البحر و القيثار
(حوارية شعرية للأطفال)
شعر الدكتور مصطفى محمد عبد الفتاح
ملأ الفجرُ الكونَ ضياءَ
أيقظ في الأرضِ الأحياءَ
فإذا الشاطئ كنز جمالٍ
يزهو رملاً ، يزهو ماءَ
و على رمل الشط الناعمْ
يغفو القيثار الكسلانُ
أيقظه شلال ضياءٍ
فالدنيا صبح ريَّانُ
قال البحر : صباح الخيرِ
قم غازل أسراب الطيرِ
و املأ دنيانا ألحاناً
تتهادى ما بين الزهرِ
قال القيثار : أنا وحدي
مَنْ يهدي أنغام الوجدِ
أعطسكم ألحاناً أحلى
مِنْ عسلٍ في قلب الشَهدِ
جودي تعرفه دنياكم
أسكبه في وقت السعدِ
قال البحر بصوتٍ عالٍ
يملأُه غضب الأمواجِ :
يا قيثارُ ، نسيت لحوني
أرسلها في الماء الساجي ؟
فأنا أعطي كل الدنيا
من أملاكي
طعمٌ حلوٌ ، و أناشيدٌ
في أسماكي
أعكس وجه الكون الأحلى
لوناً لونا
أرسم بالمرجان بيوتاً
أبدع فنَّا
و إذا بنتٌ تلهو فرحاً
كالحورية
وجه في الحمرة أصفى
من جورية
تسبح مثل محار الماء
فوق الموجة
تبني قصراً من أضواءِ
فيه البهجة
تدعى كالأنوار سنا
للكون الفتان غنى
نظرت ، فإذا وجه الشاطئ
يبكي دمعا
علبٌ ، ورقٌ ، و نفاياتٌ
صارت جمعا
راحت تمسح رمل الشاطئ
شبراً شبرا
حتى صار بهيّاً حلواً
يحكي البدرا
نظر البحر مع القيثارْ
لسنا ، تزهو كالأزهارْ
قالت : إن الحبَّ عطاءٌ
يسمو في ظِلِّ الإيثارْ
أعطِ الخيرَ لكلِّ الدنيا
لا تُحْزِنْ أَحَداً بالمِنَّةْ
يرضى عنكَ اللهُ و تحيا
تنعم بينَ قصور الجنَّةْ
غنتها تلك الموجاتْ
شكرتها كل الغيماتْ :
درسٌ عذب منكِ سنا
يجعلنا ينبوع غِنَى