بالوثائق | حقيقة «جمال الدين الأفغاني ».. ماسوني قُح يرى الاغتيال حلاً
وفق تقارير تاريخية فجمال الدين الأفغاني أو جمال الدين الأسد آبادي، المولود في إيران سنة 1838 والمتوفى في اسطنبول سنة 1897، و قد كان هدف الحركة الأساسي تجديد الفكر الإسلامي على نحو يسمح للمسلمين باللحاق بركب التقدم والحداثة.
الأسباب الـ 7 وراء غموض فكر الأفغاني
جمال الدين الأفغاني
شكلت سيرة جمال الدين الأفغاني موضوعا لمئات الكتب والدراسات والمقالات والسجالات، التي كتبها مفكرون و باحثون عرب ومسلمون وغربيون، من بينهم المعروف والمجهول، والأكاديمي والسياسي، والصديق والعدو، والبعيد والقريب، غير أن هذه الكتابات جميعها تكاد تجمع فيما بينها على مجموعة من القضايا والأمور، تكفي لبيان الفارق المشار إليه سلفا، ولتشكيل صورة ولو نسبية عن ملامح رجل ملأ الدنيا وشغل الناس وأسال حبرا غزيرا، لكنه ظل مع كل هذا غامضا شديد الغموض قابلا كل صورة و تراثه مناط نزاع، ومن هذه القضايا والأمور ما يلي:
1- غموض أصله، فقد نسب الأفغاني نفسه عندما جاء إلى مصر سنة 1871، واستقر بها حتى سنة 1879، إلى بلاد الأفغان، لكن وثائقه الشخصية التي نشرت سنة 1963 من قبل جامعة طهران، أثبتت أنه إيراني الأصل، وأنه لم يذهب إلى أفغانستان إلا وعمره 27 عاما، ليكون قريبا من أميرها الدوست محمد آنذاك. كما أظهرت الوثائق أيضا أنه تلقب ب”الاستانبولي” و”الرومي” و ألقاب أخرى كثيرة منسوبة إلى أماكن في المنطقة. ولا يزال التنازع شديدا بين الإيرانيين والأفغان حتى اليوم، حول انتماء الرجل القومي.
2- غموض مذهبه، ففي حين ذكر تلميذه محمد عبده أنه سني وأنه كان يتعبد على طريقة أهل السنة، كشفت وثائقه الشخصية أنه شيعي النحلة والمنشأ والتربية، بل إنه درس في النجف الأشرف و اشتغل سنينا بالشأن الإيراني معارضا شرسا للشاه ناصر الدين القاجاري، الذي قيل أنه اغتيل على يد أحد تلاميذ جمال الدين. و قد عرف الأفغاني بترديده لخاصته مبدأ شيعيا معروفا “أنه من لا تقية له لا دين له”.
3- غموض علاقته بالشيخية والبابية والبهائية، التي ظهرت في الأوساط الشيعية بين العراق وإيران خلال القرن التاسع عشرة، وشكلت عنصر المعارضة والقلاقل الرئيسي للنظام الشاهنشاهي، فقد تحدثت مصادر تاريخية عن تأثير كبير لأفكار هذه الفرق والديانات الناشئة على الأفغاني، وربما على عائلته، بل لقد ثبت أن الأفغاني طرد من اسطنبول سنة 1870، بعد قوله في محاضرة ألقاها في دار الفنون أن “النبوة” صنعة من الصنائع، و هي فكرة قال بها الشيخ أحمد الأحسائي مؤسس الشيخية، وقال بها الباب والبهاء من بعده. و المعروف أن الفرق المذكورة تعد كافرة ومارقة عن الملة في نظر غالبية المسلمين السنة والشيعة على السواء.
4- غموض صلته بالماسونية، فقد أثبت المؤرخون أن جمال الدين الأفغاني قد انتمى لأول مرة للحركة الماسونية في مصر سنة 1876، وأصبح رئيسا لأحد محافلها الكبرى، قام بنفسه بتأسيسه ودعا إلى عضويته الكثير من معارفه وتلاميذه، كان من بينهم الخديوي توفيق قبل أن يتقلد مهام الخديوية بعد والده إسماعيل. كما توضح الوثائق أن الأفغاني واصل اتصالاته بالماسونيين بعد مغادرته مصر إلى الهند، ثم إقامته لاحقا في فرنسا وأنجلترا. والمعروف أيضا أن الماسونية في نظر الإسلاميين حركة صهيونية باطنية تهدف إلى تدمير الأخلاق الحميدة ونشر الرذائل.
