحياء تميم.بنو إبراهيم: حي من أحياء العرب.بنو الحصن: حي من أحياء العرب.بنو الأنصار: وهم من الأوس والخزرج.بنو بكر بن وائل: وهم من قبائل العرب المشهورة.بنو بجلة: من القبائل العدنانية.بنو باهلة: من القبائل العدنانية المعروفة، ومنهم القائد العربي المشهور قتيبة بن مسلم الباهلي الذي احتل أواسط آسيا، ودفعت له ملوك الصين الجزية.بنو جديد: حي من أحياء اليمن.بنو جذيمة: بطن من بطون قبيلة طي المشهورة، والتي اشتهر منها حاتم الطائي.بنو جحدر: بطن من بطون قبائل بكر بن وائل المشهورة.بنو دارم: بطن من بطون قبيلة تميم المشهورة.بنو هذيل: حي من أحياء القبائل المضرية.بنو وديعة: بطن من بطون قبيلة تيم الله.بنو زمان: بطن من بطون قبيلة تيم الله أيضا.بنو حيمان: بطن من بطون تميم.بنو حرام: بطن من بطون قبيلة فزارة واشتهر منهم القاسم الحريري صاحب القامات الشهيرة بمقامات الحريري.بنو حبش: يقال إنهم بطن من بطون قريش، ويقال إنهم من خزاعة، ويقال أيضا إنهم من كنانة، سمّوا بهذا الاسم نسبة إلى جبل في أسفل مكة يقال له حبش.بنو حدان: بطن من بطون قبيلة الأزد.بنو حرب: بطن من بطون الأزد أيضاً.بنو حمير: حي من أحياء اليمن يعودون إلى مملكة سبأ.بنو حريم: بطن من بطون تميم.بنو حنظلة: بطن من بطون تميم ايضاً.بنو يشكر: بطن من بطون بكر بن وائل.بنو يربوع: بطن من بطون تميم، ومنهم الشاعر المشهور جرير الذي عاش في صدر الدولة الأموية.بنو كنانة: بطن من بطون مضر، وقد ادعى الجاحظ أنه منهم.بنو كندة: قبيلة مشهورة من قبائل كهلان اليمنية وينتسب إليهم أشهر شعراء الجاهلية امرؤ القيس، وكانوا يدعون أنفسهم بملوك اليمن، وذلك قبل الإسلام.بنو مزينة: بطن من بطون طانجة من العرب العدنانية.بنو مرداس: ومنهم الشاعر والصحابي العباس بن مرداس.بنو مذجح: قبيلة عربية مشهورة.بنو مجاشع: بطن من بطون تميم، من أشهر رجالهم الأقرع بن حابس الذي أعلن إسلامه، وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، وكذلك منهم الشاعر الشهير الفرزدق الذي عاصر جرير، وكانت بينهم معارك شعرية اشتهروا بها، وكان يقال: لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة العربية، حيث استطاع أن يحفظ الكثير من مفردات اللغة العربية في أشعاره.بنو نباتة: وهم من كنانة وكانت لهم محلة تعرف باسمهم.بنو ناجية: وهم من قبيلة قضاعة المشهورة.بنو *********: وهم من قضاعة أيضا.بنو نمير: بطن من بطون عامر بن صعصعة، وقد اقترن اسمهم ببيت هجاهم به الشاعر جرير فقال:فغض الطرف إنك من نمير*فلا كعباً بلغت ولا كلابابنو سمرة: بطن من بطون قريش.بنو سعد: قبيلة عربية معروفة، وهم أولاد عم قبيلة تميم.بنو سامة: بطن من بطون قريش.بنو سدوس: بطن من بطون ذهل بن شيبان.بنو سهم: بطن من بطون باهلة.بنو عبد شمس: بطن من بطون قبائل حمير اليمانية .بنو رياح: بطن من بطون تميم.بنو رفاعة: بطن من بطون قضاعة.بنو رقاش: بطن من بطون بكر بن وائل.بنو راسب: بطن من بطون جرهم من قبائل اليمن المعروفة.بنو شيبان: قبيلة مشهورة من قبائل العراق قبل الفتح الإسلامي، وكانت لهم معركة مع الفرس في ذي قار انتصروا فيها على الجيش الفارسي، وكان زعيمهم يوم ذاك هانئ بن مسعود الشيباني، وكان زعيمهم أثناء الفتوحات الإسلامية، المثنى الشيباني، والذي يعتبر الفاتح الحقيقي للعراق، وهو الذي شجع العرب على حرب الفرس، وقد كانوا قبل ذلك يهابونهم بشدة، وشيبان فخذ من قبائل بكر بن وائل.بنو تميم: وهم أكبر القبائل التي سكنت البصرة، وأشهر زعمائها الأحنف بن قيس المشهور بالحلم.بنو ثقيف: بطن من بطون هوازن، وكانت مساكنهم في الجاهلية هي الطائف قرب مكة، ومنهم المختار الثقفي الذي أخذ بثارات الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان أبوه أبو عبيد قائد الجيش الإسلامي في العراق، وتولى القيادة بعد استشهاده المثنى بن حارثة ثم سعد بن أبي وقاص، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي.بنو خزاعة: قبيلة مشهورة سكنت البصرة وكان لهم سوق كبير يعرف بسوق خزاعة.بنو غطفان: قبيلة عربية مشهورة..."د. أبو شامة المغربي
مدينة البصرة
*****
ثغر العراق الباسم وجنة النخيل، تقع على الضفة الغربية من شط العرب على بعد حوالي (67) كم من الخليج العربي، و(549) كم من بغداد، وهي منفذ العراق لأقطار الخليج العربي والشرق الأقصى بحرا.
