Originally Posted by
الحمري محمد
خلف الزجاج
السرير موضب بعناية فائقة.
الغرفة يسكنها بياض كالصبح.حتى الاشارات الضوئيةالمنبعثة من تلك الآلة الهامدة انسجمت مع بياض الغرفة رقم...
انبوب مطاطي وشم حافة السرير الموضب بعناية,انزلق كي يستقر داخل انية زجاجية تحت السرير
القطرات متخثرة,لونها يكاد يصير بنيا...
القطرات منتظمة التباعد...
الدمعة التى حنت على خده ـ ولأنه كان يريد ان يخترق الزجاج العازل ـ انسابت ببطء هى الاخرى لتبلل زجاج الغرفة...
تخثر الدم وبطء انسيابه على طول الانبوب المطاطي يعطي انطباعا بتثاقل الزمن كي لا يعلن الفاجـ....
توقفت القطرات....
همد الكائن الممدد على السرير الموضب بعناية...
انبعث صفير متواصل من الآلة الجامدة,توقفت الاشارات الضوئية...
سكن الغرفة لـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــل
الآلة، التفاصيل الدقيقة ، الأنابيب ، اللون القاني ، القطرات المتخثرة ، كل ذلك كاف لخلق ذلك الشعور ....تلك الهواجس التي تسكن القلب الناظر إلى قطعته الممددة على السرير
فماذا عندما ينتهي المشهد بصفير حاد، يُحدِث آخر تمزق فيما بقي من القلب
تتوقف القطرات البنية ....
أما القطرات الشفافة فتواصل الإنسياب على الزجاج الشفاف
العنوان مناسب جدا ؛ "
خلف الزجاج"، يُشعِرك بالإختناق قبل قراءة القصة
دمتَ رائعا ، أستاذي الفاضل
تحياتي