الخليفة والإنسان الحجري...
تنكر الخليفة عماد الدين بن الحطاب في زي موظف حكومي
وخرج يتفقد أحوال الرعية في عهد النيت والهاتف النقال ...
غير بعيد عن عاصمة حكمه ، وأمام بيت من قش وطين وجد شيخا
يحلب بقرة عجفاء ، حياه وطلب شربة ماء ...
ولما أتاه بآنية الطين ، تظاهر بالشرب ، ثم سكب الماء خفية ، و أخذ يسأله
عن صحته وأحوال أرضه وعنزاته ...
وكان الشيخ يجيب وابتسامة القناعة والرضى لا تفارق
محياه المتعب ...
ثم سأله كيف يعيشون وما هي ضروريات العيش في هذا الزمن ؟
فقال : نعيش كما عاش آباؤنا وأجدادنا ، خرقة تسترنا و لقمة
تذهب جوعنا... وسبع حجرات هي كل أشيائنا : ثلاثة لإقامة
الكانون* ، واحدة للتيمم ، أخرى لإزالة وسخ البدن عند الاغتسال
وأخرى لتكسير طوب السكرلإعداد الشاي ، وأخيرة لدق علف البهائم
عند الحاجة ...نحن يا بني ننام مع مغيب الشمس ونستفيق
عند الفجر ، فما حاجتنا إلى أشياء المدينة ؟
فضحك الخليفة ابن الحطاب، وربت على كتف الشيخ قائلا :صدقت
ياعماه ، صدقت ... ثم أمر مرافقه الشخصي أن يمنحه بعض المال...
وعاد إلى قصره يحمد الله على أصالة وبساطته رعيته...
* الكانون : موقد النار التقليدي