العودة..!
العودة إلى الديار تسرى فى عروقهم ...طار النوم من عيونهم ...الفرحة أكبر من صدورهم التى أحست
مرارة الغربة والبعد عن الأوطان...امتد الأمل باتساع الأفق...يحزمون أمتعتهم... يلقونها على ظهر السيارة
الأم ترسم بزغاريدها لوحة للفرح...الزوجة فى الخلف مع أطفالها تدغدغهم فيضحكون لا يدرون لماذا خرجوا
ولا يدركون سببا للعودة...البراءة فى عيونهم أكبر من مساحة الألم التى لفتهم بوشاحها الداكن و الممل
تطوى السيارة الأرض طيا...مثلما تطوى الصحيفة...ما أجمل العودة...إحساس بالفرح يشعرون به
تذهب الأم إلى حجرتها تزيل من عليها الركام...تقول فى نفسها : أحمدك يارب...تذهب الزوجة إلى المطبخ
لإعدادالطعام... الآن سيتذوقون الطعام من جديد..الأطفال يجرون هنا وهناك كفراشات بريئة تعبث بالأشياء ...تسأل الأم ابنها عن شئ هناك يبدو ساطعا ولامعا يقول لها : لاشئ يا أمى الحبيبة
يذهب لتناوله حتى يدخل الطمأنينة إلى قلبها...تنادى عليه زوجته لتناول الطعام ....انفجار شديد يسقط
الثلاثة على الأرض بسببه ..الدماء ......................... ...تختلط بفرحتهم بالعودة بدموع أطفالهم الخضراء