Originally Posted by
هيا الشريف
على طرف الآخرة .. مابين أعشاب الذكرى .. وأسوار حنين تتعثر بها الشفاه !
في كوخ من حطب الضلوع .. وعتبات مسطرة بغبار أدمى عيونه .. التي بيضت نحيبا !
على طرف .. منه ..ومنها .. يحيا بضجيج مؤمن بالصمت .. والفقد
و بقايا بداخله .. لطفلة منسية .. ملامحها غائرة بفرح أنجب لوجنتيها الندى !
تسوقه أقدامه كل صباح .. وبصحبة صديقه الوحيد " هانكي" .. إلى حيث المقعد الخشبي الهزيل الذي جمع روحهما .. في غابر الأيام ..
وكلما اقترب .. تسكن أنفاسه وينازعه الشوق لعطرها .. تتبتل حواسه .. في حضرة الغياب ..
وببطئ مبجل بهدير الدمع .. ينزع قبعة ابتساماتها .. السخية بالحياة !
تتفقد أصابعه .. مكان أقامتها الأخيرة .. حين اقتسم هو وظلال الصنوبر حضنها الدافئ .. وودعها للأبد .. !
يغمض عيناه الضريرة أصلا بفقدها .. يرفع رأسه صوب السماء .. يتمتم " يا إله الحلول يظن الكثيرون .. أني ميت .. وأني لأحيا بها ، مؤمنا أن ما أفعله أكثر أهمية .. من الحياة ذاتها"!
مابين طيات شعرها المنسدل .. يتوهم استنشاق الخزامى .. مابين خطوط كفها الصغير .. يتوهم بقدر يعيدها إليه..
ومابين .. الخطوات التي يحرثها كل يوم إليها.. يتمنى لو أن الصباح أطول .. لـ يتنفس مزيدا .. من تفاصيلها!
لكن ألآم المسيح بداخله تبدأ .. بتوقيت تثاؤب الشمس ونباح هانكي معلنا بدء رحلة العودة .. إلى الديار ..
فيحين لفظ روحه .. ويستودع كل نبضه لزهرة كانت قد بذرتها على الحدود ..
وفي قداس .. مهيب .. لكل صباحاته .. وعلى بعد وفاء لذكراها يقيم طقوسه وحيدا إلا من طيفها .. وحب عميق .. يجده في كل خلاياه ..
ليحيا .. فقط هناك ... على طرف الآخرة !
*احتاج للكثير من النقد وعهدي بكم للجود أهل
هيا الشريف
مساء الإبداع
استوقفتني هذه القصة كثيرا
فمنذ اللحظة الأولى لقراءتها لفتني فيها
أمران
اللغة العذبة والقوية والمنتقاة والتي نفتقدها في نصوص كثيرة
والسرد المرهف المبلل بالحزن الشفيف
وكان تماهي وامتزاج تلك اللغة المتميزة مع هذا السرد الجميل المنهمر امتزاجا رائعا
أما الفكرة
فتدور حول ( الفقد )
فقد الحبيب
وقد استطعت التعبير عن حالة الفقد بأسلوب عميق ودلالات أعمق
كانت هناك صور شعرية كثيرة في النص
بل إنني أزعم أن النص كله نص شاعري مما يجعلني أتوقع أن الكاتبة لها محاولات في الشعر أو على الأقل الخواطر الشعرية التي ربما نشهد نصا منها
على أنه لفتني ببعض الإستغراب
تساؤل هام وهي أن الصورة العامة للمشهد هي صورة غربية
بعيدة إلى حد ما عن واقعنا العربي
فليس هناك من يصطحب كلبه معه حسب عاداتنا في مثل مشهد كهذا
لكن ربما يبرر ذلك قليلا أن المشهد في محتواه العام
ينتهي بقدّاس مهيب ...وتتخلله آلام المسيح
ربما يكون هذا تفسيرا لغربة المشهد عن واقعنا
في كل الحالات
استمعت تماما بقصتك
وبتصويرك الجميل الحزين لحالة الفقد بلغة مكثفة شاعرية
وسرد رائق رقراق يفيض عذوبة تختلط بالدموع
تحياتي