جامعة الجنان تطلق مؤتمراً دولياً بعنوان
"اللغة العربية إلى أين؟"
برعاية معالي وزير الثقافة الدكتور طارق متري، نظمت جامعة الجنان مؤتمراً دولياً بعنوان "اللغة العربية إلى أين؟" على مدى يومين متتاليين: 24 و25 أبريل من السنة الماضية 2006ميلادية، وتم ذلك في قاعة المؤتمرات في المبنى الجامعي الجديد.
شارك في فعاليات المؤتمر أساتذة من مختلف الدول العربية والأجنبية منها سوريا، المغرب، فرنسا، الكويت، الأردن، الجزائر، ماليزيا، ليبيا، إيران، تركيا والهند.
إستهل المؤتمر بحفل إفتتاح شارك فيه رئيسة جامعة الجنان الأستاذة الدكتورة منى حداد، وزير الثقافة الدكتور طارق متري، ممثل دولة الرئيس نجيب ميقاتي الأستاذ عبد الإله ميقاتي، ممثل معالي وزير الأشغال والنقل الدكتور محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة، النائب الدكتور مصطفى علوش ممثل رئيس كتلة تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري، معالي الأستاذ عمر مسقاوي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، الشيخ ناصر الصالح رئيس المحاكم الشرعية السنية الأسبق، عميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية الدكتور هاشم الأيوبي، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور غسان رعد، الأستاذ عبد القادر علم الدين رئيس بلدية الميناء، العميد الدكتور أمين صليبا، المحامي الدكتور محمد نديم الجسر، ممثل الجماعة الإسلامية الأستاذ سعيد العويك، فضيلة الشيخ هاشم منقارة رئيس المجلس القيادي لحركة التوحيد الإسلامي، الأستاذ مصطفى عجم ممثل رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني، الملازم أول باسم طوط ممثل مديرية أمن الدولة، ممثلة رئيس الصليب الأحمر، بالإضافة إلى حشد من الهيئات الثقافية، الأكاديمية والطلابية.
بعد تلاوة فضيلة الشيخ خالد زكريا آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجنان رحب الأستاذ رياض عثمان عريف الحفل بالحضور والأساتذة المشاركين من مختلف الدول العربية والأجنبية، متحدثاً عن أهداف المؤتمر، وهي مناقشة المستجدات التي تمر بها قضايا اللغة العربية حالياً من أجل استعادة الثقة بها.
مدير مركز الأبحاث والتنمية في جامعة الجنان الأستاذ الدكتور علي لاغا تحدث عن اللغة التي هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها، فهي وعاء الوحدة في صور التفكير وأساليب أخذ المعنى من المادة.
والدقة في اللغة دليل على دقة الكلمات في أصلها وعمقها، فهي عمق الروح ودليل الحسن على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل. وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية والطموح. هذا وقد شكر الأستاذ الدكتور علي لاغا سفارات لبنان في الخارج، المسؤولين في الحكومة والأمن العام والأمن الداخلي، بلديات طرابلس والميناء والقلمون، اتحاد بلديات عكار، رابطة الطلاب المسلمين، جمعية العزم والسعادة، جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في الميناء، جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في طرابلس، ثانوية روضة الفيحاء والرابطة الثقافية الذين عملوا على إحاطة المؤتمرين والمؤتمر بالتكريم الذي يدل على الأصالة والنبل الذي تتمتع به إدارة هذه المؤسسات الكريمة.
أما رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة منى حداد فقد أشارت في كلمتها إلى أنه في غمرة العولمة الطاغية، الآحادية القطب، وفي حمأة اجتثاث الثقافات لصالح ثقافة مهجّنة دعيّة، تنخر جسد الحضارات كداء لا دواء له، وتقوض أركان كل ما هو إنساني، من لغة وثقافة وحضارة وتراث وقيم، فإن قضية اللغة العربية والتحديات التي تتعرض لها، أضحت شغل المخلصين الشاغل، من مفكرين وأدباء وباحثين ومجامع لغوية، وجامعات عربية وإسلامية بل وعالمية ومنظمات دولية، نتيجة للضغط الهائل - وضمن خطة منظمة - لاستئصالها واقتلاعها من جذورها.
لذلك نقولها، وبكل مسؤولية، إن أمن الأمة السياسي والثقافي والاقتصادي والتاريخي، كلّه معلق بهذه اللغة الأصيلة. ذلك أن اللغة ليست وسيلة اتصال وحسب، بل هي هوية وثقافة وتقاليد وصورة ندية للتعايش الإنساني والحوار والتسامح، وهذا ما ألفناه في مجتمعاتنا المشرقية على مر الدهور وكر العصور.