5- غموض موقفه من التدين، فقد ذكر الشيخ محمد عبده فيما يشبه الرد على تهم وجهت للرجل، أنه كان ملتزما بفرائض الإسلام متعبدا على طرق أهل السنة، لكن آخرين ممن عاشروه، ومن بينهم بعض أصدقائه وتلاميذه، قد أكدوا على أنه لم يكن متدينا، إذ لم يكن مقيما للصلاة أو مؤديا للصوم، وكان ارتباطه بالإسلام ارتباطا سياسيا وفكريا لا التزاما دينيا. بل إن بعض الدارسين يشير إلى موقف نقدي لاذع للإسلام سجله الأفغاني في رده على الفيلسوف الفرنسي رينان، وهو رد لم ينقل إلى العربية، أو نقل في صيغة مشوهة وغير أمينة، حتى أن رينان نفسه وصف الأفغاني كما تنقل بعض المصادر، بأنه يذكره بكبار الملحدين المسلمين الكبار من أمثال إبن سينا وإبن رشد ممن أسدوا جليل الخدمات للبشرية.
6- غموض صلته بالمرأة، فعلى الرغم مما يشبه إجماع دارسي سيرته، على أنه كان أقرب إلى العزوف عن النساء، اللاتي كانت علاقاته بهن محدودة جدا، إلا أنه ثبت أيضا أنه كان على صلة بفتاة ألمانية عزباء في باريس، أظهرت في رسائلها اللاحقة إليه كثيرا من العشق له، كما أظهرت وثائق المخابرات الفرنسية، أن الفتاة كانت سببا في خصومة حادة بين الأفغاني ومؤجره الإيطالي الذي كان يرفض صعودها إليه في شقته. وتظل هذه التهمة برأيي، أقل خدشا لصورة الرجل من تهم أخرى واجهها في حياته وأثناء مماته، من قبيل شرب الخمر أو الشذوذ أو ارتياد أماكن لهو وترفيه.
7- غموض علاقته بالمستعمر الغربي، وخصوصا الأنجليزي، فعلى الرغم من قناعة جل الباحثين في سيرة الأفغاني، بأن الخيط الرفيع الذي ربط مختلف مراحل حياته الزاخرة بالأحداث والتقلبات والقضايا والتغيرات، هو إيمان الرجل العظيم بأهمية العمل على تحرير أرض المسلمين من الاستعمار الأوربي، كخطوة أولى على درب إنجاز نهضتهم وتقدمهم، فإن علاقات الرجل المتناقضة والمتبدلة، ورهاناته المتحولة على الدوام، جعلت من العسير القول بأن للرجل خطوطا حمراء في مواقفه أو معاملاته، على نحو ما يصور الإسلاميون أنفسهم عندما يتعلق الأمر بالصلات الممكنة مع الدول الغربية. لقد عادى الأفغاني الأنجليز ثم عرض صداقته وخدماته عليهم، وعارض الروس ثم طلب مودتهم، وناهض الفرنسيين ثم أقام عندهم.
الماسونية والأفغاني
كان جمال الدين بن صفدر المازندراني المعروف بالأفغاني
كان يَظْهَر في كل أرض باسم جديد ، ويتخذ أسماء شتى، ومنها:
1- جمال الدين الاستانبولي.
2- جمال الدين الأسدأبادي.
3 – جمال الدين الحسيني.
4- جمال الدين الحسيني عبد الله بن عبدالله.
5- جمال الدين الاستانبولي عبد الله.
6- جمال الدين الأفغاني الكابلي.
7- جمال الدين الحسيني الأفغاني.
8- جمال الدين الرومي.
9- جمال الدين الطوسي.
10- جمال الدين الكابلي.
11- جمال الدين “المازندراني”
قال الوردي:
«وقد اعتاد الأفغاني أن يغير لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر؛ فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقب نفسه بـ (الأفغاني)،
بينما هو في إيران يلقب نفسه بـ (الحسيني)(!)
