الإمامة لدى المانوية
" قال المانوية: لما ارتفع ماني إلى جنان النور ، أقام قبل ارتفاعه سيس الإمام بعده، فكان يقيم في دين الله وطهارته إلى أن توفي ، وكانت الأئمة يتناولون الدين واحداً عن واحد ، ولا اختلاف بينهم، إلى أن ظهرت خارجة منهم ، يعرفون بالديناورية ، فطعنوا على إمامهم ، وامتنعوا عن طاعته ، وكانت الإمامة لا تتم إلا ببابل ، ولا يجوز أن أن يكون إمام في غيرها . فقالت هذه بخلاف هذا القول ، ولم يزالوا عليه وعلى غيره من الخلاف الذي لا فائدة في ذكره ، إلى أن أفضت الرئاسة الكلية إلى مهر ، وذلك في ملك الوليد بن عبد الملك، في ولاية خالد بن عبد الله القسري العراق، وانضم إليهم رجل يقال له زادهرمز ، فمكث عندهم مدة ثم فارقهم، كان رجلاً في دنيا عريضة فتركها وخرج إلى الصديقوت، وزعم أنه يرى أموراً ينكرها ، وأراد اللحوق بالديناورية، وهم من وراء نهر بلخ . فأتى المدائن ، وكان بها كاتب للحجاج بن يوسف ذو مال كثير ، وقد كانت بينهما صداقة، فشرح له حاله والسبب الذي أخرجه من الجملة، وأنه يريد خراسان لينضم إلى الديناورية ثم انقسمت المانوية فرقتين ، المهرية ، والمقلاصية.
وماني ينتقص سائر الأنبياء في كتبه ويمريهم بالكذب ويزعم أن الشيطان استحوذ عليهم، بل يقول في مواضع من كتبه إنهم شياطين، وأما عيسى بن مريم فيزعم عنه أنه الشيطان.
قتل ماني في مملكة بهرام بن شابور وقطع لنصفين.
عن كتاب ماني والمانوية - ترجمة سهيل زكار
نقله طارق شفيق حقي