حروب فرنسا الدينية
حروب فرنسا الدينية (من 1562 إلى 1598) هي سلسلة حروب تتكون من ثماني حروب، قامت بتخريب مملكة فرنسا في النصف الثاني من القرن السادس عشر، حيث كانت المواجهة بها بين الكاثوليك الفرنسيين والبروتستانتية ويُطلق عليهم أيضاًهوغونوتيون. منذ بداية القرن السادس عشر تواجه الكاثوليك مع البروتستانت، وهي مواجهة أدت إلي حرب أهلية خطيرة. وكانت أولي الاضطهادات ضد من هم مُناصرين للأفكار الجديدة التي ظهرت في عام 1520 [1]. ولكن يجب الانتظار حتي فترة (1540-1550) حتي نري تتطور هذا الانشقاق.في أواخر مُلك هنري الثاني سُيس الصراع. بدأت الحروب الدينية بفرنسا عام 1562 وتواصلت حتي عام 1598، وتخللتها فترات سلام مع تطبيق مرسوم سلام نانت. وقد وُجد امتداد للحروب الدينية بفرنسا في القرن السابع عشر مع حصار لا روشيلوإلغاء معاهدة سلام نانت، وفي القرن الثامن عشر مع حروب الكاميسارد (البروتستانت الفرنسيين) ؛ حتي تم وقف الاضطهادات في ظل حكم لويس السادس عشر ومعاهدة فرساي عام 1787.
أسباب الصراع
ضعف السلطة الملكية
تتزامن الإضطرابات مع ضعف السلطة الملكية، لم يسمحا الملك فرانسوا الأول والملك هنري الثاني بأي تحدي لسلطتهم. صُدفة بعد موت الملك هنري الثاني في 10 يوليو 1559، لم يستطع خلفائه فرانسوا الثانيثم تشارلز التاسع فرض سلطتهم حيث كانا صغار السن ، لم يستطيعوا منع الفرنسيين من الإنقسام. بين الجهتين المحاربين، ترددت الملكة الأم كاترين دي ميديشي بين التسامح الديني والقمع، مما أدي إلي زيادة التوتر. ظهر الطابع الإقطاعي بوضوح مع التزايد الاستقلالي للأمراء والأطراف الذي يزيد خطراً شبكة معاونيهم. إن اتحاد الولايات العامة (رجال الدين والنبلاء والبرجوازية وعامة الشعب) فترة الحروب الدينية هو الإثبات لهذا الضعف في السلطة. كان الملك في حاجة إلي دعم رعاياه من أجل إتخاذ الرارات التي ستكون مُحترمة من الجميع.في هذه الفترة تحدي رجال القانون والأدباء السلطة الحاكمة الذين تصوروا خضوع أكثر من الملك لهذه التجمعات.
العشائر النبيلة
كون الملوك صغار السن ليحكموا، مما دفع مختلف الجهات السياسية لمحاولة فرض سلطتهم للسيطرة علي السلطة الحاكمة. ثلاثة من العشائر النبيلة لديها الروابط الأسرية، سيتواجهون للسيطرة علي الحكم
المونمورانسيين
لاإطار
أسرة قديمة وقوية التي تستمد ثروتها من علاقتها السياسية بالكونستابل (رئسية شرطة الملك) آن دي مونمورانسي في عهد الملك هنري الثاني. في هذه العائلة توضيح نجلي الكونستابل، فرانسوا دي مونمورانسي وهنري دي دامفيل. وأيضاً أبناء عمومتهم، ثلاثة أشقاء من شاتيلون (جاسبارد دي كوليجني وفرانسوا دي كوليني وأودت دي كوليني).ومع أنهم مقسمين بين كاثوليك وبروتستانت، فرصاً اتحد المونمورانسي-شاتيلون لمواجهة النفوذ المتنامي لمنافسيهم الجيز. دون التقليل ولكن الحروب الدينية في نزاع خاص بين هاتين العائلتين [2]. تنافسهم في التسابق علي السلطة حرك معاونيهم، ونشرهم في جميع أنحاء المملكة. الجيز
لاإطار
