نزولا عند رغبة أخي الكريم الأستاذ طارق
نقلت هذا البيت من قصيدتي "كتبٌ تطلب نجدتها"
أرجو أن يكون العنوان مناسبا
لنْ يعودَ المجدُ التَّليدُ لقومٍ........همُّهمْ في بطونِهمْ مَصروفُ
--
|
من الأمور التي مازت الشعر التقليدي ، وأنا اليوم أرفع من قيمة كلمة تقليدي
وأرى بمزيد من نضج إدراكنا نرفع هذه القيمة كما نرفعها في حياتنا المادية ( فالبيت الشامي التقليدي لا يقدر بثمن مقارنة مع علب الكبريت الجديدة)
وهذا البيت الشامي قائم بذاته لا يحتاج لغيره
فرئته منه وفيه ، وفناء البيت الغني بالأشجار والنباتات والنافورة والمتسلقات يعد رئة تغني هذا البيت فلا يحتاج أهله للخروج للحدائق العامة أو الأسواق للتنزه
كما هو حاجة علب الكبريت للبحث عن الرئة خارج المنزل
القصيدة الحديثة نفت هذه الميزة وصار البيت متعلقاً بغيره
بل ينتثر في عموم القصيده وتكاد لا تتحصل من مقولة القصيدة أو ما يقال بيت القصيد
وبالتالي يصعب الاستشهاد ببعض القصيدة ويصعب حفظ جزء منها
بعكس فرادة بناء القصيدة التقليدية
حيث تغدو الجملة جزء أساسي فيها وإن أشعر بيت ما كان جملة
وهذه الجملة غدت مثلاً حفظت اسم شاعرها
للصقر المحلق رحابة الأجوء
بيت جميل وعميق
وما يقوله أخي طارق لا غبار عليه
ولكن علينا أن لا نصطف هذا الإصطفاف الحدّي
لنوع دون آخر
بمعنى ندافع عن أصالتنا وتراثنا نعم وبكل قوة
ولكن دون أن نرفض الجديد
فما من أمر كامل بذاته
والنقصان صفة الأشياء
ولنحقق دائما شعار هذا المنتدى
من ألق الماضي نستلهم زاد الحاضر
ونستشرف المستقبل
أخي الحبيب الشاعر يوسف أبو سالم ..
جميل ما جاد به قلمك هنا من نقاش ..
لكن :
الجديد إذا كان مُنبَتَّ الصلة عن الأصالة و التراث
ويستلهم أسباب وجوده من تراث غيرنا فهو
زبد -لا خير فيه- و سيذهب جفاء...
يقول شكيب أرسلان:
تَذَكَّر قَديمَ الأَمرِ تَعلَمْ حَديثَهُ***فَكُلُّ أَخيرٍ قَد نَمَتْهُ أَوائِلُهْ
و كما قال لي أخي طارق ذات مرة : تجديدنا امتداد لماضينا
ولعلك نسيت أخي يوسف أنك هنا تناقش القصيدة
التي جاء منها البيت و ليس البيت؛ فالبيت جملة أدبية لا علاقة لها بالجديد و القديم
ألف شكر مرة ثانية لمرورك و تعليقك
« تم افتتاح منتدى أدب الجملة | معاني قصيرة » |