فتاة لكن محجبة
انتهت فترة الاستراحة وبدأ وقت العمل في المعمل, لكنها ظلت في مكانها
هذا اليوم الأول لها ما بها ... تقدمت منها وبتردد وخوف قلت أو تسمحين بكأس من الشاي
قالت أتعرف العربية؟!
قلت أنا من المغرب
قالت وأنا من تونس
وانسكب الشاي ساخناً في الكأسين, لم أعرف له لذة قبل اليوم, بحت لها ببطء قصة هجرتنا من المغرب
وباحت لي قصة هجرة أهلها من تونس قالت :
في يوم شتوي كنت فرحة بالحجاب الجديد الذي لبست كان حجاباً جميلاً , كنت سأتباهى به أمام رفيقاتي.. كان والدي يعمل موظفاً رغم أنه طرد
من العمل بعد أن اتهموه أنه يشجع الزي الطائفي
لكنه اشتري لي هذا الحجاب , أمام باب المدرسة منعت كل البنات المحجبات من الدخول للمدرسة
بحجة الزي الطائفي..أصبح كل مسلم إرهابي وطائفي في بلدي تونس...ثم لا أعرف من أمرنا بالدخول للمدرسة ثم جاء المدير بصحبته رجلين أحدهما بلحية والأخر يمسك هاتفاً جوالاً, قال سترفد كل البنات المحجبات ما لم تخلع هذا الزي الطائفي , بكت البنات وتقدم الرجلان يخلعان الحجاب عني بقوة تراجعت وأمسكت يدههما لكنهما صرخا , وتقدما بعنف نحوي ,حين نزعا الحجاب عني وظهر شعري لكل الحاضرين, شعري الذي حفظته وصنته عن أعين الناس سنوات وسنوات طويلة...شعري الذي أمرني ربي أن أستره ,ها هو ينتهك انهمرت دموعي يا الله.. رأيت بعض الأستاذة قد أداروا وجوههم وبعضهم نظر في الأرض ,ثم ركضت للمنزل رامية بكتبي.
بقيت أبكي شهرا كاملاً , وأبي المسكين يفكر بهذا القهر والظلم.
قررنا الهجرة لفرنسا.. حسبنا الأمر هنا أفضل
كان للأسف أسوء مما نظن..
كانت دموعها تنهمر وهي تسرد قصتها ...لا أدري كيف تحركت يدي غضباً وقلبت ما تبقى من كأس الشاي.... أسف لا أدري وارتبكت أحاول مسح الطاولة بالمنديل
قلت هل نعود للعمل الآن.
قالت بسخرية: العمل عد أنت ربما علي أن أعود لبيتي, وانهمرت دموعها بغزارة؟
قلت ما بك .
اختنق صوتها وشهقت شهقات بعد أن ضمت وجهها بيديها قالت لقد طلب مني مدير الورشة أن أخلع الحجاب وإلا سأطرد من العمل.
تباً لك باريس
خرجنا معاً ساقتنا الأقدار لساحة برج إيفل الشامخ فخر باريس
كنت أحاول أن أشعرها بالأمان معي
لم أعرف كيف نظرت فيها وقلت هل تتزوجيني لا لا لقد قلت هل تقبلين بي زوجاً.
ربما ابتسمت , ربما حسبت أن ذلك عطفاً مني, لكني أقسم أني تمنيت لو أنها عطفت علي وتزوجتني ...من أنا حتى تقبل بي هذه الأميرة
كنت أنظر فيها أَكبر هذا الشموخ ,كانت باسقة عالية أعلى من برج إيفل بألف مرة
كانت بشموخها وعزتها تصل لسماء الله
لاحت مني التفاتة للبرج ,هذ البرج ما أقزمه .....باريس.... تبا لك باريس .