هم قادة الحزب الكاثوليكي، وأولاد عم دوق دي لورن، وقد عرفوا صعودهم السياسي بفضل كلود لورن ونجلو فرانسوا، أول دوقين من الجيز. وبفضل زواج ماري ستيوارت بوريث العرش. اللورنيين يدعمون الروابط بين وطنهم وبين سلالة فالوا. وتتوضح عائلتهم في تشارلز كاردينال لورين، هنري الأول دي جيز، وتشارلز دوق دي ماين. فإذا تجلي العداء من عائلة الجيز ضد سياسة التسامح الديني لكاترين دي ميديشي مما تسبب فب استبعادهم في عهد تشارلز التاسع، هذا التعنت الكاثوليكي أتاح لهم شعبية كبري من الشعب. مستأجرين كأبطال الإيمان، عادوا منتصرين في مقدمة المسرحية في عهد الملك هنري الثاني بفضل الإتحاد.في عام 1588، نجح الأعضاء الفرنسيين في طرد هنري الثالث من العاصمة، مما يعزز من تأثير اللوريين. انتهت كاترين دي ميديشي بنفسها بالصلاة لابنها لجعل الدوق دي جيز سعيداً [3].في العام التالي رفضت الجامعة بعد اغتيال عضوين من مجلس النواب ؛ وأصبح أخاهم التالي، تشارلز دوق دي ماين، العدو الرئيسي في حلول الملك البروتستانتي هنري الرابع. آل بوربون
لاإطار
هم أحفاد لويس التاسع مباشرة، هم آمراء الدم. أعضاء هذا البيت لهم الأسبقية علي بقية السادة من المملكة، ويجلسون بالقرب من الملك في الاحتفالات. وعلي الرغم من تردد وتغير الوجه السياسي والديني لرئيس العائلة أنطوان دي بوربون. وقد عُرفوا البوربون بأنهم زعماء بأنهم زعماء الحزب البروتستانتي في الحروب الدينية بفضل شقيقهم الأصغر لأنطوان ،لويس دي كونديه، ثم إبن الأخير، هنري دي كونديه. ولكن هذا ابن أنطوان دي بوربون وجان ألبير وهنري الرابع الذي جاء للسيطرة تدرجيا علي رئاسة البروتستانت بعد تحوله المؤقت والقسري إلي الكاثوليكية بعد مذبحة سانت بارثيليمي. تدخُل البلاد المجاورة
يرجع أسباب الحروب الدينية إلي تدخل البلاد المجاورة لإشعال نار الاضطرابات وإضعاف فرنسا. بعد الهيمة في معركة سانت كينتان في عام 1557 وإمضاء معاهدة كاتو- كامبريزي، لقد شهدت فرنسا ضُعف سيادتها لصالح ملك أسبانيا فيليب الثاني. وبسبب الحرب الأهلية شهدت تراجعاً في النصف الثاني من القرن السادس عشر والذي استفادت منه أسبانيا وأنجلترا. وبالرغم من هذا الصعود للبلدين إلا أن فرنسا ظلت تُشكل قوة عُظمة من حيث عدد سكانها، وثروتها، ومكانتها.و لإسقاط فرنسا ؛ ظلت أسبانيا وإنجلترا تمُدان يد العون لإحداث تمرد. تدخلي ملكة إنجلترا بالمشاركة إليزابيث الأولي في عدم البروتستانت، وملك أسبانيا في دعم عشيرة الجيز، مؤيدي الكاثوليكية. وفي أثناء الحروب الدينية، كانت فرنسا أيضاً مقسمة إلي اثنين من الفصائل مدعمين مادياً وعسكرياً من بلاد غريبة. وفي عام 1580 بدت فرنسا وكأنها أصبحت ساحة معركة حيث يتواجه أسبانيا وإنجلترا متوسطين الأطراف. الجيران علي حدود فرنسا لديهم طموحات إقليمية. إنجلترا تعتزم استعادة كاليه التي لم تقبل خسارتها في 1558. إسبانيا تأمل في استعادة الجزء الشمالي من نافارا. لا سافوا جنباً إلي جنب مع أسبانيا تعتزم استرداد الساحات الإيطالية التي تحتلها فرنسا منذ الحروب الإيطالية. الحروب الدينية في فرنسا معتمدة اعتماداً كبيراً علي السياق الأوروبي، هذا هو الحال فيما يتعلق بهولندا الأسبانية الذين يعانون الإضطرابات السياسية الدينية منذ تاريخ 1566. الحرب فب هولندا الإسبانية تؤثر تلقائيا علي الصراعات الفرنسية. والعكس بالعكس. طلب ملك فرنسا مساعدة المرتزقة الأجانب. وأحضر أيضاً القوات السويسرية والإيطالية المبعوثة من البابا. تم استخدام الجنود لاندسكنيشت الألمانية علي نطاق واسع في الصراع من الجانبين. استخدم الأسبان القوات الفلمنكية.
