قصة قصيرة
بدايـــة حلـــم
ابو محمد
الوقوف في مكان هادئ , والترقب من بعيد , واختلاس النظر, كانت من هواياته المفضلة 00 وقف في زاوية من زوايا القاعة واتخذ مكانا في احد أركانها 00 يراقب الحضور 0 أناس يدخلون وآخرون يخرجون , وقاعة عامرة بأهلها 0 فنانون , وأدباء , وسياسيون , وحتى من أناس عاديين ليس لهم شان سوى التظاهر وحب ألاستطلاع 0
لوحات مرسومة بالزيت تحتل مواقع على الجدران , وأخرى بالألوان المائية , ومنحوتات صغيرة منتشرة في زوايا القاعة 00 أساليب مختلفة واقعية وانطباعية وتجريدية , ومضامين هي ألأخرى مختلفة 0
وهي تزهو ببدلتها المستعارة من احد صديقاتها , وحذائها المرتفع قليلا , والدبوس المسمر على صدرها 00 تتنقل بين لوحاتها بخطى ثابتة 00 تحيي بعضهم باهتمام , وترد على ملاحظاتهم بحماس , وقد لاح عليها مظاهر البهجة والتألق 0
وقفت أمام احد منجزاتها , ودارت بناظرها في إرجاء القاعة كأنها تبحث عن شيء تفتقده 00 أخيرا استقر نظرها نحوه 00 لوحت له , وتقدمت إليه بجرأة , وفاضت ابتسامتها بضوء النهار
المنبعث من فتحات النوافذ 0
حيته :
- أهلا 0
- اهلا00 أهلا 0
- كيف حالك ؟
- على ما يرام 0
- كنت أتوقع قدومك 00انا سعيدة بحضورك 00 هل شاهدت المعروضات ؟
- نعم00 نعم 0
- ما هو رأيك ؟
- ممتاز 0
هل أعجبك شيء ما ؟
نعم 00 تلك اللوحة , و أشار إليها 0
تقدما نحوها 0
- آه إنها لوحة الزهور 00 جميل 0
صمت
كانت تنتظر هذه اللحظة / هذا اللقاء منذ وقت طويل وقد عقدت عليه آمال كثيرة 0
تملت وجهه 00نظرت في عينيه 00 وهو يشيح عنها بنوع من
الخجل وألأرتباك 0
حاولت أن تطيل اللقاء معه 00 أن تستدرجه لحديث أكثر جدية إلا انه ظل مرتبكا يداعب رباط عنقه بأصابعه , ثم هم بالخروج 0
بادرته :
لم العجلة ؟
تظاهر بعدم سماعها , ثم استأذن بألأنصراف 0
سألته :
- ألا تكتب كلمة 000؟
- آه 00 نعم 00 لقد فاتني ذلك 00 تناول دفتر التشريفات وكتب : ( مع تحياتنا لكم بالموفقية ومزيدا من ألإبداع واللقاء في معارض أخرى ) , ثم ذيلها بتوقيعه وخرج 0