إن جامعة الجنان إذ تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه هذا الموضوع - على محدودية إمكانياتها- فإنها تهيب بالحكومات ووزارات التربية والثقافة، التي تُرصد لها الملايين لتقتفي آثار المناهج الحديثة في التعليم، أن تلتزم خط الدفاع الأول لما يتهدد المساقات الإنسانية من محاولات تقويض أو ترويض. نهيب بهؤلاء أن يأخذوا دورهم كاملاً في حماية التراث الإنساني حرصاً على السلام العالمي، الذي أرست قواعده الأديان والكتب السماوية، والتي يخلو قاموس المادية الحديثة من أي ذكر أو اعتبار لها.
أضافة، إنه لمن ضروب الإهانة للغتنا العربية أن تغتال هذه اللغة بدلالاتها وجماليتها بأيدي أبنائها، ممن يدّعون الثقافة والفكر، عبر كلمات مهجّنة غريبة عن جسد اللغة العربية وبنيتها، يحشرونها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وأن هذا إنما هو ضرب من ضروب الحضارة ومواكبة العصر. أنهم يرمون العربية بعيب هي منه براء. ثم إن لغتنا لتشعر بالظلم والغربة بين أهلها حين تتهم بقصورها عن القيام بالواجب في مجال تعليم العلوم البحتة وتوصيف موادها.
إننا لا نشك أبداً في أن اللغة العربية الآن تتجه صعوداً، لأنها ميراث حضاري عظيم، ولغة حية تبحر عميقاً في تراب الأرض. والإنسانية باتت أكثر طلباً لها، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر طمعاً في اكتشاف هذا الجزء المجهول من حضارة مغيّبة.
راعي الحفل وزير الثقافة الدكتور طارق متري شدد في كلمته على ثلاث نقاط هي ضرورة خروج المؤتمرين بخلاصة مفادها تبسيط التدريس باللغة العربية من خلال إيجاد طرائق التعليم، واختيار نصوص قريبة إلى الأذهان، وأن تكون لنا عين على نهضة اللغة العربية والنهضة العلمية والثقافية ولا نهضة من دون حيوية ثقافية تعتمد على الأفكار والثقافات الحديثة.
كما ودعا إلى ضرورة استخدام اللغة العربية الفصيحة في وسائل إعلامنا سواء المكتوبة أوالمرئية. وإلى تعلم اللغات الأجنبية لاكتشاف العلوم التي من شأنها تطور أمتنا للعودة إلى أصالتها وتقدمها.
وفي ختام كلمته توجه السيد الوزير إلى رئيسة الجامعة بالشكر على إنشائها مؤسسة هدفها المواءمة بين الأمانة للتراث العربي والإسلامي وسلوك مسالك الانفتاح والتوفيق بين الأصالة والمعاصرة. فجامعة الجنان تدرك أن التعليم الجامعي الحق ليس مجرد محاضرات ودروس بل هو مناقشات ومؤتمرات وبحوث.
أعقب ذلك بدء ورشات العمل التي امتدت على يومين متتاليين وحملت العناوين التالية:
- التحديات التي تواجهها اللغة العربية.
- إيجاد طريقة جديدة لتعلم اللغة العربية وتعليمها.
- بناء المصطلح النحوي.
- دلالة الألفاظ.
- لغتنا إلى أين.
يشار إلى أنه في أعقاب مداخلة الدكتور نسيم أختر الندوي من نيودلهي – الهند، التي تحدّث فيها عن أوضاع المسلمين هناك وما يعانونه من إهمال وصعوبة في تدريس اللغة العربية أعلنت الأستاذة الدكتورة منى حداد رئيسة الجامعة بأنها ستتبنى تدريس عشرة طلاب من الهند اللغة العربية بمنحة من الجامعة.
هذا وأقيم على هامش المؤتمر جولات سياحية للوفود المشاركة في طرابلس والشمال بالإضافة إلى تنظيم ثلاث ندوات علمية في قاعة جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في الميناء تحت العناوين التالية:
- سعيد النورسي ومنهجه في التربية والإصلاح. مع الأستاذ الداعية إحسان قاسم الصالحي – استنبول تركيا وتدير الندوة الأستاذة إيمان علي لاغا.
- المسلمون في الهند مع الدكتور نسيم أختر الندوي من الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي يقدم للندوة الدكتور ماجد الدرويش.
- اللغة العربية في المغرب الكبير أمام التحديات مع الدكتور محمد وكريم من جامعة أغادير – المغرب والدكتور عبد القادر سلامي من جامعة تلمسان من الجزائر يدير الندوة الدكتور حسام سباط.
المصدر