فلسطين أمي
شعر : د. محمد وليد
خذوها ..
أخذتم ضياء عيوني ..
فلسطينُ أمي ..
تنوحُ بصوت حزين ..
تعيشُ على ضفة الموت ..
بين الصراخ وبين الأنين ..
وأعداؤها يقرعون الطبول ..
ويحتفلون بنصر مبين ..
لك الله .. يا قدسُ ..
يا حبة القلب ..
يا درة في الجبين ..
لقد باعك الأقربون
وضيعك التائهون بهذا الزمان المهين..
فغرقي يقودون ركب السّفين ..
وعُميٌ يعادون طب العيون ..
فلسطين أمي ..
تنادي أباة الرجال ..
لقد قيدوني ..
وشدوا بصدري الحبالْ
وفي ساحتي سامريّ
يجوسُ خلال الديار ..
ينقّبُ عن جده في الرمالْ
ويرعى الخنازير فوق سهولي .. وفوق
الجبالْ
ويعصر أعنابي الحُمرَ خمراً ..
ليسقي رؤوس الضلالْ
لقد ألحقوني .. بركب الضلال ..
وقد هوّدني ..
فيا راكبين عناق الخيول ..
لمن تتركوني؟
حنانك يا أمُ إني فداك
برغم العذاب ورغم السجون
وإني سآتيك فوق سروج الغمام
وفوق الحُزون
سأحمي حماك
بخفق الفؤاد.. ونبض الوتين
وأشعلُ قنديل حُبك ..
خلف الوهاد .. وفوق الوكون
وإن جوّعوني ..
وهبتك لقمة عيشي .. وكدّ اليمين..
وإن قتلوني ..
وهبتك روحي ..
ترف عليك بنور اليقين ..
سأقهركم أيها الغاصبون
برغم العذاب ورغم السجون ..
فلا تفرحوا باعتقالي وقهري ..
وتشريد أهلي بليل حزين ..
ولا تفرحوا بسلام مُهين ..
جناهُ الجناة بعصر مهين ..
فلسطين أرضي وأرض جدودي ..
وإن ما غصبتم ثراها لبضع سنين ..
وإن ما ظننتم دوام المقام ..
فلا تسرفوا في الظنون ..
فموسى لنا .. ولك سامريّ
يبيع هواه بعجل سمين ..
وجيش محمد آتٍ بنصر مبين
يبشرنا أنكم راحلون ولو بعد حين