فريدريك ڤولهلم نيتشه:
فيلسوف وعالم لغويات ألماني. ولد في روكن Rockenn قرب مدينةلايپزيگ بپروسيا يوم عيد الملك فريدريش ڤلهلم الرابع، فسمي باسمه ومات في ڤايمار. وهو من أسرة من القساوسة، لكنه كان شديد الإلحاد فجعله محور كتاباته، تيتم باكراً من والده، فتولّت تربيته نسوة العائلة اللاتي أسرفن في تدليله وملاطفته ، فقد قضى طفولة سعيدة، وكان تلميذاً مهذباً صادقاً مطواعاً حتى أطلق عليه اسم القسيس الصغير، أرادته أمه قسّاً كأبيه فالتحق وهو في الثانية عشرة من عمره بمدرسة بفورتا Schulpforta، لكنه عدل عن ذلك بعد أن فقد إيمانه في الثامنة عشرة من عمره، فمّر بمرحلة من الشك والتشتت، خرج منها بالتحاقه بجامعة بون ثم بجامعة لايپزيگ(1864-1869).
سُمي نيتشه سنة 1868 أستاذ فقه اللغة اليونانية (الفيلولوجيا) في جامعة بازل بسويسرا بعد أن مُنح درجة الدكتوراه ليتم التعيين طبقاً للّوائح ، ولفت الأنظار إليه نشره عدة مقالات في مجلة ريتشل Ritschl.
ولما نشبت الحرب بين ألمانيا وفرنسا (1870) تطوع في الجيش، ولأنه أصبح مواطناً سويسرياً كان عليه أن يكتفي بالعمل ممرضاً في الخدمة العسكرية.
وبعد أن تدهورت صحته أُعفي من الخدمة وأعيد إلى بازل. ولم يشفَ أبداً من الأمراض التي أصابته في أثناء تجنيده، فاضطر إلى الاستقالة من الجامعة والتدريس سنة 1879، وقد رصدت له الجامعة راتباً جيداً يحيا منه. وقد قضى الأعوام العشرة التالية متنقلاً بين سويسرا وإيطاليا، مواصلاً عمله التأليفي، وكان في معظم الأحيان منعزلاً لا يعترف به أحد. وانتهى به المرض سنة 1889 إلى الشلل الكلي والجنون، فأُرسل إلى المشفى العقلي في بازل وينا Jena ثم أعيد إلى أمه في ناومبرگ سنة 1890، ولما ماتت تعهدته أخته في ڤايمار سنة 18977، وباشرت نشر كتبه وظلّت ترعاه إلى حين وفاته.
فلـسـفـتــه
تأثر نيتشه بثلاث نزعات: تشاؤمية شوپنهاور كما تجلت في كتابه «العالم إرادة وتمثّل» The World as Will and Representation، والنزعة الجمالية عند ريتشارد فاغنر الموسيقي، وفلسفة فريدريش ألبرت لانج السياسية Friedrich Albert Lange (عاش بين 1828-1875) وخاصة في كتابه «تاريخ المادية» (1866). لكنه سرعان ما انقلب على شوبنهاور واعتنق مبدأ الحياة، كما انفصل عن نزعة ڤاغنر الفنية.
تميزت فلسفة نيتشه باستيعابها أفكار الرومانسية الفلسفية والعدمية ومعاداة السلمية. وكذلك نقدها الدين ومبادئ الأخلاقية والنفعية والمادية والمثالية الألمانية، فكانت إلهاماً للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة. ويعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية، التي أعطت أهمية كبيرة للفرد واعتبرت أن المجتمع موجود ليخدم وينتج أفرادًا متميزين. وتعتبر فلسفته إحدى المرايا التي عكست تغيرات الواقع في مختلف مجالاته. وقد تأثر بالعديد من الفلاسفة والفنانين منهم؛ الفيلسوف «شوبنهور»، والموسيقي «فاجنر».
أنتج أعمالًا فلسفية عدة؛ من أهمها: «ما وراء الخير والشر»، و«هكذا تكلم زرادشت» ـ الذي قال عنه نيتشه إنه إنجيله الشخصي ـ و«هو ذا الإنسان». وقد دعا في كتبه إلى عدة مبادئ منها؛ قوله ﺑ «موت الإله»، وربما لم يكن يقصد منها الإلحاد بقدر ما قصد الدعوة إلى تحطيم ما هو ثابت.
كما دعا إلى أن يعتمد الإنسان على نفسه، ومن هنا أتت دعوته الثانية لتحطيم الأخلاق المسيحية التي أطلق عليها «أخلاق العبيد». في المقابل كان يدعو ﻟ «أخلاق السادة» المعتمدة على مبدأ القوة، والمستمدة من الحضارة الرومانية. كذلك تبنى فكرة «الإنسان المتفوق» أو «السوبرمان» الذي يحقق كل شيء بالإرادة والتفكير والقوة. كما قال أن الحياة دورات، وأننا سنحيا مثل حياتنا في دورة أخرى.
مؤلفات نيتشه:
– ما وراء الخير والشر
– هكذا تكلم زرادشت
– نقيض المسيح
– في جنيالوجيا الأخلاق (أصل الأخلاق)
– العلم المرح (العلم الجذل)
– هذا هو الإنسان
– الفجر
– غسق الأوثان (أفول الأصنام)
– إرادة القوة
– شوبنهاور مربيا
– ديوان نيتشه
– إنسان مفرط في إنسانيته
– الفلسفة في العصر المأساوي الاغريقي
– مولد التراجيديا
مراجع عن نيتشه
– نيتشه: مقدمة قصيرة جدا: مايكل تانرنيتشه : جان غرانييه
– نيتشه والإسلام : روي جاكسون
– نيتشه وإرادة القوة : بيير مونتيبيلو
– نيتشه شيطان الفلسفة الأكبر : مجدي كامل
– من فشته إلى نيتشه : فردريك كوبلستون
– نقد الحداثة في فكر نيتشه : محمد الشيخ
– نيتشه والإغريق: إشكالية أصل الفلسفة : عبد الكريم عنيات
– نيتشه وجذور ما بعد الحداثة : أحمد عبد الحليم عطية وآخرون
– عندما بكى نيتشه : إرفين د. يالوم
– نيتشه ومهمة الفلسفة: قلب تراتب القيم والتأويل الجمالي للحياة : عبد الرزاق بلعقروز
– نيتشه وسياسة الفلسفة : محمد أندلسي
– نيتشه مفتتا : بيير بودو
– نيتشه : جيل دولوز
– نيتشه والفلسفة : جيل دولوز
– نيتشه : هنري ليشتانبرجر
– نيتشه : عبد الرحمن بدوي
– زرادشت نيتشه : بيار هيبر وسوفرين
– فلسفة القيم: نماذج نيتشوية : نبيل عبد اللطيف
– أقدم لك نيتشه : لورانس جين وكيتي شين
– الإرادة والتأويل: تغلغل النيتشوية في الفكر العربي : جمال مفرج
– “الإنجيل” الخامس لنيتشه : بيتر سلوتردايكتحطيم العقل: فلسفة الحياة في ألمانيا الامبريالية والنيوهيغلية : جورج لوكاكش
– محاولة جديدة لقراءة فريدريش نيتشه : صفاء جعفر
– نيتشه مكافحا ضد عصره: رودولف شتاينر
– نيتشه : فؤاد زكريا
– نيتشه ونقد المعرفة التاريخية : الحسين أخدوش