ويتضح من أوراقه المحفوظة أنه كان يتخذ ألقاباً أخرى؛ مثل:
(الإستانبولي) و(الكابلي) و(الروسي) و(الطوسي)، و(الأسدأباذي)!
وكان الأفغاني يغير زيَّه ولباس رأسه مثلما كان يغير لقبه؛ فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة،
فإذا ذهب إلى تركيا ومصر؛ لبس العمامة البيضاء فوق طربوش تارة، وبغير طربوش تارة أخرى، وقد لبس الطربوش مجرداً في أوروبا أحياناً، أما في الحجاز؛ فقد لبس العقال والكوفية،
وقيل: إنه في بعض جولاته لبس العمامة الخضراء
وكان عارفاً باللغات العربية والأفغانية والفارسية والسنسكريتية والتركية ،وتعلم الفرنسية والإنجليزية والروسية
من الأمور التي لم يختلف فيها المؤرخون المحققون أن الأفغاني كان رأساً كبيراً في الماسونية العالمية
فقد انضم إلى المحفل الماسوني البريطاني، وتركه (لاسباب سياسيه )بعد كلمة ألقاها في المحفل عاب فيها عليهم عدم التدخل في السياسةوقال فيها:
«دعوني أكون عاملاً ماسونياً نزيهاً متجنباً للرذائل،
إذا لم يكن حرصاً على شرف شخصي؛
تخوفاً من أن تعاب الماسونية بي، فيتخذني الأغيار سهماً للطعن بها وهي براء منه
، وما ذنب الماسونية إلا أنها قبلتني بين أفرادها دون اختيار صحيح، وأبقت عليّ من غير تبصُّر؟!»
الوثيقه رقم (1) صورة لطلب انضمامه للماسون بعد وصوله لمصر -1875
ووثيقة طلب انضمامه للماسون بعد وصوله لمصر يظهر فيها انه يطلب تحت اسم
جمال الدين الكابلي رغم شهرته وقتها فى مصر بالافغانى
الا انه اختار اسم الكابلى
نص الطلب: يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة
جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره 37 سنة:
بأني أرجو من إخوان الصفا، وأستدعي من خلان الوفاء –
أعني: أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الزلل والخلل مصون-
أن يمنوا علي ويفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر،
وبإدخالي في سلك المنخرطين في هذا المنتدى المفتخر.
ولكم الفضل.
وتم اختياره بعد ثلاث سنوات رئيساً لمحفل كوكب الشرق،
وهو محفل من المحافل الماسونية التي كانت موجودة في مصر،
ودعوه في 7 يناير 1878م لاستلام القادوم وأن يأتي بلبس الماسون.
وثيقه رقم (2) انتخاب جمال الدين الافغاني رئيسا ل (لوج LOGE) كوكب الشرق-1878
الأفغاني و اختيار الاغتيال حلا
الخديوي إسماعيل – محمد عبده – الأفغاني
كان الأفغاني لا يمانع من الاغتيال السياسي
ففي كتاب “التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا مصر”، الذى كتبه السير ألفريد سكاون بلنت ضمن مذكراته التى نشرها قبل وفاته عام 1924 فى ثلاثة مجلدات
احتوى الكتاب على ما ذكره محمد عبده بتاريخ مارس 1903 أن الأفغاني كان قد اقترح فكرة قتل الخديوي إسماعيل قبل أن يعزل وقال “كان الشيخ جمال الدين موافقاً علي الخلع واقترح علي أنا أن أقتل إسماعيل، وكان يمر في مركبته كل يوم علي جسر قصر النيل ، ولكن كل هذا كان كلاما نتهامسه فيما بيننا، وكنت أنا موافقاً الموافقة كلها على قتل إسماعيل ولكن كان ينقصنا من يقودنا في هذه الحركة ، ولو أننا عرفنا عرابي في ذلك الوقت فربما كان في إمكاننا أن ننظم الحركة معه لأن قتل إسماعيل في ذلك الوقت كان يعتبر من أحسن ما يمكننا عمله وكان يمنع تدخل أوروبا ، ولكن لم يكن من المستطاع في ذلك الوقت تأسيس جمهورية إذا نظرنا إلى حالة الجهل التي كانت سائدة علي العقول”
وفق تقارير تاريخية فجمال الدين الأفغاني أو جمال الدين الأسد آبادي، المولود في إيران سنة 1838 والمتوفى في اسطنبول سنة 1897، و قد كان هدف الحركة الأساسي تجديد الفكر الإسلامي على نحو يسمح للمسلمين باللحاق بركب التقدم والحداثة.