مدينة البصرة عربية إسلامية النشأة، أسسها عتبة بن غزوان عام 16هـ / 637 م، في خلافة عمر بن الخطاب، وسميت كذلك نسبة إلى البصرة وهو نوع من الحجر الأبيض بنيت به المدينة، وبالقرب منها جرت موقعة الجمل عام 36هـ / 656م بين علي وبين عائشة وطلحة والزبير، ونظرا لموقع البصرة الجغرافي كانت مركزا لكثير من الثورات السياسية والفكرية، منها ثورة الخوارج والزنج والقرامطة، وفيها ظهر مذهب الأشاعرة.
وقد مرت مدينة البصرة بخمس مراحل في إنشائها: كانت الأولى حين كتب عتبة بن غزوان للخليفة عمر رضي الله تعالى عنه أنه لا بد للمسلمين من منزل يشتون به إذا شتوا، ويسكنون فيه إذا انصرفوا من الغزو، فوافق الخليفة عمر، واختار عتبة الموقع، فكانت البداية متواضعة، إذ ضربوا الخيام، والقباب، والفساطيط ولم يكن بناء.
والمرحلة الثانية حين بنى الناس مساكن بالقصب، وهو متوفر في تلك الناحية فبني المسجد ودار الإمارة ودونه الرحبة، وهي رحبة بني هاشم وفيها السجن والديوان، فكانوا إذا خرجوا للفتح نزعوا ذلك القصب، وحزموه وصفوه، حتى إذا رجعوا أعادوا بناءه.
وفي المرحلة الثالثة استعملوا بناء اللبن، والطين، وسقف الخشب، وكتب إليهم عمر قد كنت أكره لكم ذلك، فإذا فعلتم فعرضوا الحيطان، وأرفعوا السمك، وقاربوا بين الخشب.
وكانت أول دار بنيت في البصرة دار نافع بن الحارث، ثم دار معقل بن يسار المزني، وكان ذلك في العامين الأوليين ما بين 14هـ / 636 م و16هـ / 634م.
وتوالى على البصرة من بعد عقبة مجاشع بن مسعود السلمي، ثم المغيرة بن شعبة الثقفي، ثم جاء أبو موسى الأشعري ما بين عامي 17-29هـ / 638 -650م، وشرع في تغيير هيكل المنشآت الدينية والإدارية والمدنية في البصرة، فبنى المسجد، ودار الإمارة باللبن والطين، وغرس النخل، وتسابق الناس إلى زراعة الأرض المتروكة.
وقد جعلت البصرة أخماسا في مواقع خمسة للقبائل هي محلة أهل العالية، وهم في قلب المدينة بين المربد والجامع، وأغلبهم من قريش، وقد نزحوا إلى البصرة قبل عام 40هـ / 661م، ومحلة الأزد، وموقعها إلى الشمال الغربي من المدينة، وهم القبائل اليمنية القادمة من عسير وعمان وأكثرها عددا، ومحلة بني تميم المضريين، وتقع في الجنوب الشرقي من المدينة، وهي تلي الأزد في العدد، وتقسم اجتماعيا ما بين دارم وحنظلة، ومحلة بني بكر بن وائل في القسم الأوسط من شمال شرقي البصرة، ومنهم جماعة ربيعة وسدود وذهل، ومحلة بني عبد القيس على الطرف الشمالي الشرقي من البصرة، وهي جماعة بحرية، ولديهم بنيت مدينة الرزق على النهر.
وكان لكل محلة دسكرة إلا تميم وأزد فلهما دسكرتان، ولكل دسكرة مسجد، فثمة سبعة مساجد، منها مسجد العلافين في الفرضة، ومسجد همدان من الأزد، ومسجد بني عدي من الأزد، ومسجد بني مجاشع، ومسجد عاصم.
