مقال: ثلاثية المجد الزّائف
- مقوماتُ الشّهرةِ المزيّفةِ أمْ متطلباتُ التّشهيرِ المجانِي ؟
...لا شكّ أنّ جلّ الناس يتحسسون بل و يشعرون بالحرج و الخجل حيال الولوج إلى نقاشـــاتٍ أو قراءةِ ما له صلة بالجنس، و عندما نقول " الجنس " يكون الحديث مستهدفا " المرأة "و بالضبط الجانب المثير فيها- عواطف.. أعضاء- و المتصفح لأكثر الصفحات الأدبية – من زاويتيِ الكتابة و القراءة – أكانتْ شعرًا أم نثرًا بصنوفه ،أو كانت فنّا كالرّسم أو النّحت – مثلا – يرى أن الجنس هو المحرك الأساسي لهذه الغائلة، ومع التدقيق أكثر فيما يجري في كواليس تلك السطور الأدبية الخلابة ، أو تلك اللمسات الفنية الكذابة ، تتفـتق الكثير من الأسرار المسكــوت عنها..لا لأنــنا لا نستطيع البوح بها، بقدر ما لها من إسقاطاتٍ نفسيةٍ و أخلاقيةٍ و دينيةٍ ، تشكل ثقافتنا ، المتراوحة َبين" الإباحية المقنّعة"، و بين" النزوع إلى الظهور بلباس الطبيعة البشرية البريئة"..المحتشمة هي الأخرى.
... بالنـظر للكثير من الإبداعات النسائيــة الراقـية ، و بسرد بعض الأمثلة لتلك الإنفلاتات الأسلوبية المدهشة ،وتلك الإضاءات التعبيرية و التصويرية المبهرة ، نقف – بعيدا عن عمق المسرود و المتخيّل – قبالة بعض العناوين التي تجعل من كلامنا هذا واقعا نتحسسه و نعاينه بأعيـننا ، فضلا عمّا نكابــده من تجربة نعيشها داخل هذه الإبداعات، و الأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها في هذه العجالة، كالذي يفتح لنا باب المطلق أمام ديوان " وقت في العراء " للشاعرة حبيبة محمدي ، أو رواية " ذاكرة جسد " للقاصة أحلام مستغانمي ، أو قصة " حالة جسد "
أو " شهوة " للمبدعة " سهيلة بورزق" ، وما يدخل في نفس الخانة لكاتبات مجيدات، شهدت لهم الساحة العربية – على الأقل – النبوغ و العبقرية .
مما يجعل السؤال التالي يطرح نفسه بكبرياء وألم :
- لِــمَ نتسلق جبالَ الشهرة – وصولا إلى قمتها – بحبال شهوةٍ مؤقتة ، ننزع – دونها – لباسَ الأدب – كوسيلة فنية لا كجانبٍ سلوكيّ أخلاقي – و عباءةََ الفضيلة ، وكلَّ ما يعيق موهبتنا البريئة.. بل وفي أحسن الظروف نغلف الممنوع بصمت ، يبدو أكثر من الممنوع إثارةً، ووضوحا ؟!
المعادلة خرجت عن السيطرة . ومقومات الشهرة المزيفة ، تتعولم بشكل متسارع و خطير ..
ودون سابق إنذار.
... و لكي نعطيَ العملَ الإبداعي حقـَّه ، نتصارع مع عوالمنا الذاتية أكثر مما نتعامل بمقاييس موضوعية تضبط ..و تصنف جمالَ..و نوعَ..و قيمةَ العمل الناضج الهادف العبقري.
و تبقى المساحيق نوعا من الكذب على جمال المثال. والتقليد لن يرقى- أبدا- فوق النموذجْ.
الجزائر :03/07/2007