الأسباب الـ 7 وراء غموض فكر الأفغاني
جمال الدين الأفغاني
شكلت سيرة جمال الدين الأفغاني موضوعا لمئات الكتب والدراسات والمقالات والسجالات، التي كتبها مفكرون و باحثون عرب ومسلمون وغربيون، من بينهم المعروف والمجهول، والأكاديمي والسياسي، والصديق والعدو، والبعيد والقريب، غير أن هذه الكتابات جميعها تكاد تجمع فيما بينها على مجموعة من القضايا والأمور، تكفي لبيان الفارق المشار إليه سلفا، ولتشكيل صورة ولو نسبية عن ملامح رجل ملأ الدنيا وشغل الناس وأسال حبرا غزيرا، لكنه ظل مع كل هذا غامضا شديد الغموض قابلا كل صورة و تراثه مناط نزاع، ومن هذه القضايا والأمور ما يلي:
1- غموض أصله، فقد نسب الأفغاني نفسه عندما جاء إلى مصر سنة 1871، واستقر بها حتى سنة 1879، إلى بلاد الأفغان، لكن وثائقه الشخصية التي نشرت سنة 1963 من قبل جامعة طهران، أثبتت أنه إيراني الأصل، وأنه لم يذهب إلى أفغانستان إلا وعمره 27 عاما، ليكون قريبا من أميرها الدوست محمد آنذاك. كما أظهرت الوثائق أيضا أنه تلقب ب”الاستانبولي” و”الرومي” و ألقاب أخرى كثيرة منسوبة إلى أماكن في المنطقة. ولا يزال التنازع شديدا بين الإيرانيين والأفغان حتى اليوم، حول انتماء الرجل القومي.
2- غموض مذهبه، ففي حين ذكر تلميذه محمد عبده أنه سني وأنه كان يتعبد على طريقة أهل السنة، كشفت وثائقه الشخصية أنه شيعي النحلة والمنشأ والتربية، بل إنه درس في النجف الأشرف و اشتغل سنينا بالشأن الإيراني معارضا شرسا للشاه ناصر الدين القاجاري، الذي قيل أنه اغتيل على يد أحد تلاميذ جمال الدين. و قد عرف الأفغاني بترديده لخاصته مبدأ شيعيا معروفا “أنه من لا تقية له لا دين له”.
3- غموض علاقته بالشيخية والبابية والبهائية، التي ظهرت في الأوساط الشيعية بين العراق وإيران خلال القرن التاسع عشرة، وشكلت عنصر المعارضة والقلاقل الرئيسي للنظام الشاهنشاهي، فقد تحدثت مصادر تاريخية عن تأثير كبير لأفكار هذه الفرق والديانات الناشئة على الأفغاني، وربما على عائلته، بل لقد ثبت أن الأفغاني طرد من اسطنبول سنة 1870، بعد قوله في محاضرة ألقاها في دار الفنون أن “النبوة” صنعة من الصنائع، و هي فكرة قال بها الشيخ أحمد الأحسائي مؤسس الشيخية، وقال بها الباب والبهاء من بعده. و المعروف أن الفرق المذكورة تعد كافرة ومارقة عن الملة في نظر غالبية المسلمين السنة والشيعة على السواء.
4- غموض صلته بالماسونية، فقد أثبت المؤرخون أن جمال الدين الأفغاني قد انتمى لأول مرة للحركة الماسونية في مصر سنة 1876، وأصبح رئيسا لأحد محافلها الكبرى، قام بنفسه بتأسيسه ودعا إلى عضويته الكثير من معارفه وتلاميذه، كان من بينهم الخديوي توفيق قبل أن يتقلد مهام الخديوية بعد والده إسماعيل. كما توضح الوثائق أن الأفغاني واصل اتصالاته بالماسونيين بعد مغادرته مصر إلى الهند، ثم إقامته لاحقا في فرنسا وأنجلترا. والمعروف أيضا أن الماسونية في نظر الإسلاميين حركة صهيونية باطنية تهدف إلى تدمير الأخلاق الحميدة ونشر الرذائل.