ومع انتقال مركز الخلافة إلى الشام، استمرت البصرة في التوسع وكثر عمرانها، وبذل الأمويون جهودا كبيرة في إظهارها بالمظهر اللائق كمركز مهم من مراكز ولاة الإقليم في بداية الحكم الأموي، وصاحب هذا التقدم العمراني نموا واضحا في الصناعة والزراعة والتجارة وفنون أخرى.
وفي العصر العباسي الأول ازدهرت البصرة، وذاعت شهرتها وقصدها طلاب العلم، والأدب، واللغة، وبرز فيها أعلام كان لهم دور بارز في علوم اللغة، والفقه، والأدب، ولكن هذا التقدم الذي شهدته لم يدم طويلا فاحتلها صاحب الزنج سنة 257هـ / 781م، وعاث فيها فسادا، فخرب مبانيها، وقتل الكثير من أهلها، وتعرضت لنكبة أخرى عندما احتلها القرامطة سنة 311هـ / 924م ،فخربوا ودمروا كل ما وقعت عليه أيديهم.
وفي سنة 656هـ / 1258م استولى المغول على البصرة، وكذلك استولى عليها العثمانيون عام 941هـ / 1534م.
ولم تسترد البصرة أيام عزها بعد ذلك، فكانت الحياة فيها تتأثر بالمشاكل والمشاحنات بين القادة والوزراء في العاصمة، فقل الإقبال على السكنى فيها، وبدأ الناس يهجرونها، فتناقص عدد سكانها حتى هجرت تماما في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، وتحول معظم السكان إلى البصرة الحديثة التي حلت محل البصرة القديمة.
المــــــربد*****
"... سوق المربد الذي كان على غرار سوق عكاظ، والمربد في اللغة هو السوق الذي تباع فيه الإبل أو هو متسع الإبل التي تربد فيه للبيع، وقد تحول هذا السوق في عهد الأمويين إلى سوق عامة يخرج إليها الناس كل يوم، ويذهب كل منهم إلى مربعه أو حلقته أو شاعره، وقد كان يتوسط هذه الحلقات الشعراء، والرجاز، وربما كان أبرزهم جرير، والفرزدق، والأخطل، وذا الرمة، وكما كان عكاظ صار المربد مرتعا لكل القبائل لعرض أشعارها ومفاخرها، وأصبح في العصر العباسي أثرا مهما على الجميع زيارته والإطلاع على ما يجري فيه، وقد نضجت في هذا العصر الحركة الأدبية، وأنجبت أهم الشعراء، والنحاة، والأدباء، ولعل أهمية المربد تأتي من أهمية البصرة المدينة المتعددة الأعراق، والثقافات، والعادات، وربما هذه أيضا هي ميزة المربد على عكاظ، والأسواق العربية الأخرى سواء في الجاهلية أو في الإسلام، والتي تقول بعض كتب التاريخ أنها بلغت 25 سوقا، فبعد أن كانت هذه الأسواق حصرا على أقوام الجزيرة والحجاز، كان في المربد متسعا لجميع الأعراق من فرس، وصينيين، وهنود، وزنج، وأقباط، وعرب بثقافتهم المتعددة، وكان هذا هو السبب الأهم في ازدهار البصرة الثقافي، والعلمي، والأدبي ووجود عباقرة مثل عبد الله بن المقفع، وخالد بن صفوان، والفراهيدي، والجاحظ، والكندي، وأبا نواس وغيرهم..."(علي أبو عراق)*****
د. أبو شامة المغربي
Last edited by أبو شامة المغربي; 07/06/2006 at 03:19 PM.
