مرثية جواد سليم
بالأمس رأيتها تقف
عالية......غاضبة
دبابة المحتل
تتوسط باحة النصب
تسحق في كل شبر
ترابا عراقيا
نقيا.....أبيا
كنا قد خلقنا منه
صلينا فوقه وله
وبه فطمنا أولادنا
يوم كبروا
وانشدوا
موطني....موطني
اليوم فقط مات جواد
رحل عنا من جعل
للحرية رمز
فكلنا اليوم نبكيك
يبكيك نخيل العراق
إذا انحنى واهتز
تناجيك أرواح الجياع
وهي تحلم
برائحة الخبز
رحلت عنا يا جواد
وتركت النساء
العمال والرجال
رموزا معلقة في جدارية
لا ترمقهم سوى نظرة المحتل
كنا نحلم معك يا جواد
بمئات
وربما بآلاف
من الطيور البيضاء
تسكن مطمئنة
ارض الباحة
هن فتياتنا يحلمن
بثوب الزفاف
كنت ترسم الوطن
بساتين
يفيض جرف سواقيها
برسائل عشق
كتبها ريف ميسان
لحمرين
قالوا من هنا مرَ
السياب بالأمس
ناداك بأعلى صوته
يا جواد
يا رفيق الفن والألم
جئت أشكو وجع العراق
وأودع شناشيلا تباع
أراد أن يبكيك ويرثيك
يا شبابا عنا قد رحل
ولكن ارتعش الشعر
في يده ...... وانكسر
قد تكون هذه أخر الكلمات
جئت ارثي بها جوادا
فأعلم أننا نواري اليوم بكَ
وطنا يحتضر
وعشبنا الأخضر
فسلام لك من تلك
الجدارية
كلما تبدلت دورية
ويا أيتها النفس المطمئنة
إن العراق ضحية
والعراق قضية
فارجعي إلى ربك راضية
مرضية
جنان البستاني
من ديواني ( ميسان )
* جواد سليم : نحات عراقي كبير كان قد أهدى ألعراق نصبا رائعا اسماه نصب الحرية ويقع في وسط بغداد الحبيبة , رحل في الستينات من القرن الماضي وهو في أوج شبابه .