5- غموض موقفه من التدين، فقد ذكر الشيخ محمد عبده فيما يشبه الرد على تهم وجهت للرجل، أنه كان ملتزما بفرائض الإسلام متعبدا على طرق أهل السنة، لكن آخرين ممن عاشروه، ومن بينهم بعض أصدقائه وتلاميذه، قد أكدوا على أنه لم يكن متدينا، إذ لم يكن مقيما للصلاة أو مؤديا للصوم، وكان ارتباطه بالإسلام ارتباطا سياسيا وفكريا لا التزاما دينيا. بل إن بعض الدارسين يشير إلى موقف نقدي لاذع للإسلام سجله الأفغاني في رده على الفيلسوف الفرنسي رينان، وهو رد لم ينقل إلى العربية، أو نقل في صيغة مشوهة وغير أمينة، حتى أن رينان نفسه وصف الأفغاني كما تنقل بعض المصادر، بأنه يذكره بكبار الملحدين المسلمين الكبار من أمثال إبن سينا وإبن رشد ممن أسدوا جليل الخدمات للبشرية.
6- غموض صلته بالمرأة، فعلى الرغم مما يشبه إجماع دارسي سيرته، على أنه كان أقرب إلى العزوف عن النساء، اللاتي كانت علاقاته بهن محدودة جدا، إلا أنه ثبت أيضا أنه كان على صلة بفتاة ألمانية عزباء في باريس، أظهرت في رسائلها اللاحقة إليه كثيرا من العشق له، كما أظهرت وثائق المخابرات الفرنسية، أن الفتاة كانت سببا في خصومة حادة بين الأفغاني ومؤجره الإيطالي الذي كان يرفض صعودها إليه في شقته. وتظل هذه التهمة برأيي، أقل خدشا لصورة الرجل من تهم أخرى واجهها في حياته وأثناء مماته، من قبيل شرب الخمر أو الشذوذ أو ارتياد أماكن لهو وترفيه.
7- غموض علاقته بالمستعمر الغربي، وخصوصا الأنجليزي، فعلى الرغم من قناعة جل الباحثين في سيرة الأفغاني، بأن الخيط الرفيع الذي ربط مختلف مراحل حياته الزاخرة بالأحداث والتقلبات والقضايا والتغيرات، هو إيمان الرجل العظيم بأهمية العمل على تحرير أرض المسلمين من الاستعمار الأوربي، كخطوة أولى على درب إنجاز نهضتهم وتقدمهم، فإن علاقات الرجل المتناقضة والمتبدلة، ورهاناته المتحولة على الدوام، جعلت من العسير القول بأن للرجل خطوطا حمراء في مواقفه أو معاملاته، على نحو ما يصور الإسلاميون أنفسهم عندما يتعلق الأمر بالصلات الممكنة مع الدول الغربية. لقد عادى الأفغاني الأنجليز ثم عرض صداقته وخدماته عليهم، وعارض الروس ثم طلب مودتهم، وناهض الفرنسيين ثم أقام عندهم.
الماسونية والأفغاني
كان جمال الدين بن صفدر المازندراني المعروف بالأفغاني
كان يَظْهَر في كل أرض باسم جديد ، ويتخذ أسماء شتى، ومنها:
1- جمال الدين الاستانبولي.
2- جمال الدين الأسدأبادي.
3 – جمال الدين الحسيني.
4- جمال الدين الحسيني عبد الله بن عبدالله.
5- جمال الدين الاستانبولي عبد الله.
6- جمال الدين الأفغاني الكابلي.
7- جمال الدين الحسيني الأفغاني.
8- جمال الدين الرومي.
9- جمال الدين الطوسي.
10- جمال الدين الكابلي.
11- جمال الدين “المازندراني”
قال الوردي:
«وقد اعتاد الأفغاني أن يغير لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر؛ فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقب نفسه بـ (الأفغاني)،
بينما هو في إيران يلقب نفسه بـ (الحسيني)(!)