الأسباب الدينية البحتة
يميل التأريخ الأخير علي التركيز علي الأسباب الدينية البحتة للحروب الدينية. العمل المتقن لدنيس كروزيه المحاربين لله (1990) قد أوضح كيفية اتصال المخاوف الأخروية (من القيامة) بالإيمان في نهاية العالم قريبة. واستطاعوا أن يجلبوا (عنف الحيازة الإلهي) بحثاً عن إعادة تأسيس نقاء المملكة.هكذا نلاحظ الكثير من طقوس العنف التي تهدف إلي تسليط الضوء علي فساد الزنادقة : تشويه الجثث. لقد حاول الكالفنيين التخلص من وهم هذا العالم الملئ بالعلامات الإلهية الذي يدل علي عقلانية الفعل الديني، حيث العنف أكثر إعتدالاً في البداية وذلك قبل الاعتماد علي تكتيكات إرهابية تسعي إلي تخويف الخصم. وفقاً لتحليل دنيس كروزيه، فإن مذبحة سانت بارثيليمي بعيداً عن أنها كسرت ديناميات الحزب البروتستانتي والمفارقة أهنا أدت إلي انخفاض العنف الكاثوليكي : وبعد حلم الوحدة في الله، لقد غرق الكاثوليك في الكآبة بسبب وعيهم بعدم جدوي العنف. العصبة التي يصادف المرحلة الأخيرة من الحروب الدينية وبصمتها، بحثت أيضاً للحد من العنف النبوي واللاهوتي لبداية الاضطرابات الدينية، وذلك للتهيئة للتوبة قبل مجئ المسيح.
الحرب الأهلية
تطور البروتستانتية الفرنسية
قتل القاضة آن دي بورج التي انتقضت الملك هنري الثاني لإضطهاده الديني في 1559
ظهرت أولي الاضطرابات الدينية في فرنسا في عهد الملك فرنسوا الأول (1515-1547). بالرغم من إنسانية النهضة إلا أن الملك قد اعتبر نزعة الإصلاح مثل شيء ضار لسلطته. في عام 1529 نُفي بيركن صديق لإراسموس. وبعد قضية بلاكار (1534) بدأ الملك في اضطهاد البروتستانت. في عام (1545) ذُبح 3000 ولدينيسيون في ليبيرون في ميرندول بأمر من برلمان إكس وبموافقة الملك [4]. و في عهد عهد نجله هنري الثاني زادت حدة التوترات الدينية. شَرع الملك قانون ضد البروتستانت. ضاعف المراسيم القمعية مرسوم كومبرانيه في عام 1547 سمح للمحاكم العلمانية بمحاكمة البروتستانت بمجرد وجود فضيحة عامة. مرسوم إكوين لعام 1557 طالب بإطلاق النار علي البروتستانت بدون محاكمة لمن يحاولون الفرار أو الثورة [4]. في عام 1559 أعطت رسائل إكوين مَهمة لشخصيات بارزة للسفر في المقاطعة لمنع الهرطقة [5]. في النهاية بناءالغرفة المشتعلة المصنوعة في برلمان باريس بمحاكمة المهرطقين في محرقة الجثث وفي عامين تم انهاء 37 شخص بها [6].وبالرغم من هذه الاضطهادات إلا أن البروتستانتية قد نمت بشكل كبير. ويقتصر القمع المطلوبة من قبل الملك من ضعف مؤسساتها. لم يكن لدي الملك الدعم القضائي الكافي المهم لكي ينفذ سياسته [7]. وكان هناك سوء تطبيق للمراسيم وشعر الكثير من الضباط بالتعاطف تجاه الإصلاح. تم انتشار البروتستانتية في المناطق الحضارية وخصوصاً إلي من يستطيعون الوصول إلي الثقافة : البرجوازيين، الحلرفيين، رجال الكنيسة، العلماء، الكُتاب وموظفين القضاء [8]. تفاعل الملك، مرسوم شاتوه بريون في عام 1551 حيث شرح فيه بالضبط أنماط القمع. يزيد العقوبات المفروضة علي أمناء المكتبة، المحررين، وناشرين الكتب المحظورة. ولم يمنع. انضمت طبقة النبلاء إلي الإصلاح منذ عام 1555. شخصيات كبيرة من القصر مثل أمير كونديه وفرانسوا دي اندولوه ساهموا في تنميته. وفي نهاية عهد هنري الثاني مللك فرنسا، حققت البروتيتانتية تقدم كبير أكثر من باقي الكنائس.كان رد فعل الملك وحشي. تم إيقاف 6 من أعضاء برلمان باريس منهم آن دي بورج وذلك بعد جلسة 10 يونيو 1559. مات الملك بعد ذلك بشهر. سببت وفاته فترة من عدم اليقين. تركت معاهدة كاتو كمبريسيس طبقة النبلاء دون عمل ومتاحين للحروب الداخلية.