إلى الأخ الحبيب والأستاذ الأديب اللبيب طارق حقيلعلك تقصدهذا الخبر في كتاب الامتاع والمؤانسةلأبي حيان التوحيديوهأنذا أقدمه هدية لأخي الحبيب :
الليلة السادسة
ثم حضرته ليلةً أخرى فأول ما فاتح به المجلس أن قال: أتفضل العرب على العجم أم العجم على العرب? قلت: الأمم عند العلماء أربع: الروم، والعرب، وفارس، والهند؛ وثلاث من هؤلاء عجم، وصعبٌ أن يقال: العرب وحدها أفضل من هؤلاء الثلثة، مع جوامع مآلها، وتفاريق ما عندها. قال: إنما أريد بهذا الفرس. فقلت: قبل أن أحكم بشيء من تلقاء نفسي، أروي كلاماً لابن المقفع، وهو أصيلٌ في الفرس عريق في العجم، مفضل بين أهل الفضل؛ وهو صاحب اليتيمة القائل: تركت أصحاب الرسائل بعد هذا الكتاب في ضحضاح من الكلام. قال: هات على بركة الله وعونه. قلت: قال شبيب بن شبة: إنا لوقوفٌ في عرصة المربد - وهو موقف الأشراف ومجتمع الناس وقد حضر أعيان المصر - إذ طلع ابن المقفع، فما فينا أحد إلا هش له، وارتاح إلى مساءلته، وسررنا بطلعته؛ فقال: ما يقفكم على متون دوابكم في هذا الموضع? فوالله لو بعث الخليفة إلى أهل الأرض يبتغي مثلكم ما أصاب أحداً سواكم، فهل لكم في دار ابن برثن في ظلٍ ممدود، وواقيةٍ من الشمس، واستقبال من الشمال، وترويحٍ للدواب والغلمان، ونتمهد الأرض فإنها خير بساط وأوطؤه، ويسمع بعضنا من بعض فهو أمد للمجلس، وأدر للحديث. فسارعنا إلى ذلك، ونزلنا عن دوابنا في دار ابن برثن نتنسم الشمال، إذ أقبل علينا ابن المقفع، فقال: أي الأمم أعقل? فظننا أنه يريد الفرس، فقلنا: فارس أعقل الأمم، نقصد مقاربته، ونتوخى مصانعته. فقال: كلا، ليس ذلك لها ولا فيها، هم قوم علموا فتعلموا، ومثل لهم فامتثلوا واقتدوا وبدئوا بأمر فصاروا إلى اتباعه، ليس لهم استنباط ولا استخراج. فقلنا له: الروم. فقال: ليس ذلك عندها، بل لهم أبدانٌ وثيقة وهم أصحاب بناء وهندسة، لا يعرفون سواهما، ولا يحسنون غيرهما.
قلنا: فالصين. قال: أصحاب أثاثٍ وصنعة، لا فكر لها ولا روية. قلنا: فالترك. قال: سباع للهراش. قلنا: فالهند. قال: أصحاب وهم ومخرقة وشعبذة وحيلة. قلنا: فالزنج: قال: بهائم هاملة. فرددنا الأمر إليه. قال: العرب.
فتلاحظنا وهمس بعضنا إلى بعض، فغاظه ذلك منا، وامتقع لونه، ثم قال: كأنكم تظنون في مقاربتكم، فوالله لوددت أن الأمر ليس لكم ولا فيكم ولكن كرهت إن فاتني الأمر أن يفوتني الصواب، ولكن لا أدعكم حتى أبين لكم لم قلت ذلك، لأخرج من ظنة المداراة، وتوهم المصانعة؛ إن العرب ليس لها أولٌ تؤمه ولا كتابٌ يدلها، أهل بلد قفر، ووحشةٍ من الإنس، احتاج كل واحد منهم في وحدته إلى فكره ونظره وعقله؛ وعلموا أن معاشهم من نبات الأرض فوسموا كل شيء بسمته، ونسبوه إلى جنسه وعرفوا مصلحة ذلك في رطبه ويابسه، وأوقاته وأزمنته، وما يصلح منه في الشاة والبعير؛ ثم نظروا إلى الزمان واختلافه فجعلوه ربيعياً وصيفياً، وقيظياً وشتوياً؛ ثم علموا أن شربهم من السماء، فوضعوا لذلك الأنواء؛ وعرفوا تغير الزمان فجعلوا له منازله من السنة؛ واحتاجوا إلى الانتشار في الأرض، فجعلوا نجوم السماء أدلةً على أطراف الأرض وأقطارها، فسلكوا بها البلاد؛ وجعلوا بينهم شيئاً ينتهون به عن المنكر، ويرغبهم في الجميل، ويتجنون به على الدناءة ويحضهم على المكارم؛ حتى إن الرجل منهم وهو في فجٍ من الأرض يصف المكارم فما يبقى من نعتها شيئاً، ويسرف في ذم المساوىء فلا يقصر؛ ليس لهم كلام إلا وهم يحاضون به على اصطناع المعروف ثم حفظ الجار وبذل المال وابتناء المحامد، كل واحد منهم يصيب ذلك بعقله، ويستخرجه بفطنته وفكرته فلا يتعلمون ولا يتأدبون، بل نحائز مؤدبة، وعقولٌ عارفة؛ فلذلك قلت لكم: إنهم أعقل الأمم، لصحة الفطرة واعتدال البنية وصواب الفكر وذكاء الفهم. هذا آخر الحديث.
قال: ما أحسن ما قال ابن المقفع! وما أحسن ما قصصته وما أتيت به! هات الآن ما عندك من مسموع ومستنبط.
فقلت: إن كان ما قال هذا الرجل البارع في أدبه المقدم بعقله كافياً فالزيادة عليه فضلٌ مستغنىً عنه، وإعقابه بما هو له لا فائدة فيه ....
من أشهر شعراء المربد:
جرير والفرزدق...
« تحميل الأعمال الأدبية الكاملة للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي | منطق الطير لفريد الدين العطار » |