العنوان :وقالت لأخته قصيه
الموضوع :مقالة عن القصة
مادة ق ص ص وردت في المعاجم وفصل فيها الكثير بعيدا
عن ذلك وردت في القران الكريم كثيرا
ومنها استقينا العنوان
حين قالت أم موسى لأبنتها قصي أخوك حين رمته في اليم أي تتبعي أثره ومن هنا نستوحي معنى القصة
هي تتبع أثر خبر مما يبحث عنه الإنسان من شوق لمعرفة المجهول لما في ذلك زيادة في خبرته أو متعة مرجوة أو فائدة .......ويحلو لي أن اجمع كل هذه الأهداف في كلمة المجهول التي قد تكون شاغل الإنسان عرف أم لم يعرف
ومن المهم أن نذكر أن كلمة قصة تختلف عن ستوري STORY كيف ذلك كثير من الكتاب يكتب القصة العربية بطابع القصة الغربية وبذلك يضيع روح تراثنا وحضارتنا وهذا
الفن الجميل المنسجم مع بيئتا نحن لسنا ضد التأثر والتأثير لكن علينا أن نعرف ماذا نفعل وماذا نكتب وكما قال أحدهم سأسمح للرياح أن تدخل بيتي لكن لن أسمح لها أن تقتلعه
مقومات القصة الغربية كما تحدث عنها رشاد رشدي في كتابه عن القصة القصيرة العرض والحبكة ونقطة التنوير
ومفصلا بالشخصيات إلى الحدث والمكان والزمان ......كل ذلك ينطبق على القصة الغربية والتي حاكاها الكتاب العرب فلاحظنا بعدا عن روحنا ومهما يكن هي مرحلة من التجريب على الكاتب أن ينعتق منها ويعرف كيف يوجه بوصلته
تحدث فرانك أوكونور بشكل جميل عن القصة وشبه الكاتب برجل يقف أعلى منعطف يشاهد كل الشارع منه وباستطاعته
أن يحكي لمن لا يشاهده وصفه بشكل جميل
أقول قد قصد فراسة المؤلف وبعد نظره وقدرته على ربط الأمور.
القصة القصيرة هي لحظة منفصلة عن ما قبلها وما بعدها ولا دخل لها بالطول والقصر إنما هي بقصر اللحظة الملتقطة
وقد راجت القصة القصيرة جدا واستسهلها الكثيرون
استخفافا بقصرها إنما هي العطر المكثف واللحظة البراقة التي تلمع كضوء الفلاش ونقول أن القصة القصيرة جدا موجودة في تراثنا بل في صميم ديننا
وكثير من أحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هي قصص قصيرة جدا كما تحدث عنها الشيخ نور الدين عتر
وقصص مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري هي قصص تحمل الحبكة والتشويق وبراعة في تكوين الشخصية وتحليل نفسي ضمني وجمال الأسلوب وقوة التعبير
والحوار المتدفق كذلك الطرف والنوادر المروية عن العرب
وفي بلاطات الملوك وإنشاء الله نورد أمثلة على ذلك وفي النهاية القصة الرشيقة قوية الصياغة قوية المغزى لها تأثير واضح على النفس البشرية وكيف لا وقد أنزل الله القصص سلوى للرسول الكريم والصحابة وللكلام تتمة
وأهديكم قصة قصيرة
شــهِــيَّـــة
جلست وصديقي في مطعم، كنت جائعاً فالتهمت شطيرتي سريعاً نظرت حولي وإذ بالناس يحدقون فيَّ مندهشين نظرت إلى الشطيرة. . . آه ! لقد التهمت يد صديقي بينما كان ينظر جانباً أعجبني مذاق يده فالتهمت يده الأخرى تلفتُّ إلى الناس الذين ما زالوا مندهشين وانفتحت شهيتي فأتيت على صديقي كاملاً حانت مني التفاتة إلى جسدي. آه ! لقد أتى عليَّ صديقي أيضاً دون أن أشعر فلم يبقَ منا سوى لسان وأسنان ؟؟.
طارق شفيق حقي .