ويتضح من أوراقه المحفوظة أنه كان يتخذ ألقاباً أخرى؛ مثل:
(الإستانبولي) و(الكابلي) و(الروسي) و(الطوسي)، و(الأسدأباذي)!
وكان الأفغاني يغير زيَّه ولباس رأسه مثلما كان يغير لقبه؛ فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة،
فإذا ذهب إلى تركيا ومصر؛ لبس العمامة البيضاء فوق طربوش تارة، وبغير طربوش تارة أخرى، وقد لبس الطربوش مجرداً في أوروبا أحياناً، أما في الحجاز؛ فقد لبس العقال والكوفية،
وقيل: إنه في بعض جولاته لبس العمامة الخضراء
وكان عارفاً باللغات العربية والأفغانية والفارسية والسنسكريتية والتركية ،وتعلم الفرنسية والإنجليزية والروسية
من الأمور التي لم يختلف فيها المؤرخون المحققون أن الأفغاني كان رأساً كبيراً في الماسونية العالمية
فقد انضم إلى المحفل الماسوني البريطاني، وتركه (لاسباب سياسيه )بعد كلمة ألقاها في المحفل عاب فيها عليهم عدم التدخل في السياسةوقال فيها:
«دعوني أكون عاملاً ماسونياً نزيهاً متجنباً للرذائل،
إذا لم يكن حرصاً على شرف شخصي؛
تخوفاً من أن تعاب الماسونية بي، فيتخذني الأغيار سهماً للطعن بها وهي براء منه
، وما ذنب الماسونية إلا أنها قبلتني بين أفرادها دون اختيار صحيح، وأبقت عليّ من غير تبصُّر؟!»
الوثيقه رقم (1) صورة لطلب انضمامه للماسون بعد وصوله لمصر -1875
ووثيقة طلب انضمامه للماسون بعد وصوله لمصر يظهر فيها انه يطلب تحت اسم
جمال الدين الكابلي رغم شهرته وقتها فى مصر بالافغانى
الا انه اختار اسم الكابلى
نص الطلب: يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة
جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره 37 سنة:
بأني أرجو من إخوان الصفا، وأستدعي من خلان الوفاء –
أعني: أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الزلل والخلل مصون-
أن يمنوا علي ويفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر،
وبإدخالي في سلك المنخرطين في هذا المنتدى المفتخر.
ولكم الفضل.
وتم اختياره بعد ثلاث سنوات رئيساً لمحفل كوكب الشرق،
وهو محفل من المحافل الماسونية التي كانت موجودة في مصر،
ودعوه في 7 يناير 1878م لاستلام القادوم وأن يأتي بلبس الماسون.
وثيقه رقم (2) انتخاب جمال الدين الافغاني رئيسا ل (لوج LOGE) كوكب الشرق-1878
الأفغاني و اختيار الاغتيال حلا
الخديوي إسماعيل – محمد عبده – الأفغاني
كان الأفغاني لا يمانع من الاغتيال السياسي
ففي كتاب “التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا مصر”، الذى كتبه السير ألفريد سكاون بلنت ضمن مذكراته التى نشرها قبل وفاته عام 1924 فى ثلاثة مجلدات
احتوى الكتاب على ما ذكره محمد عبده بتاريخ مارس 1903 أن الأفغاني كان قد اقترح فكرة قتل الخديوي إسماعيل قبل أن يعزل وقال “كان الشيخ جمال الدين موافقاً علي الخلع واقترح علي أنا أن أقتل إسماعيل، وكان يمر في مركبته كل يوم علي جسر قصر النيل ، ولكن كل هذا كان كلاما نتهامسه فيما بيننا، وكنت أنا موافقاً الموافقة كلها على قتل إسماعيل ولكن كان ينقصنا من يقودنا في هذه الحركة ، ولو أننا عرفنا عرابي في ذلك الوقت فربما كان في إمكاننا أن ننظم الحركة معه لأن قتل إسماعيل في ذلك الوقت كان يعتبر من أحسن ما يمكننا عمله وكان يمنع تدخل أوروبا ، ولكن لم يكن من المستطاع في ذلك الوقت تأسيس جمهورية إذا نظرنا إلى حالة الجهل التي كانت سائدة علي العقول”