كان الجو ماطرا و السماء ملبدة بالغيوم ، ساد الهدوء أنحاء البيت الصغير المبني بالطوب التقليدي خلدت الفتاة إلى النوم ،
كانت نائمة في حضن أمها تعودت النوم بجانبها مند أن رحل أبوها مكرها ، تقترب من وجهها وتتحسس الهواء الساخن الذي يخرج من ثغرها الوردي الصغير ، مازالت تستيقظ مرعوبة خائفة من صوت القذائف التي تتساقط على المخيم . إنها دائما تتذكر بيت صديقتها مريم البنت المسيحية التي كانت تسكن بجوار بيتها ، كانت تلعب معها ومع صديقاتها لعبة الحجلة هذه اللعبة الجميلة الوحيدة التي كان الأطفال يلعبونها ، كن يصنعن العرائس من القصب ، لقد ماتت أمام أعينها ودعتها بابتسامتها الملائكية الجميلة ، احتضنتها وبدءا في البكاء سويا وكانت تقول لها لا تتركيني وحيدة إن متي فإنني سأغضب ستغضب معي السماء وفجأة انقطع الزفير وساد الصمت المكان وبدأت زخات من المطر الغزير تتهاطل، إنها السماء الحزينة تبكي على فراق مريم .
محمد يوب